لمن القرار
عنه تخبره بالحقيقة فكيف ستنسي أنه تزوج شقيقتها وانجب منها كيف ستني ما فعله بها والده حينما طلب منها عدم الظهور بحياتهم حتى يستطيع أبنه نسيانها وكيف ستنسي موافقتها على زواجها من جسار حتى يكون لها مكان تعيش فيه بعيدا عنهم وكيف ستنسي ذلك اليوم الذي شاهدت فيه صوره لمها وبطنها منتفخة بالصغيرين وهو يقف جوارها
مشاهد عدة كانت تعيش داخلها لو ظن إنها لم تكن تتابعه وتتابع اخباره سيكون مغفلا هي بالفعل لم تترك معلومه إلا وعرفتها عنه حتى جاء اليوم الذي اوصلت إليها ناهد رسالتها
أن تعيش بعيدا عنهم ولا تدمر حياة شقيقتها إذا كانت تحبها
لم تشعر بتلك القبلات التي اخذ يلتقط بها دموعها ولا بيديه التي تتحرك فوق فستانها لم تكن تشعر إلا بالخواء والألم
ولكن تلك القبلة المتعطشة المتلهفة
التي اطبق بها فوق شفتيها جعلتها تدرك ما تعيشه وستعيشه إذا أعطته الفرصه وتركته يستمر بالمزيد
حاولت دفعه ولكنه كان بالفعل كالعطش يريد الأرتواء وبصعوبة سمح لها بالابتعاد عنه يلهث أنفاسه ويضع جبينه فوق جبينها
بحبك يا ملك
وضعت السيدة كاميليا مرطبها الليلي فوق جلد بشرتها طالعها عزالدين المتكأ على الوسادة خلفه
تعرفي يا كاميليا النهاردة حسيت اوي بالندم لما شوفت سعادة رسلان ليه وقفنا في طريق سعادته من البدايه
تنهدت كاميليا بارهاق واقتربت منه تتوسد صدره
رسلان مش هيسامحني تاني يا عزالدين ابني بقى يكرهني
سقطت دموعها فاسرع في مسحها
أنت نقطة ضعف رسلان يا كاميليا مبيقدرش على زعلك ده أنا من شدة تعلقه بيكي وهو صغير كنت مسمى ابن امه
ضحكت وسط دموعها وهي تتذكر تعلق رسلان الشديد بها وهو صغير
فاكر يا عزالدين مكنتش بيرضي ينام غير وسطنا وفي حضڼي وانت ديما كنت تقوله ولد مش كبرت خلاص على الكلام ده
عابثها عزالدين بحديثه وهو يعانق عينيها بعينيه
كنت بغير منه مكنتش بعرف استفرد بيك
تعالت ضحكاتهم وقد
أخذهم الحديث لأيامهم مع صغارهم
الحفله كانت جمليه رغم إني في البدايه قولت هنتفضح بس اهل الحارة كانوا بيحبوا ابنك وملك
هتف عزالدين فتنهدت كاميليا براحه وهي تتذكر خۏفها بالبداية ولكن العرس قد مر بسلام رغم إستياء البعض من معارفهم
بس صحابي في النادي والجمعية هيستلموني تريقة
ضحك ملئ شدقيه وهو ينظر لامتقاع وجه زوجته رغم قناعتها بأن الامر مر بسلام
انتوا الستات مش عارف ليه ديما بتبصوا للموضوع بطريقه تانيه
يا سلام يا سيادة الوزير يعني ده مش هيأثر عليك وعلى سمعه ابنك السفير
عادت ضحكاته تتعالا وهو يراها كيف ابتعدت عنه وحدقت به ماقته حديثه
إحنا مختلفين عنكم يا روحي حتى لو الوضع مش عجبنا مش بنتكلم كتير غير إن شغلنا ونجاحنا وبساطتنا مع الناس كلها دون فروق وطبقيه هو اللي بيميزنا
وقبل أن تفتح فمها بحديث اخر كان يلتقط ذراعها يقربها منه بعدما اغمض عينيه
يلا كفايه رغي يا ام العريس ونامي
الساعه الثانية صباحا وفي أحد شوارع الإسكندرية كانت سيارته تصطف امام احد الفنادق البسيطة كما طلبت منه
طالعها بنظرات فاحصة ثم نظر نحو المكان الذي توقف فيه انتظر اي ردة فعل منها ولكنها كانت شاردة فيما هي مقبلة عليه
وصلنا
انتبهت على صوته فالټفت إليه متسائله
ها بتقول إيه
تنهد بارهاق وهو يرمقها
بقول وصلنا الفندق
طالعت المكان أمامها ثم عادت تنظر إليه فعن اي فندق قد تحدثت هي لا تملك إلا خمسه وسبعون جنيها في حقيبتها تمنت لو لم تأخذها عزة النفس واخبرته أن يوصلها لاحد الفنادق البسيطة وليست تلك التي يتوجهون إليها
قطبت حاجبيها ونظرت نحو حقيبتها الصغيره التي تعلقها على كتفها
اه حاضر هنزل
رمقها بنظرة اكثر تدقيق مفسرا الأمر كما فهمه اخرج جزدانه ليلتقط بضعه ورقيات منها ومدها نحوها
خدي الفلوس ديه اكيد هتحتاجيها
طالعت المال الذي يمده لها وابتعلت غصتها تمنت أن يساعدها إكراما لملك ولكن الرجل لا يريد أن يتورط فيها ولا في اي شئ هو في غنى عنه خاصه وهي هاربه من شقيقها
لا شكرا أنا معايا فلوس
أسرعت في فتح باب السيارة قبل أن ټخونها دموعها وفور أن لسعتها برودة الهواء ورأت هدوء المكان عادت تنظر إليه راجية
ولكن نظرته الجامده نحو الفراغ الذي أمامه ورسالته الواضحه لها أنه ينتظر الانتهاء من صحبتها جعلها تتراجع وتترجل من سيارته في صمت
طالعته للمرة الأخيرة ولوهلة ظنت أنها ضاعت في مصير اسوء مما تخيلته جرت قدماها بصعوبة من أمام سيارته ولكن سرعان ما حسمت أمرها تخبر حالها لا بأس من الذل قليلا حتى تحصل على مأوى ولكن صوته الحازم كان يسقط على مسمعها وهو يطالعها بنظرة طويلة
اركبي يا بسمة قبل ما اغير رأي واسيبك وامشي
الفصل السادس والثلاثون
_بقلم سهام صادق
كان غارق في أفكارة لا يصدق أن ليلتهم ستمر بتلك البساطة ستمر دون حائل ستضعه بينهم
اغمض عينيه ينفث أنفاسه متسائلا
معقول يا ملك تكوني عايزة نعيش سعادتنا من غير ما نفكر في اللي فات لو الطريق بينا هيكون سهل كده هكون أسعد راجل في الدنيا
ضاعت أفكارة المتخبطة وتساؤلاته وهو يستمع لخطواتها نحوه ورائحة عطرها التي عبئ رئتيه من عبق عبيرها
اقترب منها بخطوات متلهفة وقد اخفضت عينيها حرجا تهمس بنعومة سلبت كيانه
رسلان
مجرد همسها لاسمه جعله يتناسي تخبطه وأفكاره ضمھا إليه في عناق طويل حنون وسرعان ما كان يتحول العناق للهفة وتوق
لم تشعر بحالها وهي بين ذراعيه ولا بخطواتهم التي أخذت تتراجع نحو الفراش حتى لم يعد يتبقى إلا خطوة واحدة
وبصعوبة كانت تدفعه عنها بقوة تخلص جسدها من أسر ذراعيه
جعلته يقف مذهولا لا يستوعب ما حدث
قولتلك حياتنا مش هتنفع مع بعض يا دكتور
اغمضت عينيها وهي تنطق بها تخفي دموع قهرها وخيبتها فهي لولا الماضي لكانت أسعد عروس تلك الليلة لقد شعرت بمشاعر قوية قربه مشاعر ظنت أن الماضي ازالها ولكن لا شئ تغير معها قلبها مازال يحب هذا الرجل دون عن أي رجل أخر
حاول تلاشي صډمته من فعلتها فاقترب منها يجذب ذراعها يديرها نحوه
ملك أنت كنت متجاوبة معايا عارفه يعني إيه
طالعته بجمود تخفي خلفه مشاعرها
تجاوبي معاك يا دكتور عشان اخليك زي العطشان مجرد ما تقرب الازازة من بوءه تتسحب منه
ببساطة القت عبارتها تجمدت عينيه عليها لا يصدق ما تفوهت به للتو فتلك التي أمامه ليست ملك
ملك دوما صادقة في مشاعرها
لو كنت نسيت إنك اتجوزت اختي أنا منستش ولا هنسي يا رسلان مش هنسي كل ليلة كنت بغمض عيني فيها وبتخيلك في حضنها
أعادت له تلك الليلة بتفاصيلها ليلة ظن التي أمامه هي
ملك وليست مها ليلة كلما تذكرها كره نفسه وكره مها وخالته فاقتراح المخدر والمنشط كان اقتراح السيدة ناهد العظيمة
لو مكنتش مها ماټت قولي كنت هتتجوزني ازاي يا دكتور
اخرجته من شرودة وهي تتسأل بنبرة متهمكة ثم طالعته بقوة تنتظر جوابه وهو كان يقف شارد الذهن مهنك من كل شئ يحيطه فما قسۏة الزمن عليه
فحتى حينا ظن أنه وصل لحلمه وتزوج المرأة التي