لمن القرار

موقع أيام نيوز

هتعمل فيهم زي ما عملت فيها.. ملك هتحبهم 

قبض على مقبض الباب فلم يعد لديه قدرة لتحمل المزيد 

 اتجوز ملك 

...........

 إستدعاء من السيد سليم... تلك العبارة التي تلقتها من مديرها المباشر الذي رمقها بنظرة فاحصة قبل أن يعود لمكتبه.. ارتجف قلبها للحظات ولكن سرعان ما كان شعور الحقد يعود إليها.. وقفت بثبات تفرد جسدها ترفع شفتيها إستنكارا تخبر حالها

 وانتي خاېفه ليه منه يا جنات... ده هو المفروض ېخاف منك ويعملك الف حساب

وإستنتاج اخر كان يدور في خلدها فقضمت فوق شفتيها تفسر وتحلل لحالها 

 اكيد عرف علاقتي بفتون... وعايز يهددني إني مفضحوش

ولم تكن تشعر بخطوات قدميها إلا عندما استمعت لصوت مديرة مكتبه تهتف بها 

 ايوه يا أستاذه حضرتك واخده في وشك كأن مافيش حد موجود 

تراجعت جنات خطواتان تطالعها بإستغراب إلى أن تداركت الأمر 

 جنات من قسم الشئون الإداريه.. سليم بيه طالبني في مكتبه 

أشارت إليها الجالسه بالدلوف وعادت تتابع الأوراق التي أمامها... رمقتها جنات بمقت واطرقت فوق الباب ثم تقدمت تنظر لداخل الغرفة الفسيحة...

تعلقت عينيها به وهو يقف قرب مكتبه يعطيها ظهره ويتحدث في هاتفه.. التف إليها يشير نحوها بالجلوس حتى ينهي مكالمته... دقيقتان لا أكثر وكان ينظر لها يسألها بأدب 

 تشربي ايه يا انسه جنات... قهوه ولا عصير 

اتسعت عينين جنات ذهولا من مقابلته

 لا يا فندم شكرا 

واردفت بجديه بعدما زال ذهولها 

 حضرتك كنت مستدعيني 

شملها بنظرة خاطفة عرف خلالها إنها تعلم كل شئ عنه وعلى ما يبدو أن فتون أخبرتها عما فعله بها... ذلك الذنب الذي لم يغفره لنفسه حتى اليوم 

 فتون 

انتفضت جنات عن مقعدها تحدق به بقوة 

 عايز إيه من فتون تاني مش كفايه اللي عملته فيها... اوعي تكون فاكر إن فتون العيلة الصغيرة اللي جوزها الواطي كان مشغلها خدامه عندك لسا زي ما هي 

والتقطت أنفاسها وعاد الحديث ينبثق من بين شفتيها وسليم يطالعها بذهول 

 لولا إنها زمان رفضت تبلغ عنك وتفضحك كان زمانك مفضوح دلوقتي بين الناس 

 انسه جنات ممكن تديني فرصه اتكلم... 

ولكن جنات لم تصمت... لم يتحمل سماع المزيد من إھانتها لها فضړب على سطح مكتبه بقوه فتراجعت للخلف تتمالك أنفاسها وتنظر إليه بترقب وهو يقترب منها بخطوات ثابته 

 أنا عارف كل الصفات الوحشه اللي فيا بس متحاوليش تخرجي سليم القديم 

وجنات لم تصمت كعادتها فاندفعت هاتفه 

 أنت بتهددني 

زفر أنفاسه بضيق فعلى ما يبدو إنه اختار الشخص الخطأ للحديث معه 

 إظاهر يا أستاذة إننا مش هنعرف نتكلم بهدوء... كل اللي كنت عايزه منك إن اساعد فتون عشان تكبر في شغلها واكون بعيد عن الصوره لكن انتي واخده وضع الھجوم 

اردف عبارته الأخيره متهكما.. فتجهمت ملامحها بإستياء ترمقه بمقت ثم غادرت مكتبه فوقف يطالع اثرها يزفر أنفاسه بضيق

...........

 مالك يا جنات سرحانه كده ليه 

تسألت فتون وهي تلتقط منها المعلقة تقلب بها الطعام بدلا عنها 

 عنده بنت جميله مراته سيدة أعمال ناجحه 

قطبت فتون حاجبيها تنظر لها دون فهم 

 هو مين ده 

 سليم يا فتون 

بهتت ملامحها قليلا وسرعان ما عادت لطبيعتها.. اكملت تقليب الطعام في صمت ولكن جنات لم يكن

الصمت ما تريده منها 

 أنا بقولك إنه معاه بنت عشان تعرفي إنه كمل حياته وكنتي ولا حاجة يا فتون 

أرادت جنات أن تجعلها تفقد أي مشاعر تقودها نحوه... وقد أصابة الكلمه هدفها هي لا شئ وهي تعرف ذلك تماما... وضعت جنات يدها على كتفها 

 اوعي يا فتون تنسى هو عمل فيكي ايه

................ 

انتفضت من غفوتها تنظر حولها تضع بيدها على قلبها حتى اخذت أنفاسها تهدء رويدا.. عادت لوسادتها ثانية تضع رأسها عليها تحدق في السقف بشرود

 ليه جتيلي في الحلم يا مها... ديه أول مره.. عايزه مني ايه 

ورغما عنها سقطت دموعها... لم تكره مها يوما... من فرقتهما هي ناهد وحدها... شقيقتها كانت تسير خلفها تنفذ اوامرها وقد افسدها الدلال 

عاد الحلم يقتحم مخيلتها في صحوتها... فالحلم غريب.. مها تبكي لها ثم تسقط داخل البئر تصرخ بها أن تنفذها 

وهكذا استمر تفكيرها بالحلم طيلة اليوم... حتى هاتفت أخيرا حالها 

 أنا هكلم ميادة... واسأل عن ولادها 

والإجابة كانت تحصل عليها من ميادة...عبدالله الصغير مريض ومنذ اسبوع اجري عملية بالقلب و رسلان عاد لأرض الوطن وانفصل عن العائلة بأطفاله 

 رسلان أخد الولاد يا ملك من ماما... أنا مش عارفه ليه بيعاقبها كده... طب هما ذنبهم إيه يتبهدلوا كده والولد مريض والتاني مبقاش ياكل وكأنه حاسس بأخوه 

وبعدما كان الحلم وحده ما يورق مضجها أصبح ما سمعته أيضا يحزن قلبها على الصغيرين 

................ 

وقفت أمامه بعدما اتخذت قرارها الأخير بعد أيام عديدة

 سليم إحنا لازم ننفصل

التف إليها وتوقفت يديه عند منتصف صدره ثم عاد يكمل إحلال ازرار قميصه...

اقتربت منه فتلاقت عيناهم لوهلة عبر مرآة الغرفة 

 سليم ده في مصلحتنا ومصلحة بنتنا

وعند تلك النقطه عاد ينظر إليها ينتظر سماع المزيد مما ستخبره به

 حامد حط طلاقنا شرط قدام إني أكون رئيسة مجلس الإدارة.. إحنا ننفصل لحد ما كل حاجة تبقى في أيدي وبعدين

 وبعدين إيه يا شهيرة

خرج صوته متهكما... فتراجعت للخلف تنظر إليه تبحث عن رد منطقي تقنعه به

 نرجع لبعض من تاني وهنكون إحنا الكسبانين

صدحت ضحكته حتى دمعت عيناه فشعرت وكأنه قد فقد عقله

 سليم إحنا ناس بتوع بيزنس لازم ندور على اللي يكسبنا

واقتربت منه مجددا تتحسس صدره بأظافرها المطلية تنظر في عينيه تنتظر الإجابة....ابتسم إليها ومال برأسه نحو كتفها فاغمضت عينيها بإنتشاء

 أنتي طالق يا شهيرة

رفع عينيه نحو ذلك المبنى بعدما تأكد من العنوان.. 

إنه هنا في فينيسيا من أجلها... صعد الدرجات القليلة الفاصلة بين المبنى والشارع ومن ثم صعد الدرج حتى الطابق الرابع ينظر للشقتين المقابلتين لبعضهم... 

إلتقط أنفاسه التي أخذت تتسارع وكأنها تشتاق ثواني مرت وهو يقف هكذا شئ يخبره أنه فعل الصواب وشئ يدفعه أن يتراجع

كاد أن يرفع يده حتى يدق جرس الباب... فانفتح الباب ببطء وتعلقت عيناه بها ينظر إلى تفاصيلها التي أشتاق إليها يهتف اسمها كما هتفت هي اسمه 

 جيهان 

..........

 مراتك فين يا حامد... مبقتش أشوفها ليه هي وابنها

تجمدت عينيه نحوها ثم عاد لأرتشاف قهوته

 طلقتها! 

شهقت شهيرة بخفوت تنظر إليه ببعض الدهشة ولكن سرعان ما زالت دهشتها وارتسمت السعادة فوق محياها فها هي تخلصت من دينا فقد كانت تخشي أن ينجب شقيقها منها ويضيع كل شئ من يدها

اتخذت الأمر مزحة لم تعجب حامد الذي رمقها ساخرا 

 مكانتش لايقة عليك الصراحه يا حامد

 ولا ابن النجار كان لايق عليكي... أكيد أنتي عارفه السبب

تجهم وجهها وقد فهمت مقصده وقد چرح أنوثتها 

 سليم عمره ما فرق معاه فرق السن بينا يا حامد...صحيح هو

تم نسخ الرابط