لمن القرار
قدام عينيا كل خطوة أنا كنت معاها فيها انا عارف إنهم مجرد اربع سنين من عمري معاها لكن مع كل يوم كانت بتكبر فيه كانت بتغير سليم النجار
أنا وحش أوي يا فتون وحش لدرجة محدش يقدر يتخيلها لكن اتغيرت معاها
رغما عنها خانتها دموعها تأثرا هي لا تعرف هذا الشعور ليس لديها طفوله تجعلها متعلقة بوالديها ولم تحظى بشعور الأمومة ولكنها تفهمه وتشعر به
خديجة بتحبك يا سليم لكنها محتاجة مشاعر مامتها.. أنت نجحت لما قربتهم من بعض بنتك هتكبر من غير ما تحس إن كان ناقصها حنان منكم أنتوا الاتنين بتسعوا إنكم تدوها حبكم
علقت عيناه بها فتوقفت عن الحديث بعدما ظنت أن حديثها لم يعجبه ولكن عيناه تخبرها إنه بحاجة لسماعها.
حاولت الحديث بمزيد من الكلمات ولكن نظراته اربكتها
تعالا رنين الهاتف فوجدته يميل عائدا لتسطحه لا يريد أن يجيب على أحد
فاقتربت منه راغبة في التخفيف عنه ولكن وجدته يغلق عينيه راغبا بالنوم
جاورته لا تعلم كم مر من الوقت وهي تجلس جواره تارة تنظر إليه لتتأكد من ذهابه في النوم وتارة تسرح مع أفكارها فلو كانت تحمل في احشائها طفلا لكان كل شئ تغير.
نهضت أخيرا من
فوق الفراش تشعر بالذنب لأنها مقصرة في أداء فرائضها
التقطت قميصه الملقى أرضا ثم هاتفه وخرجت به من الغرفه لتمنحه بعض الإسترخاء دون إزعاج
........
هل منزله كان هكذا ملئ بالضحكات والمزاح أم إنها عادة باتت مؤخرا في منزله
وعلى ما يبدو أن عطلة الزواج المزيف ستجعله يكتشف الكثير في منزله الذي كان يلمئه الهدوء
بضيق ارتسم فوق ملامحه هبط الثلاث درجات التي صعدهم فوق الدرج قاصدا غرفته واستدار بجسده متجها نحو المطبخ ليرى الشئ الذي يجعلهم يضحكون هكذا
الضحكات كانت تتعالا دون توقف السيدة سعاد تقهقه بشدة والعم جميل يخبرهم أنه سيعيد الأمر ثانية وإذا فشلوا سيتركهم عائدا لعمله بالحديقة بجانب أزهاره
ازداد فضوله كلما اقترب وسرعان ما كان فضوله يتلاشى وهو يرى ما صډمه
إنهم يلتقطون الصور بالهاتف الجديد الذي أعطاه لها وكأنهم في جلسة تصويريه
انتبه العم جميل على وقفته وتحديقه بهم في جمود مترقبا ما يفعلوه بنظرات ثاقبة
جسار بيه
والحرج الذي أصاب العم جميل اخذ يرتسم أيضا فوق ملامح السيدة سعاد التي وقفت بوقفة إستعراضيه ترفع معلقة المطبخ الخشبية لأعلى
هم اعتادوا على غيابه هذه الساعات في عمله فتناسوا وجوده بغرفة المكتب
اسرعت السيدة سعاد في الوقوف بثبات ملتفة صوبه بحرج
هو البيت بطبيعته كده ولا أنا بيتهيألي
نظراته كانت عالقة بتلك التي انشغلت في النظر صوب الهاتف تحرك اصابعها فوق شاشته
بصراحه يا بني من يوم ما بسمه جات البيت وكل حاجة اتغيرت وبقى ليها طعم
العم جميل بطبعه كان صريحا ولكنه أدرك فداحة صراحته عندما وجد نظرات السيدة سعاد تتجه نحوه
توتر العم جميل وانسحب معللا لحاجة أزهاره إليه
هو أنت كنت محتاج حاجة نعملها ليك يا بني
ارتكزت نظراته نحوها وقد عادت بالأنشغال بالهاتف بطريقة أزعجته وأثارة حنقه
يعني لو مافيش إزعاج لبسمة هانم ممكن تعمل مشروب الأعشاب اللي بتعمله ليا وتجيبهولي على أوضتي
غادر المطبخ تحت نظراتهم العالقة به فاقتربت السيدة سعاد منها
شكله اتضايق مني ومن عمك جميل أصله متعود على الهدوء اعمليله الأعشاب وأنا اطلعها ليه يا بنت عشان أعتذرله
ابتسمت بسمة داخلها فهي تعرف ما ضايقه بل و بدأت تستنتج السبب وعلى ما يبدو أن الكتاب الذي قرأت منه بضعة أسطر عن طباع الرجال بدء يثمر بالنتائج
التجاهل يريح وجسار اكثر ما يمقته أن يتجاهله أحد أن يشعره بأنه ليس محور الكون
أنت بتضحكي على إيه يا بسمه اكيد افتكرتي شكلي وأنا واقفة بالمعلقة وعامله زي الأرجوز
انتبهت بسمة على حديث السيدة سعاد فحاولت رسم ابتسامة واسعة فوق شفتيها حتى لا تشعرها إنها لم تنتبه على حديثها
حالا هعمل الأعشاب
لم تعلق السيدة سعاد على جوابها رغم إنها لم تكن تنتظر منها هذا الجواب
.......
استمر الهاتف في الرنين فاجبرها رنينه المتواصل هذه المرة لترى اسم المتصل
طالعت باب الغرفة المفتوح ثم الهاتف وعادت تحدق بالاسم قبل أن تتخذ قرارها وتجيب
سليم مش معقول مش عايز ترد عليا عشان مش متقبل وجود البنت معايا فين التفاهم و الود اللي اتفقنا عليه عشان البنت
هتفتها شهيرة حانقة بعدما ابتعدت قليلا عن خديجة التي انشغلت في تقليب سلطة الفواكه خاصتها بالمعلقة دون شهية
سليم نايم
تصلبت ملامح شهيرة قليلا ولكن سرعان ما استرخت ملامحها فحتى لو استمر عدم تقبلها لفتون إلا أن هناك حقيقة واحدة هي زوجته الحالية وهي طليقته وقد قررت الأنسحاب من حياتهم بعدما فشلت في إعادته إليها
هو سليم رجع القاهرة مش معقول يكون لحق
شهيرة التي لم تكن تعلم بوجود فتون هنا معه
لاء أنا اللي معاه هنا في الغردقة
تفهمت شهيرة الأمر بل ولم ترغب في معرفة سبب وجودها المفاجئ
خديجة زعلانه لأنه زعل منها ومش راضيه تاكل من غيره وأنا عندي لقاء شغل ومضطرية أخرج من الفندق يعني ساعتين او تلاته وهرجع
ممكن أنزل أخدها منك
طال صمت شهيرة بضعة ثواني فشعرت فتون بالندم لتسرعها فهي تعلم عدم تقبل شهيرة لها بل ولا ترغب في تعامل أبنتها معها
أوك يا فتون مستنياك
اتسعت حدقتي فتون في صډمه فهل بالفعل وافقت شهيرة دون أن ترفض بل و تحدثوا سويا بطريقة هادئة حتى لو كانت باردة خالية من الود
أسرعت في تبديل ملابسها وغادرت الغرفة سعيدة إنها باتت تتعامل بمفردها دون اللجوء لأحد
بحثت عن شهيرة في البهو الواسع الخاص بالفندق لتلوح لها شهيرة بيدها وتضع الهاتف فوق اذنها تحادث أحدهم بجدية
انهت شهيرة محادثتها فاقتربت منها فتون ببعض التوتر الذي بدء يتلاشى من داخلها
فتون البنت مأكلتش حاجة من الصبح خلي سليم يحاول معها