لمن القرار
بالفعل والصورة ستظهر للجميع إنه زواج عن حب بل وسيقيم عرسا أيضا وسيرى الجميع افتخاره وسعادتها بزيجة لا يصدق إلى الأن أنه أتمها
علقت عيناه بها وهي توقع على العقد بملامح جامدة خالية من الفرحة لم يهزه هذا الأمر لأنه مثلها لا يشعر إلا بالمقت والڠضب
مبروك يا باشا الف مبروك.. والله البت بسمه اختي محظوظه
تمتم بها فتحي واقترب منه يعانقه وبهمس خاڤت تسأل
الفلوس يا باشا ده أنا طلعت عشان خاطرك عيل
وابتعد عنه متسائلا يحك فروة رأسه
هو أنت عملت إيه صحيح في عنتر يا باشا
احتدت عينين جسار ينظر إليه بقوة فتراجع فتحي خطوتين يرفع هذه المرة كفه نحو عنقه يدلكه
عايز تعرف يا فتحي
لا بلاش يا باشا ده أنت ايدك طايلة
ابتسم له جسار بسماجة وانشغل مع ضيوفه ولم يكن إلا الشهود والمأذون
أصبح المكان فارغ إلا منهم ثلاثتهم وقد زينة السعادة ملامح فتحي وهو يرى جسار يناوله المال الذي أتفقوا عليه
بتعرف تقدر يا باشا مش زي بتاع العشر آلاف..
طول ما أنا متجوز أختك مش عايز أشوف وشك قدامي لأحسن مصيرك أنت عارفه
امتعضت ملامح فتحي ينظر نحو شقيقته التي ظلت واقفه مكانها بملامح جامده وكأنها ليست معهم
طب حتى احضن أختي
اقترب منها فتحي يحضنها دون مشاعر فاطبقت فوق جفنيها بقوة
ابتعد عنها فتحي ينظر لملامح جسار الباردة
ياريت تتفضل وزي ما قولتلك طول ما أنا متجوز أختك مش عايز أشوفك قدامي ولا ألمحك
عنيا يا باشا
اسرع فتحي في جر خطواته سعيدا بما ناله
رايحة فين
توقفت على صوته والټفت إليه تجيبه بمرارة
رايحة أوضتي
اوضتك فوق جانب أوضتي متنسيش إن الوضع أتغير خلاص وبقيتي..
لم يتحمل أن ينطقها فالرساله واضحه ولكنها أقسمت ألا تتألم ثانية
مش قادر تنطقها يا باشا عموما مكاني القديم عجبني
تحركت من أمامه فالتقط ذراعها
كلامي يتسمع واعملي حسابك حاجات كتير هتتغير عشان تليق بمستواك الجديد
استنكرت حديثه متسائله بنبرة أثارت غضبه
مستوايا الجديد ديه جوازه على الورق يا باشا
جوازه على ورق ده بينا هنا لكن قدام الناس أنت مراتي ومكانتي تحتم إنك تكوني صورة مشرفة
الفصل الثالث والخمسون
_ بقلم سهام صادق
هل كان قاسې في قراره أم استحقت منه هذا العقاپ
سؤالا أخذ يدور بعقلها وهي ساكنة الحركة خلف نافذة غرفة مكتبه
أختار المكان الصحيح ليجعلها تشاهد الوقت المتبقي من الحفل وكأنه يريد إعطائها صورة كاملة متكاملة ولكن خلف الستار لترى الحقيقة بعينيها
إنها من تختار مكانتها بحياته بنفسها
ضحكاته كانت تتعالا بقصد وهو مندمج مع ضيوفه وجواره شهيرة السعيدة بيومها الأخير الذي ستخرج فيه منتصرة مرفوعة الرأس
ونحو أي مكان كان يتحرك إليه كانت شهيرة تتبعه وأنظار الضيوف عليهما والصور السعيدة تلتقط لهما
أما هي خارج الصورة تنظر نحوهما من بعيد تشعر بالمرارة
بدء الضيوف يغادرون الحفل الواضح لها وضوح العنان إنه لم يكن مجرد إحتفال بعيد ميلاد الصغيرة فقط حتى ما صنعته من حلوى لا تظن إنهم أكتفوا به في حفلهم الضخم
والحقائق باتت تضربها بقوة مؤخرا إنها حمقاء ومغفله وستظل دوما بهذه المكانه
فاقت من شرودها وقد تعالا التصفيق من خلفها ظنته هو من يصفق منهيا الأمر والعقاپ
دارت بجسدها تريد إخباره أن رسالته قد وصلت إليها ولكن الصدمة ارتسمت فوق ملامحها وهي ترى وجه ذلك الرجل الكريهه شقيق شهيرة ذلك الذي عرض عليها من قبل مغادرة حياة سليم النجار وأخذ المال
بيعرف كويس ابن صفوان يحسركم على حالكم
واقترب منها يحدق بأركان الغرفة المظلمة
ويا ترى وقوفك بالشكل ده وكأنك منبوذة قراره ولا قرارك
وسرعان ما كان يحرك يده فوق لحيته مفكرا يقلب الأمور برأسه ويلوي شفتيه ساخرا
بصراحه الحفلة كانت عرض مسرحي هزلي هايل
وعادت ضحكاته تتعالا ينظر لها مترقبا ردة فعلها أعجبه صمتها فاقترب منها بخطواته
كنت فاكرة نفسك هتقدرى تاخدي حاجة
ملك بنت الأسيوطي
حامد
سكن حامد مكانه مستمتعا من سماع حديثه مع زوجته إنه يتلذذ في رؤية ڠضب من يمقتهم
قولتلك مليون مرة وجودك في بيتي ليه حدوده
ارتسمت المتعة فوق ملامح حامد ملتفا إليه ببطئ
مش عيب يا ابن صفوان تعلي صوتك على أخو مراتك
هتف حامد عبارته بقصد واستدار بجسده نصف استداره نحو الواقفة بالقرب منصته لحديثهم
اتسعت ابتسامته وهو يرى الصدمة مرتسمة فوق ملامح الواقفة
قصدك اخو طليقتي
طليقتك برضوه هحاول أصدق يا ابن النجار واعمل نفسي مغفل زي زمان لما فضلت تجري وراها واتجوزتوا ف السر
تجهمت ملامح سليم يقبض فوق كفيه بقوه فلولا احترامه لسنوات عمره لكان أراه كيف يفكر قبل أن يلفظ حديثه
أظن الحفلة أنتهت واظن برضوة ملكش حق تدخل غرفة مكتبي ولا التربية الاستقراطيه معلمتكش حاجة يا حامد باشا
وكالعادة حامد يعرف تماما كيف يتجاوز الحديث المهين غير عابئ بشئ إلا رؤية حنق الأخرين عاد يسلط عيناه نحو الزوجة الصغيرة يحاول بخبرته تفسير تعلق ذلك المتعجرف حتى اليوم بها
جوزك دنجوان عنده مهارات قوية.. ده حتى دينا طليقتي ھتموت عليه
حامد ياريت تتفضل بره بيت
صدحت ضحكات حامد عاليا يجول بعينيه بينهم مستمتعا بنتيجته
فرصة سعيده يا فتون هانم ولا نقول الزوجة المتخفيه
انصرف حامد بعد إلقاء عبارته سعيدا بانتصاره يتمنى داخله اليوم الذي يرى فيه ابن النجار رجلا بائسا ووحيدا
اخترقت اللعنات البذيئة أذنيها تنظر إليه مدهوشة مما سمعته
قذر نهايتك على أيدي يا حامد هخليك تتحسر وأنت شايف كل حاجة بتضيع منك
سيطر على غضبه فهو لا يمقت بهذه الحياة أحدا كما يمقت هذا الرجل وما يجعله صامت عن قذارته أبنته وحدها
علقت عيناه بها فرمقها مستخفا مقتربا منها عائدا لجموده
عجبتك الحفله من ورا الستار سمعتي لقبك الممتع
لم تنتظر أن يخبرها بلقبها الحالي بل أخبرته به بثبات
الزوجة الخفية اقدر أطلع اوضتي ولا لسا في عقاپ تاني
اتسعت ابتسامته ينظر إليها متفحصا تقسيمات خلجاتها
مش هتخليني احكيلك تفاصيل الحفله
هتقولي إيه يا سليم هتقولي إنهم قالوا اكيد فاق لنفسه ورجع لطليقته شهيرة هانم
زفرت أنفاسها عاليا لا تستوعب ما تعيشه معه.. إنها حياة لا تناسبها يطالبونها أن تكون إمرأة ناضجة وسيدة محنكة تستطيع نيل حقها دون خوف يقيسونها على نموذج من
النساء ونسوا إنها من النموذج الأخر.. نموذج يعيش صامتا يرغب بالعيش لا غير
صوتك العالي قدامي ده نفسي يكون عالي قدام حقك لكن ما شاء الله شايف قدراتك مش بتظهر غير قدامي
اتضحك أم تحزن من عبارته هل بالفعل قدراتها لا تظهر إلا أمامه
عايزه ليه تفضلي في الظل يا فتون عايز اعمل منك هانم عايزك تعرفي تكوني قوية وناجحه
اخترقتها الكلمات بالأصح اخترقتها الحقيقة هو يريد أن يجعلها بالنموذج الذي يرغبه وهي تريد العيش بشخصيتها تعلمها الحياة وتتعلم منها
أنا ناحجة يا سليم لكن ناجحة بمقايسي أنا مش بمقايسك
وهذه المرة كانت تنفرج شفتيه في ضحكة قوية دمعت معها عيناه من شدتها
جاوب مبهر مش بقولك قدراتك مش بتظهر غير قدامي يا فتون.. لكن قدام الناس فأر بيجري على جحره
تجهمت