لمن القرار

موقع أيام نيوز

إليها بفرحة قد أنستها مرارة حياتها وألامها 

فتحت بسمة الصور تشير نحو والدتها وصديقتها 

 ماما ومامتك كانوا صحاب أوي... بابا ديما كان بيحكيلي عن ذكرياتهم وهما صغيرين

تعلقت عينين الرجل بها واغمض عينيه بحنين 

 كنا ولاد حته واحده... كنا مع بعض على الحلوة والمرة 

فهتفت بسمة والتي يبدو عليها تعرف الكثير من الذكريات التي كان يقصها عليها والدها منذ الصغر 

 أنتي اتولدتي على أيد ماما ..

أصلها كانت ممرضه 

و دمعت عينين بسمة تنظر نحو صورة والدتها

 ماما ماټت وهي بتولدني 

وفي موطن الذكريات كانت الحكايات تفتح دفاترها 

علمت أدق التفاصيل عن حياة والدها عبدالله و والدتها أمل ابنه الحارة الطيبة 

 عبدالله وهو بېموت مكنش بيردد غير اسمك واسم أمل.. روحه كانت متعلقه بيكم 

............ 

 كل حاجة نضيفة متقلقيش... أنا علطول بنضف الشقة.. لكن النور للأسف مقطوع بقاله فترة.. الشقه عليها نور ومياة 

هتفت بسمة بتلك العبارات وهي تقف أمامها في منتصف الشقة 

 شكرا يا بسمة 

اقتربت منها بسمة ټحتضنها بقوة وتهتف ببساطة 

 أنا فرحانه أوي إنك هتعيشي هنا وهيكون عندي صاحبة زيك.. هو أنتي ممكن تكوني صاحبتي يا ابله ملك 

وقبل أن تجيبها ملك.. كانت تبتعد عنها بخجل واطرقت عينيها 

 معلش أنا بتعود على الناس بسرعه.. أنا أكيد مش هكون قد المقام 

لم تعطي ملك لحظة للرد واندفعت للخارج تغلق باب الشقة خلفها.. حدقت ملك ب باب الشقة الذي غلق للتو بعد رحيل بسمة فزفرت أنفاسها متنهده واقتربت من اقرب مقعد وتهاوت عليه بجسدها تزيل عن رأسها حجابها 

رفعت الصورة التي أخذتها من ألبوم الصور القديم .. تتأمل ملامح والدتها و والدها في صباهم وقد يضحكون ويرتشفون من أكواب الشربات وإمرأة عجوز تجلس جوارهم سعيده بعقد قرانهم ولم تكن تلك المرأة إلا جدتها من والدها 

 ظلمتها وظلمتني يا بابا... أمي كانت ست بسيطه واحلامها بسيطه.. ليه حبيت ناهد بنت العيلة الكبيرة و سبتني طول عمري فكراها أمي وهي شيفاني بنت بتعطف عليها.. بنت لقيطة 

انسابت دموعها على خديها وضمت الصوره لقلبها تزفر أنفاسها بتنهيدة قوية 

غفت فوق المقعد دون شعور... لتفتح عينيها على صوت تلك الطرقات الخافته.. المكان حولها كان مظلم فعلى يا يبدو أن الليل قد أتى وكما أخبرتها بسمة أن الشقة مقطوع عنها الكهرباء والماء 

تحركت بصعوبة وقد نفعها ذلك الضوء الخاڤت الذي أنار الردهة من النافذة التي تطل على الحارة 

 افتحي يا ابله ملك أنا بسمة... جيبالك العشا 

فتحت الباب بعدما اطمئنت وطالعت بسمة التي هتفت مذعورة 

 أنتي قاعده على الضلمة.. يقطعني يا ابلة ملك نسيت أجيبلك شمع وكبريت 

ناولتها صنية الطعام واسرعت نحو شقتها تجلب لها الشمع.. عادت إليها ومازالت ملك واقفة في مكانها

دلفت بسمة الشقه أمامها تنير لها المكان 

 بكرة نروح ندفع الإصالات المتأخرة... هكلم البت فاتن تاخدلي اجازة ساعتين من المصنع واروح معاكي 

وحدقت بوقفة ملك فشعرت بالخجل من ثرثرتها... وقبل أن تندفع للخارج كما فعلت هتفت بها ملك مبتسمة 

 أنتي لطيفة اوي يا بسمة... بس كفايه ابله ديه.. أنا مش كبيره اوي يعني.. انتي زي أختي 

توردت وجنتين بسمة خجلا من مدحها وسقطت دموعها 

 أنتي جميله وطيبه أوي يا ابلة ملك 

 تاني ابله ديه 

ضحكت ملك فضحكت هي الأخري.. طالعت بسمة أطباق الطعام البسيطة فعاد الخجل إليها 

 أنا عارفه إن الأكل مش اد كده.. 

قاطعته ملك وهي تضع الطعام فوق الطاوله الصغيرة 

 الأكل ما شاء الله جميل ويفتح النفس... أنا مكنتش فاكره أني جعانه أوي كده غير لما شوفت الأكل 

انبسطت ملامح بسمة بسعادة وهي ترى نظرات ملك إليها وإلى الطعام 

 هروح اعملك كوباية شاي لحد ما تخلصي أكل 

 لا يا بسمه تعالي كلي معايا واحكيلي عن... 

وابتعلت غصتها وقد انطفأت ملامحها.. فاسرعت بسمه نحوها 

 كان بيحبك أوي..كان نفسه يعيش عشان يعوضك..

دمعت عينين ملك فاحتوت بسمه كفيها بطيبة 

 قالي إنك طيبه وحنينه اوي... قالي هتكوني محظوظة لو قبلتيها واتعرفتي عليها 

واردفت وقد دمعت عينيها هي الأخرى 

 عمي عبدالله كان ديما بيجي يزورنا ويساعد بابا.. من ساعة الحاډثه وأيده اتقطعت قعد في البيت ومحدش بقى راضي يشغله..و بعد مۏت عمي عبدالله حياتنا اتدهورت ومعرفتش ادخل الجامعه

وابتلعت غصتها وهي تتذكر طيبة ذلك الرجل

 كان وعدني إني هكمل تعليمي... بس منه لله فتحي مخلنيش أكمل بعد الثانوية وخلاني أنزل اشتغل عشان اصرف على البيت وعلى الكيف اللي بيشربه 

ووضعت يدها فوق چروح وجهها.. تهتف بمزاح لعله يخفف عنها 

 بقوا مسميني في المصنع بسمة عاها...كل يوم ارحولهم مضړوبه

واستطردت حديثها براحه

 الحمدلله مدام اخدوا القسم هيقعد كام يوم مريحنا من شره 

ضحكت ملك رغما عنها... فعلى ما يبدو أن وجودها في تلك الحارة سيريها ويعلمها الكثير 

........... 

انهت تلك المعاملات التي ساعدتها فيها بسمة بنصاحتها وانصرفت نحو عملها في مصنع الملابس... فتاة رغم لقاءها بها مجرد يوما واحدا أثبتت لها جدعنتها وطيبتها.

وقفت سيارة الأجرة أمام المصحة التي تقيم فيها ناهد.. خطواتها كانت مضطربة ټصارع قلبها وعقلها 

خرجت من غرفة ناهد بعد وقت تضع بيدها فوق قلبها وقد دمعت عينيها تتذكر بكاء ناهد وسرد الكثير من الخبايا بهذيان ضغطها على كاميليا حتى يتزوج رسلان من مها...فقد مها عذريتها في لحظة طيش.. تلك العملية التي اجبرتها على فعلها حتى تعود فتاة... دفعها لإتباع رسلان إلى لندن بعدما هجر البلد وفعل كل السبل حتى تتم علاقة بينهم.... حملها وكره رسلان لأطفاله و لها 

 رسلان هيفضل طول عمره كرههم لأنهم من بنتي... محدش هيحنن قلبه غيرك 

.................. 

وقفت تلك السيدة الأنيقة صاحبة الحفل تتذوق بعض من الأصناف بمتعة

 اممم الأكل طعمه يجنن مكذبش اللي قال عن أكلك يهبل 

أسعدها المديح وشعرت بالراحة من إتمام مهمتها.. فقد حان وقت إنصرافها

 كده اقدر أمشي يا فندم.. كل حاجة جاهزة مش فاضل غير التقديم وده مش من مهمتي

ابتسمت المرأة بعدما ألتقطت صنف من الحلوى وتذوقته

 لا لا تمشي إيه انتي ضفتي النهاردة... ولازم كل ضيوفي يعرفوا مين صاحبة الأصناف الرائعة

واردفت بعدما ضاع مذاق الحلوى الرائع من فمها

 هيكون دعايا لشغلك يا فتون... ولا أنتى مش حابه ضيوفي يكونوا زباينك

توترت فتون بعد حديثها ثم نظرت نحو ثيابها

 بس أنا معملتش حسابي يا هانم.. أكيد حضرتك هتقوليلهم على عنوان المطعم لو طلبوا 

 طبعا يا حببتي... بس برضوه أنا عايزه أعرف ضيوفي عليكي وعلى شطارتك 

واستطردت بثبات تجيده 

 أنتي مقاسك زي مقاس بنتي... هخلي الخدامه تطلعك الأوضه فوق تلبسي حاجه من عندها تناسب حجابك وانزلي شرفيني في حفلتي... هي حفلة نسائية يا حببتي.. يعني كلها ستات متقلقيش 

ومع إلحاحها رضخت وقد أغراها العرض و ذوق المرأة 

وبالفعل كانت جلسة ممتعة جلسة أحاطتها أعين

تم نسخ الرابط