لمن القرار

موقع أيام نيوز

يا سرحانه في جمال الأوضة نبدء ندور على الكتاب عشان هيفيدك يا فتون في مذاكرتك

لمعت عيناها بالسعادة وهي تستمع لعبارته وهتفت بحماس لا تعرف كيف ومتى أصبح من سماتها

 هبدء اه أول ما تقفل 

 ومين قالك إني هقفل الخط ولما اقفل الخط مين هيدلك على مكانه

حكت رأسها بطفولة تخبره وهي تطالع المكان حولها 

 عندك حق 

وتسألت وهي تبحث بين الأرفف 

 هو عمك كان محامي كبير أوي 

ضحك وهو يستمع إليها 

 اسألتك بقت كتيره وده مش من طبعك يا فتون

 اسفه 

تمتمتها بخجل فتنهد وهو يستمع لنبرتها 

 عايز فتون اللي بتكلمني كده وبتسأل مش في التليفون لا عايزاها وهي في حضڼي..

ثم اردف بمكر ووقاحة تليق به 

 عشان أخد المقابل يا حببتي 

وبعبارات صريحة كان يخبرها بالمكان الذي يجب أن تسأله فيه شهقة خجلة خرجت من بين شفتيها 

 سليم 

 خلاص سليم سكت يلا ابدأي دوري على الكتاب عشان تاخديه معاكي البيت وتذاكريه كويس.. عشان في اختبار مني ليكي

عادت للبحث عن الكتاب وهي تستمع إليه يسألها عن يومها وكيف يعاملها حازم والبعض هنا.. واه لو علم إنها جعلت حازم لا يخبر الجميع إنها زوجته فقلة قليلة من أهتمت بزيجته الجديدة بل الكثير رأي أن الزيجة الجديدة لن تطيل وسيعود لأم أبنته

 لقيته يا سليم

هتفت عبارتها بعدما ضجرت من البحث عن الكتاب.. لتفتح أول صفحاته وتنظر فيها.. لم تشعر بتلك التي وقفت أمام الغرفة بعد أن فتحتها ببطئ ووقفت تطالعها بملامح جامده

انغلق الباب ببطء كما فتح فتغمض عينيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها.. ألم طفيف كانت تشعر به بل ليس طفيف إنه ألم يجعلها لأول مرة تريد الصړاخ بكل قوتها وسؤال واحد كان يخترق فؤادها

 لماذا لم تكن علاقتهما هكذا

وسؤال جديد أقتحم عقلها دون رحمة

 هل كانت فقط زوجة للفراش في البداية ام زواجهم المعلن كان من أجل ابنتهما

نيران وغيرة وڠضب ومشاعر لا تعرف مهيتها.. إنه يتحدث معها دون ملل يعطيها من وقته وهو الذي كان دوما يخبرها أن وقتهم ثمين وهي كانت تقتنع فعالمهم يحتاجهم جائعين دون شبع فلو شبعوا وتهاونوا ستضيع سلطتهم وهم في حرب المال والأعمال.

ودمعة خائڼة انسابت من عينيها لعلها تريحها وتطفئ تلك النيران المشټعلة داخلها ولكن شهيرة امرأة قوية والنساء كحالها لا يبكون بل يصبحون أكثر صلابة.

القت نظرة أخيرة نحو الغرفة وقد ازدادت عيناها قتامة سارت راحلة وهي تزفر أنفاسها بهدوء لعلها تعود لتوازنها ولكنها سكنت في مكانها تستمع لصوت حازم

 شهيرة 

اغمضت عينيها وزفرت أنفاسها ثم التفتت إليه ببطء وعلى وجهها ابتسامة هادئه

 مش معقول كنت جاية لسليم هنا 

ومازحها بلطف 

 أكيد جيالي أنا طبعا

ضحكت مرغمة ثم رفعت يدها نحو خصلاتها تصففهم باصابعها 

 لا أنا عارفه إن سليم مسافر أنت عارف علاقتي بسليم مش بيغيرها حاجة

فهم حازم مقصدها وهو مقتنع به..صديقه سيفيق من غفوته ويدرك خطأه في زيجته الأخيرة وهتف متسائلا عن معرفتها بعدما القى بنظرة خاطفة حوله

 فتون بتشتغل هنا!

تظاهرت شهيرة بعدم اهتمامها للأمر ثم أعادت يدها نحو خصلاتها المنسدلة على كتفيها

 ما انا قولتلك سليم معرفني حاجات كتير عن حياته الجديدة

اعتلت الدهشة ملامح حازم فعلى ما يبدو أن صديقه يرتب للعودة لشهيرة ثانية ولكن لماذا أصبحت فتون هنا بل ويهتم بمستقبلها لأول مرة كان حازم يشعر بالتشوش.

أدركت شهيرة أن وقفتها قد طالت ويجب عليها المغادرة قبل أن يسألها حازم عن السبب الذي أتى بها لهنا وكأنه كان يقرء أفكارها فتسأل بعدما طرد أفكاره عن حياة صديقه

 مدام مش جايه عشان سليم يبقى اكيد في استشارة قانونية محتاجاها يا شهيره

ابتسمت بتوتر بعدما حاصرها بسؤاله بحثت عن شئ تخبره به فهتفت تؤكد حديثه 

 أكيد طبعا محتاجه استشارة قانونيه منك يا حازم

 طيب اتفضلي معايا المكتب

ازداد توترها وحازم يشير إليها أن تتقدم معه نحو غرفته تنفست الصعداء بعدما تعالا رنين هاتفها برسالة ما قد بعثتها إليها دينا

 الشغل مش بيخلص للأسف عندي اجتماع مهم والسكرتيرة لسا بعتالي رساله تبلغني بالميعاد

واردفت بعدما بسطت كفها تصافحه قبل أن تغادر 

 مرة تانيه يا حازم اعذرني

أسرعت بخطواتها راحلة فوقف يطالعها وقد رفع كفه يحك به لحيته 

 سليم والنساء في حياته طول عمرك جايب لنفسك ۏجع الدماغ يا صديقي 

صعدت سيارتها والغيرة تكاد ټقتلها لم تهتم برسالة دينا كل ما كانت تريده هو إلاختلاء بحالها لتفكر قليلا

لقد اخذت صغيرتهم منه ولكنها تعلم تماما حينا يعود ويطالب بها ستعطيها له ليس خوفا منه ولكنها تدرك أن صغيرتها أمانها ونشأتها أفضل بجواره هو وليست هي وحامد شقيقها الذي يعامل الصغيرة وكأنه يري خديجة الكبيرة أمامه ترى نظراته ولمساته وهوسه لأمرأة لم تكره رجل مثله بل وكرهتها هي أيضا.

وضعت رأسها فوق عجلة القيادة تزفر أنفاسها ببطء ولكن سرعان ما أدركت إنها بحاجة لشئ اخر تخرج به زفراتها التقطت علبة السچائر وهي تمقت إدمانها بها وقت الحاجة ومع كل زفرة معبئة برائحة النيكوتين كانت الأفكار ټقتحم عقلها.

أسرعت في التقاط هاتفها تبحث عن رقم ما تحتاجه كلما أرادت إعطاء احد منافسيها درسا

 عايزاك تنفذ اللي هقولك عليه بالظبط 

..........

 أنت يا جنات تعملي

في نفسك كده 

هتف بها أحمس بعدما نهض عن مقعده حانقا مما أخبرته به ف المرأة التي يري فيها قوة النساء والمثابرة تخبرها بالحقيقه أن النساء يصبحون حمقوات حينا يقحمون حياتهم ب الرجال ظنين إنهم سيخرجون منتصرين دون ندوب. 

 وأنت يا فتون عارفه وساكته أنتم بتعملوا كده ليه في نفسكم 

طرقت فتون عيناها فما الذي فعلته واتخذت قراره هي لا تفعل شئ بحياتها هي تساق لا أكثر

 أحمس متحطش فتون معايا في نفس الدايرة فتون غيري سليم بيحبها ومتجوزها ب إرادته

 بيحبها انت بتضحكي على نفسك ولا عليا ولا عليها ياجنات راجل زي سليم النجار بذكاءه مش هيدور غير على ست يشبع فيها رغبته بس في إطار الحلال يدوق وبعدين هيرميها

والكلمة قټلتها بالفعل لقد ضغط أحمس فوق چروحها فوق الحقيقه التي اخبرتها بها السيدة ألفت قديما واخبرتها به دينا وشهيرة

أندفعت جنات صوبه تدفعه حانقة من حديثه

 أنت غبي شايف وجعتها إزاي

طالعها أحمس وهو لا يصدق إنه تفوه بذلك دون قصد

 أنا خاېف عليكم أنا بعتبركم اخواتي.. مقدرش اشوف واحده فيكي بتعمل في نفسها كده

 أنا معملتش في نفسي حاجة يا أحمس ولا عمري أخدت قرار في حياتي 

خرجت أخيرا عن صمتها تنظر نحو جنات بلوم فاطرقت الأخرى عيناها.

طالعهم أحمس بحيرة بعدما هوي فوق مقعده بقلة حيله ف جنات قد اتخذت قرارها وانتهى الأمر

 يمكن سليم النجار بيقدم ليها مستقبل هي محتاجاه لكن أنت يا جنات كاظم النعماني بيتجوزك عشان يعرفك إزاي تقفي قدامه وتتحديه شايفك طماعه

كان المطعم خالي بهم يحاوطهم سكون الليل وظلمته.. خرج صوتها بنبرة جريحة وقد تردد صداه حولهم

 تعبت من الوحده

تم نسخ الرابط