لمن القرار
بيه ناوي يعمل فرح هو أنت متعرفيش
وسرعان ما كانت تتحرك من أمام السيدة سعاد فهي ظنته يلقي بهذا الحديث عبث ولكن ما دام الأمر وصل للسيدة سعاد فالأمر أتخذ بجدية
أسرعت السيدة سعاد خلفها تلتقط ذراعها تعيدها لداخل الغرفة
يا بنت استمتعي بكل مميزات الجوازة وبلاش تكوني عبيطه
أنت اللي بتقولي كده يا داده سعاد
أيوة يا بنت عايزاك تعيشي وتفرحي زي البنات حتى لو بتضحكي على نفسك
اصابتها الكلمات فاطرقت رأسها نحو كفيها تفركهما وتخبر حالها بالحقيقة
شوفتي أنت بتقولي إيه إني هضحك على نفسي لو عيشت
حياه مش بتاعتي حياة مؤقته مسيرها في يوم مش هتكون ليا
عشان كده أنا عايزاك يا بنت تاخدي حقك من الدنيا اتعلمي واعملي مشروع الصغير والبسي زي البنات واتعلمي تعيشي عيشة الهوانم مش يمكن حكايتك مع جسار بيه بداية لحياة تانية
سقطت دموعها فاسرعت في مسحها
لو عيشت عيشة الهوانم لازم اهرب من اصلي ومحدش بيهرب من أصله يا داده
محدش بيختار اهله يا بنت نصيبك من الحياة تشقي وتتعبي لكن الفرصه أهي جات.. المهم متضيعيش عمرك في سراب
علقت عينين بسمه بالفراغ فرمقتها السيدة سعاد بنظرة عطوفه
هنزل أحط طبقك مع البيه
غادرت السيدة سعاد الغرفه مبتسمه تتمنى من داخل قلبها أن تنال بسمة ما لم تستطع نيله يوما
بعد دقائق هبطت بسمة الدرج بملامح مسترخيه تقسم داخلها إنها ستكون قوية وستحكي يوما قصة نجاحها كما حكت قصتها كفاحها
توقف جسار مكانه ولم يكن إلا متجها لغرفة الطعام طالعها بنظرة طويلة ثم أكمل خطواته نحو غرفة الطعام
تلاشت أي شعور أصابها واتبعته ثم وقفت خلف المقعد وحركته ببطئ
بحركه زي الهوانم يا باشا مافيش اي فرق
قصدت عبارتها عن عمد فطالعها ماقتا أسلوبها
وتفتكري ديه طريقه بتتكلم بيها الهوانم
هل تحزن ام تتبع نظام التمرير
اعرف كويس أكون هانم واختار أسلوبي
متقلقش...ومظنش سيدات المجتمع الراقي بيتعملوا في بيوتهم بأستقراطيه
حدقها بنظرة حانقة فيكفيه ما يشعر به وذلك الندم الذي يعتليه كلما تذكر أن يديه وضعت في يد رجلا تاريخه حافل بسجلات السوابق
بدء بتناول شربته ببطئ وقد اتخذ الصمت للحظات
بدأت في تناول طعامها تنتظر منه أي تعليق سخيف ولكنه كان يعيش مع دوامة أفكاره يتسأل داخله لما هو فظ هكذا معها
هل يعاقبها على ظروف حياة لم تختارها فهو دائما متجرف فظ لا يحب إلا إمتلاك النفيس.. حتى الدرس الذي تعلمه قديما حينا فقد زوجته وبصره ووظيفته بالشرطه وجبروته ظل كما هو
عاد يحدق بها فوجدها تأكل ببطئ شديد حتى تظهر أمامه بصوره متحضرة ومقبولة
من حقك تتعملي بالطريقة التي عايزه تعيشيها المهم تحترمي صورتي قدام الناس وتحفظي على اسمي لحد ما الطريق بينا ينتهي
واردف مستنكرا ذكر اسم شقيقها
اتمنى ميكونش في أي تواصل بينك وبين أخوكي واللي اسمه عنتر ده تنسيه تماما
تجمدت ملامحها على ذكر اسم شقيقها تجيبه بمرارة
فتحي عمره ما هيفكر يسأل عني لكن مش هيبطل يطلب منك فلوس.. أنا حبيت اقولها ليك من دلوقتي فلو ندمان تقدر بسهوله تنهي كل حاجة يا باشا وكده كده في يوم هنال لقب مطلقه فمش هتفرق دلوقتي من شهور أو زي ما أنت محدد تنهي العقد
وضعت معلقتها والتقطت المحرمة تمسح بها شفتيها ونهضت عن مقعدها
تصبح على خير
تحركت بضعة خطوات بعدما القت حديثها ولكن سكنت مكانها
وحفل الزفاف يا بسمه
بابتسامة باردة أجادة رسمها فوق شفتيها
اختار الفستان اللي يعجبك يا بيه واشوف عايزني أظهر إزاي وأنا هنفذ الدور كويس أوي
........
توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المزرعة الخاصة بعائلة النجار
طالعته ملك حانقة من قراره العجيب بعد مغادرة الاحتفال
برضوه نفذت اللي أنت عايزه
تعالت ضحكته ينظر إليها مستمتعا بتذمرها
حببتي إحنا وصلنا خلاص وياريت منضيعش وقت
رسلان
دفعته حانقه من وقاحته فعادت ضحكاته تتعالا يرمقها بنظرات عابسه
عندي عملية الضهر فننجز يا روحي ونستمتع بالوقت
واقترب منها يحاصرها بين ذراعيه
الولاد واطمن عليهم من ميادة المفروض حاليا متفكريش غير فيا
هو أنت سامحلي أفكر غير فيك يا رسلان
وهل يا ترى بتفكري فيا زي ما بفكر فيكي
تجهمت ملامحها من مغزى كلماته ترى العبث مرتسم فوق ملامحه
صدحت قهقته هذه المرة بقوة أكبر مبتعدا عنها فتمكنت من التقاط أنفاسها تنظر إليه حانقة
لا إحنا فعلا بنضيع وقت
توقف عن الضحك وأسرع في الترجل من سيارته متجها إليها يفتح باب السيارة الأخر ويلتقط ذراعها
أول ليلة في جوازنا كانت هنا وأنت ما شاء الله كنت سايرة على قاعده يتمنعن وهن
الرغبات
تشبثت مكانها حانقة من حديثه تنفض يده عنها
رغبات مين يا دكتور شكلك نسيت إني كنت رافضه جوازنا
لا ده احنا كده هنطول في العتاب ومين قال ومين مقالش
وانحني يحملها بين ذراعيه
شايفه أنت قلبك أسود إزاي لكن أنا مش فاكر أي حاجة ولا بفكر في اللي فات
وبقدرة رهيبة بات يجيدها بل بات يفهم طباعها همس بأنفاس ساخنة
هفضل لحد أمتى زي الظمآن مش عارف يرتوي سبيني أحبك يا ملك
اغمضت عيناها مسترخية مع أحاسيسها وببطئ وتمهل بدء يخبرها كيف هو رجل عاشق ومتيم
.........
طالع هيئتها وهي تتظاهر بالنوم وقد اتخذت طرف الفراش
ابتسم مرغما من فعلتها و تسطح على الطرف الآخر ينظر لتشبثها الشديد بالغطاء
عارف إنك صاحيه يا فتون
اطبقت فوق جفنيها بقوة حتى يدرك إنه بالفعل يتهيأ له إنها مستيقظه
المرادي شهيرة خلفت توقعاتي بصراحه كنت متأكد إن شهيرة هترجع لعقلها من تاني شهيرة ست ناضجه وعاقله
ارتفعت وتيرة أنفاسها عن مدحه لشهيرة هذه الليله ألا يكفيها ما اسمعه لها منذ ساعات وما شعرت به من تخاذل مرة أخرى مع حالها
ديما كان يعجبني عقلها وحنكتها في إدارة الأمور
هذه المرة كانت شفتيها تنال نصيبها من شدة ضغطها عليهم ازاد الجرعة التي أراد أن يجعلها تعيشها الليله فربما الغيرة تجعلها تنضج وتتعقل
انتفضت من رقدتها وقد أزاحت الغطاء عنها تصيح به غير عابئة بعلو صوتها
ما دام عجباك أوي طليقتك ردها ليك
صوتك يا فتون
تعلم أكثر ما يضايقه هو علو الصوت ولكنه الليله أجاد اثار مشاعرها بجدارة وأثبت لها إنها بالفعل بائسة وستظل دوما تحت الأقدام
أنا جبانه وبستخبى في الجحر لكن شهيرة هانم ست عظيمة ونسيت إنها حاولت كتير تخرجني من حياتك عشان ترجع لمكانها
أي ست في الدنيا بتحب راجل هتعمل كده
قالها متعمدا كل حرف ينطقه الجمها دفاعه تنظر إليه في صدمة تبلل شفتيها بطرف لسانها
إظاهر إن حفلة النهاردة رجعت مشاعرك لطليقتك
أكيد
تمتم بها ردا على سؤالها ينظر متفرسا ملامحها
تقصد إيه
لو قولتلك إن بفكر أرجع شهيرة لعصمتي يا فتون هيكون إيه جوابك
أيفكر في العودة لطليقته
أينتظر أن يسمع جوابها أم يتلاعب بها بدهاء حتى يعاقبها
طال صمتها فمنحها الوقت مسترخيا في رقدته مستمتعا من هذا الصمت المحبب إليه
الصمت طال وإنتظاره قد طال يرى في عينيها ۏجعا وضياعا يمزقه إنه لا يريدها بهذا الضعف ولا يريد أن تكون في صورة الزوجة التي