لمن القرار
وحصوله على تقديرات عالية بجامعته
ولكن زوجته الحمقاء المحبه لمهنتها تركت الفرصة وفضلت أن تقضي سنوات الدراسة كأي سنوات من العمر تقضى
وكحال الكثير من الناس يدرسون أشياء لا يجيدون عقولهم وشغفهم يهواها
اخذت عيناه تدور بالغرفة فتأكد من عدم وجودها بها.. فعلقت عيناه بساعة يده وخرج من الغرفة يبحث عنها والجواب كان يأخذه من الخادمة التي كانت تصعد للتو ومتجة نحو غرفة شهيرة
الهانم فين
توترت وردة قليلا كعادتها حينا يسألها رجلا سؤالا
خرجت يا بيه من ساعتين لا من تلت ساعات كده والله ما أنا فاكرة يا بيه
ضاقت عينين سليم ينفخ أنفاسه حنقا
روحي ناديلي مدام ألفت
أسرعت وردة في تنفيذ أوامره ناسية الغرض الذي كانت متجها به نحو السيدة الأخرى شهيرة ولكنها توقفت مكانها
هي البنت اللي بعتها تساعد الهانم موصلتش
أسرعت وردة بالجواب متذكرة الفتاة التي أتت قبل ساعات وعلى يبدو من اختصاصها وما تحمله إنها خبيرة تجميل
جات يا بيه ولما ملقتش مدام فتون.. شهيرة هانم استعانت بيها تجهز خديجة هانم وتساعدها في تسريحة شعرها والحاجات اللي أنت عارفها يا بيه
وسرعان ما كانت تتسع حدقتي وردة وهي ترى امتقاع ملامحه بسبب ما اردفت به غير واعية من تجاوزها في الحديث
أنا بقول أروح انادي مدام ألفت لحضرتك
وفرت هاربة راكضة من أمامه يتبعها سليم بنظراته الغاضبه عائدا لغرفته يضع الهاتف فوق أذنه
........
وعلى رأي المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب
هتفت بها السيدة عبلة وهي تنظر لأبنتها مستنكرة وجودها بالمشفى اليوم
رفعت فتون عينيها نحوها وأغلقت الكتاب تنتظر سماع المزيد من عبارات التهكم من والدتها
مش عجبك كلامي يا بنت بطني
ما أنا قفلت الكتاب اللي مش عجبك
ايوة مش عجبني هو أنت هتعملي إيه بالتعليم
التمعت عينين فتون بالحسړة تتذكر نفس عبارات والدتها منذ سنوات حينا عادت من مدرستها بشهادتها تأمل أن تكمل تعليمها
نفس الجملة قولتهالي زمان وجوزتيني حسن وأنا معرفش يعني إيه جواز.. قولتيلي هتفرحي بالجواز والجواز حاجة حلوه وفي الأخر إيه اللي حصل
امتقعت ملامح السيدة عبلة من نفس الحديث الذي تكرره عليها لتشعرها بالذنب
ما أغلب بنات القرية بيتجوزوا في سنك ومحدش طلع خايب زيك وكلهم معاهم بدل العيل عيلين وفاتحين بيوت
ابتلعت فتون غصتها المريرة تتذكر قسۏة حسن معها
ليه خلفتينا كتير وظلمتينا
ازدادت ملامح السيدة عبلة إمتقاعا
ظلمتك يا بنت بطني عشان سترتك بدري
وأخذت السيدة عبلة ترثي حالها تطرق فوق فخذيها تخبرها عن الټضحية التي قدمتها لها ولأشقائها
بدء الصغير الراقد فوق فراش المشفى يستيقظ ينظر إليهم مدهوشا مما يحدث أمامه متمتما بحلق جاف
فتون أنت لسا هنا
واردف متسائلا عن الدراجة التي وعده بها سليم وبات يتسأل عنها كل يوم
هو سليم هيجبلي العجلة أمتى يا فتون
توقفت السيدة عبلة عن الندب وسرعان ما انشرحت ملامحها تنظر لأبنتها لتؤكد عليها أن خسارتها لزوجها خيبة لها ولهم جميعا
جوز أختك يا حبيبي هيجبهالك متخافش ومش أي عجلة.. عجلة كبيره كمان عشان باقية
اخواتك يركبوها معاك وكمان هيوديك البحر تتبسط ولا إيه يا فتون
طالعتها فتون صامته والدتها علقت أمال أشقائها على سليم وعليها وإذا رحل سليم رحل كل شئ عن حياتهم
اقتربت منه تمسح فوق شعره
قوم أنت يا حبيبي بالسلامه وهتلاقي العجلة عندك ها هتسيبني أركب معاك عليها
شوف البت الخيبة عايزه تركب عجلة قولي يكون عندك عربية أنت اللي تسوقيها
هتفت بها السيده عبلة تستنكر حال أبنتها فلما لا يكون لديها سيارة ملك لها مثل طليقته تلك المرأة الحسناء
شايفه طليقته ذكية إزاي مطلعتش من الجوازة خسرانه
والدتها تظن أن شهيرة تحتاج لأموال سليم هي لا تقارن بشهيرة
وضحكة طويلة دمعت معها عينيها فامتعضت ملامح السيدة عبلة
خليك خيبة كده وضيعي جوازة وعيشة غيرك بيحلم بيها بس اقول إيه طالعه لأبوكي فكل حاجة
..........
اقتربت السيدة ألفت بتوتر منه فقد مر أكثر من ساعتين على طلبه لها ولكنها للأسف أنشغلت ببعض الأشياء بالمطبخ وقد تناست أمر استدعائه لها
أنت لسا فاكرة يا مدام ألفت
اطرقت السيدة ألفت رأسها فعلقت عيناه بالضيف القادم صوبه في حفل بدء يستنكرها.. فحفل صغيرته أنقلبت لحفل عمل وقد وجدها حامد الأسيوطي فرصه للخروج من فشل صفقاته الأخيرة
المدام فين إيه اللي حصل في غيابي
هي مبلغتكش يا بيه إنها رايحة لأخوها المستشفى تزوره وتبعد عن الحفله عشان يعني...
احتدت عينين سليم ينظر لها فاسرعت تفسر له
في حاجة حصلت أنا معرفتش ابلغك بيها واتصرفت من دماغي وطلبت من الهانم متظهرش النهاردة
توقفت السيدة ألفت عن الحديث وهي ترى الضيف على مقربة منهم ثم اتبعته شهيرة
انسحبت السيدة ألفت تستعجب عدم علمه بأمر تركها المنزل اليوم وعدم الظهور بالحفل لتمنح شهيرة الصورة التي تريدها أمام الناس
معقول ميعرفش سبب تجنبها لحفلة النهاردة أنا لازم أوضح ليه السبب
وعادت عيناها تتعلق بشهيرة التي أشرقت ملامحها خاصة اليوم وأصبحت سيدة الحفل والزوجة
والزوجة الحالية التي بحث عنها الجميع اختفت من الصورة
ومن جهة أخرى وقفت دينا حانقة تكاد ټموت من شدة غيظها
لا تستوعب كيف ستنسحب شهيرة من حياة سليم وستغادر منزله
فقد بدء الجميع يتحدث عن اختفاء الزوجة التي اختارها سليم النجار بعد انفصاله عن شهيرة الأسيوطي والكل أخد يتسأل
هل طلقها بعدما أدرك فداحة خطأه
مش هتعرفيني على سليم النجار يا دينا
ارتفعت أنفاس دينا حنقا والټفت نحوه ممتقعة الوجه
في إيه مالك كل شويه مش هتعرفيني على سليم النجار سليم النجار عندك اه
مالك بس يا حببتي لا لا أنت مش عجباني من ساعة ما جينا الحفله
حاوطها الواقف بذراعيه مبتسما بلزوجة تمقتها ولولا ماله وركضه خلفها ليتقرب منها ما سمحت لنفسها بالسير جواره
إنه لا يملك الشكل ولا المظهر الأجتماعي ولا تعرف من أين له بهذا المال الذي لديه
وقعت عيناها على شهيرة جوار سليم وقربها الشديد منه تقسم داخلها إنها بدأت تلعب من خلف ظهرها لشعورها بأقتراب الفرصة لتعود زوجته مرة أخرى
طلعتي ذكية يا شهيرة عايزه تفهميني إنك خلاص هتنسحبي من حياة سليم ويفضل بينكم إحترام متبادل.. لا ذكية ومحتاجة مني صقفة يا بنت الأكابر
اجيبلك حاجة تشربيها يا حببتي
انتبهت على ذلك الملتصق بها تنظر إليه شزرا تحاول التحكم في سخطها حتى لا تخسر ماله
مسعد حبيبي
رفرف قلب الواقف ينظر لحسنها الذي سلب فؤاده
مش كنت عايز تتعرف على سليم النجار شكل الفرصه جاتلنا يا حبيبي
التمعت عينين مسعد يلتف برأسه ينظر نحو الواقف وعاد يركز نظراته عليها متسائلا بمراوغة
هي ديه مراته
وبسخرية شديدة اجابته
لا يا حبيبي ديه طليقته مراته هابله انسحبت من الحفله عشان الناس ميقولوش عليها خدامة.. أصلها كانت خدامة عنده ومرات السواق
ومسعد يسمع حديثها مبتهجا فهو خير من يعلم تلك الخادمة زوجة حسن الصديق الذي غدر به كما غدر به هو الأخر
فتون
تلهف قلبها كحال أذنيها وقد أعطاها صمته ونظراته إليها أملا
ارتفعت دقات قلبها في ترقب تنتظر سماع جوابه ف فتحي سوف يثبت