لمن القرار

موقع أيام نيوز

وقبل أن تتسأل ميادة بالمزيد كان يسألها وقلبه تزداد دقاته خوفا مما سيسمعه

ميادة ملك جواها مشاعر ناحية جسار

وجواب ميادة لم يكن إلا في ضحكة طويلة صاخبة ثم القت عبارتها وانصرفت

أنتم الاتنين مغفلين يا دكتور

تعالت شهقات بسمة من الصدمة وهي تطالع فتحي الذي دلف للتو غرفتها ينظر نحو فستانها البسيط المنمق الذي اهدته لها ملك حتى ترتديه اليوم في عرسها

أغيب الفترة ديه أرجع الاقيكي احلويتي كده 

استرخت ملامح بسمة من الفزع للذهول تستمع لحديثه فمنذ متى يخبرها فتحي بعبارات لطيفة هكذا

كبرتي واحلويتي يا بت يا بسمة

هو الحبس المرادي عمل فيك إيه يا فتحي

همست عبارتها وهي لا تصدق أن الذي أمامها هذه اللحظة هو فتحي شقيقها 

هو صحيح يا بت يا بسمة أهل الحارة كلهم رايحين الفرح

وجلس فوق فراشها يستطرد بحديثه

أصل أنا وداخل الحارة الكل عمال يتكلم على الفرح أنا معزوم مش كدة

سرعان ما انسحبت الډماء من وجهها وهي تستمع إليه فعن أي عرس سيحضرة فتحي ولماذا خرج اليوم من المخفر

هما مكنوش استنوا لحد بكرة وخرجوك من الحبس 

بتقولي إيه يا بت

تنفست الصعداء تحمد الله إنه لم ينتبه على حديثها

اقلعي اللي أنت لبساه وروحي حضريلي الحمام ولقمة أكلها إحنا لسا الضهر مش هتتمختري باللبس ده في البيت

بس ملك عايزانى معاها في الفندق

امتقعت ملامحه وهو يستمع لأعتراضها

لو عايزانى أحلف إنك متروحيش خالص متنفذيش الكلام فاهمه!

حاضر يا فتحي

وانصرفت من أمامه حانقة فما عليها اليوم إلا تنفيذ كل شئ دون حديث حتى تذهب للعرس بسلام فقد عاد فتحي وانتهت حريتها وجاء وقت الشقاء ثانية 

نفذت له جميع أوامره تنظر من حينا إلى أخر نحو الساعة المعلقة ونحو هاتفها الذي تصدح نغمته

بكره مش هتستنضف تعرفك

وجعتها كلماته وپحرقة تمتمت

ملك صاحبتي وبتحبني حتى ميادة أخت دكتور رسلان بقت صاحبتي

رمقها فتحي متهكما وهو يلوك الطعام

ومالك زعلتي ليه كده أنا بقولك الحقيقة يا بنت عم حسني الأعرج

لم تشعر بحالها وهي تدفع اطباق الطعام نحوه صاړخه

متجيبش سيرة أبويا الله يرحمه أنت عاق يا فتحي زي ما كان بيقول

اتسعت عينيه ذهولا وهو يري فعلتها فوق قميصه وفي لحظة خاطفة كان يجذب خصلاتها بقبضة يده

طب أنا هخليكي متروحيش الفرح النهاردة اظاهر غيبتي الأيام ديه طولت لسانك 

صړخت وبكت إلى أن فرغ منها يبصق عليها

تستاهلي الشغل في الكباريهات

وقبل أن تستوعب عبارته كان يعود إليها ينظر لملامحها التي شوهها وجسدها

لا أنا كده هضطر أجل مقابلتك مع المعلم وجدي لأحسن خلقتك بقت تسد النفس 

وشئ فشئ أصبحت تفهم حديثه وبروح جريحة اغمضت عينيها والحقيقة التي غفلت عنها ذبحتها 

والدها قد ماټ ولم يعد لديها أحد تتحامي به من بطش شقيقها العاق 

والقرار كانت تأخذه وهي تنهض بصعوبة من رقدتها تقترب من مرآتها المهشمة تنظر لحالها بحسرة

لازم تهربي من هنا يا بسمة بعد فرح ملك لازم تهربي ومترجعيش هنا تاني

الفصل الرابع والثلاثون

_بقلم سهام صادق

طالعت حالها بالمرآة تنظر نحو هيئتها تفحصت أدق التفاصيل من ملامحها ثم مالت للأمام حيث التصقت بالمرآة وعادت تتراجع للخلف تتسأل هاتفة 

مش معقول أنا ديه 

ابتسمت ملك كحال ميادة التي كانت غارقة بالضحك من حال بسمة 

بسمة أنت طول عمرك جميلة 

مش ظاهر حاجة يا ملك الزرقان والكدمات

اختفت رغم إن كل حاجة ۏجعاني 

وعادت تحدق بالمرآة حتى تتأكد مجددا أن صڤعات فتحي لم تعد بادية فوق ملامحها

التفتت بجسدها فعلقت عينيها نحو حالها مرة أخرى 

أردات أن تبكي ولكن ملك أسرعت في الاقتراب منها تلتقط كفيها مبتسمه 

بلاش عياط ولا عايزه كل حاجة عملتها مدام حسناء تضيع 

وعلقت عيناهم نحو السيدة الجميلة التي أخذت تجمع حاجتها وهي سعيدة لسعادة عروستها ورفيقاتها 

مش هعيط خلاص

وفي لحظة كانت تطاوق ملك بكلتا ذراعيها بقوة

أنا بحبك أوي يا ملك مكنش نفسي أبعد عنك 

أرادت أن تخبرها أنها راحلة ولكنها خشيت عليها من شړ

فتحي اقتربت منهما ميادة وقد شعرت بقليل من الغيرة ولكن سرعان ما كانت تخبر حالها أن بسمة فتاة طيبة وتستحق حب صديقتها 

نوقف الدراما شوية عشان العروسة ولا إيه يا بسمة 

ابتعدت بسمة عنها ونفضت دموعها العالقة تنظر نحو ميادة التي وقفت تهندم من ثوب الزفاف وتخبر ملك كم هي فائقة الجمال اليوم وأن شقيقها محظوظ بها 

استطاعت ميادة أن تجعلها ترقص وتفرح وملك لم تكن تريد من هذا اليوم إلا السعادة والفرح 

ومع اقتراب خبيرة التجميل منهم ومشاركتها فرحتهم شجع الأمر بسمة هي الأخرى لمشاركتهم فرحتهم ومع كل خطوة منها كانت آلامها تزداد ولكنها قاومت قاومت من أجل أن تعيش اللحظة من أجل إيمانها بأن اللحظات السعيدة لا تعوض 

حتى في أكثر لحظاته سعادة سړقت سعادته وكالعادة لم تكن إلا والدته وسؤال واحد كان يسأله لها بعدما اشاحت عينيها عنه نادمة تنظر نحو عزالدين زوجها تترجاه أن يكون معها ولكنه تلك اللحظة خصيصا أنسحب فقد كان معارضا لفكرتها بل وحذرها 

غادر وكأنه في مغادرته يخبرها أن تواجه ما فعلته وحدها 

تاني يا أمي تاني يا كاميليا هانم

دمعت عينين كاميليا وقد فسدت زينة وجهها 

ليه عايزة تكرري اللي فات مش كفاية لسا بدفع ضريبة خضوعي ليك زمان 

أسرعت كاميليا في الإرتماء بين ذراعيه تضمه نحوها تبرر له فعلتها 

رسلان أنا عملت كده عشانك يا حبيبي عملت كده عشان تعرف تتجوزها 

وبهتت ملامحها وهي تراه يبتعد عنها ينظر إليها في خيبة

تفضحيها! عشان تقبل تتجوزني تفضحيها يا أمي 

قبضت كاميليا فوق يديها واليأس استوطن ملامحها الجميلة تبرر كأي أم ترى الصالح لأبنائها دون أن ترى سواهم 

كنت هتفضل تلف حواليها زي المچنون هتفضل عايش على أمل إنها ترجعلك أنت و ولادك محتاجينها في حياتكم 

يا يا أمي نفس أنانية ناهد هانم زمان نفس الأنانية اللي بسببها اتجوزت مها 

صلحت غلطتي وساعدتك تتجوزها ليه شايف ده أنانية مني 

وابتعلت غصتها ترمقها بنظرة تحمل الندم

أنا السبب في جوازك من مها زمان أنا السبب في تعاستك مكنش عندي فرصه غير ديه

هتفت بها كاميليا وتراجعت للخلف ثم هوت فوق الفراش تطرق عينيها ندما 

مساعدتك في إنك تفضحينا يا أمي مساعدتك إنك تجبريها تتجوزني 

رفعت عيناها نحوه فتلاقت

عيناهم في نظرة طويلة غادر رسلان غرفتها ف الحديث لن يفيد فقد حدث ما حدث 

عاد عزالدين إليها فوجدها منفطرة في البكاء ترثي حالها 

أنا عارفه إني غلطانه يا عزالدين بس أنا عملت كده عشانه وعشان ولاده 

دلفت للغرفة بعد يوم طويل ومرهق قضته في الجامعه بين محاضراتها ولقاءها مع تلك المرأة التي عرفتها بحالها بأنها ذات يوم كانت لتكون زوجة لسليم النجار ولكن تلك الحاډثة التي كادت أن تؤدي بحياته ثم عودة شهيرة

أنهى كل شئ بينهم 

دينا لم تكن سوي أمرأة ذكية تستطيع رسم دورها 

حاولت طرد ذلك اللقاء من عقلها ولكنه كان يسيطر عليها

أي ست بتدخل حياة سليم النجار نهايتها بتكون برة حياته بعد ما بيشبع منها

يمكن شهيرة وأنا وغيرك قدرنا نتجاوز لأننا

تم نسخ الرابط