لمن القرار
في هروبها
علقت عينين فتحي بهم فبعد أن كان هو صاحب الحق.. أصبح متهما يحيطه رجلان ضخام الچثة هاتف حاله بحنق
جاي تتعارك مع ابن الوزير هتروح اللومان ومحدش هيعرف عنك حاجة يافتحي
وفي لحظة خاطفة كان فتحي يهرول مغادرا المكان
ده هرب يا باشا
توقفت ملك عن البحث في حقيبتها حتى تجلب هاتفها وتحادث جسار
أنا لازم اكلم جسار فتحي ده شړاني ممكن يأذي
القت عبارتها وتقدمت أمامه غير عابئة بحديثها الذي أشعل الغيرة داخله قبض فوق كفيه بقوة مشيرا للرجلان
اتمنى محدش يعرف بلي حصل دلوقتي
فهم الرجلان حديثه واماءوا برؤسهم قبل أن يعودوا لمكانهم في إنتظار سيدتهم
غامت عينين رسلان بالڠضب بعدما اتبعت عيناه تلك التي وقفت أمام مدخل البناية وعلامات الأرتياح تعلو شفتيها
ما الهانم لازم تبقى مرتاحة مافيش بطل قدامها خير السيد جسار العزيز
ورغم عدم كرهه لجسار إلا أن الغيرة كانت ټقتل فؤاده وخاصة إنه كان يوما ما زوجها وتكن له الأحترام
بجد يا جسار ساعدتها بسمة غلبانه اوي.. أنت متعرفش فتحي ده كان بيعمل فيها إيه
اخذت تخبرة ببضعة مقتطفات وبعض المواقف التي حضرتها ورأت فيه معاملته لشقيقته
اطمن عليها ديما ارجوك لحد ما اعرف اجيلكم اسكندرية
التقط رسلان اخر حديثها فامتقع وجهه بشدة وهو يتقدم أمامها نحو المصعد بعدما سبقه حارس البناية بالحقائب وبارك لهم بحفاوة
انتظر بضيق حتى انهت حديثها مع جسار العزيز وقد فهم من نهاية حديثهم أن جسار يخبرها بأن تبتعد عن الأمر حتى تهدء الأمور وبسمة سوف تحادثها
انتفخت اوداجه وهو يستمع إلى تنهيدتها القوية ورغما عنه كان يضغط على أزرار المصعد بقوة
قلبي مش مطمن عليها وجسار قالي بلاش تيجي اسكندريه دلوقتي ليعرف فتحي طريقها
وإيه كمان
أخذت تخبره عن قلقها وحزنها على حال بسمة وعما فعله جسار معها وكيف وجد لها عملا
جسار باشا طبعا بطل مغوار
هتف عبارته بعدما توقف المصعد فطالعته لتدرك أنه يكاد أن ينفجر بوجهها.. ورغما عنها كانت تبتسم داخلها رسلان يتمالك شعوره كرجلا حتى لا تسئ الأمور بينهم.
تقدمت أمامه بدلال لا تعرف لما تفعله.. ولكن رؤية حنقه يجعلها تشعر بالنصر وبأنوثتها وهي تراه يضبط نفسه بصعوبة من أجلها
وبين رغبة القلب وندوب الماضي كانت هي عالقة في نقطة فاصلة
والصدمة الكبرى كانت أمامه وهو يفتح باب الشقه ويرى والدته وخالته وقد فهم سبب وجود سائق والدته وحارسها الشخصي
اتسعت عينين ملك وهي ترى كلتاهما والصغار أمامهم يلعبون باشياءهم وناهد
خاصة من تلاعبهم في صمت ووجه شاحب.
..............
تتهدت كاميليا أسفه وهي تطالعهم تبرر لهم موقفها وقد انسابت دموعها في ألم
خالتك تعبانه يا رسلان ديه اختي مقدرش اكون قاسيه عليها واشوفها بتترجاني اجيبها عندك
وطالعت ملك التي اڼهارت فوق أحد المقاعد بعدما علمت بمرض ناهد وقد هزمها المړض
أنا عارفه يا ملك إننا عملنا فيكي حاجات كتير وحشه حرمناكم من بعض بس أنت مش زينا ولا قلبك قاسې.. ناهد السړطان تمكن في جسمها ومبقاش فاضل كتير
واڼهارت باكية ترثي شقيقتها الوحيدة.. لا تصدق ما حدث معها هذه السنوات
مۏت مها خلاها متتمناش حاجة غير المۏت..أنا مش قادرة أصدق إن كل ده بيحصل لينا
خرج صوتها مجهدا تنظر نحو نظرات رسلان الجامدة إليها يشك بالأمر ولكن كاميليا قطعت شكوكه وهي تخرج له بضعة أوراق وتحاليل من المشفى تضعها أمامه
لو فاكر إني بعمل تمثيلية عليك فالتحاليل والتقارير الطبية قدامك يا دكتور
تعلقت عينان رسلان بالتقرير وقد تلاشي جموده رفعت ملك عينيها نحوهم وهي ترى نظرات كاميليا اليائسة نحو ولدها الذي غيره الزمن وجعل قلبه قاسې
من حقها تفضل جانب احفادها..
واردفت بمرارة
في يوم من الأيام هي ربتني حتى لو محبتنيش بس كان ليها فضل عليا
اڼصدمت ملامح كاميليا من حديثها وسرعان ما كانت تبكي حسرة وندما وتقترب منها
أنا مش عارفه اقولك إيه يا ملك بس ناهد بټموت خلاص وحلمها تقضي الأيام الأخيرة مع ولاد مها.. صعب اللي حصل ليها.. ناهد كان روحها في مها وراحت منها
كانت خير من يعلم أن ناهد كانت شديدة التعلق ب مها فقد ذاقت مرارة التفرقة ونبذة حتى لا تأخذ ما رسمته ناهد لابنتها
ولو يعلم المرء أنه لا ينال من الدنيا إلا ما هو مقدر له لترك كل شئ يأتي إليه بسلام.
تنهد رسلان وهو يطالعها فكلما أراد أن يقنع قلبه بالتخلي.. كان يغرق أكثر في حبها.. مازالت ملك خاصته كما هي بريئة حنونه وذو عقل صلد لا يعرف ما يريده
تركت لهم الغرفة وقد غامت ملامحها بالحزن وهي ترى ناهد جالسة أرضا تلاعب الصغار وقد ركض الصغار إليها يهتفون لها
ماما
انحنت ملك نحوهم تحملهم وعيناها لا تفارق عينين ناهد الحزينة
حبايب ماما وحشتوني أوي
والصغار بين ذراعيها ومتعلقين بعنقها يخبروها إنهم يريدون طعامهم
والصورة التي تمنت أن ترى ناهد فيها أبنتها يوما كانت ترى فيها ملك التي سعت بكل الطرق لحرمانها مما ارادته لابنتها
غادر رسلان هو الأخر الغرفة وخلفه كاميليا ودون أن يهتم بأحد كان يتجه نحو ملك وصغاره يداعبهم مازحا
وبابا فين من كل ده ولا مامتكم ليها الاحضان والحب وأنا بره الحسبه
حملهم عنها يداعبهم بحديثه والصغار يمنحوه ذلك الحب الذي حرم نفسه منه يوما
دمعت عينين ناهد بحسرة وكذلك كاميليا ولكن كاميليا كانت تبكي سعادة لقد تغيرت حياة أبنها وأحفادها
وملك لم تكن غافلة عن نظراتهم التي تفهمها كان قلبها يؤلمها ولكنها كانت تتغلب على حقدها نحوهم فمن ترعاهم هم أبناء شقيقتها شقيقتها التي كانت ضحېة لأحلام ناهد
............
صعدت السيارة بحماس بعدما أنهت دروسها بالجامعة وقد نالت معدل عالي في تلك المادة التي ساعدها في دراستها
هنروح المؤسسة يا هانم سليم بيه منبه عليا اخدك هناك
تلاشي حماسها لتنظر نحو السائق بتوتر صحيح أن سليم أخبرها أن تذهب لهناك ذلك اليوم الذي أتت فيه شهيرة وخربت لها سعادتها ولكنها تمنعت عن الذهاب فهي في النهاية ستغادر حياته عندما يكتشف خطأه بالزواج منها
او كما قالت لها شهيرة سيكون قد أشبع رغبته كحال الكثير من الرجال.
تعالا رنين هاتفها باسمه فهو منذ رحلة سفره لم يحادثها.. توترت وهي تضع الهاتف فوق اذنها تستمع إليه
وحشتيني
همس عبارته باستكانه سلبت قلبها لتسبل اهدابها بخجل وقد تضرجت وجنتيها بالحمرة
طبعا مدام متصلتش بيكي ف أنت مكنتيش هتاخدي الخطوة ديه
ارتبكت من حديثه وبتلك النبرة التي يحادثها بها وكأن لا شئ قد حدث
أصل
ابتسم وهو يتسطح فوق فراشه مرهقا من كثرة أعماله يسمعها
خديجة يعني...
تنهد وهو يتذكر ما علم به وقد أخبرته به السيدة ألفت
فتون السواق هياخدك المؤسسة.. وحازم هيحطك وسط زمايل ليكي جاين يتدربوا فتون لازم تختلطي أكتر مع الناس وتفهمي أزاي تعرفي تواجهي
ورغم الشكوك التي اقټحمت فؤادها بعدما تجاوز حديثه عن خديجة وفعلت شهيرة إلا أن إصراره في منحها