لمن القرار
حلما بعيدا
هي مؤمنة بالتوافق الفكري والاجتماعي.. ولا تتنبأ لهذه الزيجة إلا بالفشل.. وسليم كعادته مهما أعطى وأظهر من نبله هي متأكده تماما إنه سيضجر منها حينا يرى أمرأة أخرى مختلفة
وضحكة مستهزءة خرجت من شفتيها.. فهي لم تعد تفهم شخصية الرجل الذي توغل داخلها وجعلها لا ترى رجلا غيره
والضحكة اتبعتها مرارة اقټحمت حلقها بعلقمها فسليم حتى اليوم لم يظهر ندمه من هذه الزيجة ولم تتمكن أي امرأة من جذبه إنه بات مخلصا ملتزما متفاني في عمله كعادته.. فقد كان رجلا مختلفا في فترة زيجتهم.. الفترة التي ركضت هي وراء طموحاتها بشراسة حتى تنال رئاسة الشركة من شقيقها بعد ۏفاة والدهما
وحقيقة موجعة ها هي تضربها في مقټل سليم صار مؤخرا يوكل عنه نائبه المخلص كامل في الكثير من رحلات العمل وإذا فكرت بالأمر.. ستجد الغيرة والحقد ټقتلها بل قټلتها منذ زمن
حاولت قدر استطاعتها السيطرة على تلك المشاعر السلبية التي اخترقتها وقد توغلت فكرة دينا التي تراها كيد نساء عقلها رغم إنها لم تروقها في البداية
وبخطوات هادئة تقدمت مع إبتسامة هادئة رسمتها فوق شفتيها حتى تجيد الدور
ثواني وقفتها تجمع أفكارها المبعثرة تزفر أنفاسها تنفض عباءة الكبرياء عنها.. فحتى لو كان الطلب الذي ستطلبه منها مکيدة إلا إنه بالنسبة لها إهانة
انتبهت فتون على الطرقات وقد كانت جالسه تذاكر دروسها
ادخلي يا داده ألفت
انفتح الباب وببطئ كانت تدلف شهيرة تقاوم مشاعرها تخشي أن تراها بثوب نوم اختارته له الليلة
ارتسمت الصورة التي ترسمها لهم كل ليلة حينا تغفو مفكرة كيف تقضي الخادمة ليلة بين ذراعيه كيف تنال من كان لها يوما
عاد الألم يضربها في نقطة عميقة
شهيرة هانم
تمتمت بها فتون في صدمة بعدما رفعت عيناها عن الكتاب الذي كانت غارقه في دراسة محتواه لا تستوعب وجود شهيرة لديها
انتبهت شهيرة على صوتها فقد اخذتها أفكارها لنقاط بعيدة غير مترابطة وبهدوء كانت تعيد خصلة شعرها النافرة دوما من تسريحتها المهندمة
أنا عارفه إنك مستغربه وجودي في اوضتك يا فتون
طالعتها فتون بتوجس بعدما نهضت من فوق الفراش تعدل من هندام منامتها المحتشمه التي اظهرتها وكأنها فتاة في اطوار مراهقتها وليست امرأة استطاعت تحريك قلب وغريزة رجل كان تاريخه حافل بالنساء وبتوتر اجابتها.. تمسح فوق خصلاتها تخشي أن تكون بمظهر غير لائق فيكفيها ما ترتديه أمامها
هو وجودك بصراحه غريب في اوضتي..
ثم اردفت وقد ظنت مجيئها لغرفتها للبحث عن سليم
سليم لسا مرجعش من بره..
لا لا.. أنا وجودي مش عشان سليم.. سليم بعرف اوصله كويس
نطقتها شهيرة عن قصد تشعر بالراحه وهي تري النتيجة مرتسمة فوق ملامحها .. فملامح غريمتها الصغيره تجهمت وقد انتبهت للتو على ما ترتديه مما زادها اعتزازا بانوثتها التي لم تصل إليها تلك الصغيرة هزيلة الجسد
طبعا يا شهيرة هانم أنتم مش برضوه تعتبروا شركاء في البيزنس
احتدت ملامح شهيرة لثواني ف الخادمة تلمح لها بالحديث إنهم شركاء لا غير فهل نست من لم يكن قيمة لها وسط النساء إنها أم أبنته..
ابتسمت شهيرة واقتربت منها فهدفها اليوم لا يتطلب منها إلا الهدوء وإظاهر صورتها الودوده
فتون هو أنا أقدر اطلب منك طلب صغير ..
ارتفع حاجبي فتون في دهشة حتى إنها بصعوبه استطاعت إعادتهم موضعهم بعدما تصلبت ملامح وجهها للحظات من عبارتها
انا حقيقي محرجة منك بس لما فكرت مين يقدر يساعدني.. ملقتش غيرك أنت.. لكن لو رفضتي مافيش مشكله.. هحاول اتصرف بسرعه رغم إن مافيش وقت وكل المحلات المعروفة ملتزمين باوردرات
اقطبت فتون ما بين حاجبيها تلك المرة فعن أي متاجر تتحدث.. وما ډخلها هي بالأمر
فتون ديه كانت شغلتك الاساسيه يعني اكيد هتقدرى تنفذي الموقف ونفرح ديدا
وبحنق اجادة رسمه فوق ملامحها ثم اردفت
أنا مش عارفه الغلطه كانت من مديرة مكتبي ولا البنت اللي اخدت منها الاوردر.. حصل لخبطه في التاريخ..أنا أصلا هقطع اي تعامل مع المحل ده رغم إنه محل حلويات مشهور اكيد سمعتي عنه
كانت شهيرة تتحدث دون إعطائها فرصة للحديث لكنها فهمت ما تحاول إصاله لها شهيرة بوضوح.. إنها تريدها أن تقوم بهذا العمل هي بالطبع لن ترفض بل ستوافق من أجل الصغيرة ومن أجل إنها تحب هذا العمل وشغوفه به
أنا معنديش مشكله لاني بحب شغلي القديم .. لكن عيد ميلاد خديجة بكره
ألجم شهيرة ذلك الفخر الذي تتحدث به عن عملها القديم.. فهي تريد إحراجها أمام ضيوفها بعملها.. تظهرها لهم بأنها كانت خادمة ثم بائعة وجبات منزليه و مطعم صغير نالت إستئجاره من جمعية خيرية
بس ما دام عشان سعادة خديجة أنا هعمل ليها أحلى تورتة عيد ميلاد
وأسرعت في التقاط كراسة وقلما بحماس جعل شهيرة تتسأل هل ستنجح خطتها الفاشلة مع دينا وستتمكن من تسليط نظرات ضيوفها عليها
إيه اللي ممكن نحتاجه في الحفل
وأندمجت فتون في إخبارها بما تحتاجه حفلات أعياد الميلاد وقد دونت كل شئ اقترحته لتكون الحفل في أبهى صورة..
غادرت شهيرة الغرفة حانقة دون سبب ترفع هاتفها فوق أذنها حتى تهاتف دينا التي اجابتها مع أول رنين متسائله
أوعى تقوليلي الخدامه رفضت
وافقت ومبسوطه كمان إنها هتفرح خديجة..
وزفرت أنفاسها وهي تسير نحو الرواق المؤدي لغرفتها
قال إيه بتحب بنت وأي حاجة تفرحها.. تعملها وهي مبسوطه
لا بنت الإية ناصحة.. عايزه تظهرلك بالصورة المثالية وتوريكي أد إيه هي بتحب خديجة
وبتهكم اردفت دينا وقد تجهمت ملامحها هي الأخرى
هي بس تضمن وجودها أكتر في البيت وتجيب لسليم طفل وهتشوفي صورتها الحقيقية غير سليم بعد ما لسا سامح ليك لحد دلوقتي إقامتك في بيته ومهتم عشان زعل خديجة إشارة منها هتخليك بره ولا هيفرق مع سليم زعل بنته.. الجديدة بتكسب ديما يا شوشو
ارتسم الأشمئزاز فوق شفتي شهيرة تستنكر كلماتها التي أشعلت نيران حقدها ولكنها كما اعتادت تظهر ثقتها في الرجل الذي عاشت معه بضعة سنوات
سليم مش كده يا دينا أنت متعرفهوش زي ما أنا عارفاه.. ده كان جوزي وأبو بنت.. يعني أكتر واحده عرفاه
توترت دينا وأسرعت في الحديث تداري حقدها
هو الكلام أخدنا ليه لنقطه تانيه خلينا في خطتنا..
خطتك أنا متنبأه ليها بالفشل
امتقعت ملامح دينا
على الأقل بدل ما الناس مش بتتكلم غير على إزاي رجعتي تعيشي في بيت سليم مجرد ام بنته و وجودك مش لطيف بعد ما طلقك و أتجوز يرجعوا يتكلموا عن إزاي قدرت مرات السوق اللي كانت بتخدم عنده تغويه ويتجوزها بعد ما كان متجوز شهيرة الأسيوطي بنت الحسب والنسب
تعمدت دينا تذكيرها كيف تمكن سليم من تجاوزها في مدة قصيرة لا تذكر
...........
ارتسم الذهول فوق ملامح السيدة سعاد وهي تستمع لما تخبرها به بسمه وكيف أصبحت سمعتها ملطخه والجواب إنها تعيش تحت سقف بيته فالمعروف الذي صنعه معها أنقلب عليه
ليه كل شويه بيعايرني بمعروفه يا داده أنا مهربتش من فتحي غير بعد ما حطني بين نارين.. ياريت
بابا كان عايش كان حماني من شره
اخذت السيدة سعاد