لمن القرار
بيده فوق معدته من شدة الضحك
يعجبني فيكي ردك السريع لا وكمان ممتع
احتقنت ملامحها وهي تراه يسخر منها اقتربت منه وقد غادر النعاس عينيها تنوي صفعه بحديث يمس رجولته
أنا حقيقي مشفقة عليك مش قادر تعبر عن مشاعرك زي بقية الناس فبتستعمل أسلوب رخيص
تجمدت ملامح كاظم يرى المتعة مرتسمة فوق ملامحها لقد صڤعته في مقټل.. صڤعته بأكثر ما يكرهه
أن يشفق عليه أحد
محدش يعرف يشفق عليا يا جنات
غادر غرفتها بخطوات سريعه بل وغادر الشقة بأكملها إنه بات ضعيف والضعف في قانون حياته يعني الهزيمة
تلاشت زهوة الأنتصار من فوق ملامحها تتذكر ارتعاش أهدابه وتلك النظرة التعيسة التي رمقها بها
وبتعاسة هوت فوق فراشها تسأل حالها
أنت ليه زعلانه دلوقتي ليه رغم إنك تعمدتي توجعيه
والجواب كان واضح هي لم تشفى بعد من حب هذا الرجل
وهل حينا نحب يكون لدينا أحقية الأختيار في إنتقاء ما يناسبنا
......
وقفت على مقربة منها تحمل فنجاني القهوة تنظر إليها متحسرة على ما أصبحت تعيشه صديقتها
ميادة صديقتها المفعمة بالحيوية والأحلام الكثيرة من كانت تخبرها دوما أن من لا يدير ظهره للحياة و يضحك لها حينا ټصفعه بمرارتها فلن ينجو من البؤس أمد الدهر
ولكن أين هذه الأشعارات الكثيرة التي أخبرتها بها
لماذا تركت صديقتها نفسها لتنخرط مع أحزانها
لقد جربت من قبلها مرارة الفراق وخذلان عائلة كانت بالاسم وها هي صديقتها تعيش مآساة مشابة لها
انتبهت ميادة على وقفتها تلتف بجسدها إليها مبتسمة بملامح باهتة
فاكرة لما كنت بضحك عليكي كل ما أسألك إيه اللي بتحسي وانتي بتشوفي السما ضلمة وأنت كنتي تقوليلي إنك بتلاقي فيها راحتك النهاردة أقدر اقولك إن فعلا سكون الليل في راحه
صارحتها بحقيقة تقطر مرارة وألما ثم عادت تصب عينيها نحو ظلمة السماء المعبئة بالغيوم
لا ده أنت بقيتي شاعره كمان أنت واخوكي عليا كده كتير
واقتربت منها تضع فنجاني القهوة فوق سور الشرفة تكمل مزاحها لعلها تدمج صديقتها بحديث أخر
خدي فنجان القهوة ده أنا عملاه بمزاج
التقطته ميادة منها تشم رائحة القهوة كعادتها
أمتى هتبطلي العادة ديه
والجواب كانت تمنحه لها ميادة بمزاح مماثل لكن بنبرة مريرة
أنت قولتي عادة والإنسان بطبعه ضعيف قدام الحاجات اللي متعود عليها وبيحبها
اقنعتيني بجوابك سيدة ميادة
ضحكت ميادة بخفوت بعدما وكظتها ملك برفق
جاورتها في وقفتها مستمتعين بمذاق القهوة
أنا مبسوطه عشانك وعشان رسلان يا ملك اوعي تضيعوا حبكم تاني مهما كانت الظروف صعب الإنسان يلاقي الحب الحقيقي
نطقتها ميادة وقد عادت الذكريات تغزوها مع الرجل الوحيد الذي احبته ورحل
تعرفي يا ميادة أنا كنت فاكرة حبي لرسلان انتهى وإن عمر ما علاقتنا ما هتتصلح لأننا رجعنا تاني نحارب قدرنا لكن اللي اكتشفته غير كده
وبخفة دفعتها ميادة فوق كتفها تلحن بشفتيها
أخويا العاشق الولهان قدر يزيل الغشاوة وطبعا الشكر ليا مش عارفه أنتوا كنتوا بتعملوا فنفسكم كده ليه
تضرجت وجنتي ملك خجلا وقد عادت ذكرى تلك الليلة ټقتحم عقلها
رمقتها ميادة بعدما طال صمتها وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها وهي تتذكر إلى أين سرحت صديقتها الحبيبه
سرحتي في الليله أياها
انتبهت ملك على حديثها وقد ازدادت ملامحها توردا
بقي وشنا بيقلب بالألوان يا ست ملك
رمقتها ملك بحدة مصطنعة ثم التقطت منها فنجان القهوة
شوفي مين هيعملك قهوة تاني
اتسعت عينين ميادة ذعرا تنظر لفنجان قهوتها الغالي وهو يسحب منها
إلا فنجان القهوة بتاعي
ولم تمر إلا ثواني وكانوا يضحكون بقوة مما جذب أنظار ناهد عليهم وداخلها تتحسر على أبنتها التي فقدتها وبقوا هم يستمتعون بحياتهم
توقفوا عن المزاح وعادوا لوقفتهم الهادئه في صمت لم يطول
ملك عايزه اخد رأيك في حاجة
طالعتها ملك بترقب منتظرة ما ستخبرها به
أنا قررت أعيش في إسكندرية صديق ليا من أيام الجامعه عرض عليا شغل في شركته بمجال الحاسوب وده تخصصي اللي بحبه
بجد يا ميادة ده خبر جميل على الأقل هتخرحي وتشوفي الناس من تاني وتنسي اللي حصل
النسيان صعب يا ملك وأنت عارفه ده كويس بس هحاول اتأقلم غير إني محتاجة أبعد عن هنا.. وأنت شايفه كاميليا هانم كل يوم جيبالي عريس شكل
وبرجاء تابعت تأمل أن تساعدها صديقتها
إحنا محتاجين نقنع رسلان يا ملك رسلان هيقدر يقنع ماما وبابا أنت شايفه إزاي مبقوش عندهم ثقه فيا وديما كلامهم جارح
انسابت دموعها بعدما فقدت القدرة على تمالك حالها لتسرع ملك في ضمھا إليها تطمئنها
فتره وهتعدي يا ميادة صدقيني
ياريت يا ملك
اقترب احد الصغار منهم متعثرا بعض الشيء بخطواته يضع الهاتف فوق أذنه يستمع للطرف الأخر بإنصات
أسرعت ميادة في مسح دموعها تنظر نحو الصغير وتلهف ملك عليه
عبدالله نام ومعاه الأسد
ابتسمت ملك على حديثه المتقطع وقد أدركت هوية من يتحدث معه صغيرها
حاولت أن تلتقط من الصغير الهاتف ولكنه تذمر متشبثا به
طيب خلينا نكلم بابا سوا على فكره ده تليفوني
والصغير يعاندها كما تعانده هي بطفوله
تليفوني أنا رسلان ملك وحشه
نطق الصغير اسمهم مجردا لينفجر رسلان ضاحكا وهو يستمع لضحكات زوجته وشقيقته
خليني أكلم ماما عشان أجبلك حاجة حلوه
والصغير يتسأل دون التخلي عن الهاتف
شيكولاته
نطقها الصغير بحروف متقطعه ليست مفهومه ولكنه فهم ما يقصده صغيره
مع إنها غلط عليك إنك تاكلها كتير وماما هتضربنا سوا لكن حاضر يا حبيبي..
اماء الصغير برأسه وكأن والده يراه
تناولت ملك منه الهاتف بعدما عقد صفقته مع والده ثم تشبث بساقيها حتى تحمله
مش من شويه أنا وحشه
والصغير يمنحها قبلة حنونه ثم يمسح فوق خدها يلاطفها
ملك حلوه
يردد عبارته لمرات
وأنت كمان حلو وجميل يا قلب ماما
تقريبا أنت نستيني على الخط يا ملك
نطقها رسلان حانقا رغم أن السعادة كانت تحتل عينيه من حب أولاده للمرأة الوحيده التي أحبها
التقطت
مياده الصغير منها ثم انسحبت من الشرفة تاركة لهم مجال للحديث
اسرعت ملك في غلق مكبر الصوت وهي تعلم تماما أن حديث رسلان سيتخلله بعض العبارات الوقحة
عزالدين باسك كام بوسه
ارتفع كلا حاجبيها في دهشه ولكنه ردد سؤاله بجديه
هو أنا هعد الولاد بيبوسوني كام مره سؤالك عجيب يا دكتور
برضوه مردتيش على سؤالي
في إيه يا رسلان هو تقولي إنك بتغير من عيالك
وجوابه كان سريع أسرع مما تخيلت
اه بغير والواد عزالدين ده هعلقه لما ارجع ومش قايلك كنت عايزك في إيه سلام
اتسعت عيناها في ذهول تنظر للهاتف وقد أغلق الخط بوجهها بالفعل
ده قفل في وشي المكالمة فعلا
ولكن بمجرد أن تمتمت حديثها كان يعاود الأتصال
جسار عازمنا على فرحه ولعلمك مش هنحضر لأني مش فاضي
وعاد يغلق الخط لتتسع عينيها هذه المرة ذهولا بما سمعته
جسار سيتزوج بهذه السرعه بعد تجربه زواج فاشلة
فمن ستكون هذه العروس
......
لقد باتت معتادة على حديث شقيقها المسمۏم حامد لن يتغير مهما مر الزمن
طردك ابن صفوان النجار من بيته شهيرة الأسيوطي حتت بنت خدامة أنتصرت عليها
سليم مطردنيش يا حامد أنا اللي خلاص قررت أنسحب من حياته
اقترب منها حامد مدقق النظر في ملامحها يرى الهزيمة في