لمن القرار
النجار ست ذكية جدا..
خديجة حامل يا جنات
هوت جنات فوق المقعد الخشبي الذي وقفت تستند عليه للحظات وقد الجمها ما سمعته
خديجة حامل..!
زفرة طويلة خرجت من شفتي فتون ومازالت تلك اللحظات تخترق عقلها
الجنين وضعه مش مستقر يعني ممكن في أي لحظه تفقد الطفل..
فتون.. أمير بيحب خديجة ولو عرف بموضوع الطفل مش هيسكت غير إنه ميعرفش لحد دلوقتي إن خديجة نزلت مصر.. كاظم قايله إنها في رحلة عمل حتى مديرة مكتبها بلغته بكده .. خديجة لازم تقرر وتواجه واوعي تقوليلي المجتمع زي ما اتزرع في عقلك زمان
أنا عايزه الطفل يعيش يا جنات..أنت مشوفتيش خۏفها لما عرفت إنها حامل حملها كان صډمه لينا كلنا حتى هي لكنها دلوقتي متعلقه بالأمل
أنا مش هبلغ كاظم بأي حاجة عرفتها منك.. خليني نسيب صاحبة الشأن تقرر هي عايزه إيه
حركت فتون رأسها بتأكيد ترفع كفها نحو جبينها تمسده
فتون خليكي جانبها.. وياريت سليم يفتكر إنه اتجوز شهيره وهي اكبر منه وخلف منها كمان.. المفروض يكون أكتر واحد داعم لعمته..
بترت جنات بقية حديثها حانقة من تلك التهمة التي الصقها سليم بصديقتها.. فما دخل فتون بغضبه ليخبرها إنها كانت على علم بأمر علاقة عمته بشقيق زوجها
.......
مش هتعرفينا على الحلوه اللي معاكي يا ست سعاد
طالعت سعاد بسمه بابتسامة واسعة تقربها من إحدى نساء البلدة
الحلوه ديه قريبة جسار بيه ديه خالتك فوزيه يا بسمه صديقه عزيزه وغاليه
اقتربت بسمه من المرأة بتوتر فاسرعت في احتضانها مرحبة
اهلا يا حببتي نورتي البلد.. شكلك قريبة البيه من أهل الست فاطمه
تصلب جسد بسمة في حضڼ المرأة تومئ برأسها.. فما عساها أن تفعل إلا ذلك فهى بين هذه العائلة لا محل لها من الإعراب إلا كلمة فارغة توضع لتجمل الجملة.
تلاقت عيناها بعينين السيدة سعاد فقد ازدادت أسئلة صديقتها بفضول
مالك يا فوزية.. شغاله سين وجيم في البنت أنت مش هضيفينا ولا إيه
شهقت السيدة فوزية تلطم صدرها.. فكيف تناست أصول الضيافه
اخص عليا صحيح أنت عرفاني يا سعاد بنسى نفسي مع الحبايب.. أنتوا هتتغدوا معايا النهارده
رحلت السيدة فوزية وهي تنادي على زوجة ابنها حتى ترحب بصديقتها الغالية
دادة سعاد خليني أمشي أنا.. دلوقتي الكل هيجي يسلم عليكي وهيفضلوا يسألوا أنا مين..
استرخت السيدة سعاد في جلستها تنتظر الأحباب تزفر أنفاسها بحنين للذكريات
أهل البلد كانوا وحشني أوي
يا داده خليني أمشي وخليكي أنت مع حبايبك وأهلك..
انتبهت سعاد اخيرا على ملامح بسمه القلقه فقد انستها فرحتها بملاقات الأهل أمر بسمه ولكن لماذا هى قلقة وقد اتفقوا على كل شئ قبل مجيئهم
أنت أعملي بس زي ما اتفقنا يا بسمه ومترديش غير على قد السؤال
توقفت السيدة سعاد عن الحديث وهي ترى دلوف الوافدين وقد تعالت أصوات الترحيب
طالت الجلسة التي شعرت فيها بسمة بالألفة وانبسطت ملامحها ولكن كل شئ اختفى وقد أصم الحديث أذنيها
هو البيه مش ناوي يتجوز تاني يا ست سعاد
والسيدة سعاد تجيب عليهم بل وتصف لهم العروس المرتقبة.. ومواصفات العروس لا تنطبق إلا على واحدة واحدة تعلم تماما إنها من تناسبه.
......
اغمضت عيناها تقاوم ذلك الشعور الذي احتلها فور أن انفردت بحالها لقد عادت تلك الأحلام تحتل فؤادها..
حتى الحلم ده صعب يا بسمه أنا مكنتش عايزه راجل من الأساطير أنا كنت عايز راجل يحبني يشوفني كبيره في عينه
زفرت أنفاسها تستمع لصوت عقلها يخبرها بالحقيقة الموجعة
لكن أنت حبتي راجل مش ليكي يا بسمه حلمتي حلم مش من حقك.. اوعي تكذبي على نفسك أنت مش عارفه تتحرري من حبه.. ولا هتتحرري طول ما أنت عايشه معاه.. هيفضل الأمل يكبر جواكي...
أسرعت في نفض رأسها تخبر حالها أن لا تدع قلبها يأخذها لطريق تعرف نهايته.
شعرت باليأس وهي تفكر في طريق رحيلها عن منزله وطلاقها منه دون خسارة والعودة لبطش فتحي.
اخرجها رنين هاتفها عن شرودها تنظر للرقم المضاء أمامها.. تضغط على زر الإجابة بلهفة
بشمهندسة ميادة
تاني بشمهندسة يا بسمه قولتلك قولي ميادة وبس ولا لسا مش بتشوفيني زي ملك
هتفت بها ميادة بعدما غادرت غرفة والدتها واتجهت نحو غرفتها
أبدا والله أنتوا الاتنين غاليين عندي أوي عمري ما هنسى وقفتكم معايا
ترقرقت الدموع في عينين بسمة تنظر لتلك اللوحة المعلقة أمامها
حاسه من نبرة صوتك إنك مش كويسه
يا بسمه وعشان كده هدخل في الموضوع علطول واقولك على سبب اتصالي عشان افرحك
صمتت ميادة لثواني فاعتدلت بسمه في تسطحها تنتظر سماع ما سيفرحها ولكن من أين سيأتي لها الفرح وكأن كتب عليها ألا تفرح
أنا لقيت ليكي شغل في الشركة اللي بشتغل فيها يا بسمه ومتقلقيش من موضوع الشهادة.. أنا وضحت لحسام كل شئ عنك وإنك مازلتي بتكملي دراستك
بعبارات قصيرة قصت لها ميادة عن طبيعة عملها في الأمور الإدرايه لتساعد سكرتيرة المدراء الثلاثة وهذه فرصة لها تتعلم أكثر عن مجالهم عن قرب
دلفت السيدة سعاد تخبرها أن تستعد في الصباح ليغادروا المزرعة ويعودوا للمدينة
شيفاكي مبسوطة يا بنت وعينك بتلمع من السعادة
تسألت السيدة سعاد وهي تجلس جوارها متحمسة لرؤية السعادة فوق ملامحها
أنا هشتغل يا داده في شركه وهما موافقين على شهادة الثانوية العامه
ضاقت عينين السيدة سعاد للحظات وسرعان ما كانت تنفرج شفتيها بابتسامة واسعة
هتشتغلي يا بنت وهتطلعي تشوفي الناس وتكبري وتحسي إنك منهم وعقلك يكبر أكتر ومتحتاجيش لحد
حركت بسمه رأسها ترى نظرات السيدة سعاد الدافئة التي لا تؤكد لها إلا شيئا واحدا.. السيدة سعاد لا تريد لها إلا تحقيق أحلاما تمنت لو حققتها لا تريدها أن تحصد ما حصدته وتنتظر أن يراها السيد ويقع في عشقها فالجميع ليسوا محظوظين لينالوا الحب.
احتضنتها السيدة سعاد بقوة تذكرها بعباراتها الدائمة
مش عايزاكي تربطي نفسك بالوهم يا بسمه زي في شبابي شوفي علامك ومستقبلك يا بنت هو ده سلاحک.. الست قوتها في تعليمها وناجحها
صمتت السيدة سعاد تبتلع تلك المرارة التي تذكرها بحلمها الضائع في حب السيد عبدالرحيم والد جسار
مش كل ست فينا محظوظة عشان تلاقي الحب وراجل يعشقها لكن كل ست تقدر تكون نفسها وتبني ذاتها
تردد صدى الكلمات داخلها تنظر في عينين السيدة سعاد بعدما ابتعدت عنها تمسح فوق وجنتيها برفق
راجل يحبها يعشقها هكذا كانت هي تحلم كلما نظرت لصورتها المنعكسة في مرآتها
.......
تجهمت ملامح كاظم يقبض فوق هاتفه بقوة يستمع لثورة شقيقه فهو سيعود وسيواجه سليم النجار وليس جبانا
هقول تاني وتالت وعاشر وهقولها قدام سليم النجار.. أنا بحب خديجة النجار مش بحبها بس أنا بعشقها أنتوا بقى عندكم عقد نقص وشايفين إن حبي ده كذبه أنتوا أحرار
وهى لو كانت بتحبك مكنتش نزلت مصر مع إنكم اتفقتوا تواجه العالم كله سوا
هتف بها كاظم بتهكم فعن أي حب يتحدث شقيقه وهناك طرف تخلى عن الأخر هو لا يثق في شقيقه بسبب نزواته القديمه العديدة حتى حب خديجة لشقيقه لا يثق فيه ربما هي