لمن القرار

موقع أيام نيوز

تصدق إنه لم يعد يتلاعب بها ولن يأخذ منها الطفل

 لأول مرة اكتشف إني صبور أوي يا جنات صبور لدرجة إني عايز اعمل تصرف مش هيعجبك لكني مسيطر على ڠضبي

حررها أخيرا من أسر ذراعيه وابتعد عنها ناهضا من فوق الفراش يطالعها وهي تزدرد لعابها في خوف ثم اعتدلت من تسطحها الذي بات غير مريح

 أنت عارف من ساعة ما اتعشينا مع خديجة النجار

واسرعت في ربط أحداث اليوم تضع بيدها فوق شفتيها

 نفس الليلة اللي رجعنا نقرب فيها من بعض

وفي صدمة نطقت وكأنها أخيرا فاقت من غيبوبة لا تعلم كيف احتلت عقلها

 يعني كل اللي بتعمله ده عشان الطفل

تجمدت عيناها نحوه وهي تراه يحدق بها في صمت

 أنت عرفاني كويس يا جنات أنا راجل صريح حتى لو هوجع اللي قدامي بصراحتي وعشان أنهي لعبتنا اللي طالت ومبقاش ليها داعي خلاص ف الأجابة اه ديه كانت نيتي في البداية

الجمتها الصدمة لقد صدق حدسها كاظم يخدعها إنه ابن جودة النعماني فماذا كانت تنتظر منه

 مفكرتيش ليه كنت بتجاهل تاخدي حبوب منع الحمل مفكرتيش ليه مكنتش بدور وراكي ولا بهتم لأني فكرت فيها كويس أنت خلتيني أعمل حاجة مكنتش عايزاها يا جنات ف بالتالي مش لازم أخرج خسران ومش هخسر حاجة لما يبقالي طفل منك ست قوية وجريئة قدرت تخليني اتجوزها فديه مميزات كفية إنها تخليني اشوفك أم لطفل من صلبي

 كفاية

انسابت دموعها فوق خديها إنه قاسې حتى في إعترافه اقترب منها يتلقفها بين ذراعيه بعدما كادت أن تسقط

 كل حاجة اتغيرت يا جناتقربي منك هنا مش خدعه كل لحظة جمعتنا هنا كانت مشاعري فيها صادقه

 أنت كداب

ورغما عنه كان يبتسم حاولت التخلص من ذراعيه ولكنه كان أشد منها إصرارا في إحتجازها داخل احضانه

 أهي اكتر صفة مش فيا الكدب و أوحش صفة فيا إني عامل زي البحر موجه غدار يا جنات

تمكنت من الفكاك منه أخيرا فارتسمت ابتسامة لا تعرف مهيتها أهي خبيثه ام دافئة يطمئنها بها

ازداد عيناه قتامة وهو يراها تتراجع عنه تحتضن بطنها بذراعيها

 كل اللحظات اللي جمعتنا الأيام اللي فاتت شيفاها كدب يا جنات لدرجادي أنا بارع في التمثيل عشان اكون بخدعك بشعور أكبر منك ومني

 البحر لما بتتلقفك أمواجه مرة وتاخدك لقاعه بتعلمك إنك تخاف وأنت علمتني اخاڤ من غدرك يا كاظم علمتني ووجعتني

 أنت اللي اختارتي البداية يا جنات اختارتي البداية الغلط

بمرارة واحتقار لذاتها تمتمت

 عشان كنت عايزة اوصلك لو مكنتش عملت كده مكنتش اتجوزتني

 عايزة إيه يا جنات عايزة تتحرري مني ولا عايزة تفضلي معايا لأني شايف مهما بعمل ديما عندك شك في مشاعري

سقطت دموعها لأنها اختارت طريقها معه فقد انتهت إشعارات الكرامة والكبرياء التي اسمعتها لحالها في ليالي كنت تغفو محتقرة حالها

 عايزة تحبني مش عايزة اكون ست جسمك بيتفاعل مع جسمها لأن اللي بينكم مجرد كيميا

هو لن ينكر أن لحظاتهم كانت اغلبها تنتهي بالفراش وكأنه يخبرها بهذه الطريقة هكذا هو يحبها

 ألبسي خليني لنروح المستشفى

هكذا انسحب من الجواب هو يحبها وهذه حقيقة بات متأكدا منها ولكن لا يستطيع نطقها لكنه يبرهنها لها.

.......

ترجلت من سيارة الأجرة تمنح السائق أجرته بابتسامة صافية إنها حقا باتت سعيدة باتت تشعر أن لها كيان تسعى لتحقيقه وقد خرجت من عباءة الذل التي أراد فتحي اطماسها فيها. 

دلفت صائحة باسم السيدة سعاد واسرعت بالدلوف إليها المطبخ

 جعانه جدا يا دادة

طالعتها السيدة

سعاد بابتسامة صادقة محبة تسألها عن يومها بالمعهد وكان اهم سؤال أصبحت السيدة سعاد تحب السؤال عنه منذ أن صارحتها بسمة بنظرات المحاضر الشاب واهتمامه بها رغم إنها اقل جمالا من الفتيات اللاتي يحضرون معها دورة الحاسوب

 قوليلي بصلك كام بصه النهاردة

تعالت ضحكات بسمة غير مصدقة ان السيدة سعاد أصبحت مهتمه بالأمر رغم إنه كان مجرد حديث عابر بينهم

 خليتي الاربع نظرات اللي حكتلك عنهم عدد يا داده

وكظتها السيدة سعاد بخفه مستمتعه بذلك التورد الطفيف الذي أحتلى ملامحها

 ما هي بتبدء بنظرة إيش فهمك أنت

تعالت ضحكات بسمة عاليا يبدو أن السيدة سعاد كانت امرأة حالمة بشدة في صباها

 النهاردة مدح فيا قدام زمايلي وقالي إني ذكية وبفهم بسرعة

طالعت السيدة سعاد فرحتها بسمة منذ أن بدأت تتعلم مهارات جديدة وتخرج من ذلك الإطار الذي وضعت حالها داخله وقد بدأت تخطو أول خطواته إنها باتت مطمئنة أنها حينا تغادر حياة السيد جسار ستكون قوية لقد استغلت ما قدم لها بإصرار

 العلام حلو يا بنت والست الذكية هي اللي متخليش حلمها مجرد وردة وراجل وحكاية بتخلص زي الحواديت كل ده بيجي في وقته لكن الأفضل يجي بعد ما تبني ذاتك يا بسمة

ابتلعت بسمة تلك المرارة التي احتلت حلقها كلما لاحت أحدى الذكريات داخلهاعليها أن تنجح وتصبح أمرأه عاملة مستقلة عليها أن تؤكد لعقلها كل ليلة أن ما تعيشه تحت كنفه سينتهي يوما لأنها ليست باقية بحياته بل هي مرحلة أتخذها بأرادته وكانت هي الرابحة إذ فكرت بالعقل دون حساسية.

انتبهت على صياح السيدة سعاد ثم تحركها من أمامها بعجالة حتى تنهي تحضير الطعام

 جسار بيه على وصول وأنا لسا مخلصتش الأكل

 هطلع أغير هدومي وأنزل اساعدك يا دادة

رمقتها السيدة سعاد بنظرة دافئة وهي تغادر تزفر أنفاسها بتنهيدة طويلة فماذا سوف تفعل عندما ترحل بسمة عن حياتهم حينا يطلقها السيد جسار

........

بثقل القت حقيبتها فوق الفراش تميل برفق للخلف لتتسطح قليلا

 مالك يا بسمة المفروض تكوني سعيدة بقى عندك كل حاجة ومبقاش حد عارف إنك اخت واحد رد سجون حتى هو بقى يعملك كويس صحيح معاملته اتغيرت لإنه بقى متعاطف معاك أكتر لكن على الاقل مبقاش يوجعني لا بنظراته ولا كلامه

والذكرى المريرة عادت ټقتحم ذاكرتها تلك الليلة أقسمت أن تجعل لنفسها شأن وترفع رأسها غير عابئة بنظرات أحد 

منذ أكثر من شهر أخذها معه لتلك الرحلة القصيرة التي دعاه لها أحد شركائه لقضاء يومين والتمتع بعطلة الزواج القصيرة. 

كان بيت ريفي يحاوطه كل مظاهر الريف ولكن بأهتمام وعناية سنوات عمرها قضتها في الشوارع الضيقة المعبئة بالأدخنة وصياح البائعين ولكن هنا كانت الحياة مختلفة

 المكان جميل أوي 

تمتمت بها بعدما جالت عيناها بنظرة سريعة بالمكان

 بلاش أنبهارك الشديد بأي حاجة تشوفيها هنا

سقطت قسۏة كلماته على مسمعها هي لا تنبهر بشئ لأنها تعرف تماما أن الكثير من ترف الحياة ليس لها لكنها كانت مجرد كلمات قالتها لأنها احبت المكان الذي أتت إليه مجبرة

 أنا حافظة الدرس كويس يا جسار بيه

هتفت بها وهي تمد يدها نحو باب السيارة تفتحه فعلقت يدها في الهواء وهي تشعر قبضة كفه فوق ذراعها

 أهي أول حاجتين غلط بيأكدوا إنك متعلمتيش أي حاجة في واحدة تقول لجوزها بيه وكمان من التحضر تستنيني أنزل من العربية وافتح الباب أنت ناسية إننا عرسان جداد

ترددت صدى الكلمات داخل أذنيها فاطبقت فوق جفنيها بقوة لعلها تستطيع زفر أنفاسها

 السيد شريف

تم نسخ الرابط