لمن القرار

موقع أيام نيوز

ألفت ارفعي وشك وكملي كلامك 

 ياسليم بيه فتون مفتونه بيك..انا مبسمعاش تتكلم عن حسن جوزها اد ما بتتكلم عنك 

ضحك وهو لا يصدق مايسمعه من مدبرة منزله صاحبة الحنكه 

 لا لا.. انتي اكيد بتتوهمي ده 

 صدقني ياسليم بيه.. ويمكن كمان تكون حبتك 

قوس ما بين حاجبيه يعيد على عقله ما سمعه للتو ولكن سرعان ما نفض ذلك من رأسه

 بكره اخر يوم ليا هنا ياسليم بيه... انا ممكن اكلم واحده معرفه ليا وسنها مقارب لسني تيجي تخدم هنا بدالي 

واردفت وهي تنظر في عينيه بأخر شئ أرادت قوله 

 من غير ما أتدخل في قرارك انا شايفه ان فتون لازم تمشي من هنا

الفصل الحادي عشر

_ بقلم سهام صادق

عقلها يدور دون هوادة لا ترى أمام عينيها إلا نظرة رسلان السعيده.. تقلبت في مضجعها تنظر نحو زوجها النائم جوارها تتسأل داخلها لو علم هو الآخر بمن يريد ابنه الزواج منها..فمنذ عده ايام كان يقترح عليها ابنه احد المعارف ذو طبقه الراقيه وماذا عن ابنها الأكبر الذي يمثل الدوله في السلك الدبلوماسي وماذا عن عائلة زوجته وعنها هي وسط منافسينها في الجمعيه التي تترأسها

ارهقها التفكير الذي احتل كيانها منذ أن رأت تلك الصور التي مازالت عالقه أمام عينيها.. لم تكن يوما ام تقف أمام سعاده أبنائها ولا ضد رغباتهم ولكن تلك المره الأمر كان خارج ارادتها مستقبل الأسرة بأكملها سيكون أمام تلك الزيجة وماذا عن ناهد 

وعند تلك النقطه لم تستطع ان تظل هكذا راقدة فوق الفراش فالصداع لم يعد يحتمل

التقطت كأس الماء من جانبها ترتشف منه القليل بعد أن دست تلك الحبه التي تأمل ان تساعدها على الأسترخاء قليلا... ولكن ساعه أخرى تمر وعقلها يدور في نفس الامر

 ليه كده يارسلان.. ليه تخليني في يوم أقف ضدك مش معاك..

وعاد بها الزمن للوراء

ناهد تضم طفله رضيعه لم يكن عمرها إلا اسابيع تشم رائحتها وتبكي بتأثر على حالها وكيف هانت على قلب والديها ان يتركوها هكذا في الطرقات

الاسره جميعها مجتمعه والدها ووالدتها ينظرون لشقيقتها بتأثر ففي الكبر تلين القلوب وهكذا كان قلب والديها مع قرار شقيقتها

 انا حبيتها اوي ياعبدالله... خلينا نربيها ونعتبرها بنتنا.. ديه وشها حلو علينا.. الدكتور الجديد قال اني ممكن اخلف عادي..

ناهد التي اجمع اغلب الأطباء على عدم انجابها قبل الزواج عاد الأمل إليها من جديد وفي نفس اليوم الذي وجدتها فيه

 انا دعيت ربنا كتير اني منحرمش من نعمه الأمومه وكنت مستعده اعمل اي حاجه واهي الحاجه جتلي 

ونظرت نحو الرضيعه التي تمضغ اصبعها وعيناها تفيض بالحنان والسعاده وسرعان ما تلاشت سعادتها وهي تستمع لأراء البعض ولكن في النهايه رضخوا لقرارها وتمسكها بالطفله التي سلبت قلوبهم جميعهم مع الأيام برقتها ولكن ستظل دوما في أعينهم طفله مجهوله الهويه والله اعلم هل هي من نزوة في الحړام ام ضحيه للفقر وفي كلتا الحالتين هي

 اللقيطه التي اعطفوا عليها واكرموها 

 ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ياكاميليا

ارتجف جسد كاميليا وهي تستمع لصوت عز الدين زوجها.. فتمالكت خلجات نفسها من ملامحها والټفت نحوه تمسد على ذراعه 

 قلقت شويه ياحبيبي.. كمل نومك ولا محتاج حاجه 

ابتسم بدفئ وهو يرمقها متفرسا ملامحها 

 عليا انا برضوه ياكاميليا... احكيلي مالك انا عارف من ساعه مشاغل الوزاره مبقناش نقعد نتكلم زي زمان او نخرج 

اتسعت ابتسامتها تنظر إلى ملامحه التي زادها الشيب وقارا 

 ربنا يعينك ياحبيبي... صدقني مافيش حاجه يمكن بس موضوع رسلان نفسي اجوزه 

ضحك رغما عنه ينظر اليها 

 قلبتي

علي دور اغلب الأمهات.. ياحببتي رسلان راجل يقدر ياخد قراراته بنفسه واحنا لفتنا نظره لكذا بنت هايله لكنه رفض وقال سيبوني اقرر بنفسي 

انقلبت ملامحها ولكن سرعان ما تجاوزت الأمر 

 نفسي يتجوز مها.. انت عارف ناهد كل املها رسلان يتجوز مها 

 مها بنت هايله لكن في النهايه ده اختيار ابنك.. تعرفي ياناهد لولا اللي كلنا عارفينه كنت هتمني ملك لرسلان ملك حقيقي بنت هايله بس خساره 

تعلقت عيناها به وهو يتثاءب ورغما عنه كان يستسلم لسلطان النوم ثانية

 اه ياعز الدين لو تعرف ان ابنك حب ملك..

............... 

راقبتها عيناه بتمعن وهي تضع الفطور أمامه مبتسمة ولأول مره يكتشف انها قمحية البشرة بملامح صغيره .. اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ بعدما شعرت بالرضى من شكل الفطور الشهي.. ومع اتساع إبتسامتها كان يلتقط بعينيه غمازاتها المحفورتان في خديها 

ورغم الفقر كانت جميله بملامحها البسيطه

 محتاج حاجه تانيه مني ياسليم بيه 

كررت عبارتها للمره الثالثه تنظر له بغرابه من تحديقه بها...اطال النظر إليها وقد عاد حديث السيدة ألفت قبل رحيلها يدور بعقله 

 فتون مفتونه بيك ويمكن كمان تكون حبتك.. 

وعند تلك العبارة كان يفيق من شروده وانتبه اخيرا انه كان يطالعها بطريقة ملفته 

ارتسم الجمود على ملامحه فعلي مايبدو ان ماسمعه من السيدة ألفت واصرارها ان تغادر فتون العمل كان صحيحا ولكنها لم تخطأ بشئ .. ملابسها محتشمه حجاب فوق رأسها فهل سيعاقبها على مجرد ابتسامه ونظره منها نحوه.. وفي النهايه هي أمامه مجرد طفله جعلها الجهل والفقر ضحېة 

 

 سليم بيه.. انت سامعني يابيه 

أدرك انه بالغ في صمته وبنبرة غليظه تمتم 

 لو احتاجت حاجه هنديكي 

اطرقت رأسها وعادت بأدراجها للمطبخ وقد تلاشت ابتسامتها

........... 

وقفت في منتصف الغرفه التي لأول مره تكون لها صالحية في تنظيفها.. إنها كانت من اختصاص السيدة ألفت والآن هي مهمتها كباقية الأعمال.. اباحت لعينيها النظر في كل ركن من اركانها ولم تكن عيناها تحملق إلا في تلك المكتبة الممتلئة بكم هائل من الكتب.. تركت أدوات التنظيف جانبا تلتف حولها وكأنها تخشي ان تكون الأركان شاهده عليها 

مدت يدها بتردد تلتقط كتابا تنظر اليه وكأنها تنظر لكنز ثمين.. احتضنته بعدما اشتمت رائحته.. تتذكر فرحتها بالكتاب وهي تريه لحسن وتخبره انه هدية السيد سليم لها.. مازال صوت تمزق أوراقه في أذنيها.. توسلته ان لا يمزقه ان يعطيه لها لتقرأة كما منت نفسها ولكنه كان كالأصم ينظر إليها بتشفي وهو يرى دموعها 

 وانا متجوزك واحده مثقفه.. ده انتي بحته اعداديه لا راحه ولا جات تفهمي ايه في كتب علم النفس 

حتى فرحتها البسيطه كان يسرقها منها.. انصرف بعدما رأها ترثي حالها وفي الليل كان يعود إليها رجلا اخر راغبا بجسدها 

 ابعد عني.. انا بكرهك ياحسن 

 بتكرهيني يافتون.. 

عبرت عن كرهها له ولكن هل كان لها حقا لتعبر 

 ايوه بكرهك عشان حرقتلي الكتاب.. ده كان هديه سليم بيه 

 طيب يافتون عشان كتاب سليم بيه... هكفأك انا النهارده 

 واقفه كده ليه عندك 

اتسعت عيناها وارتجفت يداها فسقط الكتاب منها فألتفت اليه تنظر نحوه ذعرا

 انا كنت 

وعندما تذكرت ان الكتاب تحت قدميها... انحنت تلتقطه تمسح فوق غلافه پخوف 

 مكنش قصدي والله ياسليم بيه..

تم نسخ الرابط