لمن القرار

موقع أيام نيوز

في زفير قوي مقررا أن يتركها تستوعب ما حدث بينهم ويجعل الحديث للغد حتى يتفقوا على المقابل بعدما ينتهي ما جمعهما وسيجمعهما الأيام القادمة حتى يعود لرشده وتصبح كما كانت بالنسبة له بسمة الفتاة التي يعطف عليها ويساعدها.

بهدوء غادر الفراش يلتقط ملابسه من فوق أرضية الغرفة يرتديها ويعلق نظراته عليها 

القى بنظرة أخيرة عليها قبل أن يغادر الغرفة ويغلق الباب خلفه. 

فتحت عيناها أخيرا بعدما استمعت لصوت الباب يغلق ترفع الغطاء عنها تبحث اسفلها عن الثمن الذي دفعته وها هو الدليل واضح أمامها .

......

وضعت السيدة سعاد أخر طبق فوق طاولة الطعام وابتعدت عن الطاولة عائدة بأدراجها للمطبخ حتى تعد فنجان قهوته

توفقت مكانها بابتسامة متسعة وهي تراه يهبط الدرج ورائحة عطره القوية تسبق خطواته بوجه مشرق بعث في قلبها السرور تتسأل داخلها ما سبب تلك السعادة المتراقصة في عينيه وعلى ما يبدو أن تلك الفتاة المدعوة ب سيرين هي سبب تغير مزاجه المضطرب في الأيام الماضية ولكن اليوم يبدو في مزاج جيد

هكذا فسرت السيدة سعاد الأمر وحللته داخل عقلها كعادتها

 ما شاء الله عليك يا بني ربنا يحرسك من العين

تعالت ضحكات جسار رغما عنه فهل لهذه الدرجة هو مفضوح.. إنه عار عليه أن يعدل مزاجه لأنه أرضى حاجة جسده

 فين بسمه يا داده

حاول إخراج الكلمات من شفتيه في ثبات حتى لا يثير سؤاله عليها الشكوك

 خرجت من بدري يا بني حتى قبل ما اصحى أول مره تعملها ومتصبحش عليا

امتقعت ملامح جسار فقد ظن إنها بالأسفل بعدما ذهب لغرفتها ولم يجدها

 طلعت نامت بدري أمبارح ولا أتعشت حتى وكمان مفطرتش.. أخص عليكي يا بسمه كده تخليني طول اليوم قلقانه عليكي

تلاشى الإسترخاء عن ملامحه.. يلتقط كل كلمه تخبره بها لقد غادرت في الصباح الباكر والأمر لا يفسر إلا بشئ واحد

 هروح اعملك قهوتك يا بني وأرن عليها تاني يمكن ترد عليا أخص عليكي يا بسمه

عادت تتمتم السيدة سعاد عبارتها التي تحمل العتاب واتجهت نحو المطبخ تحت نظرات جسار الجامدة

اخرج هاتفه يبحث عن رقمها فما دام لم ترغب بتلك العلاقة بينهم لما صمتت..هل كان سيجبرها على شئ

وضع الهاتف فوق أذنه ينتظر جوابها ولكن مكالمة وراء الأخرى ولم تجيب عليه

اتجه بخطوات غاضبه نحو الخارج حتى يستقل سيارته لتقف السيدة سعاد وسط البهو بفنجان القهوة

 يا بني أنت مش هتفطر ولا حتى هتشرب قهوتك 

......

الټفت حولها قبل أن تتقدم بخطوات مرتبكة نحو تلك الغرفة الصغيرة التي تعد محزن للأجهزة المعطلة حتى يتم تصليحها.

الجميع كان مشغول عنها بأنظاره فاسرعت نحو الغرفة تأمل أن تكون مفتوحه حتى تدس حقيبة ملابسها داخلها 

پخوف اقتربت من الغرفة ولم يكن الفاصل بينهم إلا مقبض الباب الذي تحرك معها بيسر وانفتح

أسرعت في الدلوف لا تصدق أن الباب فتح معها زافرة أنفاسها

استندت بظهرها على الباب وقد سقطت الحقيبة الصغيرة التي تحتوي على ثيابها القديمة التي أتت بها منزله.

توقف جسار بسيارته أمام مقر الشركة متجهم الوجه ينظر نحو هاتفه وهو يعيد الأتصال لمرات عدة ولكنها لا تجيب .

جلس يستمع لتلك المناقشات التي تدور في غرفة الأجتماعات فالكل يتحاور ويتجاذب الحديث وهو يجلس معهم شارد الذهن ينظر نحو هاتفه لعلها تتصل

 أنت إيه رأيك يا جسار في الفكرة

تمتم بها السيد شريف شريكة فارتكزت عينين سيرين عليه تنتظر أن تسمع جوابه عن فكرتها التي عرضتها لزيادة نسبة المبيعات هي وفريقها

طالعه جسار يحاول فهم ما يتحدثوا عنه فازدادت حيرة سيرين التي لم تشيح نظراتها عنه وسرعان ما كانت تتولى الأمر حتى تزيل الحرج عنه.

علقت عيناه بها يراها وهي تنهض عن مقعدها تقف في ثقة اعتادها منها تجذب جميع الأنظار نحوها بلطافتها وذكائها

انتهى الأجتماع أخيرا يدلف غرفة مكتبه بضيق فحتى بعدما أخذ غايته مازالت تحتل تفكيره.. يتسأل داخله ما هذا الجنون الذي أصابه فجأة.. لقد اصابته اللعڼة. 

اتبعته سيرين داخل الغرفة تنظر إليه متسائلة 

 جسار بيه أنت كويس شكلك مش كويس وكنت شارد طول الأجتماع... لو تعبان نقدر نأجل السفر لتركيا رغم إن هيكون في خساره علينا 

تركيا التقطت أذنيه الرحلة التي عليه أن يذهبها حتى يوقع تلك العقود غير مصدقا إنه تناسى هذه الرحلة

.......

دلفت جنات بحرج غرفة خديجة تتبع فتون التي أسرعت إليها تعدل لها الوسادة خلفها حتى تتمكن من التسطح براحة.

التقطت عينين جنات تلك الابتسامة الودودة التي منحتها خديجة لفتون

 مش عارفه سليم عمل إيه في حياته عشان يكون محظوظ بيك يا فتون

همست بها خديجة بضعف يحمل الصدق في كلماتها تلاقت عينين خديجة بجنات تبتسم إليها بود

 حمدلله على سلامتك إن شاء الله تقومي بالسلامة

اقتربت جنات من فراش خديجة التي انحدرت عيناها نحو بطنها وقد أصبح حملها واضح رغم صغر بطنها

 وقبل ما تقلقي من زيارتي.. أنا جايه أزور صديقه غاليه وانسي تماما إن في صلة بيني وبين عيلة جودة النعماني...يعني هحترم رغبتك لو زيارتي مزعجة

انفلتت ضحكة خافته من شفتي خديجة تنظر إليها

 تعرفي إن عجباني شخصيتك يا جنات مټخافيش أنا عارفه كويس إنك مش النوع ده

أسرعت جنات في تقليص المسافة

بينهم وجاورتها فوق الفراش تنظر نحو فتون التي تمتمت قبل أن تغادر

 هنزل أجيب حاجة نشربها واسيبكم تتكلموا براحتكم

غادرت فتون منسحبة قليلا فعلقت عينين جنات لثواني بالباب الذي اغلقته فتون خلفها

 إحساس حلو مش كده

انتبهت جنات على سؤال خديجه تقطب حاجبيها في حيرة ولكن الحيرة تلاشت عن عينيها وهي ترى نظرات خديجة نحو بطنها.

التمعت عينين خديجة تستمع لجنات وهي تصف لها ذلك الشعور الذي يكبر داخلها يوميا وعن حالتها المزاجية المتقلبه

 كاظم بيقولي إني بقيت مجنونه بصراحه عنده حق أنا بيعيط وبضحك في نفس الوقت... وعندي طاقه فظيعه.. لولا بطني اللي بتكبر كنت قولت ده حمل كاذب

ضحكت خديجة بوهن فجنات ليست فقط كما تخيلتها أمرأة قوية بل هي مزيج مختلط من الصفات

 وكاظم يا جنات متقبل كل ده

 كاظم ده بس لو يقولي كلمتين حب حلوين من غير ما نكون..

بترت كلماتها سريعا فما الذي ستتحدث عنه مع المرأة

 تعرفي أمير مختلف عن كاظم

تمتمت بها خديجة وقد عاد الحزن يرتسم فوق ملامحها

 مشاعره ديما واضحه.. مستعد يغرق الست اللي معاه حب طول اليوم.. تتنفس بس حب واحساس عمري ما عيشته

التمعت عينين جنات بتأثر هذه المرأة عاشقة ولكنها تقاوم مشاعرها

إنها تشعر بها تشعر بذلك الشعور الذي يعجزها عن تقبل تلك العلاقة

 أمير بيحبك يا خديجة العمر عمره ما كان عقبه...

 أنا مش أنانيه عشان اسړق منه عمره يا جنات وكفايه بقى جوايا حته منه.. ليه أخد منه شبابه

 ليه بتحكمي على علاقتكم بالفشل من قبل ما تحاولوا

اغمضت خديجه عيناها بأرهاق لقد اتخذت قرارها وانتهى الأمر

 قوليله ينساني ويشوف حياته

 والطفل هتحرمي منه لازم تتكلموا سوا

انفتح الباب.. فتلاقت عينين سليم بالجالسة جوار عمته وقد أستمع لحديثهم الأخير

ارتبكت جنات وهي ترى سليم أمامها ثم دلوف فتون خلفه بأنفاس لاهثة

تم نسخ الرابط