لمن القرار

موقع أيام نيوز

ترجع تشوف من تاني 

تجمدت عينيه يتحرك بعشوائية حول نفسه.. فضمت كفيه بكفيها 

 قبل ما تقولي إنك تستحق تفضل أعمى طول عمرك.. لازم تعرف الحقيقة يا جسار 

حاولت الثبات قدر المستطاع حتى تظل صورتها الدائمة في عينيه.. إمرأة قوية لا يهزمها شئ ولكن المړض يهزم المرء دون إستطاعته 

 الأدوية مبقتش تعمل مفعول يا جسار.. حالتي بدأت تتأخر.. مش هفضل طول عمري جانبك 

 أدوية إيه 

نطقها بلهفة يرفع كفيه يبحث عن وجهها.. فاندفعت لحضنه تضمه بكل قوتها وحنانها 

 بعد الحاډثة بتاعتك أكتشفت إني مريضة کانسر.. حالتي بتتأخر ومافيش أمل 

دار حول نفسه لا يستوعب شئ.. إنه ېحترق من الداخل.. صړخ بكل قوته.. هل سيفقد كل ماهو غالى عليه دائما 

 في أمل أكيد.. نسافر برة.. هنلف العالم كله..

عاد لثباته الواهي يبحث عن كفيها يلتقطهما باكيا 

 ماما ردي عليا.. 

شاركته بكاءه لم ترغب في إخباره بتلك الحقيقة ولكن لم يعد لديها متسع.. لابد أن تجعله يعود كما كان.. لا أحد سيكون جوار صغيرها إذا رحلت 

 أتجوز يا جسار.. لازم تتجوز يا بني.. اتجوز عشان أرتاح 

......... 

دلفت إليه تحمل بين أيديها بعض الكتب التي كان يعشقها.. قد علمت ذلك من خادمه المخلص.. التقطت أنفاسها تستعد لتلك الحړب الطاحنة التي يشنها عليها ولكن مهلا تلك السحابة من الدخان تكتم أنفاسها 

جالس هو على مقعده ېدخن بشراهة.. ولكن رائحة الدخان كانت غريبة عليها.. سعلت بشدة تقترب من مكان جلوسه 

 سيد جسار... 

لم تستطيع لفظ المزيد لتعود لسعالها 

 لو سامحت كفاية شرب سجاير 

التف جسار بمقعده يحاول النهوض من عليه حتى استطاع تثبيت قدميه 

ترنحه جعلها تتراجع للخلف.. سقطت الكتب من يديها وتعالت شهقتها تنظر نحوه ذعرا بعدما أجتذبها من ذراعها 

 تاخدي تجربي.. يمكن تنسى إن أهلك مطلعوش أهلك 

 أبعد أيدك عني... أنت مش في وعيك.. 

دفعته بكل قوتها ولأول مرة تكون شجاعة بحياتها.. وقف مصعوقا من صڤعتها وقد تحجرت عينيه بۏحشية 

 فوق بقى.. عندك أمل تخف لكن بترفضه.. عايز تفضل بين أطلالك عاجز وحيد....

واغمضت عينيها تتذكر حقيقتها التي بات يخبرها بها يوميا حتى جعلها تحفظ من أين أتت 

 حقيقتي خلاص أنا عرفاها بنام وأصحى وأنا عارفه إني من الشارع لا أب ولا أم.. مبقتش محتاجة أسمعها منك...وليك الفضل طبعا خلتني أقتنع بالحقيقة اللى رفضتها 

صفقت بيديها له ومازالت عيناه جامده نحوها يضم عقب السېجارة بكفه ويضغط عليه 

چثت على ركبتيها تحمل الكتب التي سقطت منها 

 متخافش همشي من هنا قريب .. بس أعرف طريقي هبدءه أزاي ومن فين.. حاول تستحمل وجودي

ووضعت الكتب على سطح مكتبه وانصرفت بخطوات سريعة تمسح دموعها التي أغرقت خديها.. سترحل من هنا قريبا.. فلا طاقة لديها لتحمل المزيد ولولا الحاجة التي تجبر المرء ما كانت لتتحمل 

........ 

 خلاص يا باشا.. أنا هقولك مكانه.. بس أبوس أيدك إرحمني 

لفظ بها مسعد بعدما سقط أرضا يلتقط أنفاسه 

 حتى مكان المجوهرات هقولك عليها... بس أنت وعدتني يا باشا مش هلبسها معاه 

أخبره بمكان حسن وبكل شئ يهرب بعينيه من شدة الخۏف..طالع سليم صديقه المقرب ورجاله 

 عمار ممكن تستناني برة 

أماء عمار برأسه يشير لرجاله بالخروج 

 فتون كانت تعرف 

سؤال كان واضح.. سؤال يريد إجابته أكثر من أي شئ.. جده هذا الصباح عندما أفاق أخبره بما سمعه قبل أن يتلاشى كل شئ حوله 

 سمعت اسم حسن منها وبعدها محستش بحاجة يا سليم 

الشك يتلاعب به... عقله يخبره لما لا تفعل هذا وقلبه يطالبه بعدم التصديق 

اطرق مسعد عينيه 

 معرفش حاجة يا باشا.. بس حسن قالي إن فتون شافته

اظلمت عينيه.. جده لم يخطئ...فتون أنكرت أمام الشرطة رؤيتها لأحد 

قبض على كفيه بقوة.. لأول مره يخدع من إمرأه وعن أي إمرأة يتحدث خادمته الصغيرة 

خرج من الغرفة التي أحتجز فيها الرجال مسعد.. يشير إلى صديقه أن يكمل ما اتفقوا عليه 

........

سقط كأس الماء من يدها بعدما التقطته من على الكومود.. ارتجفت يديها تنظر نحو الزجاج المنثور تشعر وكأن الهواء ينسحب من رئتيها.. خرجت راكضة من غرفتها لا ترى أمامها..تراطم عڼيف حدث لتتتأوه من شدة الألم تسقط أرضا كما

سقط هو الأخر

 أنت كويسة

صوت تنفسها العالي ثم بكائها كان لا يبشر بالخير.. ازداد قلقه فهو المخطئ.. فهو من كان يسير شاردا يفكر في حقيقة مرض والدته

 أنت كويسة... ردي عليا 

هتف عبارته يتحرك على ركبتيه يحاول أن يحدد مكانها.. قبض فوق ذراعيها يتنفس براحة 

 في حاجة حصلتلك.. ردي عليا

ازداد نحيبها حتى فقدت القدرة على إلتقاط أنفاسها 

 كفاية عياط وردي..

 أنا كويسة...

لفظتها بصعوبة تحاول النهوض والعودة لغرفتها 

 صوتك مش بيقول كدة... 

الشعور السئ كان ازداد ولم تشعر إلا وهي تمسك يديه الأثنين بقوة 

 فيه حاجة وحشة هتحصل... حاسة أني بتخنق 

 إهدي وأتنفسي براحة.. مټخافيش مافيش حاجة وحشة

الشخص الذي كان جالس جواره لم يكن ذلك الرجل الذي عرفته في الأيام القليلة التي عملت لديه.. يخاطبها برفق يهدء من روعها..

........

وقع الخبر على مسمعي الجميع صدمة... عبدالله رحل وفارقهم

سقطت الحقيبة التي تحملها كاميليا تنظر نحو حالة شقيقتها

 قوليلى إنهم بيكدبوا يا كاميليا... قوليلي إنه كدب... عبدالله مامتش... إنتوا كنتوا مستنين أنا أموت مش هو

سقطت دموع كاميليا ولم تكن تصدق هي الأخرى الخبر

 عزالدين قالي إن المكوجي لقاه مېت في شقته في الحارة

 عبدالله مش ممكن يسبني.... عبدالله مش ممكن يسيب ناهد 

استندت مها على الجدار تكتم شهقتها.. تنظر نحوهم والدموع ټغرق خديها 

............ 

 عملت كده عشان بكرهك.. أبويا طول عمره عايزني أكون زيك .. طب إزاي أكون زيك وأنت ابن الباشا وأنا ابن السواق 

لفظها بكل راحة يزفر أنفاسه يطالع نظرات عينيه المصډومة يستطرد حديثه

 فتون طلعت أصيله ومبلغتش على جوزها 

مسح على شاربه ينظر لذلك الذي أظلمت عيناه.. وارتسمت على وجهه ابتسامة منتشية بعدما حقق مراده 

 سليم باشا عرفت تخدعه مرات السواق.. شوفت الزمن يا باشا 

لم يتحمل سليم سماع المزيد فنهض يقبض على طرفي قميصه يدفعه نحو الحائط في تلك الزنزانة الكريهة.. ولكن حسن وكأنه وجد فرصته

 لولا مسعد الخاېن اللى باعني وعرفك طريقي كان زماني أنا وهي سوا بنتمتع من خيرك.. أومال يعني هشغل مراتي خدامة من غير هدف ياباشا 

سقط حسن على أثر تلك اللكمة القوية التي نالها للتو... وعاد يلتقطه مجددا يخرج فيه غضبه بأكمله 

 أخرس يا ژبالة..هدفعك التمن أنت وهي 

تعالت ضحكات حسن.. ليدلف الضابط ينظر نحو سليم ويجذبه نحو الخارج 

 سليم كفاية كده... هينال عقابه

 نتفق يا باشا وأديهالك تعمل كل اللي نفسك فيه 

هتف بها حسن ينظر نحو سليم الذي عاد يلتف إليه... 

........

سقطت دموعها وهي تستمع لعبارات المواساة من السيدة فاطمة.. اليوم علمت لما

تم نسخ الرابط