لمن القرار
عنوة فوق المقعد فطالعت الطاولة المعدة وكأن أحدهم أعدها وليس سليم النجار الذي إعتاد أن يخدمه الجميع
دورك إنك مراتي وملكة في بيتك يا فتون
نفضت يده الممدودة إليها فسقطت الشوكة من يده
قولت مش عايزة منك حاجة مش عايزة حاجة منك أنت بالذات
وبسلاسة كان يجيبها
فاضل على المحاضرة
نص ساعة يا فتون
تجمدت عينيها نحوه الطبق واسرعت في النهوض
لو مستنتيش عشان اوصلك مش هتوصلي في الميعاد خالص غير دكتور تامر هيطردك
فتحت باب الشقة دون أن تعبأ بهتافه وكم كان حانقا من تصرفها عقله يهتف به بأن لا يتهاون ولكن قلبه يطالبه بالصبر فهو من جعلها كارهة له فهو من إستغل والدها هو من وضع قانون صك ملكيته وهو من أرادها
من حسن حظه لم تجد سيارة أجرة ومن سوء حظها ندمت لرفضها عرضه رأته وهو يصعد سيارته فاشاحت عينيها عنه
فوقف بسيارته أمامها
فتون اركبي وبطلي عند مصلحتك دلوقتي تروحي محاضرتك بدل ما انتي مضيعه اغلب المحاضرات وديما مطرودة منها
صعدت حانقة فابتسم ولكن سرعان ما اخفاها حتى لا يزداد حنقها
هتعملي إيه بعد الكلية
لم تجيب عليه فعاد يكرر سؤاله ولكنها ظلت صامتة تخبر حالها لا بد أن تحارب ذلك الرجل وتثأر لحالها
دلفت المحاضرة متأخرة كالمعتاد ولكن تلك المرة لم
تطرد منها فالدكتور تامر أخبرهم اليوم أن لا أحد سيطرد من تلك المحاضرة لأهميتها ولكن بعد إنتهاء المحاضرة وإستدعاء دكتور تامر لها جعلها تعلم أن عدم طردها اليوم كان وراءه سليم النجار فدكتور تامر صديق للعائله والكثير من الشكر والمدح في عائلة النجار وخاصة سليم وكم يعتبره اخ صغير له
غادرت مكتب الدكتور تامر وسارت دون هدف فانتبهت على صوت أحمس ثم اقترب منها يسألها بلهفة وقلق
انتي كويسه يا فتون حقيقي من امبارح قلقان عليكي من ساعة اللي حصل وأنا مصډوم مش ده نفس الراجل اللي شوفته في المطعم
واستطرد في حديثه وهو يسير جوارها
أنتي كنتي تعرفيه مش كده يا فتون
لفظت أنفاسها ووقفت قبالتها تطالعه
أحمس ديه حكاية طويله ومش حابه اتكلم فيها ممكن
احترم رغبتها واطرق عينيه خجلا من فضوله وثرثرته
هنفتح المطعم ولا خلاص كده
والإجابة كان يحصل عليها أحمس وهم يمارسون مهمتهم في إعداد الطعام وترتيب المطعم
نظر نحو سائقه الذي دلف للتو وأطرق رأسه يخبره عن عدم قبولها بأن يصطحبها لوجهتها
رفضت يا بيه ومشيت مع الواد إياه اللي شغال معاها في المطعم
إنصرف السائق بعدما أشار إليه سليم بالمغادرة قبض فوق القلم حانقا وشعور الغيرة يتغلغل داخله
نهض عن مقعده وقد اتخذ قراره أن يذهب إليها ويرى بعينيه ماذا تفعل
دلفت مديرة مكتبه تخبره عن وجود جنات ورغبتها في رؤيته
وقفت جنات قبالته وهو كان خير من يعلم ماذا تريد منه
ساعدتك إنك تتجوز فتون وجيه دورك إنك تنفذ وعدك وتساعدني اخد ارض أبويا الله يرحمه من ابن عمه
تجمدت عينين جيهان نحو النادل الذي وقف يقدم لهم الطعام في ذلك المطعم الذي اختاره جسار لتناول غدائهم إرتجف جسدها تنظر نحو يديها تفركهما في توتر
حببتي الاكل هنا هيعجبك حقيقي يجنن
ابتسمت جيهان حتى لا تشعره بشئ ورفعت عينيها نحو النادل الذي وقف يرمقها ساخرا
لم تمس من طبقها إلا القليل فعينيها كانت مع الواقف في أحد الأركان ينظر إليها پحقد وكأنه يخبرها إنه لن يتركها
مبتاكليش ليه يا حببتي
وضعت يدها فوق يده ورسمت فوق شفتيها إبتسامة هادئة خفت خلفها مشاعر خۏفها
ماليش نفس وعايزه امشي من هنا
إبتسم وهو ينهض عن مقعده وقد مسح شفتيه بالمحرمة البيضاء
اوك يا حببتي هدخل الحمام وهرجع نحاسب ونمشي مع إن المكان هنا تحفه
إرتاحت قليلا ونهضت عن مقعدها حتى تغادر وتنتظره جوار السيارة ولكن حركتها تجمدت وهي ترى ما تخشاه يتحقق جسار يقف يتحدث مع النادل وظهره إليها ابتلعت لعابها وهي تراه يلتف نحوها يرمقها بملامح جامدة
تشبثت عيناها به تحاول جاهدة أن تفسر ملامحه لقد عاد إلى طاولتهم بعدما إستكمل خطواته نحو دورة المياة وبكلمات مقتضبة كانت تغادر خلفه المطعم تخشي ما هو قادم
هو أنت تعرف الويتر
وتوترت وهي تكمل باقية سؤالها
أصل وقفته معاك كأنه يعرفك معرفة شخصية
الټفت نحوها فازدردت لعابها فعاد يركز بعينيه نحو الطريق
معرفه قديمة أيام ما كنت بخدم في الشرطة
حدقت به جيهان طويلا تقلب رده المختصر في عقلها
وأنت بتقدر تفتكر كل الناس اللي عرفتهم زمان
رمقها بنظرة خاطفة
جيهان في إيه أنا شايف إن الموضوع ملهوش لازمه إنك تحققي في
جمدها جوابه فحاولت ضبط نفسها فما هذا الهراء الذي تفعله هو لم يقف معه إلا دقيقتين لا أكثر صړخت داخلها لحالها حانقه من نفسها ترسم فوق شفتيها إبتسامة هادئة
أسفه يا جسار أنا مش عارفه فيا إيه إظاهر إن تأخيرها موترني شوية
واستطردت بحديثها حالمة تضع بيدها فوق بطنها
لو كنت حامل يا جسار
وقبل أن تردف بباقي عبارتها كان يعود بعينيه إليها
اتمنى ده ميحصلش يا جيهان لاني مش عايز أطفال حاليا واظن إن إحنا إتفقنا على كدة
بهتت ملامحها فأكثر الأشياء التي أصبحت تعرفها عنه إنه لا يحب إجباره على شئ صحيح جسار حنون و رجل يعرف تماما كيف يجعل المرأة تشعر بكاملها إلا إنه ذو طباع سيئة ظنت إنها ستستطيع خداعه ولكن هيهات هو يعطيها ما يريد إعطاءه لها
زفرت أنفاسها تغمض عينيها وقد رفعت يدها عن بطنها فما الذي ستفعله عندما يدرك إنها خالفت إتفاقهم ولم تتناول تلك الحبوب
أنتي قبلتي محمود قبل كده يا جيهان
جف حلقها فابتلعت لعابها تنظر إليه تهتف بتعلثم
محمود مين
صوب عينيه نحوها للحظات وعاد يركز عيناه على الطريق يهتف ببطئ
محمود الجرسون
اعرفه منين يا جسار ومن أمتي أنا بعرف الناس ديه
تمتمت عبارتها بعصبية وسرعان ما أدركت فداحة فعلتها
مالك اتعصبتي كده ليه ده مجرد سؤال يا جيهان
بجد أنا اتخنقت يا جسار إحنا خرجنا نغير جو ولا خرجنا نتكلم عن الجرسون ووقفتك معاه
هتفت عبارتها الأخيرة بتهكم فطالعها بعدما أوقف سيارته في جراح البناية التي يقطنون بها
أصله بيشبه عليكي
تجمدت ملامحها ولكن سريعا عادت لطبيعتها تشير نحو حالها
بيشبه عليا أنا لا أنا معرفش ناس بالأشكال ديه الصراحه
وبدهاء إستطاعت إنهاء الحديث فانحنت قليلا تدلك جبهتها بتآوه
مش عارفه الصداع مش راضي يخف ليه راسي ھتنفجر
زفر أنفاسه زفرات متتالية وترجل من سيارته نحوها ابتسمت وهي ترى يده الممدوة لها بعدما فك عنها حزام الأمان
ضم خصرها إليه نحو المصعد إلى أن دلف بها الشقة أعطاها مسكن وقد شعر بالضيق من حاله فكيف لسؤال هذا النادل الذي بالفعل يعرفه قديما جعله يشك بزوجته
حاسس إن شوفت مرات حضرتك قبل كده فاعذرني من سؤالي ونظراتي عليها أصلها نسخه طبق الأصل من طلقيتي يا بيه
تمدد فوق الأريكة يطالع التلفاز بشرود وعقب سيجارته بين شفتيه والعبارة الأخيرة