لمن القرار

موقع أيام نيوز

السلام الذي تمده لها الطبيعة كان وحدهما ما تشعر بهما 

همست لنفسها وهي تسير وسط الأشجار في مزرعة السيد عظيم 

 أظاهر إنك كبرتي يا فتون.. 

كانت الحقيقة التي خاطبت بها حالها.. إنها كبرت لأعوام.. 

ارتجف جسدها من لسعة الهواء الباردة المنعشة.. تتذكر رسالة حسن لها 

حسن يخبرها أن تتعقل حتى لا تنال بطشه.. وكأنها لم تنال يوما بطشه 

 حسن عمره ما ھيأذيكي.. سليم بيه وعدك بكدة يا فتون.. سليم بيه مش هيسيبه يعمل فيا حاجة 

ابتسمت لحالها وهي تتذكر ليلة أمس عندما أخبر الخادمة التي تعمل هنا... إنها ضيفة لديه.. السيد سليم أعدها ضيفة لديه بل والخادمة نادتها بذلك اللقب الذي جعل عيناها تتسع على وسعهما هانم باتت ليلتها تبتسم كالبلهاء كلما تذكرت نداء الخادمة لها 

 لا أصحى يا فتون.. أصحي من أحلامك.. أنت خادمة عند البيه 

رددت لحالها حتى تجعل قلبها يكف عن رسم المزيد من أحلامه 

 خدامة.. أنا خدامة ومجنونه كمان ده انا واقفة بكلم نفسي وبضحك زي الهابلة 

قضت باقية تجولها في الضحك على حالها ومخاطبة نفسها.. 

عادت للمنزل بشعور جديد وقد تناست للحظات من هي وأين هي 

الجد عظيم كان يجلس في شرفة المنزل الواسعة التي تطل على الحديقة يحتسي الشاي الخاص به يستمتع بغروب الشمس ويحلق بذكرياته في سنوات قد مضت 

سقطت عصاه التي يضعها على مقربة منه حتى إذا نهض يلتقطها بسهولة.. انحني ليلتقط عصاه ولكنه لم يعد يستطيع الإنحناء كالسابق 

اندفعت نحوه تجثو على ركبيتها تلتقطها وتمدها له.. رمقها وهو يعقد حاجبيه يدقق النظر فيها 

 أنت الخدامة اللي جابها سليم معاه قبل كده.. مرات السواق 

والحقيقة التي تناستها للحظات عادت تذكرها من هي.. اعتدلت في وقفتها بعدما التقط منها عصاه 

 أيوة يا بيه 

فحصها الجد بعينيه يتذكر ما أخبره به حفيده عنها ليلة أمس عندما جاء بها 

 أعمليلي شاي بالنعناع.. عشان شاي نعمات وحش وبيسد النفس 

كتمت ضحكتها بصعوبة.. الجد متذمر من صنع خادمته لكوب الشاي خاصته 

انصرفت من أمامه تعد له ما أراد..عادت بكوب الشاي تنتظر تقيمه ليطالعها الجد وقد تلاشي عبوسه 

 بتعملي شاي حلو.. بعد كده أنت اللي هتعمليلي الشاي يا.. 

 فتون يا بيه 

اندمج الجد مع كوب الشاي خاصته وكأنه بتلك الطريقة أعطاها موافقته على مكوثها في منزله 

عادت بأدراجها نحو المطبخ حيث المكان الذي تنتمي له وإليه مهما حلقت بخيالها 

............. 

نظرت إليه عبر مرآتها بعدما أنهت تزينها

وتأملت هيئتها الأخيرة

 لا لا أنت مش عجبني النهاردة يا حسن.. مش في المزاج خالص 

اقتربت منه تميل نحوه تظهر له مفاتنها.. ولم يكن حسن إلا رجلا جائعا.. حدقت به بعدما انتقلت عيناه نحو جسدها يفحص هيئتها ويزدرد لعابه

 هي نمرتك قربت 

تجلجلت ضحكتها الرنانة عاليا في الغرفة الخاصة بها بذلك الملهى تعود إلى مرآتها ثانية تنظر لهيئتها.. مازالت جميلة ومازالت تعرف أين هي مواضع أسلحتها 

 ماجوبتنيش يا حسن.. إيه اللي شاغل عقلك 

 الزفته اللي عملت منها ست وجيبتها من تحت الجاموسة عايزه تطلق 

الټفت إليه تظهر صډمتها

 تطلق! .. اوعي تقولي بسبب إنها شافتنا مع بعض في شقتك

واقتربت منه تحاوط عنقه بذراعيها 

 بصراحة عندها حق يا حسن.. أي ست مكانها هتعمل أكتر من كده

 وهي اللي زيها ست.. مش تحمد ربنا إني اتجورتها

ابتعدت عنه تنظر إليه.. الرجال هم الرجال... و حسن يذكرها بأقذر الرجال.. رجل اضاعها فقررت أن تضيع حياة الكثير منهم

شعرت بيديه حول جسدها..فابتعدت عنه تزيل عنها ذراعيه

 بقولك عندي نمرة يا حسن.. وده شغل يا حبيبي 

جذبها نحوه وقد لمعت عيناه ببريق تعلمه هي 

 متسيبك من الرقص وأنا أستتك وأهنيكي يا سهر

 أسيب شغلي اللي مأكلني الشهد.. ده انا حتى طلبت منك مبلغ ميجيش حاجة وأنت طنشتني تقولي أسيب شغلي.. وسع كده خليني أشوف أكل عيشي 

دفعته عنها فسقط على المقعد خلفه يتابع بعينيه خطواتها 

 ماشي يا فتون بتتحامي في البيه.. إما وريتك أنت وأبوك اللي بيتهرب مني وشكله ضحك عليا في فلوسي 

.......... 

رمقتها ناهد وهي تغادر غرفتها.. اقتربت منها ولكن ناهد اشاحت عيناها عنها

 ماما.. قوليلي أعمل إيه عشان أريحك

سلطت نظراتها نحوها تستنكر حديثها.. چثت على ركبتيها أمامها تخبرها بصدق مشاعرها 

 أنا حبيت رسلان من زمان أوي بس طول عمري كنت عارفه أن رسلان مش هيبصلي.. خفيت حبي ليه قولت أكيد هنساه لما يحب ويتجوز.. أنا مرسمتش عليه صدقيني.. رسلان جيه لواحده يصارحني بحبه.. أنا مسرقتش سعادة مها ولا عمري فكرت في كده.. لو رسلان كان حب مها كنت ھموت قلبي بأيدي وأدفن حبي.. ماما أنت حبيتي بابا.. كنت ديما بتحكلنا عن حبكم وقصتكم وأزاي ساب خطيبته عشانك وأنت سيبتي العريس اللقطه اللي أي بنت تحلم بي عشانه.. أنتوا جربتوا يعني إيه حب.. ڠصب عني والله مكنتش أعرف إن الراجل اللي هحبه أختي برضوه هتحبه

حدقت ناهد بها وقد اعمتها أنانيتها 

 فضلتي سنين تحبي فيه في صمت ويوم ما جات مها حبيته ظهرتي ليه حبك مش كده.. الرحلة اللي ضحكتي علينا فيها وقولتي تبع الجمعية.. كنتي معاه ولا مكنتيش معاه.. ردي عليا 

والتقطت هاتفها تبحث عن الصورة التي بعثتها إليها كاميليا لتضع اللوم عليها.. فتلك التي اعتبرتها شقيقتها أبنتها وضعت شباكها على أبنها 

وقفت مها على أعتاب غرفتها تنظر إليهم غير مصدقة ما سمعته .. فاقتربت منهم تلتقط الهاتف منها تنظر للصور بتمعن 

 كنتي عارفه إني بحبه ونفسي يحبني زي ما بحبه... وبترسمي عليه من ورانا... اوعي تكدبي وتقولي رسلان هو اللي اعترف بحبه ليكي الأول وأنك البنت البريئة المضحية 

 مها اسمعيني.. أنا.. 

 أنت كدابه وعمرك ما هتكوني أختي بعد كده لو أتجوزتي رسلان

ركضت مها نحو غرفتها بعدما ألقت عبارتها الأخيرة تكتم صوت شهقاتها وخلفها ناهد التي أخذت تهتف باسمها.. تخبرها إنها تستحق أفضل الرجال

تعلقت عيناها بهم.. تسأل حالها لما مها وحدها تنال الحب والحنان لما هي منبوذة وحيدة هكذا

تسارعت دقات قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة وهاتفها يصدح رنينه بتلك النغمة المخصصة لوالدها.. طالعتها الخادمة بعدما استمعت إليهم لا تستوعب ما تراه تهمس لحالها 

 مش معقول تكون الست ناهد أم الست ملك.. مافيش أم تعمل كدة في بنتها ..

........ 

نظرت كاميليا نحو الزجاجة التي وضعتها ناهد أمامها 

 إسمعيني كويس يا كاميليا..

 إية الإزازة ديه يا ناهد 

أتجهت نحو باب الغرفة تغلقه عليهم وتعود إليها

 الإزازة ديه تعملي لرسلان منها قهوته او العصير ولازم يشربه يا كاميليا 

 أنت بتقولي أيه يا ناهد.. أنا مش فاهمه حاجه.. 

 أنت مش نفسك رسلان يتجوز مها.. يبقى اعملي اللي بقولك عليه.. ومټخافيش مافيش حاجة هتحصل ليه

طالعت كاميليا الزجاجة تنظر إليها ثم نحو الزجاجة تعقل حديث شقيقتها بعقلها 

 ناهد أوعى

تم نسخ الرابط