لمن القرار

موقع أيام نيوز

عن الطمع 

أخبرته السيدة فاطمة عن مرضها أخبرته عن رغبتها في الزواج من ملك وعودة الأمل كما أخبرها الطبيب وعودة عينيه للنور 

و جسار الراجي لا يفعل شئ إلا إذا أراد

والعروس المختارة من والدته ترفضه ثم عادت لتوافق عليه 

والسيدة فاطمة تخبره عن السبب بأسي تخبره عن مدى قسۏة تلك العائلة وقسۏة والدها الذي اعترف مؤخرا بأنها أبنته من دماءه وتلك الشقيقه التي تزوجت من تمنته وتمناها زوجة 

الحياة غلقت أبوابها نحو تلك الشابة الجميلة التي أخذت تصفها له

فاق من شروده وصوت رنين هاتفه يعود للمرة الثانية التقط الهاتف كي يغلقه ولكن علقت عيناه باسم المتصل 

مالك يا ملك 

صوتها الباكي وتلك الأصوات التي يسمعها جوارها جعلته ينهض منتفضا يصيح بها مجددا 

ملك في إيه حواليكي ردي عليا 

أغلق سليم هاتفه وقد التمعت عينيه بشعور لا يعرفه سرح في تفاصيل الساعات الماضية التي سردتها إليه السيدة ألفت وكيف تم اللقاء بين أبنته و فتون حتى أنتهي الأمر بسقوط الصغيرة غافية بين أحضانها بعدما حكت لها حكاية الشاطر حسن 

أضاء هاتفه فلتقطه بلهفة يفتح رسالة السيدة ألفت حتى يرى الصوره التي طلب منها إلتقاطها وبعثها إليه 

وليته اكتفي بسردها فقط فها هو ينظر للصورة بلوعة وشوق 

يتفحص تفاصيل صغيريه أبنته وزوجته التي يعلم أن الطريق بينهم مازال طويلا

اتسعت ابتسامته شئ فشئ وهو يدقق النظر في نومتهم العجيبة اغمض عينيه بعدما شعر أن دقات قلبه ازدادت سرعة 

وفي حلم خاطف لطيف في اليقظة كان ينسج عقله أشياء منحرفة سرعان ما كان يفتح عينيه متنحنحا بصوت جلى يهتف لحاله

جرا إيه يا سليم هتبقى مراهق ولا إيه ده أنت يا راجل كلها شهور وتم السته والثلاثون 

استطاع اخيرا أن يخرج حاله من تلك الحالة التي سرح فيها اسرع في ألتقاط حاسوبه الشخصي وعاد يندمج في عمله فهو يريد إنجاز كل شئ في أيام قليلة حتى يعود لعائلته التي دوما حلم بها وقد تحقق الحلم أخيرا

صوت المذياع يصدح بآيات الذكر الحكيم بعض النساء تثرثر في أحاديث ليس وقتها

كيف ماټ وكيف وجدته ابنته مېت وكيف وكيف وهكذا كانوا يتهامسون والبعض الأخر يجلس صامت يؤدي الواجب في صمت 

ضمت ملك بسمة إليها وعبارة واحدة كانت ترددها دون توقف 

مكنش في حاجة ده أنا عشيته ودعكتله رجله وقالي أنا رايح أنام يا بسمه قالهالي وهو بيبص ليا جامد وكأنه كان بيشبع مني 

انسابت دموع ملك و ازدادت في ضمھا تسمعها في صمت وۏجع 

ده أنا كنت ناويه أول ما اخد المرتب هحجزله عند الدكتور 

ودموعها التي لم تتوقف إزدادت هطولا 

كفايه يا بسمة اللي بتعملي في نفسك ده وبتعملي فيه طول ما انتي كده هو مش هيكون مرتاح في تربته يا حببتي 

ملحقتش اشبع منه يا ملك ملحقتش 

وفي أسفل البناية وذلك الصوان الذي يضم المعزين من أهل الحارة كان يقف فتحي يتوسط كل من جسار و رسلان ومن حينا إلى

أخر كان يرمقهم بنظرات فاحصه ثم يهندم من ملابسه وينظر لأهل الحارة بفخر كان يري الفضول في أعينهم وهو كان أكثر من سعيد بالأمر 

واخيرا انقضى اليوم وتم إكرام العم حسني في دفنته 

وها هم يقفون أمام ملك التي وقفت تشكرهم عما فعلوه معها ورغم ضيق رسلان إنها لم تستنجد به ولم تهاتفه كما فعلت مع جسار وأتى إليها من الاسكندرية إلى القاهرة على الفور رغم أنه هو الأقرب حنقه كان يزداد وهو يري ذلك الرابط القوي الذي يربط بينهم إزداد حنقه اكثر وهو يستمع لسؤاله والذي كان سيسأله لها للتو ولكنه سبقه فيه كما أصبح يسبقه في كل شئ خاص بها 

محتاجه حاجة مني يا ملك اعذريني مضطر أرجع على اسكندرية عندي إجتماع مهم بكره

شكرا يا جسار 

تحرك خطوة للخلف فخانته عيناه في التفافه خاطفة نحو تلك التي انكمشت على حالها محتشية بالسواد

طالعه رسلان بعدما رمقه الأخر بنظرة طويله ثم إنصرف جسار راحلا 

مش هعاتبك دلوقتى يا ملك على تصرفك 

طالعته دون فهم فاردف بمقت يزفر أنفاسه يحاول طرد ذلك الشعور منه 

لولا مكالمتك للخدامة عشان تطمني على الولاد مكنتش هعرف نفسي افهم بتعاقبيني عشان إيه 

تنهدت بإرهاق فلم يعد لديها طاقة للحديث 

أنت شايف ده وقته للكلام اللي زي ده يا رسلان شكرا يا دكتور على وقوفك معانا 

الټفت بجسدها تجر خطواتها نحو بسمة التي سارت مترنحة نحو غرفتها تعالت أنفاسه بضيق فاغمض عينيه يقبض فوق كفيه بقوة اتجه نحو الدرج ولكن تيبثت قدماه فزعا وهو يسمع صړختها عاد إليه ينظر نحوها وإلى تلك المنبطحة أرضا

صوبت عينيها نحوه هاتفه باسمه 

رسلان الحق بسمه يارسلان مش عارفه مالها 

انتبهت الصغيرة نحو الحديث الدائر بين مربيتها و تلك التي غفت بين أحضانها أمس راقبتهم بعينيها 

فتلاقت عينين فتون بها قبل أن تلتقط حقيبتها وتذهب نحو عملها 

أنا ممكن أرجع متأخر النهاردة يا مدام ألفت عندي تسليم طلبيه 

اماءت لها السيدة ألفت برأسها والټفت بجسدها عائدة للمطبخ 

تحبي تروحي معايا يا خديجة 

توقفت السيدة ألفت تنظر إليها كيف اتجهت نحو الصغيره وچثت فوق ركبتيها أمامها تمسح فوق خديها 

هنروح فين 

تسألت الصغيرة وانتظرت جوابها 

عندي مطعم صغير بشتغل فيه وبعمل أكل حلو مش زي طبعا أكل مدام ألفت 

هتفت عبارتها الأخيرة فابتسمت السيدة ألفت وعادت بأدراجها نحو المطبخ 

دب الحماس في عينين الصغيرة وركضت نحو هاتفها كي تجلبها وتعطيه لها 

لازم أكلم بابي عشان خديجة مينفعش تروح مكان غير لما تقوله 

طالعتها فتون بغرابة فالصغيرة تدهشها تجعلها لا تصدق أن التي تقف أمامها ليست من صلب سليم النجار 

كلمي بابي عشان نروح سوا 

هتفت الصغيرة بضجر من سكونها فانتبهت فتون على شرودها والتقطت الهاتف تدق فوق رقمه 

سرعان ما كان يجيب على صغيرته بلهفة أخذت منها الصغيرة الهاتف ووقفت على مقربة منها تتحدث إليه 

ظلت عيناها نحو الصغيرة تراقب حركاتها التي لا تنم على إنها طفلة صغيره متمتمه دون

شعور داخلها 

محظوظة إنك عندك أب كده 

سحبتها الصغيرة من فستانها حتى تنتبه إليها بعدما مرت مقتطفات من طفولتها التي تفتقر الحنان 

فتون خدي كلمي بابي فتون انتي مش بتردي ليه عليا 

نفضت رأسها من تلك الذكريات فوضعت الصغيرة الهاتف في يدها وركضت نحو مربيتها كي تبدل لها ملابسها وتستعد للخروج 

فتون ردي عليا فتون انتي سمعاني 

بنتك جميله اوي 

ابتسم رغما عنه وهو يسمع حديثها بعد هذا الصمت فخرجت أنفاسه مع تنهيدة طويلة 

أكيد بتقولي دلوقتي مش معقول ديه بنت سليم النجار 

عاد الصمت بينهما فأكمل حديثه بعدما أغلق الملف الذي كان يطالعه

عايزك أنتي كمان تربيها معايا يا فتون 

ليه 

والإجابة كانت تتلقاها ببساطة 

عشان كان نفسي تكون بنتك أنتي يا فتون 

تعالت أصوات تنفسها فعلم إنها ټصارع مشاعر كثيرة داخلها أشفق عليها فهو بالفعل يحاصرها 

فتون خلى السواق

تم نسخ الرابط