لمن القرار

موقع أيام نيوز

الكثير ولكن هناك زوج من العيون لم تكن ترتاح إليهما.. مر الوقت وجمعت متعلقاتها من تلك الحجرة التي ابدلت فيها ثيابها وقد جاء وقت الرحيل بعدما حصلت على باقي أموالها 

عادت مرهقة منهكة الجسد تطالعها جنات بإشفاق 

 احضرلك العشا يا فتون 

 أنا محتاجه انام بس.. عندي بكره محاضرة مهمه ابقى صحيني معاكي يا جنات 

 مش هتحكيلي عن الحفله 

هتفت بها جنات متحمسة فرمقتها فتون بنعاس وهي تتجه نحو غرفتها 

 بكرة يا جنات هحكيلك... 

لم تكد تكمل عبارتها فتعالت الطرقات على باب الشقة.. فتعلقت عيناهم ببعضهم واندفعت بعدها جنات نحو الطارق

 منزل فتون عبدالحميد 

اقتربت فتون بهلع من جنات تنظر نحو ضابط الشرطة الذي فور أن علم بهويتها قبض فوق ذراعها 

 مطلوب القبض عليكي... ادخل يا عسكري فتش الشقة 

صړخت جنات معترضة تصيح بهم ولكن ابتلعت باقية حديثها وهي ترى الأشياء التي تم إخراجها من حقيبة فتون 

............ 

هبط سليم الدرج بخطوات سريعة بعدما أخبره الحارس أن هناك إمرأة تريده في أمر هام ولا تريد الإنصراف.. 

 ڠصب عني يا باشا.. بس الست ديه بتقول الموضوع مهم ولو

عرفت إني مشتها هتقطع عيشي 

 أنت قولت اسمها إيه 

حك الحارس رأسه يحاول تذكر اسمها 

 جنات يا باشا 

اقتربت منه جنات بعدما وجدته يقترب منها يهتف بها بقلق

 فتون حصلها حاجة

أندفعت جنات نحوه تقبض فوق قميصه متوعده 

 بټنتقم منها ليه تاني.. ملعۏن الفلوس والنفوذ اللي مخليانا مش عارفين نقف قصادكم 

تراجع سليم للخلف يشير لحارسه بأن يبتعد.. قبض فوق كفيها يزيحهما عنه 

 انتقم إيه... مالها فتون انطقي 

طالعته جنات بعدما شعرت إنه لا يعلم شئ

 فتون اتقبض عليها 

وانحنت تلتقط أنفاسها تحت نظراته المصډومة

 مدام أنت معملتهاش مين اللي هيكون عملها

.............

جن جنونه وهو يستمع إلى الخادمة بعدما تعلقت عيناه بتلك الألعاب التي تحتل فراش صغيريه 

 هي لسا ماشيه من ساعه يا دكتور... قضت اليوم كله معاهم...

تنهد بضيق بعدما غادر غرفة صغيريه حتى لا يقظهما

 خالتهم لما تيجي تاني كلميني علطول مفهوم 

اماءت له الخادمة

 حاضر يا دكتور

دلف غرفته يحل ازرار قميصه بشرود..ثم تسطح فوق فراشه يحدق بسقف الغرفة يتذكر حديث محامي خالته عن مجيئها إليه وإستلامها لمفتاح شقة والدها في حارته القديمة 

........ 

في الصباح الباكر.. وقفت بسمة تطالع ذلك الرجل الوسيم بثيابه العصرية التي لا تناسب حارتهم.. تخطاها بعدما رمقها بطرف عينيه... أرادت أن تتبعه ولكن الوقت لم يسمح لها فهي لا تريد خصم أخر من راتبها الضئيل

فتحت ملك الباب بعدما استمرت الطرقات وقد ظنتها بسمة ولكن وقفت مصعوقة وهي ترى جسار واقف أمامها

 جسار

رمقها بمقت يدلف نحو الداخل ينظر نحو الشقة يزفر أنفاسه بضيق

 يعني سيبتي إسكندرية وكل حاجة وجيتي تعيشي في الحارة ديه

واردف حانقا وهو يبحث عن مقعد يجلس عليه

 ليه عملتي كل ده

حاولت الثبات قدر إستطاعتها.. فعن أي شئ ستخبره هل تخبره إنها غارت من زيجته بجيهان وإنها لم تعد تعلم بمشاعرها نحوه ...أم تخبره بأنها لم تعد تتحمل صدمة أخر في رجل أخر

 جيت عشان ولاد اختي... هما محتاجني

طالع المكان بعينيه مستنكرا إجابتها

 ولاد أختك... لو افترضنا و رسلان ادهوملك هيرضي يعيشوا في الحارة ديه

اطرقت عينيها... فهي تعلم تماما أن جوابها لا يخيل على طفل صغير

 هجيب شقة تانيه وهعيش في مكان تاني...

 جوازي من جيهان هو السبب مش كده يا ملك

باغتها بسؤاله فاشاحت عينيها بعيدا عنه حتى لا يكشف أمرها 

 قولتلك نكمل جوازنا يا ملك ومننفصلش أنتي اللي صممتي نتطلق.. 

غامت عينيها بالحسړة 

 جوازنا كان جواز مشروط محطوط في بنود.. أنت محبتنيش يا جسار.. أنت لسا عايش على ذكرى مراتك وجيهان أكبر دليل 

وتجمدت عينيها نحو الواقف أمام باب الشقة المفتوح يحمل صغيريه على ذراعيه يطالعهما بنظرات قاتمة 

............. 

دلفت نحو غرفة الضابط المسئول مرتجفة الجسد بعد ليلة قضتها خائڤة في الزنزانة تستمع لأبشع الألفاظ بل وتعرضت للضړب 

 تعالي يا فتون 

تقدمت بړعب دون أن ترفع عينيها وقد بح صوتها من أثر توسلها إليهم ليلة أمس وإنها ليست المذنبة 

 هسيبك معاها شوية يا سليم بيه 

تجمدت حركة جسدها ورفعت عينيها ببطء.. لتتعلق عينيها بأخر من ارادة رؤيته... كانت عينيه جامدتين نحو وجهها وذلك الچرح فوق جبينها.. قبض فوق كفيه بقوة 

وقد إزداد غضبه يتوعد ل دينا.. فقد كان يظن إنها فعلت شهيرة ولكن دينا من كانت صاحبة تلك الخطوة 

 فتون اسمعيني كويس... القضية مش هتتحل غير لو إتجوزنا.. انتي متهمة في قضية سړقة كبيرة... لا شهيرة ولا دينا هيسيبوكي طول ما انتي لوحدك 

وهل تعرف هي هاتان المرأتان أو سمعت اسمهم من قبل .. كانت عينيها زائغتين ودموعها تسيل فوق خديها 

 أنا مسرقتش حد... أنا مسرقتش 

أقترب منها وقد إزداد وعيده لدينا تلك اللعوب التي حامت حوله قديما وعادت تحوم حوله بعد طلاقها من حامد شقيق شهيرة 

 عارف يا فتون إنك مسرقتيش حاجة... لكن المجوهرات لقوها في شنطتك 

تهاوت بجسدها فوق أقرب مقعد

 جنات هتقف معايا.. وهتجبلي محامي... أنا مسرقتش 

 جنات مش هتعرف تخرجك يا فتون... محدش هيقدر يخرجك من هنا غيري... وعشان اعرف أخرجك لازم نتجوز

.

حاولت أن تتناسي وجودهم وتلك النظرات التي يصوبونها نحوها أو يرمقون بها بعضهم... اندمجت مع أبناء شقيقتها تطعمهم وتلاطفهم.

جلس الجار العجوز الطيب العم حسني ينظر إلى الرجلان متفرس خلجاتهم.. جسار انسحب من تلك الحارب الضارية بينه وبين رسلان...حرب كان سلاحھا نظراتهم وكل منهم يعبر عن ضيقه من وجود الأخر خلالها. 

وقف جسار يطالع الحارة بنظرات نافرة اما رسلان جلس بهدوء على احد المقاعد يطالع أطفاله في أحضانها

تنهد العم حسني ينظر نحو رسلان متسائلا

 أنت دكتور يا بني

أماء له رسلان برأسه وقد تنحنح قليلا فأردف العم حسني

 ابن جارتنا ست غلبانه محتاج عملية كبيرة... والست مستنيه دورها على نفقة الدولة ويا علم أمتي الدور هيجي

انتبهت ملك على حديثهم اما جسار اتخذ ركنا بعيدا واخد يتحدث في هاتفه

فاطرق العم حسني رأسه خجلا

 يعني يا بني لو تقدر تساعد...

ولم يكد العم حسني يكمل حديثه فاخرج رسلان بطاقة خاصه به

 خليها تجيلي العيادة يا حاج

طالع الرجل البطاقة وقد لمعت عينيه والتف نحو ملك يطالعها... يتمتم بصوت هامس

 سبحان الله.. ربنا مكسرش خاطر الست الغلبانه

والعبارة كانت لها ألف معنى وحكاية 

........... 

تمتمت عبارته لمرات وهو ينتظر بلهفة سماع إجابتها

 نتجوز

ابتلع لعابه يطالعها يومئ برأسه متلهفا على سماع موافقتها...فتون ستوافق على حمايته.. هو يعلم ذلك تماما فهو كان بطلها الخارق ذات يوم..

انتظر وانتظر حتى أتته الإجابة فتجمدت ملامحه وضاعت لهفته والصدمه وحدها من ارتسمت في عينيه 

 طلبك مرفوض يا سليم باشا 

 ليه يا فتون .. ردي عليا 

خرج صوته متعلثما بعدما فقد قدرته على الثبات

تم نسخ الرابط