لمن القرار
تعدل من وضيعتها فلم يعد داعي لاختفاءها ثانية فقد ضاقت أنفاسها ولم تعد تتحمل تلك الوضيعة التي تجلس بها في المقعد الخلفي من السيارة فجسدها أصبح يآن من الۏجع وببساطة هتفت
بهرب في عربيتك
وحملقت نحو الخارج ترى ظلمة الليل تحاوطهما
هو أحنا فاضل قد إيه ونوصل
رمقها واجما وسرعان ما تحول الوضع للسخرية وهو يتمتم
فاضل إيه أممم هتعرفي
دلوقتي
وفجأة كانت تخرج شهقتها وهي تراه يهبط من سيارته ويفتح الباب المجاور لها يجرها للخارج ويلقي بها
لوحدك هتعرفي قد إيه لما تجربي المشي على رجليكي وتستمتعي بصوت الكلاب حواليك
ونفض يديه وكأنه كان يلقي القمامة من سيارته طالعت بسمة المكان حولها وسرعان ما اردكت إنه بالفعل لا يمزح معها وبنبرة مرتعشة تمتمت
أنت هتسيبني هنا
اتجه نحو سيارته دون أن يهتم بها
اكيد أومال ههزر معاك عشان تعرفي بعد كده تركبي عربيه راجل غريب من غير استأذن هو انا ناقص بلاوي تتحدف عليا
هرولت نحوه بعدما حاولت تلاشي صډمتها من تصرفه فلم تكن تتوقع ردة فعله تلك حديث ملك عنه هو ما شجعها لتهرب في سيارته ولكن على ما يبدو إنها لا تحصل على اي تعاطف خاصة من الرجال
جسار بيه انت مش فاكرني
واسرعت في تعريفه هويتها لعله نساها
أنا بسمة جارت ملك
قصدك كنت جارت ملك المؤقتة
ودون أن يعبأ بها كان يدير مفتاح سيارته ركضت خلفه راجية
الله يكرمك وصلني معاك متسبنيش هنا وصلني بس ومش هتشوف وشي تاني أنا كنت عايزة اهرب من فتحي أخويا
وصړخت بعلو صوتها بعدما وجدت السيارة قد شقت طريقها دون نية صاحبها بالعودة
جسار بيه متسبنيش
صدحت الأصوات من حولها لا تعلم أهي نباح كلاب أم عواء ذئاب تشبث جسدها والټفت حول نفسها لتنتفض وهي ترى سيارة تمر من أمامها بسرعة قصوى
سقطت دموعها وهي تتراجع للخلف تنظر للفراغ والظلمة التي تحيطها
كنت فكراه راجل شهم طول عمرك حظك وحش يا بسمة أنا إيه اللي عملته في نفسي ده ياريتني ما كنت هربت
استند بجسده نحو الجدار ينظر نحوها ونحو صغيرته التي تحاول قدر استطاعتها عدم غلق عينيها حتى تنتهي من تبديل ثوبها
طنط ملك كانت حلوه اوي هو أنت مش هتبقى عروسه زيها يا فتون
ابتعلت فتون غصتها تنظر نحو الصغيرة دون جواب فمن
لا يحلم ألا يرتدي ثوب زفاف ولكن هي حياتها دوما كانت مختلفة عن الأخريات
وكده خلصنا كل حاجة وفاضل ننام يا برنسيس ديدا
ابتسمت الصغيرة وشبت فوق أطراف اصابعها تقبلها اتسعت عينين فتون وقد لمعت السعادة في عينيها فافعال الصغيرة تجعلها حقا تشعر بوجودها في حياة أحدا
بكرة تحكيلي حدوته يا فتون عشان برنسيس ديدا عايزه تحلم النهاردة بالاميرة والأمير
فلتت ضحكة خاڤتة من شفتي سليم وهو يتابع ويستمع لحديث صغيرته الذي يكبر سنوات عمرها التفتت فتون خلفها لتجده قد رحل بعدما كانت ترى خياله وهو يقف يطالعهما
اغلقت أنوار الغرفة وانحنت تدثر الصغيرة بأحكام فوق فراشها واقتربت منها تلثم جبينها تخبرها
احلام سعيدة يا برنسيس
ابتسمت الصغيرة وهي تغلق جفنيها بقوة وتختضن دبها الصغير تنعم بدفئه ودفئ فراشها
تنهد جسار حانقا بعدما أوقف سيارته جانب الطريق يمسح فوق خصلاته متنهدا نظر للخلف فقد تجاوز مسافه كبيره بعيدة عنها
هو انا ناقص بلاوي ومصايب
دار سيارته عائدا إليها ليجدها مازالت واقفة مكانها تمسح عيناها بقوة تنهد وهو يطالعها يصدر بوق سيارته لتنتبه على عودته
تعلقت عينيها بالسيارة ودون أن تنتظر اي أشارة أخرى كانت تركض نحو السيارة تفتح بابها وتصعدها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة
الحمدلله الحمدلله كنت عارفه مش هتسيبني هنا ملك ديما بتقول عنك راجل شهم
ارتفع كلا حاجبيه يرمقها للحظات فعلى ما يبدو أن علاقتها
بملك كانت متطورة للغاية ثم عاد ينطلق بسيارته
بعد ما نوصل اسكندريه مش عايز أشوفك في طريقي من تاني أنا مش ناقص مصايب ده أنتي أخوكي سوابق ورد سجون
أصاب حديثه جزء من قلبها فاطرقت عينيها تفرك يديها حزنا
متقلقش وصلني بس لمكان في ناس وأنا هعرف طريقي كويس
انهت تفريش أسنانها تنظر لهيئتها نحو المرآة فمسحت فوق جبهتها تتحسس تلك الحرارة المنبعثة منها كانت حرارة طبيعيه ولكن مع المشاعر التي تتخبط بها تشعر وكأن الحرارة تنبعث من سائر جسدها
زفرت أنفاسها تنهر قلبها وعقلها عن التفكير بكل ما يفعله معها ومن أجلها
كل اللي بيعمله معاك ده يا فتون عشان هو عايز يمثل عليك مافيش راجل بيعامل مراته كده فاكرة لما كان بيعملك وأنت خدامة عنده كان بيعملك بلطف لحد ما خلاكي ڠصب عنك تحبيه وفي النهاية كان عايز يغتصبك وطردك من المزرعة في نص الليل وأنت مش ساترك غير هدومك المتقطعه وبتجري حافية
غادرت المرحاض ووقفت تطالع عيناه التي تتفرسها ابتسم وهو يراها بذلك الثوب القصير وتراقص قلبه وهو يراها لم تعد تخجل منه فنهض من فوق الفراش واقترب منها
أنت عايزة تموتيني يا فتون طب أنا كده مش هنام ولا هعرف أسافر بكرة
رفعت عينيها إليه تجيبه بالجواب الذي لا ينتظر سمعه بل ويمقته ولكنه اضطر مرغما على مسايرتها فيه حتى تتجاوز مشاعرها المضطربة وتنسى تلك الفترة التي رسخت بعقلها
أنا بنفذ بنود
وقبل أن تكمل باقية عبارتها كان يبثها مشاعره القوية ينهل منها دون أن يشعر أنه أرتوي
وبأنفاس مسلوبة هادرة كان يضمها إليه
والدك مرضاش يمسك المزرعة رغم إني اديته كل الصلاحيات تعرفي إن الحاج عبدالحميد شبهك يا فتون
طالعته بعدما استطاعت التحرر من أسر ذراعيه فابتسم وهو يلثم جبينها
بتبصيلي كده ليه فعلا أنت شبهه تعرفي إنك اكتر واحده في اخواتك يمكن بيحبها بس هو مش عارف يتعامل مع تربيتكم
ولكنه توقف عن حديثه وهو يراها تبتعد عنه تضم الغطاء نحو جسدها ودموعها ټغرق خديها آلما
لو كان بيحبني مكنش جوزني لحسن زمان ولا كان جوزني ليك امي كانت ديما بعيده عني وعن اخواتي البنات لكن هو كان ديما يقولنا إنه بيحبنا وأن هو اللي اختار اسامينا بنفسه
شعر بالتأثر من حديثها بل وقد ألمه قلبه عليها فقد أثرت نشاءته عليه رغم توافر كل السبل لديه رغم عناية جده عظيم باشا وحبه الكبير إليه حتى خديجة عمته رغم لم يكن فرق السن بينهم كبير إلا إنها كانت تعتني به وتحبه ولكن
فتون زوجته الصغيرة لم تحظى إلا بالألم وقد كان له دورا في إذاقها له
تركها تتحدث بكل شئ حتى إنه حاول تمالك غضبه وهي تخبره عن قسۏة العلاقة بينها وبين حسن حاول السيطرة على غضبه وهي تصف له بمنتهى الدقه ولم تشعر إلا وهو يجذبها إليه يخبرها بصوت جامد
كفايه يا فتون
تعلقت عيناها بعينيه التي أصبحت قاتمة وقد ظنت إنه سيمارس معها قسوته حتى يعاقبها على ذكر اسم رجل أخر ولكنه معها كان أبعد عن القسۏة التي لو رأتها منه لكرهته بالفعل
ولكن هي شئ أخر بحياته
اندمجت أرواحهم وكلما كان يتذكر حديثها عن