لمن القرار

موقع أيام نيوز

تقدر ترجع مصر 

تهللت اسارير الرجل كما كان حال زوجته التي ترافقه 

 بجد يا دكتور 

انبسطت ملامح رسلان أكثر.. فهو مع تلك العائلة عادت له مشاعر كادت أن تضحمل 

 بجد يا مدام... اهم حاجه بلاش تزعليه

قبضت المرأة على كف زوجه بقوة

 عمري ما اقدر ازعله ده شريك عمري وابو ولادي 

قلبه خفق وهو يري كيف أضاءت عينين الرجل بحديث زوجته.. تعالا رنين هاتف الزوجة فانسحبت معتذره تخبره أن أحد ابناءهم يتصل 

رمق الرجل زوجته وعاد يسترخي بجسده على الفراش مبتسما

 لو تعرف يا دكتور حكايتنا هتستعجب 

أراد الرجل الحديث خاصة وهو يري شخصا من موطنه و طبيبه الخلوق الماهر كما أخبرته زوجته 

 أنا ونهال ولاد خاله... حبتها من وإحنا أطفال صغيرين... لكن للأسف أخويا حبها وكان لازم اضحي... اخويا الصغير اللي مربيه كبر وحب وعايز يتجوز... كان اسعد يوم في حياتي وهو بيقولي عايز اتجوز ولقيت شريكة حياتي 

واغمض عينيه والزمن يعود به لذلك اليوم

 فرحتي ضاعت وبقي أتعس يوم في حياتي لما قالي مين هي اللي عايزني اخطبهاله ... سافرت بعيد وحاولت اكمل حياتي لكن مقدرتش.. اتجوزت وطلقت...بقيت اشتغل زي الآله 

تعلقت عينين رسلان به بعدما قبض فوق التقرير الطبي الذي مازال يمسكه بين يديه يتذكر حكايته... صمت الرجل ولكن قلب رسلان لم يصمت.. القلب يريد أن يعرف كيف اصبحوا الآن معا 

 عايز تعرف ازاي بقينا لبعض... القدر يا دكتور... محدش بيحارب المكتوب... نصيبنا نفترق في البداية... هي تتجوز وأنا اتجوز... هي كانت نعمة الزوجه لأخويا رغم إنها محبتهوش واتقبلت طريقها معاه.. وأنا كملت حياتي ووصلت لطموحي

 وبعدين 

ابتسم الرجل وهو يرى تفاعل رسلان معه.. وكيف نسي نفسه في غرفة مريضه 

 أخويا ماټ... حصلتله حاډثه.. اوعي تفتكر أني سعيت عشان أتجوزها بالعكس أنا مقدرتش أفكر فيها تاني ك ست عايز امتلكها بعد ما اتجوزت أخويا.. لكن كل حاجه كانت مترتبه.. تدبير ربك.. نهال صغيره واترملت ولسا

شابه وكانت حامل ف ابن اخويا... اخواتها بعد ما ولدت وعدت سنه حاولوا يجوزوها وراجل كل يوم بيتقدم.. لحد ما واحد من أخواتها قالي بطريقه تهكمية ما تتجوزها انت وتربى ابن أخوك واه من لحمك و دمك بدل ما أنت معترض أوي على جواز حد من رجالة العيله منها ولا ستات بره بقوا عجبينك..

ولمعت عينيه وهو يتذكر تلك اللحظه التي أصبحت فيها زوجته 

 بقالنا عشرين سنه متجوزين... وبقي عندنا 4 ولادك.. تلت ولاد وبنت 

 ربيت ابن اخوك 

اعتدل الرجل في رقدته مبتسم بفخر

 حضرت الظابط عمر ده ابني البكري... وسند اخواته وأمه من بعد ربنا وبعدي 

وانقطع الحديث مع دلوف إحدى الممرضات تخبره بضروره وجوده في مكتبه 

عاد لمتابعة مرضاه وها هو اليوم ينقضي وحديث الرجل عالق في أذنيه وسؤال واحد كان يسأله لنفسه اليوم 

 أنت بتعاند مين يا رسلان.. 

قطع أفكاره رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل متعجبا فوالده لا يتصل به إلا إذا كان هناك أمرا متعجلا 

 لازم تنزل مصر بسرعه... ابنك تعبان يا حضرت الجراح العظيم... ابنك محتاج عمليه قلب مفتوح 

............. 

منذ أسبوع يأتي لهنا... يأتي ليطالعها في مطعمها الصغير من خلف زجاج سيارته... يطالع إحباطها ويأسها من قلة الزبائن ومحاولتها هي وصديقتها في أن تجعل وجهت المطعم جذب للزبائن 

أراد الخروج من سيارته ولكن كلما تحركت يده نحو الباب تراجع وتمالك مشاعره.. فتون لن تتقبله في عالمها بتلك السهوله عليه أن يخطط ويفكر كيف يعيدها لحياته ثانية 

تعالا رنين هاتفه فهتف بالمتصل متسائلا

 عملت اللي قولتلك عليه 

 ايوه يا فندم... كل مدراء فروعنا وحفلاتنا هيتم التعاقد مع المطعم... غير معارفنا يا فندم 

والنتيجة التي أخبره بها رجله كان يراها بعينيه من بعيد... صديقتها ټحتضنها بسعاده وهي تهلل بيديها 

اتسعت ابتسامته وخفق قلبه يتمتم لحاله دون وعي 

 المرادي هتدخلي عالم سليم النجار مراته مش خدامه يا فتون

الفصل الثامن والعشرون 

_ بقلم سهام صادق

مسح حبات العرق من فوق جبينه بعد ان ازال قفازه الطبي وعقم يديه.. إسترد أنفاسه اخيرا وقد عاد يشعر بخافقه ينبض من جديد

يا له من شعور قوي على قلبه وطفله كان منذ ساعات يتمدد أمامه في غرفة العمليات

خرج من الغرفه ينظر إلى والدته التي سرعان ما التقت عينيها به وهرولت إليه تضم جسدها نحوه ودموعها ټغرق خديها

ضمھا نحوه بعدما تلاشت كل المشاعر الحاقده داخل قلبه... نعم كان حاقد على عائلته على نفسه على كل شئ جعله كاللعبه

احب أمرأة ضعيفة تركته دون أن تهرول إليه تطلب منه أن يكون موطنها لقد كان يعد لكل شئ حتى تسافر معه وتبتعد عن كل شئ... ولكنها فضلت أن ترحل

والدته لم ترحمه وضعت امومتها وحبها أمام زواجه من ابنة شقيقتها الخائڼة... زواج يعد باطل وأطفال كرههم رغم عنه لأنهم منها

دائرة الحقد كانت أقوى منه... رسلان الذي تعلم دوما أن يكون رجلا حقيقيا لا تهزمه الرياح هزم مع أول تجربة وضع فيها وكان كباقية البشر... قانط نحو كل شئ

ابعد والدته عن ذراعيه.. فنظرت إليه بندم

 أنا اسفه يا حبيبي... أسفه إني....

وضع كفه فوق شفتيها يحثها على عدم إكمال حديثها.. أطرقت كاميليا عينيها بخزي... فلم تجد أي حديث تخبره به وعادت ترفع عينيها نحوه تسأله

 عبدالله هيكون كويس مش كده

 محتاج رعاية وإهتمام خاص...

 هجيبله كل اللي يحتاجه... ممرضه وداده وكل حاجه يحتاجها

واردفت متحمسه تتمنى أن تنال الإجابه التي ستطرب قلبها 

 هتيجي تعيش معانا في الفيلا

والبهجة التي كانت ستعود لترتسم فوق ملامحها قد تلاشت وهو يخبرها صراحة بقراره

 لا يا ماما انا اشتريت شقه وهعيش فيها أنا و ولادي... أنا خلاص قررت أستقر تاني في مصر 

..............

تلاشت ملامح السعاده من فوق ملامحها واصبحت الصدمه وحدها المرسومة.. هزت رأسها لا تستوعب ما سمعته هل يضعها شقيقها بين اختيارين هكذا

 انت بتقول إيه يا حامد... عايزني اطلق واسيب بنتي واجي اقعد معاك في القصر مقابل إن امسكي إدارة الشركات كلها واتولي مكانك في إدارة المجموعة... انت اكيد حصلك حاجه

 والله يا شهيرة ده المقابل وافقتي اتنازل ليكي عن المنصب موافقتيش خلاص نفضل زي ما إحنا بنحارب بعض

طالعته بعينين مازالت الصدمة تغشاهما تهتف دون تصديق 

 انت سامع اللي بتقوله كويس

 تمام يا شهيرة كده أنا عرفت إن العرض مرفوض.. اعتبري إن مسمعتيش حاجة

رمقته پحقد لا تصدق أن شقيقها وصل لتلك البشاعة

 أنت عايزني اكون زيك وحيده محدش يهتم بيا.. معنديش عيلة 

تجلجلت ضحكته تصدح في ارجاء المكان.. فالتقطت حقيبتها تنظر نحوه بتقزز ومقت. 

تجمدت عينيه نحو الفراغ الذي تركته خلفها يزفر أنفاسه ببطء

 متأكد إنك مش هترفضي يا شهيره..

وعاد يضحك پجنون ينتظر جوابها الذي لن يطيل

...............

واصبحت عادته يوميا يأتي صباحا عندما تفتح المطعم وفي موعد غلقه.. غامت عينيه بالحنين وهو يراها كيف تضحك مع

تم نسخ الرابط