لمن القرار
وهناك ضحكة طفولية تسمعها وقفت على أعتاب المطبخ فتعلقت عينيها بتلك الصغيرة التي تأكل طعامها بنهم وأمامها جهاز لوحي تشاهد عليه فيلمها المفضل من الرسوم المتحركة
رفعت الصغيرة عينيها عندما شعرت بوجود شخص ما رمقتها الصغيره في صمت
خديجة مالك سكتي ليه يا حببتي اجبلك العصير بتاعك
الټفت السيدة ألفت نحو الصغيره وقد فهمت سبب صمت الصغيرة
فتون
بخفوت خرج صوت فتون وقد اقتربت منهما
مدام ألفت
ابتسمت ألفت بسعادة وقد أدركت فداحة الخطأ الذي اقترفته للتو من نطقها لاسمها مجرد
أسفه ياهانم
ولكن إقتراب فتون منها ثم إحتضانها لها جعلها لا تصدق فعلتها
ضمتها السيدة ألفت بقوة وقد دمعت عيناها ابتعدت عنها فتون فمسحت السيدة ألفت دموعها تشير نحو الصغيرة التي أخذت تطالعهما بترقب
ديه خديجة بنت سليم بيه!
الفصل الثاني والثلاثون
_بقلم سهام صادق
علقت عيناها بها طويلا دون سبب والصغيرة كانت مثلها تنظر إليها وتنتظر أن تعرف هوية تلك التي تقف تطالعها بفضول ظنت السيدة ألفت للحظات أن فتون لم تتقبل الصغيرة
وشيئا فشئ كانت السيدة ألفت تلتقط أنفاسها وملامحها تنبسط بل وتتسع إبتسامتها وهي ترى المبادرة من الصغيرة التي تركت مقعدها وهندمت ثوبها كسيدة إستقراطية وليست طفله لم تبلغ بعد أربعة سنوات
أنا ديدا سليم رأفت النجار
مدت الصغيرة يدها إليها ببراءة تنظر نحو فتون التي سرعان ما كانت تنحني نحوها وتمد يدها هي الأخرى إليها
وأنا فتون
فتون إية
سألتها الصغيرة كما أعتادت أن تسأل حينا تخبر أحدا باسمها كاملا ضحكت السيدة ألفت فالټفت الصغيرة نحوها حتى ترى لما مربيتها قد ضحكت
خديجة فتون مرات بابا وتعتبر ماما الجديدة مش بابا قالك تسمعي كلامها
عادت عينين الصغيرة تتسلط نحوها فابتسمت فتون تجيب على سؤالها وقد وقعت بالفعل في حب الصغيرة
اسمي فتون عبدالحميد اجاوب على أي سؤال تاني
ثم اردفت مازحه وهي تلتقط منها قبلة من فوق وجنتها الشهية
أي سؤال من خديجة هانم أنا هجاوب علطول
طالعتها الصغيرة بضيق فلم تتقبل مزحتها ببساطة ورفعت كفها الصغير تمسح قبلتها وعادت نحو مقعدها تجلس عليه
اڼصدمت ملامح فتون من تصرفها كحال السيدة ألفت بعدما ظنت أن الصغيرة تقبلت فتون ببساطة
خديجة مش عيب كده
عقدت الصغيرة ساعديها أمام صدرها تطالع مربيتها بعبوس
أنا عايزة أكلم بابي
إحنا لسا مكلمينه من شوية يا حببتي
لا أنا عايزة اكلم بابي دلوقتي
بكت الصغيرة فانحنت السيدة ألفت نحوها تحاول تهدأتها ولكنها استمرت في البكاء تراجعت فتون للخلف قليلا وقد ألمها نفور الصغيرة منها وخاصة عندما مسحت قبلتها وها هي تبكي دون توقف كادت أن تغادر
المطبخ وتنسحب ولكنها عادت تنظر نحو الصغيرة واقتربت منها
تعرفي إنك جميلة اوي زي خديجة هانم
كفت الصغيرة عن البكاء عندما استمعت لاسم خديجة العمة
ديدا الكبيرة حلوه زي ديدا الصغيرة
هتفت الصغيرة عبارتها بأعين باكية وطالعتها وكأنها تنتظر سماع المزيد عن عائلتها لتتأكد أن التي تتحدث معها ليست غريبة عنهم ابتعدت عنهم السيدة ألفت فأخذت فتون تخبرها عن مزرعة الجد عظيم وعن الفرسه سكرة
كانت الصغيرة مندمجة بشدة رغم إنها لم تذهب إلى تلك المزرعة إلا مرة واحدة منذ أشهر وذاكرتها الصغيرة لا تتذكر إلا مجرد مقتطفات بسيطة
ديدا الصغيرة مشفتش جدو عظيم بس بابا بيقول إنه كان هيحبني اوي لو كان شافني
ورفعت كفيها الصغيرين عاليا كما علمها والدها حينا تدعو لأحد
ربنا يرحمه هو عند ربنا
تلاقت عينين السيدة ألفت بفتون التي أخذت تحملق بالصغيرة
احضرلك العشا يا بنتي
واردفت متسائله بعدما أطرقت عينيها أرضا
لو عايزانى اقولك يا هانم زي ما كنت بقول لشهيرة هانم
لاء أنا مش هانم يا مدام ألفت أنتي نسيتي أنا كنت إيه زمان فتون مرات السواق الخدامة
رفعت السيدة ألفت عيناها نحوها فابتلعت غصتها وهي تراها كيف تدور بعينيها في المكان وكأنها تتذكر السنوات الماضية نعم المكان قد اختلف ولكن الذكريات ظلت عالقة
تثاوبت الصغيرة بعدما اخذ النعاس يحتل جفنيها فاغلقتهما
ولكنها ظلت تردد
احكيلي حدودة يا دادة
التقطت السيدة ألفت يدها حتى تنهضها عن مقعدها
ما أنتي عارفه إني مبعرفش احكي حواديت يا خديجة زينب هي اللي بتعرف تحكي وهي مش هنا دلوقتي في الفيلا
زمت الصغيرة شفتيها تحدق في عينين مربيتها العجوز كما تخبرها السيدة ألفت بحالها دوما عندما تطلب منها أشياء فوق إستطاعتها بسبب سنوات عمرها ولولا رغبة سليم بتربيتها لطفلته لكانت تركت تلك المهمة لغيرها
علقت عينين فتون بهما فقد سارت الصغيرة صامتة جوار السيدة ألفت دون أن تجادل وكأنها تقبلت الأمر
مسحت فوق وجهها بإرهاق فاليوم كان طويلا قاسېا عليها وخاصة إنها أصبحت تتعامل مع جنات في المطعم وكأن لا شئ قد سمعته وجنات بدأت تشعر بتغيرها
إحنا ممكن نطلب من فتون تحكيلك حدودة يا خديجة
وعلى بعد خطوات قليلة كانت تقف السيدة ألفت تنظر في عينين الصغيرة التي عادت بعينيها الواسعتين ذو اللامعة البريئة الصافية تنظر نحو تلك الغريبة وكأنها تنتظر منها جواب
ابتسمت السيدة ألفت وهي ترى نظرات فتون السعيدة وقد اماءت لها برأسها
حطم كل شئ حوله پجنون قڈف وركل كل ما أمامه ملابس مبعثرة في كل مكان وها هو يجلس فوق الفراش ساقيه تتدلى أرضا وعقب سيجارته بين شفتيه
سوق براحة يا حبيبي
ضحكات ثم صړاخ ثم ظلمة وبعدها لا شئ
البقاء لله لازم تتقبل مۏتها يا بني المۏت علينا حق وأنت ملكش ذنب في مۏتها
وهو يردد دون توقف
أنا السبب أنا السبب أنا اللي مۏتها قالتلي سوق براحة قالتلي بلاش نسافر في الوقت ده بس أنا اللي صممت
ومقتطفات أخرى تسير أمام عينيه والذكريات التي لم ينساها يوما أبت الليلة أن تتركه
للأسف خسړت شغلك يا حضرت الظابط اعذرني إني ببلغك بالخبر ده بس ده المفروض الإجراء اللي بيتخذ في حالتك
والسيدة فاطمة تواسي
كان حلم باباك تمسك شغله وتدير شركته وتكبرها بس هو الله يرحمه محبش يضيع حلمك
والسخرية ترتسم فوق شفتيه
هديرها وأنا أعمى
وطبيية نفسيه وراء أخرى والكل يغادر لا أحد يحتمل ذلك الأعمى الفظ
مدام فاطمة ولاد عم المرحوم بقوا طمعانين في الشركة وعدم وجودك
في الشركة وطبعا حالة جسار بيه بقت مخلياهم عندهم أمل إنهم يورثوا الشركة جسار بيه لازم يتجوز على الاقل يكون عنده طفل جسار بيه مينفعش يكون لوحده
ملك يا جسار ديه البنت اللي هتكون مشرفة على حالتك
وملك ليست طبيبة نفسية السيدة فاطمة تعاملها بحب تقف جانبها تطلب منها أن تتحمله يسمع والكل يظن إنه غافل عنهم وهو سليط فظ السيدة فاطمة نسيت أنه يوما ما كان ضابط تحاول جاهدة أن تقرب ملك منه جعلت غرفتها قرب غرفته يسمع أنينها ليلا يسمع ويسمع إلى أن جاءت السيدة فاطمة بالعرض الذي كان ينتظر سماعه منذ البداية زيجة من أجل إنجاب طفل يحمل اسمه ويتوقف أبناء أعمام والده