لمن القرار

موقع أيام نيوز

في السوق

تمتم بها سليم فطالعه الجالس يحسم قراره قبل أن يوقع فوق أوراق الشراكة في الصفقة الجديدة.

 علي خيرة الله

ابتسم سليم وهو يري توقيعه.. فها هو قد اكتسب الرجل الذي يسعي حامد الأسيوطي لضمھ إليه.

انتهى الاجتماع المغلق أخيرا وانصرف الجالسين.. إلا مدير اعماله الذي أخذ يطلعه علي كل شئ جديد واخبار منافسيه

......

تنهد حازم بضجر بعدما شعر باليأس من رد سليم عليه حتي مديرة مكتبه لا تجيب علي الهاتف.. وكأن كل شئ ضده اليوم..

طالع ساعة معصمه بحنق فالوقت يمر والسيد فهيم سيعود إليهم بعد ساعتين لمناقشة قضيته.. فلولا المكالمة الطارئه التي أتت إليه.. لكان وقع في بشاعة الموقف الذي يحدث لأول مرة

وكل هذا بسبب سليم الذي ادخل زوجته للعمل وهي ليست سوي طالبه لم تتخرج بعد..

 رد يا سليم

 استاذ حازم

اغمض حازم عينيه يستمع لها.. يهدء من روعه حتي لا ينسى إنها زوجة صديقه. 

التف نحوها ببطء ورغم غضبه إلا إنه أشفق عليها من تلك الحالة التي أصبحت بها.. فقد لطخت الدموع وجهها...

فطالعها علي أملا.. أن تكون قد وجدت الملف أو تذكرت أين قد اضاعته 

 لقيتي ملف القضيه أو افتكرتي حطتيه فين

اطرقت رأسها فقطب حازم جبينه واشاح وجهه عنها زافرا أنفاسه بضيق

 استاذ حازم أنا المسئولة بلاش تطرد أستاذ هاشم.. أنا مستعدة أتحمل أي مسئولية.. بس متقطعش عيش حد بسببي

عادت دموعها ټغرق خديها تخبره بصدق..إنها تركت ملف القضية بالمكتب

تجمدت عينين حازم لحظة فكيف ضاع الأمر عن عقله..

اسرع بخطواته تحت نظرات فتون التي وقفت تمسح دموعها بكفيها فعلي ما يبدو أن السيد حازم قد تذكر شئ. 

دعت داخلها أن يمر الأمر ولن تعود لهذا المكان ثانية..

تحركت من مكانها.. تتبع خطوات حازم حتي تعلم إلى أين ذهب

 إيه الإهمال اللي بيحصل في المؤسسة ده يا أساتذة

خرج حازم من غرفة المراقبة يتبعه المسئول عن هذا القسم وما يتعلق به

 يا فندم في عطل في الكاميرات من أمبارح .. بنحاول نصلحه

 فين الموظف المسئول يا استاذ

والواقف يطرق رأسه خجلا متمتما

 في أجازة مرضية

 شكله هيكون في طرد جماعي النهارده

تحدث أحدهم وكان الجميع يتابع الوضع بترقب وغرابه أما فتون وقفت منعزلة تنتظر ما سيحدث

 الملف أه يا استاذ حازم

هتفت بها كارمن وهي ترفع الملف عاليا والكل ينظر إليها بذهول.. فكيف وجدته والكل بحث عنه

 مالكم يا جماعه بتبصوا عليا كده ليه الملف كان عالق في الدرج..

لم يهتم هاشم بالأمر وأسرع نحوها يلتقطه متنهدا براحه ينظر نحو حازم الذي وقف يطالع كارمن بشك فلما هي الوحيدة التي وجدته رغم بحث الجميع عنه

 النهاردة مش يوم حظك يا استاذ هاشم كالعادة

القتها كارمن بداعبة فهتف هاشم يصدق علي كلامها

 اليوم ده هسجله من كل شهر عشان منزلش من بيتي

ضحك الجميع وقد تناسوا ما حدث وقد عاد الملف 

انسحب حازم لمكتبه وأخيرا ها هو السيد سليم صديقه العزيز يهاتفه 

..........

ضحكت دينا مستمتعه وهي تستمع للطرف الأخر عبر الهاتف

 هايل يا كارمن بجد تجنني.. مش عارفه أزاي اشكرك

ابتسمت كارمن بسعادة وهي تعبث بخصلاتها في دورة المياة أمام المرآة

 اه لو شوفتيها وهي مڼهارة حالتها يا حرام تصعب علي الواحد

واردفت بعدما مسحت طرفي شفتيها من طلاء الشفاه الخاص بها

 عشان تتعلم تعرف تبص لفوق إزاي وتتظاهر قدامنا إنها بنت عادية.. وهي مرات سليم النجار

تمتمت عبارتها الأخيرة پحقد فحتي هذه اللحظة لا تتخيل أن سليم النجار يتزوج فتاة مثلها كانت خادمة في منزله وزوجة سائقه. 

التمعت عينين دينا بمكر بعدما انهت المكالمه واقتربت من مرآتها تنظر لهيئتها

 بتعمل فينا إيه يا سليم مخلينا نجري وراك.. وفي النهايه تكون متمسك بواحدة زي ديه.. مجرد خدامة مسيرك في يوم هطلقها 

...........

دلف المؤسسة بخطوات سريعة جامدة وعيون الواقفين عليه.. ينظرون له وقد ادركوا أن الأمر قد وصل له

نهض حازم عن مقعده ينظر نحو فتون التي نهضت من فوق الأريكة وقد كانت تجلس في غرفة حازم حتي يزيل الخلاف بينها وبين السيد هاشم الذي أخذ يعتذر لها عن

أي كلمة قد بدرت منه دون قصد

 إيه اللي حصل يا حازم

 سليم بيه أنا حقيقي مكنتش أعرف إنها زوجة حضرتك.. غير من استاذ حازم النهاردة

هتف بها هاشم فحدق سليم بصديقه الذي اشاح عيناه بعيدا عنه ..ولولا دلوف سكرتيرة حازم التي أتت كالنجدة إليه تخبره عن عودة السيد فهيم

 سليم أنا هروح المكتب التاني عشان القضيه.. وفتون تشرحلك كل حاجة

غادر الغرفة دون أن ينتظر سماع شئ فاتبعه هاشم الذي شعر بالأرتبارك من نظرات سليم له. 

تنهد پغضب يحاول تجاوز حنقه من صديقه.. فتعلقت عيناه بها واخيرا قد ظهر وجهها الذي كانت تطرقه أرضا 

 مين عمل فيكي كده الدموع مغرقة وشك ليه.. فهميني

صړخ بها وهو يمسك وجهها بين كفيه فارتجفت شفتيها تتذكر تفاصيل ما حدث.

 فتون انطقي.. أنا علي أخرى وخصوصا منك لأنك زي العادة بتنسي تستنجدي بيا وكأني مش هعرف أحميكي واخدلك حقك 

 طيب وطى صوتك وأنا احكيلك

طالعها طالبا الصبر.. حتي لا يصب غضبه فوق رأسها.. وبلطف لا يعرف كيف تملكه وهي تطالعه بتلك النظرة التي تأسر قلبه

 بحاول اهدي يا فتون

وضمھا إليه بعدما هتف عبارته يمسح فوق ظهرها

 مټخافيش

استكانت بين ذراعيه لمدة من الوقت.. إلى أن ابعدها عنه وتحرك بها نحو الأريكة ينتظر سماع الأمر منها

سردت له كل ما حدث تقسم إليه إنها لم تضيع ملف القضيه عن قصد منها. 

دلك جبينه ثم فرك رأسه واسترخي برأسه للخلف

 مين البنت اللي لقيت الملف

تعجبت من سؤاله فقد ترك كل شيء وارد أن يعلم بهوية من خلصتهم من تلك الکاړثة ولكنها جاوبته في النهاية

 كارمن

........

دلف حازم أخيرا مكتبه بارهاق.. ولكن عيناه قد توقفت علي صديقه الذي جلس يمازح ويلاطف زوجته.. يعطيها العصير والحلوي وكأنها طفله صغيرة.

اقترب حازم منهم وقد انتبهوا أخيرا علي وجوده وقبل أن يهتف سليم بشئ.. كان حازم يلتقط علبة العصير من يده متمتما

 قالتلك مش عايزة فهشربها عادي بدلها.. ولا أنت عندك اعتراض يا فتون

ابتسمت فتون وهي تومئ له برأسها وقد عادت الډماء لوجهها

 فتون روحي مكتبك عشان عايز حازم في كلمتين

تمتم بها سليم ينظر له بنظرات متوعده فاسرع حازم مستنجدا بها بطريقة لم تعهدها منه من قبل

 فتون أنا رئيسك في العمل وبقولك خليكي.. 

 فتون زي ما قولتلك روحي علي مكتبك

كادت أن تخرج من الغرفة ولكن حازم اسرع في هتافها ثانية ولكن بجدية

 فتون قولي لسليم إنه كان طالبك محدش يعرف بهويتك في المؤسسة

 قالتلى يا حازم متخافش بس أنا وأنت حسابنا في حاجات مش في حاجة واحده

خرجت من الغرفة تتنفس براحة ولكن تلك المرة كانت راحتها يرفقها سعادتها التي ارتسمت فوق ملامحها.

عادت لمكتبها تجمع أغراضها حتي تغارد معه والكل اخذ ينظر نحوها غير مصدقين ما سمعوه ..

فكيف لفتاة صغيرة تبدو بسيطة المنشأ زوجة لرجلا ك

 سليم النجار رئيسهم القديم الذي كان يدب

تم نسخ الرابط