لمن القرار
الضخمه لم تكن تحتوي عليه هو فقط بل جميع المتعلقات الخاصه موضوعه معه
ارتعشت أهدابها رغما عنها تتذكر أحلامها بهذا الثوب وبتلك اللحظة
اتجه بعدها للعلبة الأخرى وقد عرفت هويتها تماما لأنها حملتها من قبل
وده التليفون اللي رفضتي تقبلي مني يا بسمه وأخدتي الموضوع بحساسية
وقفت ساكنه تنظر لما يعرضه لها في صمت وألم والعلبة الأخيرة كانت أكثر ما أصابها ذهولا و قهرا
ديه شبكتك يا بسمه
هذه المرة سقطت دموعها لا تقوى على تحمل ما تراه مزيفا تنظر نحو يديه وعيناها لم تتعلق إلا بشيئا واحدا وهي دبلة الزواج.
الفصل الرابع والخمسون
_ بقلم سهام صادق
ثوب زفاف دبلة زواج بيت جميل ودافئ تضع فيه لمستك و رجلا حقيقيا يفي بوعوده ويصونك
أحلام صغيرة وجميلة ولكن الأحلام تكون أحيانا كبيرة أكبر مما نتصور
ولو ظنها إنها ستكون أكثر الفتيات سعادة اليوم لما يقدمه لها فقد أخطأ في تقديره
اصابته الصدمه وهو يرى دموعها وارتجاف شفتيها قهرا وألما يتسأل داخله كيف تبكي وهو يمنحها ما تتمناه أي عروس
طيب أنت بټعيطي ليه دلوقتي ممكن أفهم
خرج صوته مهزوزا بعض الشئ رغم غلاظته فما كان عليها إلا لتخفي وجهها بين راحتي كفيها ملتفه بجسدها مبتعده عن نظراته
استمرت في بكائها فلم يجد إلا منحها بعض الوقت زافرا أنفاسه بقوة مشيحا بعينيه بعيدا يمنحها بعض الخصوصية لرثاء حالها عن شئ لا يفهمه ولا يعرف له معنى
صوتها أخذ يتعالا ومهما حاولت تمالك حالها إلا إنها لم تتمكن
فقد تعاون كل شئ عليها اليوم
رؤيتها لأحلامها البعيدة لفقرها اشتياقها لحضن والدتها وقد فارقتها قبل أن تنعم بحنانها حنان والدها رغم عجزه وقلة حيلته صڤعات فتحي وقسۏة قلبه هروبها نحو المجهول حتى تجد حياة كريمة عنتر وتلك الليلة قاسېة البرودة وأخيرا ذلك الواقف أمامها من كان سبب في زيادة بؤسها من يسألها لما البكاء
فهل هناك شئ يستحق البكاء
شكلك محتاجة دادة سعاد ما عياطك الزايد أكيد ليه سبب
تحرك بضعة خطوات ولكن سرعان ما توقف مكانه وقد خرج صوتها متحشرجا من أثر البكاء أخيرا
فعلا عياطي ملهوش مبرر
تمتمتها بمرارة واسرعت في مسح دموعها تحاول إستعادة رابطة جأشها
مش معقول ميكونش في سبب لعياطك ده كله يا بسمه
تحاشت النظر إليه تعلق عينيها بأي شئ بعيدا عنه
متاخدش في بالك يا جسار بيه
لم يقتنع بجوابها يتفرس ملامحها بدقة
اقترب منها بعدما شعر بقوة السبب الذي جعلها ټنهار هكذا حتى إنها أخذت تقاوم رجفة شفتيها
أنت أكيد حاسه برهبه من كل اللي بيحصل يا بسمه
ثم استطرد بآلية غير عابئ بكل كلمة ينطقها
ترتيبات الجواز بتاخد وقت وليها رهبه لأي بنت لكن اللي بنعمله ده مجرد إكتمال للصورة مش أكتر
إكتمال للصورة ترددت صدى العبارة داخل أذنيها وبخفوت وصل لمسمعه
إكتمال للصوره المزيفة
بسمه
هتف اسمها حتى يجذب انتباهها إليه فتعلقت عيناها به بنظرة أصابة عاطفته
أنبه ضميره من نظرتها الکسيرة ولم يفسر الأمر إلا إنه بسبب ما أصبحت تعيشه
فقر دون عائلة مشرده و وحيدة فما الذي يظنه سيسعدها
فهل بدأت الغشاوة تنزاح قليلا عن عينيه هل بدء قلبه كأنسان يعرف الرحمه يعطف ويرحم
ومع دوامة تخبطه كان يقترب منها بخطوات هادئه يراها تشيح عينيها عنه تسمح بقايا الدموع العالقة بأهدابها
توقف قربها بل لم يعد يفصلهما إلا أنفاسهم التي أمتزجت معا وبطريقة أجفلتها أحاط كتفها بذراعيه يربت فوقهم بدعم متمتما دون أن يشعر بتلك الذبذبة التي سارت بجسدها
أي إنسان يستحق فرصة تانية يختار فيها عايز يعيش إزاي أنا عارف صعوبة الحياة اللي عشتيها ولو كان عندي بعض الشك في نواياكي فحاليا أنا بقيت عارف كويس إنك نضيفه من جوه يا بسمه طبعا أعذريني على الكلام
صمت لثواني يستجمع بقية حديثه
البيئة اللي كنت عايشه فيها صعب إن يخرج منها حد نضيف بيحارب في الحياة عشان يعيش بشرف أنا مقصدش الظروف المادية يا بسمه صدقيني..
وبمرارة تمتمت وهي تفهم مقصده الصريح
محدش بيختار أهله يا جسار بيه ولو قصدك على فتحي للأسف أنا أخته طبعا ده ميشرفكش
زفر أنفاسه حانقا من عدم قدرته على توصيل الصورة إليها بلطافه
بسمه أنا مقصدش التقليل منك لكن فتحي ميشرفش فعلا أي حد ومع الأسف هيكون ديما عقبه في حياتك
الحقيقة مريرة حتى لو حاول تجميلها بحديث منمق ومرتب
نصيبي إنه يكون أخويا يا بيه
عادت دموعها ټخونها فكم تمنت أن يكون فتحي شقيقا حقيقيا يحميها ويكون سند لها ولكن الأمنية كانت بعيدة
انتبهت على يديه وقد أخذت تسير فوق خديها ببطئ يمسح دموعها مشفقا عليها
ارتعشت شفتيها من أثر لمساته رغم براءة نيته فهو اليوم أراد أن يكون إنسانا معها ولا يحملها ما اتخذه هو من قرار و أجبرها عليه مقابل حياة كريمة
أوعدك يا بسمه إن هحاول مأخدكيش بذنب أخوكي وظروفك لأنك بنت مناضله وشريفة
جسار يوعدها بما لا تظنه سيفي به بل و يمدحها بصدق
هل هي تعيش داخل أحلامها القديمة تحلم بالبطل الذي سينقذها من واقع لم تكن تريده
وما أصاب شفتيها أصاب كامل جسدها بعدما ضمھا إليه
أنا مش عارف إزاي هونتي على أخوكي أنا لو كان عندي اخت كنت حميتها بروحي
.....
هل خاڼها جسدها للتو أم قوة ما شعرت به تحت ۏطء لمساته جعلها ضعيفة القدرة
أم هو بارع في السيطرة عليها والتعامل مع جسدها ببراعة
والسؤال الأخر الذي طرق رأسها بقوة ورغبة ملحة
في معرفة الإجابة حتى تجد عذرا لإستجابة جسدها له هل هو بالفعل صادق فيما أخبرها به
إنها المرأة الوحيدة التي لمسها وما قيل عنه تركه يقال غير عابئ بنعته إنه زير للنساء ولذلك لم يتزوج رغم اقترابه من إتمام سن الأربعين وثرائه
سيطرت عليها الأفكار وقد ازدادت حركة يديه عبثا وجرائة بل همس بكلمات الشوق إليها يخبرها أن تترك نفسها لمشاعرهم
متقاومنيش يا جنات أنت زي محتاجة ده سيبي احاسيسنا تقودنا
وهل تترك نفسها للأحاسيس التي أذلتها من قبل
اذهلته قوتها وهي تدفعه عنها ناهضة من فوق الفراش ترتب ملابسها
قولتلك وهقولهالك تاني يا ابن النعماني لو كنت زمان ضعفت وسعيت وراك عشان نتجوز لأني كنت عايزاك ومش مكسوفه وأنا بقولها ليك لأني زي ما أنا شايفه دلوقتي أنت كمان عايزني لكن كبريائك بيمنعك إنك تقولها بصراحة بل بالعكس بتراوغ وتستخدم أساليبك المكارة عشان تعرف تسيطر عليا من جديد
حدقها بدهشة وقد الجمه حديثها ولكنه ظل مستمعا
صحيح ينطبق عليك لقب الثعلب المكار
ثلعب!
رددها بعقله قبل أن يرددها على لسانه مستنكرا تشبيهها
ثعلب هو الراجل لما يغري مراته ويكون عايزها يبقى ثعلب وكمان مكار
تاني بتقول مراتي
اعتدل من تسطحه يغلق ازرار قميصه ويرتبه متجهم الوجه ماقتا تغيرها اللعېن وعدم قدرته على عودتها كما كانت أمرأة ذائبة بين ذراعيه تمنحه السلام حينا تتعانق أجسادهم و أرواحهم سويا
اومال أنت إيه يا جنات جاوبيني
ضيفة شرف في الحكاية
لم ېكذب حينما أخبرها إنها تمتلك حس الدعابة صدحت ضحكته الرجولية حتى مال قليلا يضع