كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

يا خالتو معلش رجعت تعبانة من الكلية ورايا كم مذاكرة يهد الحيل و.
قاطعتها نعمة بقلق وقالت
.. بس بس أنا مش هسكت علي كدا إنت بټنتحري كلية إيه اللي تعمل فيكي كل دا هو إنتي مش شايفة نفسك لا أكل ولا نوم دا إنت دبلتي يا أمل والحال دا معدش يتسكت عليه بصي أنا هقول لخالد هو الوحيد اللي هيعرف ي. 
صړخت أمل پخوف معترضة على كلمات خالتها وقالت
.. لأ يا خالتو وحياتي بلاش خالد والله أنا كويسة وصدقيني هي بس الكلية اللي عاملة فيا كل دا وعموما خلاص الامتحانات باقي عليها أقل من شهر وإنتي عارفة إني مش عاوزة أنجح وبس لأ أنا نفسي ابقى الأولى عارفة أنا فالاجازة هتلاقيني بقيت غير كدا.
ربتت نعمة باصبعها فوق ذقنها وضيقت عيناها وهي تنظر بتمعن نحو أمل التي ظهر اضطرابها جليا فوق ملامحها فقالت بصوت يحمل القليل من الريبة
.. بذمتك يا أمل إنت مصدقة نفسك يا بنتي إنت اللي يشوفك من غير حتى ما يكلمك يقول إن فيكي حاجة وحاجة كبيرة كمان دا حتي ثريا ومحمد بيشتكو إنك متصلتيش بيهم من فترة يا أمل قوليلي فيكي إيه.
انتفض قلب أمل وأحست بانه قد سقط بين ضلوعها لتتنفس بقوة ألمتها فشهد علو صدرها وهبوطه السريع علي صراعها من أجل الهواء لتقترب منها نعمة وتغمرها بحنان فأنهارت أمل وبكت بشدة شعرت نعمة بالندم لأنها ضغطت بقوة على أمل غادرت ضحي فرقتها حين وصل صوت نحيب شقيقتها إليها فأنتابها القلق فسئلت خالتها پخوف
.. فى إيه يا خالتو مالها أمل بټعيط كدا ليه هو في حاجة حصلت ولا ايه. 
هزت نعمة رأسها بالنفي وقالت
.. علمي علمك يا بنتي أنا كنت بسئلها هي عاملة كدا ليه فنفسها أقولك أنزلي نادي على خالد هو اللي هيعرف يفهم أمل مالها.
ازداد نحيب أمل وتزامن مع شعورها بالإنقباض فكادت تفقد وعيها خوفا ليأتي صوت ضحي إليها كصدا بعيد عنها تقول
.. خالد مش هنا من امبارح ومجاش الكلية معرفش راح فين و. 
انتفضوا جميعا حين صدح صوت الهاتف فجأة فأتجهت ضحى صوبه وأجابت سريعا وألتفتت وهي تبتسم لخالتها وقالت
.. دي ماما يا خالتو. 
حاولت امل استجماع شتات نفسها واستندت إلى خالتها ووقفت تستمع إلى ترحيب شقيقتها بوالدتها لتنتبه لصوتها يقول
.. بابا عاوزك يا أمل. 
احست أمل برجفة تجتاح اوصالها فأبتعدت عن خالتها وهي تزدرد لعابها پخوف وأتجهت إلى المقعد القريب من الهاتف ومدت يدها المرتعشة وأخذت سماعة الهاتف وهمست بصوت مضطرب
.. ألو إزيك يا بابا حضرتك وحشتني و.
إبتلعت أمل كلماتها حين قاطعها صوت والدها بقوله
.. لو كنت وحشتك كنتي اتصلتي بينا يا أمل عموما علشان تبقي عارفة إن أنا وولدتك زعلنين منك لإن دي أول مرة تهملينا كدا ومتسئليش علينا واللي يشوف تصرفاتك يقول إنك ما صدقتي تبقي بحريتك بعيد عننا.
شهقت پذعر وأسرعت تنفي كلماته بصوت متلعثم وقالت
.. أبدا والله يا بابا دا دا بس الكلية صدقني أنا أنا معملتش حاجة و.
قاطعها صوت ابيها يقول
.. الكلية بردوا يا أمل عموما إحنا كلها كام ساعة وهنكون عندك علشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه معاكي و.
إلى هنا كانت قد وصلت أعصاب أمل إلى حافة ذعرها وتملك منها خۏفها فرفعت يدها وضغطت فوق صدرها بعدما عصر
الألم قلبها عصرا وأرتجفت يدها الممسكة بسماعة الهاتف فشعرت ضحي بقلق شديد فمدت يدها وألتقطت سماعة الهاتف منها وسئلت والدها عما قاله لها وأوضحت له تعب أمل ليخبرها والدها ببعض الكلمات التي جعلت الفرحة ترتسم فوق محيا ضحى وهي تحدق بسعادة بوجه شقيقتها فأخذت تقفز وتصيح
.. بجد يا بابا طب ليه مبلغتهاش لا خلاص ماشي أنا هفهمها واطمنك عليها حاضر يا بابا سلام يا حبيبي اشوفك علي خير. 
اغلقت ضحي الهاتف وجذبت شقيقتها بسعادة وأخذت تقبلها وهي تضمها بفرحة وتدور بها وسط دهشة نعمة وأمل سويا ضاحكة فسئلتها أمل بحيرة وقالت
.. ضحى هو في إيه أنا مش فاهمة حاجة هو بابا قالك ايه بالظبط علشان تتنططي كدا.
صاحت نعمة هي الأخرى تسئل بفضول وتقول
.. يا ضحى أهدي وفهمينا أبوكي قالك إيه.
توقفت ضحى عن الدوران والقفز وأبتعدت خطوة عن شقيقتها وصاحت
.. خالد سافر لبابا وأتفق معاه إنه يكتب كتابه على أمل النهاردة وبابا وافق وكلها مسافة السكة ويكونوا هنا. 
لم يتحمل قلب أمل الخبر لتسقط أرضا وسط ذهول خالتها التي صړخت باسمها لتسرع ضحي إلى غرفتها وتأتي بزجاجة عطرها تفيق شقيقتها التي اذهب الفرح بوعيها. 
جلس خالد بجوار محمد والد أمل داخل السيارة التي تقلهما إلى القاهرة ولم يكن بحال أفضل من حال أمل ففعلته جعلت النوم يجافيه أياما ليتخذ قراره بمحاولته إقناع والد أمل بتعجيل عقد قرانهما كي يرد لأمل ثقتها به وبنفسها خاصة بعدما لاحظ هروبها وانعزالها عنه وعن الجميع ولاحظ مدي الألم المرتسم علي وجهها وهو الأمر الذي جعله يسافر دون أن يطلع احدا واخفي الأمر خاصة عن إيمان التي حاولت وبشدة معرفة ماذا حدث بينه وبين امل فى تلك الليلة ولكنه تعامل معها بقسۏة شديدة زادت من احساسه بالندم عليها هي الأخرى ليشعر وكأنه وقع فى چحيم صمم خصيصا من أجله تمنى لو يستيقظ منه. 
كان صراع خالد مع والد أمل شديد ليقنعه بنهاية الأمر فلم يترك مطروح إلا بعدما أتفق معه ورتب كل شىء حتى موعد زفافهما الذي نجح في قنص ميعاد وحدده ليكون بعد انتهاء دراستهم لهذا العام ليسرع بالعودة برفقته إلى القاهرة فهو يريد أن يطمئنها وينزع من داخلها شعورها بالذنب ويبدد عنها شبح الحزن الذي سكن ملامحها وطفى بهجتها.
بعدما اطمئنت نعمة وضحى بأمل أصبحت بخير تسائلت نعمة عن مكان إيمان فقالت
.. هي البت دي بتختفي فين أنا مش عارفة بتروح فين ولا بتعمل ايه دي بقت زي ما تكون ساكنة فبنسيون. 
أصابت كلمات نعمة ضحي بالصدمة فحديثها الغريب عن إيمان أجفلها تماما فلم لخالتها فقالت
.. إيه بس يا خالتو الكلام دا وبعدين ما إيمان هي كمان زينا مطحونة مذاكرة دا أنا حتي لاحظت التعب عليها زيها زي أمل وهي كمان خست وعينيها حلقت بالسواد.
زفرت ضحى بمحاولة منها لتخفيف غرابة الموقف فقالت بمزاح
.. طيب تعرفي إني بقيت أسئل نفسي إن البنات الفرافير دي هتتحمل للآخر ازاي.
أجابتها نعمة بحرج بعدما تقبلت مزاح إبنه شقيقتها وقالت
.. على فكرة يا ضحى أنا مش قصدي حاجة بس يعني أنا بلاحظ إنها على طول قاعدة تحت وبقت بتختفي فجأة زي اليومين اللي فاتو دول وبتظهر فجأة وبعدين دي مهما كانت أمانة عندي وأنا مش حبه ابقى مقصرة أو حتى يكون شكلي وحش وإحس إن في حد بيعمل حاجة من ورايا طب تصدقي والله إن أنا قلبي اتقطع عليها لما لقيتها طالعة من الحمام من كام يوم بټعيط كأن حد ماټ لها ولما شافتني جريت علي جوا مړعوبه مني والله يا ضحى أنا كنت هروح اتكلم معاها بس خۏفت تعتبرني دقة قديمة وعاوزة
تم نسخ الرابط