كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

تناول أمل لدوائها وغادر غرفتها وأتجه إلى صومعته فهو يحتاج ليكون معها بكل تأكيد جلس بأسترخاء وجه نظراته إليها وأرسل قبلة عبر
الهواء وابتسم هامسا
.. وحشتيني يا ليلي أنا عارف إنك زعلانة مني علشان أنشغلت عنك بأمل يعني من وقت ما وصلت وأنا معاها كل يوم بس صدقيني أنا مقدرش أنساكي أبدا لإنك حياتي.
أوقف كلماته وهو يحدق بها هو يحتاج ليخبرها بكل شيء ليرتب أفكاره معها فهو تائه لأول مرة في حياته ويخشى أن يتخذ خطوة يترتب عليها الألم للجميع زفر أمجد وتطلع إلى ليلى وقال
.. مكنتش اتخيل إني ممكن اخبي حاجة عن محمد فيوم من الأيام بس ڠصب عني قلقت من صوته رغم أني عاذره الراجل دماغه هيشت منه بعد كلام ضحى ما هو صعب على أي أب بنته تقوله الكلام دا دا يادوب هدأ ثريا وما صدق خرجت تعمل له فطار وأتصل بيا صوته كان باين أنه بيحاول يمسك أعصابه بس لما طلب مني يكلم أمل الحقيقة أنا خۏفت ولما سألته ليه قالي أنه عايزها ترجع مصر ضروري بيني وبينك يا ليلى لقيت نفسي بقوله أنها تعبت وكانت فالمستشفى وإن الدكاترة حذروا من أنها تتحرك فمينفعش تسافر لقيته سكت فسألته عايزها تنزل له مصر ليه ساعتها حكى لي كل اللي جواه فمرضتش أحكي له حاجة وقولت أأجل كلامي معاه ويمكن دي غلطتي لإنه كل يوم بيتصل بيا وبيسألني إن كنت سألت أمل وأنا أكذب وأقوله لسه.
تنفس أمجد بقوة وخفض رأسه وأسترسل
.. أنا عارف إن مكنش المفروض أخبي عليه وكان لازم أصارحه بكل حاجة علشان يتصرف صح علشان كدا أنا هكلمه وأقوله وربنا يستر عليه وعلى أمل.
وقف أمجد وتطلع إلى ليلى وأبتسم قائلا
.. شوفتي بقى يا ليلى لما ببقى معاكي وأتكلم وأحكي بقدر أفكر أدعي لي يا حبيبتي إني أقدر أساعد محمد من غير ما تحصل أي مشاكل.
أستدار وغادر صومعته بعدما أوصد بابها وعاد إلى فيلته وولج إلى مكتبه وسحب هاتفه من جيب بنطاله وضغط بحسم ليجري أتصاله.
تمدد محمد فوق فراش أمل وهو يعبث بهاتفه وما كاد يتحرك حتى أعلن الهاتف عن أتصال أمجد فسارع بالأجابة وقال 
.. السلام عليكم ازيك يا أمجد ها طمني أمل عاملة إيه النهاردة أتحسنت.
أجابه أمجد وهو يقبض بقوة على هاتفه
.. وعليكم السلام يا محمد أطمن يا صاحبي أمل بخير وبتتحسن بس زي ما قولت لك الدكتور منعها تعمل أي مجهود وطلب منها إنها توقف دارسة حاليا.
ازداد توجس محمد على حالة ابنته الصحية وقبل أن يسأله وقف سريعا وأغلق باب الغرفة وسألته بصوت خاڤت
.. طب يا أمجد أنت محاولتش تعرف منها أي حاجة.
زفر أمجد ووجد أن اللحظة الحاسمة حانت فأخبره
.. سألتها يا محمد وهي حكت لي كل حاجة بس قبل ما أتكلم وأقولك حرف أنا عايزك توعدني أنك تبقى هادي وتتعامل مع الموضوع بحكمة والأهم أنك متتعصبش وتنسى حكاية إن أمل تنزل مصر.
عقد محمد حاجبيه وثارت أعصابه فصاح بحدة
.. أمجد بقولك إيه أنت أساسا كلامك عصبني من قبل ما تحكي فلو سمحت قول بنتي قالت لك إيه من غير ما تتشرط عليا علشان أنا مش حمل مناهدة وكلام فاضي أتفضل أتكلم يا أمجد وقولي بنتي عملت إيه مع خالد فشقته من ورايا.
تبدد هدوء أمجد فقد أثارت كلمات محمد الأخيرة حفيظته فصاح هو الأخر بعصبية قائلا
.. كلام إيه دا اللي بتقوله يا محمد ما تنتبه للسانك وتفكيرك ولا أنت مش عارف أمل وأخلاقها بص يا محمد أذا كنت هتسيء الظن من قبل ما تعرف حاجة فالأفضل أنك متعرفش وأنا اللي أتصرف بدل ما نخسر بعض بسبب سوء ظنك دا أنا مش فاهم إزاي تفكيرك يخونك وتقول حاجة زي كدا على بنتك.
تفجر ڠضب محمد وأرتفع صوته متناسيا من بخارج الغرفة وقال
.. يا أخي ما تخليك مكاني لما تعرف إن بنتك نزلت شقة واحد الفجر وطلعت منها على المستشفى هتقول إيه ولا هتفكر إزاي ما هو ڠصب عني يا أمجد أنا على أخر الزمن بناتي خلوني زي الأطرش فالزفة وبيتصرفوا من دماغهم.
هدأ أمجد سريعا فثورة محمد ليست نابعة من فراغ فأجابه
.. طب أهدى وأنا هقولك كل حاجة الموضوع غير ما أنت مفكر خالص وبنتك مظلومة فيه.
بدأ أمجد يقص على محمد كل شيء منذ البدء. 
وبالخارج وقفت ضحى تحدق بوجه والدتها پخوف فبعد صياح والدها ساد هدوء غريب فأشارت ثريا إليها بأن تبتعد عن غرفة شقيقتها وأتجهت معها إلى المطبخ وقالت
.. أنا شايفة إنك تنزلي أحسن يا ضحى أبوكي شكله فيه حاجة حصلت أو عرفها وواضح أنه هيطلع غضبه على الكل بقولك إيه أنزلي ألحقي خالتك نعمة وروحي معاها أي مشوار على ما أشوف أنا الحكاية إيه.
لم تكد ضحى تستدير لتغادر حتى أتي صوت نعمة التي عادت من الخارج تقول
.. يا أختي ليا ساعة بنادي علشان حد ينزل يشيل مني الحاجة التقيلة وأنتم واقفين هنا ومش سمعين صوتي.
أنتبهت نعمة لما تفعله
شقيقتها فأضافت
.. بقى أنت اللي واقفة تغسلي المواعين يا ثريا يا حبيبتي ما كفايا عليكي الحاجات اللي وقفتي تعمليها طول النهار بصي بقولك إيه سيبي أنت اللي فأيدك وروحي ريحي وأنا هشطب المطبخ.
حاولت ثريا الرفض وألهاء شقيقتها ولكن الأخيرة أصرت قائلة
.. يا ثريا عيب عليكي دا أحنا أخوات وبعدين دا أنا ما بصدق أنكم تيجيوا تنورني علشان أشيلكم من فوق الأرض بقولك إيه روحي أرتاحي وأنا هعمل لنا كوبيتين شاي نشرب كدا بمزاج.
لم يعد أمام ثريا شيء فغادرت المطبخ وأشارت لأبنتها بأن تلزم غرفتها وجلست وقد ملاء القلق قلبها لهدوء زوجها المريب فقررت أن تدخل إليه لتطمئن عليه.
ولجت ثريا لتنتبه لجلوس زوجها ډافنا وجهه بين كفيه ولسانه يردد
.. لله الأمر من قبل ومن بعد لله الأمر من قبل ومن بعد.
اتجهت ثريا صوبه وجلست إلى جواره ووضعت يدها فوق كتفه فرفع محمد وجهه وحدق بها بعيون منكسرة فازدردت لعابها پخوف وسألته بصوت شابهه الخۏف
.. مالك يا محمد حصل إيه أول مرة أشوف وشك مخطۏف بالشكل دا طمني يا محمد هو في حاجة حصلت لأمل وأنت مخبي عليا أنا ملاحظة إنك مبقتش تقعد معانا وعلى طول قافل على نفسك فقولي فيك إيه وبنتي مالها.
هز محمد رأسه بيأس وحدق بها بعيون دامعة وقال
.. عايزة تعرفي في إيه حصل يا ثريا في خېانة أمانة حصلت فبيتنا في كسرة نفس وقسمة ضهر من الراجل اللي أسأمنته على بيتي وبنتي فغدر بيا وداس على بنتي فيه قلة أصل عمري ما كنت أتخيلها حصلت فبيتي يا ثريا.
شحب وجه ثريا وكلمات زوجها ثمزق ثباتها المزعوم لتجحظ عيناها بعدما واصل زوجها حكيه لتشاركه البكاء بقلب مكلوم.
لم يستطع حازم ألتزام الصمت طويلا فأعاد سؤاله وهو يتابع أحد الملفات قائلا
.. مش ناوي تطمني على حالة أمل النهاردة كمان يا أحمد.
زفر بحنق لغباء صديقه فترك لوحة الرسم وأتجه صوبه ونزع من يده الملف وحدجه بنطرات
تم نسخ الرابط