كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

غضبه من الخروج من مكمنه ولكنه لم يقوى على منع نفسه من التهكم على ذاك الوضع المزري فأجاب ساخرا
.. وياترى الوجيعة دي سببها إيه يا خالد.
صعقه سماعه لصوت محمد عبر الهاتف فهو لم يضع أبدا في حسبانه أن يصل محمد لإيهاب أغمض عيناه ولم يدري بما يجيب فالسخرية التي ملأت صوت محمد كفيله بأخباره بأن سره كشف أنتظر محمد إجابة خالد لدقيقة مرت عليه كالدهر فقرر أن يسحب منه فرصة الحديث والرد وقال
.. طالما مردتش عليا تبقى متعرفش سببها عموما أنا هقولك سبب وجيعتك لإني عارفه كويس سببها ندالتك يا خالد وخېانتك للأمانة اللي أمنتك عليها طول حياتي سبب وجيعتك إنك مش قادر تتحمل ذنب بنتي اللي كسرت قلبها وحسرتها على حياتها اللي كانت بتحلم تعيشها معاك أقولك كمان يا بيه يا محترم ياللي فتحت لك بيتي واستأمنتك على حرمته وأنت دخلت وهتكت ستره.
انسحب إيهاب حين بدا محمد على وشك الأنفجار ڠضبا ولم يهتم محمد برحيله فموعده قادم لا محاله ولكنه الأن لديه الأهم تماسك محمد على قدر استطاعته وهو يخبره كيف يراه ليأتيه رد خالد مضطرب بقوله
.. عمي أرجوك أديني بس فرصة أوضح لك كل حاجة أنا والله.
لأ لن يترك له أي فرصة ولن يستمع إلى تبرير لا تستحقه ابنته فكفى بها إهانة صاح يوقفه بعدما أشمئز من صوته الخنوع وقال
.. إياك تحلف بالله ولا تحاول إنك تبرر أي حاجة أنا يا أستاذ مش متصل بيك علشان تقولي عذرك لخېانتك لبيتي وبنتي أمل أكبر من أي عذر أو كلام هتقوله أمل متستحقش إنك تدوس عليها بالشكل الحقېر دا أنت والتانية اللي فتحت لها بيتي واعتبرتها بنتي التالتة لكن هقول إيه إنتم الاتنين شكل بعض نفس الأنحطاط والخسة والدنائة علشان كدا بقيتم سوا.
حاول خالد أن يقاطعه ولكن كلمات محمد كانت تنهال عليه من كل صوب فصاح بحدة حينها أحس خالد پخوف يتزايد بداخله فقاطعه قائلا
.. يا عمي أرجوك أسمعني مش معقول حضرتك تفضل تتكلم ومش سايب لي أي فرصة أتكلم لو سمحت أهدا واسمع اللي عندي أنا.
لم يهتم محمد بصړاخ خالد ويعيره أي أهتمام فصاح بصوت أعلى وصل مداه للجميع
.. شوف يا فندي يا محترم أنا مش ملزم اسمعك لإني طلبت منك بدل المرة عشرة إنك تيجي وتتكلم معايا فخلاص وقتك لحد كدا وخلص والفرص دي معدتش من حقك أساسا ودلوقتي أنت اللي مجبور تسمعني ودا لمصلحتك أنت واللي معاك أنت من مكان ما أنت قاعد تيجي عندي النهاردة على الساعة عشرة علشان تطلق بنتي من غير أي أعتراض ولا كلام تيجي وتقعد زي الكرسي اللي هتقعد عليه وتطلق أمل وتاخد بعضك وتغور بعيد عننا وإياك عقلك يوزك إنك تعاند ولا تفكر تلوي دراعي ولا دراع بنتي يبقى أنت اللي جنيت على نفسك وعلى الحلوة اللي أتجوزتها علشان تستر عليها بعد عملتكم السودا مع بعض أسمع بقى اللي هقوله كويس علشان بعد كدا متلومش إلا نفسك الساعة عشرة بالظبط لو مكنتش فالبيت عند نعمة أقسم بالله على الساعة أتناشر بالليل لتكون مطروح كلها عارفة باللي عملته مع أمل بنتي وعارفين بتاريخك المشرف أنت والهانم اللي معاك ودا أخر كلام عندي يا خالد.
أنهى محمد أتصاله وألقى الهاتف من يده وهو بحالة ڠضب عارم وغادر ليصطدم بوجه إيهاب الشاحب ووجه والده المرتبك فسأله الأخير بفضول
.. خير يا محمد صوتك كان مسمع الدنيا تعالى أقعد معايا كدا وخلينا نتكلم ونوصل لحل للموضوع.
ابتسم محمد لسذاجته وأشاح
بوجهه عنه وحدق بوجه إيهاب المذعور وقال
.. معلش أنا بعتذر مش هقدر أقعد أكتر من كدا ولو حضرتك عاوز تعرف أنا كنت بزعق ليه فابنك المحترم عارف كل حاجة ابقى خليه يحكي لك وساعتها ابقى أحكم عليه بنفسك عن أذنكم.
غادرهم محمد ثائرا يود لو كان خالد أمامه الأن لكان رد له ما فعله بابنته كما يستحق فهو لم يكتفى بما فعل بل سعى لإبتزازها بكشف ما حدث بينهما تلك المرة هز محمد رأسه بأسف فهو تسبب بحدوث كل هذا هو من أطلق يد خالد ليشكل حياة ابنته على هواه حتى جعلها تخشى من مصارحة والدها لقد صنع بينها وبينه حاجز من الخۏف أرهبها به لتبقى تحت سيطرته هو ولكنه لن يقبل بالمزيد ولن يدمر حياة ابنته لخطأ سقطت فيه ببرائتها وقلة خبرتها.
لم يستطع حازم تحمل أن يبقى الوضع غامض هكذا بينه وبين أمجد فرغم ما حدث لا يمكنه الإستغناء عنه لمكانته الخاصة لديه لذا أقنع حازم صديقه بعد محادثات كثيرة وتوسلات بأن يرتب له لقاء مع والده فتم له ذلك ورتب أحمد بينهما موعد بأحد الأماكن القريبة من الفيلا جلس حازم ينتظر بنفاذ صبر ظهور أمجد ليزفر أنفاسه بأرتياح حين ظهر أمام البوابة وقف حازم بأحترام وتقدم صوب أمجد الذي اخفى ابتسامة الرضى التي كادت تلامس شفتيه فحازم لم يفعل كما يفعل البعض وأشار من مكانه وإنما وقف ليستقبله جلس أمجد ونظر إلى هيئة حازم فلم يعجبه حالة الضعف والهزال التي أصبح عليها زم شفتيه واستند بظهره إلى مقعده وحدق بوجهه وقال
.. ها محتاج تتكلم معايا فأيه يا حازم ياترى في كلام تاني نسيت تقوله أخر مرة ومحتاج تقوله.
أحمر وجه حازم وازداد ارتباكه فمد يده وحرر ربطة عنقه فاهتزت ساقه پحده دليل توتره فأمجد لم يمهله الوقت وباغته فلم يجد حازم أمامه غير متابعة حديثه الأخير معه وقال
.. عمي أنا عارف إن كلامي معاك صدمك بصراحة حضرتك معاك حق إزاي يعني يجي واحد من أصحاب ابنك ويقولك أنه بيحب بنت أختك حضرتك ليك حق تطردني وتقولي خطيش بيتك تاني بس الكلام دا مع واحد غريب عنك مش عشرة عمرك أنت وأحمد وتقريبا حضرتك اللي مربيه مع أحمد يعني عارف أخلاقه وعارف أنه أستحالة هيخون الأمانة ولو على رقبته بس هو الموضوع أتقال فظرف مش مناسب بص يا عمي قبل أي حاجة أنا عايز أبرأ ذمة أحمد دا حقه وواجب عليا إني أرد غيبته أحمد معرفش بمشاعري ناحية أمل إلا قبل ما أعترف لحضرتك بدقايق والحقيقة هو رفض ونصحني أنسى المشاعر دي.
توقف حازم عن الحديث وترقب ملامح أمجد التي بدت خالية من أي ردة فعل فألتقط أحد أنفاسه وحث نفسه على مواصله حديثه قائلا
.. عمي أنا عارف إن مينفعش يكون فقلبي مشاعر لواحدة مرتبطة وفاهم أنه حرام بس أنا ڠصب عني لاقيت مشاعري ناحيتها بتكبر صدقني أنا عجبت بيها من أول ما شوفتها ووقتها مكنتش عارف إنها مرتبطة لإن مكنش فأيدها دبلة من الأخر كدا أنا مش عارف حبيتها أمته وإزاي بس الأكيد إني لا هقل من احترامك ولا احترامها ولو حضرتك مش عاوزني أدخل بيتك تاني أنا هحترم رغبتك بس لازم تكون عارف وواثق إن مشاعرى لأمل مش تسليه ولا لعب أنا بتمنى إني أرتبط بيها وتبقى شريكة حياتي.
أنصت
تم نسخ الرابط