كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
أي فرصة.
جلس فوق الأريكة ينتظرها وبيده الرواية ليهمس ما أن وقع بصره على عنوانها
.. والله شكلك باين عليه مفضوح يا أحمد والكل عارف إنك غرقان بقى دي رواية يا بابا تختارها بس بصراحة لعيب ولو ضحى مفهمتش من العنوان اللي عايز أقوله يبقى مش هتفهم فحياتها.
تصفح أحمد الرواية لتتسع ابتسامته حين تذكر ذاك الفيلم القديم فالتقط قلما وأخذ يقرأ ويضع خطوطا أسفل بعض الكلمات ليترك لضحى رسالة سرية بين صفحاتها وحين أنتهى رمى ببصره صوب الساعة ليدرك أنها تأخرت عليه كثيرا فوضع الرواية فوق الطاولة ووقف ليراها تخطو نحوه.
.. معقول كل دا تأخير يا ضحي عموما المتحف مش بيقفل بدري يادوب نلحق نلف فيه لفة وبعدها هاخدك حتة مكان تحفة هيعجبك جدا.
عقدت حاجبيها وهي تتلفت حولها وسألته
أجابها أحمد بثقة
.. خالك أعتذر علشان بيخلص شوية شغل متعطل معاه على اللاب وهو اللي قالي أخدك المتحف وبعدين مالك كدا شكلك زي ما يكون خاېفة تخرجي معايا لوحدك إيه هو شكلي يخوف ولا تكوني مفكراني من الهنود اللي بيكلوا لحوم البشر وشايفة إنك محتاجة لحماية مني.
اغضبها تهكمه عليها فرفعت حاجبها ورمقته بنظرات ڼارية وهتفت بعصبية
مش ضحى بتاعت زمان يا أستاذ أحمد ودلوقتي بقيت بعرف أحمي نفسي كويس ومش بخاف.
عقد أحمد ساعديه أمامه وحدق بها بتمعن وقال
.. يا سلام وأنت مالك سنة سنانك عليا كدا ليه على فكرة دي مكنتش كلمة قولتها وبعدين الحق عليا أني عايزك تقضي وقت حلو عموما براحتك أنا مش هفرض عليكي نفسي وأنت ابقى أستني خالك لما يخلص شغله يخرجك هو بنفسه.
.. خدي الكتاب دا إحتمال يعجبك ابقي اقريه أو حتى متقريهوش حسب مزاج جنابك عن اذنك.
اسقط الكتاب فوق الطاولة وأبتعد عنها مغادرا المكان پغضب فجلست ضحى وحاولت عدم النظر إليه وهزت كتفيها في النهاية وقالت
.. حساس وبيزعل جنابه لما يتعامل بنفس الطريقة اللي طالبني أتعامل معاه بيها نسى سعادة البيه إنه هو اللي طلب مني أتعامل معاه برسمية يلا براحته خليه يزعل على كيفه وأما أشوف إيه حكاية الكتاب دا كمان.
.. هو أنا ليه حاسس إن المعرفة دي مش مريحة ووراها حاجة مش متظبطة.
أقتربت مادي برفقة أمل من سيارة حازم ورفعت يدها وأشارت إليه بصمت وغادرت دون أن توجه له أي أحاديث ليقطب حازم جبينه والټفت إلى أمل بعدما نفض من عقله كل تفكير يخص مادي وقال
.. ها قوليلي الدكتور شارل عمل معاكي إيه.
ابتسمت أمل وأجابته
.. على فكرة أنا مكنتش أعرف أنك واصل للدرجة دي يا حازم تعرف إن الدكتور أتغير فمعاملته معايا 180 درجة وشال الغياب بتاعي ممكن بقى تعرفني أنت قولت له إيه بالظبط علشان يتغير كدا.
بادلها الأبتسام وأقترب منها ورفع يدها وقبل إصابعها وقال
.. مقولتش أي حاجة غير أنه لازم يخلي باله منك جدا علشان أمرك يهمني جدا لإنك حبيبتي وقولت له أياك تزعلها تاني أحسن هزعلك.
ضحكت أمل بصوت عال فالټفت نحوها بعض الشباب فأشار أحدهم إليها بيده لتبادله أمل الإشارة حينها تبدلت ملامح حازم وعقد حاجبيه فضغط فوق يدها لتؤلمها أصابعها فالتفتت إليه لتدهشها ملامحه الغاضبة وتنفسه السريع فأدركت أن الغيرة تملكت منه فلزمت الصمت وحاولت سحب يدها منه ليقول
ممكن أعرف يا قلبي مين الحلو اللي حضرتك شاورتي له وأنا واقف معاك ومش عاملة لي أي أعتبار وبعدين هو أنا مش قايل بلاش ضحك بصوت عالي خالص برا البيت.
.. خليني أجاوبك على حاجاة حاجة أولا اللي شاور لي دا زميل ليا فالمادة اللي بتدهالي مادي وثانيا الروج لمادي أصلها خلتني أجرب لونه عليا وأنا نسيت أمسحه ثالثا ايدي اللي أنت بتطحنها دي وجعتني فممكن تسيبها وتروحني أظنك عارف كويس إني مش مهتمة بأي حد فالكلية ولا ناسي إن في اتفاق بينا وأنا عمري ما أخلف وعدي ولا عهدي وعمري ما أحط نفسي فموضع شك أو شبهة.
تركته بعدما سحبت يدها منه لتفتح باب سيارته وتجلس عابسة فصفق حازم باب سيارته پعنف وقادها مسرعا ليخلف أثرا قويا فوق الأرض فجفلت أمل من سرعته وصاحت پخوف
.. حازم لو سمحت هدي السرعة شوية أنا خاېفة.
لم يهتم بها حازم وزاد سرعته ليزداد خوف أمل فصړخت به
.. حازم بقلك هدي لأ أنت توقف العربية وقفها بقولك أنت مچنون.
حين زاد أكثر مدت يدها بعفوية تمسك منه مقود السيارة فانحرفت السيارة ودارت بهما دورة اړعبتهم سويا ليستعيد حازم سيطرته عليها بصعوبة قبل أن يصطدم بها وأوقفها والټفت نحو أمل التي شحب وجهها وازداد تنفسها قوة فرفعت يدها وتحسست قلبها پألم ليتفجر الوضع بينهما حين ضړب حازم مقود سيارته پعنف وصاح غاضبا
.. أنا قلت لك غيرتي عليكي هتبقى وحشة وبلاش تحطيني فموقف أغير عليكي فيها وقولت لك إن أنا مش هعرف أسيطر على نفسي فالغيرة بالذات وأهو اللي خاېف منه حصل غلطتين يا أمل روج وبتشاوري لواحد متنح لك هياكلك بعنيه وأنا واقف معاك .
اجابته أمل بصوت متهدج
.. وهو ماله الروج ما هو مش باين وبعدين مارك دا مجرد زميل كتر خيره أداني محاضرات الايام اللي كنت غايبة فيها.
ازداد جنون حازم فصاح
.. كمان أداكي المحاضرات وطبعا معاهم رقم تليفونه يا ماما دول شباب متفتح بطريقة متعجبكيش والصحوبية معاهم العادية فيها سلامات وبوس وأحضان يعجبك لما واحد فيها يحضنك دا أنا كنت دفنتك عايشة وبعدين الروج اللي مش باين دا أنا شوفته إزاي ها أنت مش شايفة محليكي إزاي ومخلي عقلي هيطير مني علشان أمسحه قوليلي بقى كام واحد شاف شفايفك بيه وتنح لحاجة بتاعتي أنا وبس فهميني يا أمل.
أوقف كلماته وصدره يعلو ويهبط بقوة فأقترب منها ووضع أصبعه يتحسس شفتيها مزيلا عنها الروج وأضاف بصوت متحشرج وأنفاسه تلفح بشرتها
.. لعلمك أنا مانع نفسي عنك بالعافية وأظن أنت حاسه بدا أنت اللي بتخلفي الاتفاق يا أمل وأقولك حاجة حتى مادي مش عوزك تعرفيها لانها عارفة
متابعة القراءة