كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
بقدر قليل وكلما سأله عن أمر ما شتت انتباهه وانهى الحديث.
بينما في مطروح كان التجهيز لحفل الزفاف في أوجه خاصة بعدما عادوا جميعا لهناك وبعد أن أنتقت الفتيات فساتين زفافهن أعد أمجد قاعة زفاف ملكية نفذها بمفرده بعدما أخبرهم أنه رأها بأحد أحلامه وبعدما اطمئن قلبه لكل شيء سحب هاتفه من جيب بنطاله واجرى اتصالا بأحمد ليجيبه أحمد فورا ولكنه كعادته مؤخرا تجاوز عن سلامه وقال
يعني يادوب أقفل معاك الأقيك فالمطار أنت وحازم ولما تيجي هبقى أحكي لك اللي حصل.
وكما حدثه انهى الأتصال وابتسم وهو يلتفت نحو محمد الذي هز رأسه بتعجب لتصرفات أمجد الخرقاء.
وبغرفتها بالفندق قطبت أمل جبهتها وتذمرت مما تضعه تلك الفتاة فوق وجهها فاستأذنتها وأبتعدت عنها ووقفت تتطلع إلى هيئتها وازداد عبوسها حينها أحست ضحى أن شقيقتها ستعلن تمردها فتركت مقعدها واتجهت صوبها وقالت
زفرت بضيق وأشارت إلى وجهها وقالت
.. مش حابة اللي محطوط دا كله يا ضحى لو سمحتي خليها تمسحه أنا مش عيزاه أنا عايزة يادوب لمسة خفيفة بألوان فاتحة وخلاص ممكن ولا أروح أغسل وشي واللي يحصل يحصل.
رفعت ضحى حاجبها بسخط والتفتت إلى الفتاة التي وقفت تكاد تبكي لضياع مجهودها وأعتذرت منها وقالت
والتفتت ضحى نحو شقيقتها وطمئنتها بقولها بعدما لاحظت اضطرابها
.. ممكن تهدي هي خلاص هتعمل لك اللي أنت عيزاه.
زفرت أمل بضيق لتسببها بالأزعاج والتفتت نحو الفتاة وأعتذرت منها قائلة
.. أنا أسفة مكنتش عارفة أن الموضوع متعب كدا أرجو أنك تعذريني على انفعالي عليك بس أنا حقيقي مش حابة الألوان الكتير.
.. ضحى لو سمحتي كلمي خالو وخليه يشوف حازم ليه موصلش لحد دلوقتي وكمان شوفي إيمان راحت فين.
أومأت ضحى وحاولت أن تلبي لشقيقتها مطلبها لتهدأ من حالة القلق التي تملكت منها وهاتفت خالها الذي ولج إليهم بعدما طرق الباب ووقف يبادل نظرة ما بين ضحى وأمل واتسعت ابتسامته وهو يتجه إلى ضحى التي أنهت زينتها وجلست تنتظر أنتهاء شقيقتها مال نحوها وقبل مقدمة رأسها وبارك لها وقال
التفتت أمل إليه فابتعدت عنها فتاة التزيين بتذمر فاعتذرت منها أمل وقالت
.. بجد يا خالو حازم وصل طيب هو كويس يعني أصل أنا حاس...
قاطعها أمجد بعدما أصبح بجوارها وربت كتفها بحنان وقال
ابتسمت بحرج وأشارت إلى الفتاة لتنهي لها زينتها وسألته بعدما تذكرت أمرها
.. ألا يا خالو فين إيمان هي مش المفروض تبقى معانا.
أجابها أمجد موضحا سبب غياب إيمان
.. إيمان خالتك استولت عليها ربطاها جانبها بتقول لها متبعدش عنها علشان محدش يعاكسها وهي ماشاء الله عليها بتسمع الكلام وقاعدة جانبها وكل ما حد يطلب منها حاجة تبص لخالتك الأول تستأذنها.
هزت ضحى رأسها وعقبت قائلة
.. غريبة خالتو دي الأول مكنتش بتحبها ودلوقتي مش قادرة تفارقها لحظة واحدة.
أجابها أمجد بهدوء
.. ربنا لما بيألف بين قلوب الناس محدش يقدر يفرق وخالتك أعتبرتها بنتها وخاېفة عليها خصوصا بعد ما المحكمة خلعتها من خالد وتهديده ليها أنه مش هيسيبها فحالها خالتك من وقتها وهي محوطة على إيمان ومستحلفة لو خالد ظهر لتضربه وتدفعه حق اللي فات كله مش مكفيها أننا عملين ضده محضر عدم تعرض بتقول دا ورق ميهمش أنما هو خبيث ومش هيسكت.
عبست ضحى وتركت مقعدها وقالت
.. كلام خالتو يخوف يا خالو بصراحة هي معاها حق أنا كل ما أفتكر ماما وهي بتحكي عنه وعن كلامه وتصرفاته اللي مكنتش موزونة بالمرة بخاف ودلوقتي بعد موقف خالتو أنا خاېفة ليعمل حاجة فإيمان.
ربت أمجد كتفها بحنو وقال
.. متقلقيش أنا مأمن المكان كويس وموصي ناس تراقب خالد علشان ميحاولش يعمل حاجة يعني متقلقيش هو مش هيقدر يجي مطروح أساسا.
غادر أمجد غرفة الفتيات والتقط هاتفه وهاتف ذاك الرجل ليجيبه بعد الرنين الرابع ويقول
.. اطمن يا أمجد باشا عيني مغفلتش عنه هو بيحاول يكلم ناس كتير علشان يسمحوا له يدخل مطروح بس كله قافل الطريق فوشه وهو احليا فوق فشقته فالقاهرة زي ما هو.
أنهى أمجد الأتصال وانضم إلى محمد الذي ما أن رآه حتى قال
.. أنت فين يا أمجد كل دا على فكرة أنا هلكت من الصبح وعايز أروح أطمن على البنات فاستلم أنت مكاني بقى على ما أدخل أشوف بناتي.
اتسعت ابتسامة أمجد وأجابه قائلا
.. وماله يا
محمد روح خد راحة وعموما خلاص كل حاجة جاهزة أهي زي ما أنت شايف و.
قاطعه محمد بمزاح قائلا
.. ما لازم تكون كل حاجة خلصت ما أنا شغال عليها من الصبح وأنت قاعد تتسلى مع أخواتك أنا مش عارف مين فينا أبو العروسة اللي مفروض يقعد ويرتاح.
أوقف محمد كلماته وحدق بوجه أمجد وسأله بريبة
.. ألا فين الشباب يا أمجد هو مش المفروض يكونوا هنا.
ربت أمجد ظهر محمد وهو يضحك وقال
.. اطمن الشباب وصلوا بالسلامة المهم ادخل أنت اطمن على بناتك وحط فبطنك بطيخة صيفي.
أكتمل الحضور في القاعة وما أن أطمن أمجد على كل شيء وقف منتصف القاعة وأخد الميك وابتسم مرحبا بالحضور وقال
.. أولا أنا برحب بكل الناس اللي شرفتنا بتواجدها معانا الأهل والأحباب والأصحاب المهم أنا عايز أطلب منكم حاجة يعني بعد خمس دقايق بالظبط في جرس هيضرب ياريت أول ما يضرب محدش يتكلم ونلتزم كلنا بالهدوء.
أنهى أمجد حديثه بالعربية ثم ترجمة بالألمانية مبتسما لأصدقائه وحين ضج المكان بصوت الجرس لزم الجميع الصمت خاصة ما أن ساد الظلام حولهم وفجأة سطح ضوء سلط على رجلين مكبلين جلسا بمنتصف القاعة وبجوارهما وقف عقيد من الشرطة لم تكد دقيقة حتى نزع العقيد الغمامة من فوق رؤوسهم وسلط ضوء مبهر نحوهم حاول أحمد وحازم فتح أعينهم ولكن الضوء المبهر منعهم فاستند حازم إلى كتف صديقه ووقف وحاول أن يخترق دائرة الضوء المبهر فمد العقيد يده وحل القيد عن أيديهم فمد حازم يده وساعد أحمد على الوقوف وغمر المكان الضوء والټفت حازم وأحمد حولهما ليرو العديد من الوجوه تحدق بهم بحيرة فتبادل الصديقان النظرات وغام بصرهما وصاحا بصوت واحد
.. أمجد.
حينها دوى في المكان صوت موسيقى هادئة وسلط الضوء على ضحى وأمل يتوسطهما محمد وأمامهما وقف أمجد مبتسما فسرى في المكان همهمات الأعجاب ومن مكانها ثبتت أمل بصرها على وجه حازم الذي وقف يحدق بها بانبهار وبدى مسلوب اللب والفكر بها تماما ولم يدر أنه تحرك من مكانه نحوها بل وصعد درجات السلم ولحق به أحمد الذي بوغت بمشهد ضحى الرقيق ومد كلاهما يداه إلى خطيبته فسلم محمد ابنتيه إلى زوجيهما وتراجع خطوة ليحتضن كتف زوجته التي
متابعة القراءة