كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

دي لحد أمته إنت بتحبيه ومش شايفه فالدنيا غيره وهو بيحبك وعاوزك وأنا ما بينكم الظروف حطتني وزرعتني فوسطكم علشان تكمل عليا زي ما تكون بټنتقم مني رغم إن مافيش فرق كبير ما بيني وما بينك.
إنتبهت إيمان إلى حالها فنهرت نفسها قائلة
.. لأ يا إيمان إزاي تقولي إن مافيش فرق زإنت وأمل زي الشرق والغرب ما تشوفي الدنيا إديتها إيه وإديتك إنت إيه الدنيا إديت ليها كل حاجة الجمال والرقة والبرائة والقلب اللي بيحب الكل والروح اللي الكل بيعشقها دا كفايا
إن مافيش حد بيشوفها إلا وبيحبها وبيعجب بيها طبعا دا كفايا عيونها البني الواسعة وشعرها الأشقر واللي أول ما خالد قالها إتحجبي وغطيه نفذت وغطته وخبت جماله تحت الحجاب علشان ميزعلش بس أنا عمري ما کرهت أمل ولا حتى إتمنيت لها أي حاجة وحشة إنما ڠصب عني أنا لا عندي أهل بيحبوني زي أهلها ولا حتى يخافوا عليا ويقفوا فضهري زي والدها وولدتها.
زفرت پألم وعيناها تترقق بالدموع وهمست
.. أنا عشت لوحدي ومكنش في حد فحياتي غيرك يا أمل إنت وخالد وڠصب عني ملكني وبقى بالنسبة لي حياتي ودنيتي وكنت فاكرة إنه عوض الدنيا ليا عن ۏفاة والدي وجواز أمي من واحد مبيحبش إلا نفسه وبس أناني وقاسې عاوز كل حاجة لنفسه وبعدني عن أمي وحرمني منها وهي كمان ما صدقت رمتني ولا كأني بنتها الوحيدة اللي ماليش فالدنيا غيرها وجمدت قلبها عليا وطردتني برا حياتها صحيح إنت معايا وطنط ثريا وعمو محمد ومحدش حسسني أبدا منكم إني غريبة إنما الحبيب حاجة تانية خالص وخالد بالنسبة لي حبيبى وكل حاجة ليا.
تنهدت إيمان ومسحت دموعها التي فرت مع أفكارها وهمست 
.. تعرفي يا أمل إني لحد دلوقتي مصډومة من وقت ما عرفت إنكم موعدين لبعض ومن ساعتها وأنا بمۏت فكل ثانية من الغيرة اللي بتكوي قلبي كل ما بتجيبي سيرته أو تفكري فيه ببقى نفسي أصرخ وأقولك إبعدي عنه خالد ليا أنا وبس لكن برجع وأفكر فيكي وبحس بالندم إني حبيت حبيبك وحقيقي مړعوپة لتعرفي حاجة زي دي ومش عارفة وقتها هتفضلى معتبراني توأمتك وأختك زي ما دايما بتقوليلي ولا هتكرهيني. 
وكعادتها غفت إيمان ودموعها تجري فوق وجنتيها ليأتى الصباح بإشراقة تدعو للبهجة ومن بين صحوها ونومها سمعت إيمان صوت أمل يغرد ويقول 
.. يلا يا كسلانة قومي بقى وإصحي يا بنتي أنا صحيت من قبلك من بدري.
زفرت أمل بضجر ومدت يدها وهزت إيمان مرة أخرى وقالت 
.. خلاص براحتك خليكي نايمة وأنا هطلع أفطر مع خالد وإيهاب وضحى.
همهمت إيمان وقالت بنعاس 
.. سبيني أنام خمس دقايق كمان.
أجابتها أمل بمزاح 
.. براحتك بس متلوميش بقى إلا نفسك لو مشينا وسبناكي تصدقي هتبقى خروجة عسل أوي وياسلام لو إيهاب يخطف ضحى ويسبني أنا وحبيبي خلودة لوحدنا ياه.
إنتفضت إيمان واعتدلت فوق فراشها ورمت أمل بنظرات ڼارية غاضبة وقالت 
.. أنا صحيت يا رخمة وهخرج معاكم ورجلي على رجلكم ومش هسيبك لوحدك أبدا. 
ضحكت أمل وهي تهز رأسها بتعجب وقالت 
.. تصدقي إنك إنتي اللي رخمة يا إيمان بقلك أبقى مع خطيبي لوحدنا تقومي تلزقيلنا عموما أنا لبست ومستنية من الفجر وإنتي أدامك دقيقة ياريت تجهزي فيها وإلا هنهرب أنا وخالد.
أخرجت إيمان لسانها لأمل وقالت 
.. بعينك يا أمل إنت مش هتعرفي تهربي بخالد أبدا.
هزت أمل كتفيها بتعجب وأبتسمت لتبدأ في غنائها وهي تغادر الغرفة لتتفاجيء بخالد يحمحم وهو يحدق بها بعبوس وبجانبه يجلس إيهاب فشهقت وتوقفت عن الغناء بوجه لونته حمرة الخجل لكز إيهاب خالد ومال صوب إذنه وهمس 
.. أنا هطلع البلكونة شوية وأسيبك مع ليلي مراد عيش يا صاحبي وعد الجمايل.
تابع خالد خطوات إيهاب ليقف بدوره ويتجه صوب أمل ويلتقط يدها بين كفيه ويقترب برأسه منها ويقول بعتاب هامس 
.. مش قولنا بلاش تغني لما يبقى في حد موجود شوفتي إنك بطلتي تسمعي كلامي إزاي يا أمل. 
شاكسته بحب وهي تبتسم وتقول 
.. سماح المرة دي يا خلودة أعتبرها آخر مرة يا حبيبي.
ازدرد خالد لعابه أمام دلالها عليه فضغط على يدها ومال فوق وجهها أكثر وقال بصوت أجش هامس 
.. آه منك إنت بتخليني معرفش أزعل منك خصوصا لما بتقوليلي حبيبي وخلودة وبعدين بقى أمته يا أمل أسمعها منك وإنت فحضني لوحدنا وفبيتي. 
تسارعت أنفاسها وأصطبغ وجهها بحمرة قانية فمرر خالد أنامله فوق وجنتيها وأضاف 
.. إيه الفروالة اللي إتزرعت فوق خدودك دي يا أمل اللي يشوف وشك باللون دا يتفكر إني بوستك مثلا. 
شهقت وقد ازداد وجهها إحمرار لتنتفض مبتعدة عنه حين صدح صوت إيمان الغاضب يقول 
.. أنتو واقفين لوحدكم ليه وبعدين فين ضحي وإيهاب أنا بجد مش عارفة إزاي سيبنكم ومش قاعدين معاكم.
تحول خجل أمل إلى ضيق وسخط لتشير إلى صديقتها وتقول 
.. تصدقي إنك بجد مفرق جماعات وهادم لذات يا ساتر عليكي. 
وبعد أن أنتهوا من طعامهم غادروا المنزل ومرت الساعات بين ضحكات ومشاكسات ونظرات وأمنيات لتبقى إيمان بين أمل وخالد رغم محاولة خالد إبعاد إيمان عنهم خاصة بعد أن أصر إيهاب على أصطحاب ضحى إلى مكان أخر حتى يجلس بمفرده معها رغم أعتراض ضحى ورفضها الأبتعاد عن الجميع وحين أقبل المساء عليهم توقف خالد عن سيره وحدق بساعة يده وقال 
.. أنا بقول كدا كفايا
ونرجع بقى يعني الوقت بدأ يتأخر ومش حابب إني نعوم تعلقنا بسبب التأخير ولا حتى تفتن علينا من أول يوم للحج فمطروح.
لمحت إيمان شرود أمل عنهما فضغطت بيدها على يد خالد ليرفع خالد حاجبه بإستنكار لفعلتها فحدقت به إيمان بتحدي وقالت 
.. خلينا نتمشى شوية كمان. 
وصاحت بصوت أعلى لتلفت إنتباه أمل 
.. ولا إيه يا أمل ما تقولي لخالد يخلينا ساعة كمان يمكن يوافق ما هو مش بيرفض لك طلب.
أشاح خالد بوجهه عنها وقال 
.. لأ يا إيمان حتى لو طلبت أمل أنا مش هوافق علشان أنا تعبت وعاوز أروح أرتاح وبعدين أنتو متعبتوش على فكرة إحنا من الصبح برا البيت دا غير إن ورايا حاجات عاوز أعملها وكفايا إني أجلتها إمبارح.
اسندت أمل رأسها إلى ذراع خالد وقالت بصوت مجهد فجأة بعدما شعرت بالوهن 
.. معلش يا إيمان خليها مرة تانية أنا هتصل بضحى أقولها إننا هنروح علشان تبقا عارفة وتعمل حسابها و متتأخرش علشان خالتو متزعلش.
تغضن جبين إيمان حينما شاهدت رأس أمل التي أسندتها إلى كتف خالد فزفرت بعصبية وألتفت حول خالد ووقفت بينه وبين أمل لتبعدها عن كتفه وقالت 
.. وماله يا أمل بس بقولك إسندي على كتفي أنا وبلاش كتف خالد علشان أحنا فالشارع وبعدين مالك سهتانة على نفسك كدا ليه. 
رفعت أمل يدها ولمست رأسها پألم وقالت بصوت ضعيف 
.. أنا حاسة إني تعبانة قوي يا إيمان. 
أسرع خالد وجذب أمل لتستند إليه مرة أخرى وهو يحدق بوجهها الشاحب بقلق ليقول 
.. إنت ليه مقولتيش إنك تعبانة يا أمل وكنا روحنا بدل المشي دا كله.
كادت أمل أن تطمئنه ولكن إيمان لم تترك لها الفرصة لتتحدث فقالت عنها وهي تبعد أمل
تم نسخ الرابط