كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

لمحت لك زمان فأخر مرة جيت فيها زيارة ليكم وقولت إنك أكيد عرفتي مشاعري ليك إيه.
عقدت ضحى ذراعيها أمامها وتطلعت إليه پغضب وأجابته بحدة
.. أه لمحت لي زمان فأخر مرة جيت فيها زيارة وهو مفروض إني أعتمد على التلميح يا أستاذ أحمد عموما شكلك كدا أنت اللي ناسي كلامك.
بادلها التحدق وقد تملكته الحيرة فسألها بفضول
.. وهو إيه اللي أنا ناسيه يا ضحى ممكن أفهم.
أجابته ضحى بسخط
.. وماله أنا هفكرك باللي سيادتك ناسيه فاكر أول مرة جيت زيارة فيها كنا قريبين من بعض إزاي ولما جيت تسافر أنا جيت وطلبت منك إنك متسافرش عارف كان ردك عليا إيه لو ناسي أنا فاكرة ردك عليا كويس فاكرة كل حرف قولته ليا علشان أنا مكنتش صغيرة ولا مراهقة زي ما أنت كنت فاكر أنت قولت لي أنت لسه صغيرة يا ضحى وبكرة لما تكبري هتلاقي اللي يهتم بيكي وبعدين أنا مش شايفك غير أختي الصغيرة وبس ولما كنت ببعت لك جوابات أسئل عليك حضرتك بعت لي وقولت ألتفتي لمذكرتك يا ضحى وشيليني من تفكيرك أنا مش فاضي للعب العيال اللي بتعمليه وياريت تفتكري فرق السن اللي بينا والأفضل إنك متبعتيش أي جوابات تاني بدل ما اضطر أقول لعمتي وغبت كام سنة ولما جيت فأخر زيارة سيادتك كنت منتظرني أعمل إيه إيه كنت عايزني أرمي نفسي عليك وأقولك أزيك أنا اللي أنت كسرتها أنت وقتها فضلت تلف حواليا ومتكلمتش فأي حاجة وهوب سافرت فجأة وبعدها محاولتش حتى ولو لمرة إنك تيجي أو تسأل عليا يا أحمد أنت اللي أخترت تبعدني عنك بعد ما كنت ضلك ودلوقتي أنا فحياتي إيهاب وأظنك عارف إني جيت هنا علشان أعرف أفكر وأشوف إن كنت هسامحه وأكمل معاه ولا لأ.
استشاط أحمد غاضبا من كلماتها فعقد حاجبيه وصاح يسألها بحنق
.. يعني أنت عايزة تسامحيه إيه ناوية خلاص ترجعي له طيب أنت سبتيه ليه من الأول يا ضحى ما تفهميني.
تصاره بداخل ضحى ڠضب عارم منه فصاحت به قائلة
.. بص بقى أنا أسبابي شخصية ومش مطلوب مني إني أوضح لك أي حاجة وبالنسبة لحبك فهو مالوش أي مكان فحياتي وأنت قولتها شوفي حياتي وهتلاقي اللي يهتم بيكي وأنا لاقيته خلاص ولعلمك اللي بيني وبين إيهاب مشكلة هتتحل أكيد لما أهدا.
بهتت ملامح أحمد كليا وخفق قلبه باضطراب وحين أشاحت ضحى بوجهها عنه سألتها بصوت مذبذب
.. يعني دا ردك عليا يا ضحى.
زفرت أنفاسها حين شعرت بأختناق يجثم عليها وأجابته وقلبها يعتصره الألم
.. أيوة هو دا ردي أنا خلاص ناويت أقطع الأجازة وهرجع مصر ومش كدا وبس لأ أنا هرجع لإيهاب كمان.
أرخى أحمد كتفيه بيأس وأبتعد عنها خطوة وقال بصوت منكسر
.. تمام يا ضحى أنا من واجبي أحترم رأيك وعموما أنا بعتذر منك على كل كلمة قولتها وبسحبها ومبروك مقدما عن إذنك.
أبتعد سريعا وغادر المنزل بعدما أطاحت ضحى بحلمه فهرولت ضحى إلى الداخل وتابعها أمجد بحزن في حين وقف أمل وكادت تتبعها فأوقفها أمجد وهز رأسه بالنفي لتعود أمل إلى جواره
وبداخلها قلق مبهم.
وفى القاهرة كانت حالة إيمان تتدهور ضعفها مسيطر عليها تعود لوعيها لثوان لتغيب مرة أخرى وبجوارها جلست ثريا تقرأ لها بعض آيات القرآن استيقظت إيمان وقد تملك منها الوهن فالتفتت لتصطدم عيناها بوجه ثريا المحتضنة بين كفيها مصحفها فازدردت لعابها پألم ليهاجمها إحساسها بالذنب فخيانتها لهم لا تغتفر ففرت دموعها منها لتنتبه ثريا لها فتركت مصحفها وأقتربت منها وربتت فوق رأسها بحنو وقالت
.. ممكن تبطلي عياط العياط دا مالوش أي فايدة وهيتعبك زيارة وأنا ما صدقت إنك تفوقي بصي بقى أنا عيزاكي تشدي حيلك ولا أنت مش عايزة تشوفي القمر اللي جت للدنيا تنور حياتنا.
اتسعت عينا إيمان بدهشة لا تصدق أن تسمع تلك الكلمات من ثريا فازداد بكاؤها وقالت
.. حضرتك بتقولي تنور حياتكم معقول بعد اللي عملته فيكم هيبقى لسه ليا مكان بينكم طيب إزاي وأنا اللي زيي تترمي برا حياتكم وهيبقى معاكم كل الحق.
بحثت إيمان بعيناها عن خالد پألم فربتت ثريا فوق وجنتها وقالت
.. خالد مش هنا هو من وقت ما ولدتي وهوملازم الحضانة قاعد جنب أمل .
حاولت إيمان أن تتحرك ولكنها فشلت تماما فقالت بتوسل
.. طيب أنا عايزة أشوف بنتي أرجوك خليني أروح أشوفها.
منعتها ثريا من الحركة وحذرتها قائلة
.. بقولك إيه أنت مينفعش تتحركي أصلا ودا بأمر الدكتور ولازم ترتاحي يا بنتي أنت أتكتب لك عمر جديد بفضل ربنا وبعدين أنا عيزاكي تاخدي بالك من صحتك وصحة بنوتك بصي أنا هطلع أشوف الممرضة وهطلب منها تجيب لك بنتك لحد عندك علشان تشوفيها المهم متتحركيش فاهمة.
سألتها إيمان بصوت باك
.. هو حضرتك إزاي طيبة معايا كدا وبتعامليني ولا كأني عملت حاجة.
أجابتها ثريا بهدوء
.. وأنت كنت عملتي إيه يا إيمان أنت حبيتي وللأسف اللي أخترتيه هو اللي كان مفروض يبقى العاقل الكبير اللي يرشدك ويقومك وينصحك لكن هو سحبك معاه لتحت واستغلك بس الحسنة اللي عملها إنه مسبكيش تحت كتير ورجع صلح اللي عمله وبعدين الحب والجواز دول قسمة ونصيب يا إيمان ولو كان خالد نصيب بنتي لا أنت ولا مليون واحدة كانت هتمنع النصيب إنه يتم وبعدين أنت بنتي زي أمل وضحى وأنا فالأول والأخر أم ربيتك واعتبرتك بنتي ومافيش أم بترمي بناتها يا إيمان .
انتحبت إيمان بقوة وأهتز جسدها حزنا وتأثرا بكلمات ثريا فنظرت إليها بخذي وقالت
.. هو للأسف في اللي رمت بنتها أمي أنا رمتني وسابتني وباعتني ولحد دلوقتي مفكرتش فيا ولا أشترتني.
أشفقت ثريا على حالها فقالت بحب
.. أنا مش هزعل منك على كلامك دا علشان أنا موجودة يا إيمان ولا خلاص مبقتيش معتبراني أمك.
مدت إيمان يدها وتمسكت بيد ثريا وقبلتها وقالت 
.. سامحيني وحياة أمل سامحيني وخليها تسامحني.
سحبت ثريا يدها ومسحت دمعتها الهاربة وأجابتها بقلب مكلوم
.. كل شيء وله وقته يا إيمان والمهم دلوقتي صحتك وبنتك .
مرت يومين عصيبين على الجميع حاولت أمل أن تتحدث مع شقيقتها ولكنها رفضت متعلله بأنها تحتاج أن تكون بمفردها لتفكر في أمر خطبتها جلست ضحى بغرفتها تحاول الخروج من دائرة الصراع الذي أجتاح داخلها فهى دفنت مشاعرها بعدما وئدها أحمد منذ صغرها وجعلها تغلق قلبها بوجه أي حب يصادفها لتتقبل تقدم إيهاب بتفكير عقلاني بحت وتعايشت معه لتكتسب مع مرور الوقت مشاعر الرضى لوجود إيهاب معها بشخصيته الحنونة ولكنها الآن تواجه ما فجره أحمد بداخلها فلماذا أختار هذا الوقت ليذكرها بما مضى بات ثقل الأفكار يعذبها تتمنى لو عادت الأمور لطبيعتها مرة آخرى.
وفي الأسفل حسم أمجد أمره وصعد إليها وقف أمام باب غرفتها وطرقه بهدوء وقال من خلفه بمزاح مزيف
.. ياترى الجميل اللي حابس نفسه له يومين وحرمني من نور شمسه مش ناوي يخرج ويقعد معايا .
اتجهت ضحى صوب باب غرفتها وهي ترسم ابتسامة واهية فوق شفتيها واستقبلت خالها باضطراب كان جليا لعين أمجد فأجابت
تم نسخ الرابط