كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

منه وقالت
.. مش تريح لك شوية يا خالد أنت منمتش من امبارح. 
تنهد وهو يتطلع إليها وإلى ملامحها الشاحبة وقال
.. دلوقتى اقوم أنام يا إيمان المهم طمنيني عليكي أنت حاسه بايه دلوقتي.
رأت أن عليها أن تخبره بما تمر به من ألم
لعله يزيد من أهتمامه بها وقالت 
.. بصراحة ابنك تاعبني معاه و بقيت بحس بدوخة دايما مع أقل مجهود.
غادر خالد مكانه وجذبها لتجلس وقال 
.. دا علشان سيادتك مش بتاخدى بالك من نفسك ومن أكلك أنا قولت لك سيبى البيت واهتمى بحالك بس مافيش فايدة معاكي.
أحتضن كفيها معا وأضاف پخوف
.. يا إيمان مينفعش تعاندي مع نفسك وتحمليها أكتر من طاقتها وبعدين أنت لازم تخافي على نفسك وعلى ابننا أكتر من كدا لو سامحتي اسمعي كلامي لو بتحبيني وأهتمي شوية بصحتك.
سحبت يدها منه ولمست بأصابعها وجهه وهمست 
.. لو بحبك يااه يا خالد دا أنا بحب التراب اللي أنت بتمشي عليه ربنا يخليك ليا يا خالد واقدر اثبت لك حبى دا واوصله لقلبك.
انتبه خالد لمجرا الحديث بينهما فهز رأسه وقال هربا من حديثها 
.. تمام أنا بقى هسيبك تريحي دلوقتي وهقوم أحضرلك حاجة تكليها.
اسعدها أهتمامه بها فابتسمت قائلة 
.. بس أنا مش حابة اتعبك معايا يا خالد يا حبيبي كفايا عليك سفرك كل يوم رايح جاى من هنا للقاهرة ومطروح علشان تتابع دارستك وشغلك .
ربت فوق وجنتها وأجابها وهو يعتدل بوقفته أمامها
.. طب ما أنا تاعبك معايا بصي ريحي أنت بس وملكيش دعوة. 
تركها واتجه إلى المطبخ ينتهد بحزن ويقول
.. ياترى الدنيا وخداك على فين يا خالد ااه وحشتني وفراقها ليا صعب مكنتش متخيل إن الدنيا وحشة بالشكل دا وهي مش جانبي ومعايا حتى صوتها بقيت محروم منه واللي زاد حرماني تعندت ضحى معايا ورفضها إنها تديني رقم أمل الدولي أنا لحد دلوقتي مش فاهم هي ليه مش عايزة تديني الرقم معقول تكون أمل قالت لها حاجة لأ مش معقول دا مش طبع أمل وكمان لو كانت ضحى عرفت حاجة مكنتش سكتت مافيش أدامي غير أني أخلي إيهاب يجيبه منها من غير ما تعرف.
بعد أن انهي حازم جولته مع أمل وقف يستند إلى مقدمه سيارته وأشار إلى إحدى النوافذ وقال
.. شايفة الشباك اللي هناك دا أهو دا كان المكتب اللي بقعد فيه يااه تخيلي أنا ليا كتير مفتقد الدراسة والتدريس .
حدقت فيه أمل بأستغراب واخرجت كتيبها و كتبت 
.. ايه يا عم مكتب وتدريس مرة واحدة ليه أنت عندك كام سنة علشان تقول انك كنت بتدرس هنا .
ضحك حازم لسذاجتها وقال 
.. تصدقي انك فعلا جاهلة هو أنت فاكرة إن دا تعليم مصر يا بنتي هنا ممكن تبقي دكتورة وعندك عشرين سنة وأنا هنا من زمان وبعدين علشان بس ميبقاش متفكريش فسني أنا هرضي فضولك أنا عندى 33 سنة وكنت بدي محاضرات هنا في هندسة.
قطع عليه اكمال حديثه سماعة لصياح ينادي بأسمه استدار كلاهما للصوت لترى أمل شابة فاتنة تجري باتجاه حازم وصلت اليهم وضمت حازم بقوة وقبلته حدقت أمل فيها وثار ڠضبها بسبب تلك الجرئية التي اقټحمت حديثهما فوقت تراقبهم وهي تغلي عقدت ذراعيها ورفعت حاجبها محدقه بهما 
ابتسم حازم واتسعت ابتسامته حين لاحظ بطرف عينه ملامح الڠضب أعتلت وجه أمل فقرر أن يزيد من ڠضبها فمد يده ولمس يد الفتاة وقال 
.. وأنا اشتقت ليكي يا مادى وحقيقي وحشتيني معلش حبيبتي انشغلت فالشركة وسفري للقاهرة بس عمرى ما نسيتك حد يقدر ينسي الناس اللي ساكنه قلبه .
احتضنته مادى مرة آخرى فسمع تنهيدة أمل الغاضبة القوية ليحيط مادي بذراعه ونظر لامل وقال 
.. مادي احب أعرفك بالانسة أمل قريبة أحمد أمجد أنت عرفاه طبعا ودى يا أمل البيست فريند ليا مادلين شهيب دكتورة هنا فالجامعة .
بادلتها أمل التحية بهزة رأس فاترة لتمسك كتيبها ودونت لحازم 
.. طيب مش يلا ولا جو الترحاب لسه فاضل عليه كتير أصل أنا تعبت وعاوزة اروح .
ضحك حازم واهمل كتابة أمل ليسئل مادي 
.. تحبي اوصلك فالطريق مادي ولا لسه وراكي محاضرات .
ضحكت مادي بشدة وهي تلتصق بحازم
الذي ولاول مرة يرحب بتقاربها الشديد منه لتنظر لأمل وتقول
.. ولو حبيبي حتى ولو ما خلصت كله يهون لعيونك.
استدار حازم ليفتح الباب الامامي ودعى مادي للجلوس بجانبه وقال بأهمال
.. يلا اركبي يا أمل علشان اروحك أصل أنا افتكرت إن عندي مشوار ضروري هعمله مع مادي ومعلش هتقل عليكي أبقي بلغي عمي أمجد اعتذاري اني مش هقدر أقضي باقي اليوم معاه .
قطعت أمل ورقة من كتيبها و كتبت له 
.. ابقي بلغه بنفسك على ما أظن إن عندك لسان تعرف تتكلم بيه.
قاد سيارته وواصل حديثه مع مادي متجنبا حتى النظر إلى أمل ولكنه أيقن أنها وصلت إلى حد الأنفجار وما أن صف سيارته حتى غادرتها أمل وصفقت بابها بقوة وسارعت بخطواتها إلى الداخل دون أن تلتفت إليه صعدت أمل إلى غرفتها وقد أجتاحها الڠضب والحنق من حازم لتلقي بحقيبة يدها بعيدا عنها بعصبية وحدثت نفسها
.. اتحول وبقى واحد تاني اول ما شافها هي مين دي اصلا وإيه اللي هي مش لابساه دا لما دي دكتورة اومال الطلبة هيبقى شكلهم ايه فالكلية دي.
توقفت فجأة وقد صډمتها كلماتها فشحب وجهها وعاتبت نفسها قائلة
.. ايه يا امل مالك معقول تكوني غيرانة. 
.. لأ وأنا أنا هغير ليه وعلى مين على حازم ليه يعني أنا اصلا مستتقله دمه وقله ذوقه وبعدين دا مصدر لي ديما الوش الخشب والتكشيرة وزي ما شوفتي فاتحها مبوسة مع الدكتورة بتاعته.
.. اوف كفايا يا أمل وبطلي بقى اللي يشوفك يقول بتحبيه. 
بهتت أمل حين وصل تفكيرها لهذا الحد فجلست پصدمة على طرف فراشها لتنزع عنها طرحتها التي شعرت بها تخنق انفاسها وحدقت في الفراغ وهمست
.. حب إيه يا أمل إيه ناسية خالد لأ طبعا أنا أنا منستش خالد. 
فجأة ضړبت قلبها بقبضة يدها وقالت معنفة نفسها من جديد 
.. أنت السبب أنت لو كنت وقفت خالص كنت ريحتني ليه حبيت خالد وليه بتروح لحازم بتهرب ولا بتتسلى ولا غاوي توجعني وتكسرني أنا مش عوزاك ياريتني اقدر اشيلك من جوايا خالص واعيش من غيرك أنا بكرهك بكرهك .
ختمت قولها لترتمي بين وسادتها تكتم صرخات تألمها بداخلها وتبكي تمزق قلبها وحياتها.
أوصل حازم مادي وهو يلوم نفسه على سوء تصرفه تجاه أمل وتآكله الندم لتجاوزه حدوده المسموح بها في تعاملاته الأساسية مع مادي لعلمه أنها منجذبه إليه ودليل ذلك محاولتها لاستمالته ازداد حنقه من نفسه لتماديه معها والسماح لها بمثل هذا القرب ليتهرب من البقاء معها بعدما اوصلها بمعجزة حين رن هاتفه ووجد أحمد يتصل به فتعلل بحدوث أمر طارىء وهرب سريعا منها مقررا انه لن يقع في مثل هذا الفخ حتى ولو فسبيل اكتشاف ردة فعل أمل تجاهه تابع قيادة سيارته باتجاه الشركة ووقف ينتظر ظهور صديقه وحين لمحه يسير إليه فجلس خلف مقود سيارته ليثير دهشة أحمد فسأله
تم نسخ الرابط