كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

اتولدت متبقاش عاوزة تكمل حياتها معاه هنا اللغز واللي حله كله فدماغ أمل وبس. 
تملك ضيق غريب من حازم وهو يستمع لحديث أحمد لم ينل أعجابه أن يعلم بأن تلك الطفلة يمتلك قلبها شاب آخر فحاول الإنصات الى أحمد بحياديه فسمعه يضيف
.. المهم هي خرجت من المستشفى ورجعت مطروح وبعدين قررت تيجي هنا وبصراحة انا موافقها على الخطوة دى جدا لان بابا كان جايب لها منحة تفوق الماني بس عمي محمد هو اللي كان رافض فكرة سفرها أه على فكرة هي فأعدادي هندسة بس مش عارف هي ناوية تكمل ايه هنا لان بابا قال انها طلبت تغير الكلية رغم ان سمعت بردوا انها كانت دحيحة ورسمة علي اول الدفعة دا يا سيدي عن اللي حصل لها أما بالنسبة لامل ذات نفسها فهي طول عمرها لوحدها واخدة جنب كدا لا خروج ولا ضحك ولا اصحاب معندهاش حد إلا واحدة بس عايشة معاهم اسمها إيمان يعني امل بخلاصة الكلام عيلة كئيبة بمعني الكلمة قافلة حياتها علي خالد.
كان احمد يحكي عن امل وعقل حازم يسجل كل حرف يسمعه لانه يحتاج لتحليل شخصية أمل ليفهم لما رغم الضحكات والمرح والجو الدافىء الذي اشعره وكأنه عاد لحياته القديمة إلا ان عيناها رسخ فيها الحزن ونظرة غامضة لم يستطع تفسيرها.
انتبه حازم لصوت احمد يقول 
.. انت يا ابني بقى انا عمال احكى وانت ولا هنا ماشي يا زومة بعد كدا مترجعش تسأل وتقول احكي لي علشان أنت لو اتنطنطت مش هعيد حاجة.
انهى أحمد قوله وقڈف حازم بالوسادة ليردها له الأخير وهو يقول محذرا إياه
.. المرة الجاية هتبقي الفازة مش المخدة بطل رخامة يا جدع ويلا انا عاوز انام قولي بقى اوضتي موجودة زي ما هي ولا ابوك الحج اجرها لما سافرت مصر.
ضحك احمد وقال 
.. أنت عارف لو الحج سمعك بتقول عليه حج هيعلقك علي الشجرة برا زى زمان عموما اوضك فمكانها يا خفيف وهي الاوضة اللي جانبي هاه اللي جاني مش فالدور اللي فوق.
تمتم حازم وهو يغادر غرفة أحمد
.. رخم بس صاحبي .
وهناك فى القاهرة فى شقة خالد جلست ضحى وهى تعقد حاجبيها تحل بعض المسائل والحزن يسكن قلبها لسفر اختها ورحيلها عنها وجلست بجانبها ايمان التي تكورت علي مقعدها تمسك كتابا لم تفهم منه حرف وعينيها معلقة على ساعة الحائط تتساءل اين اختفي خالد طوال اليوم ليزداد احساسها بالقلق عليه لم تنتبه إيمان لسؤال ضحى إلا حين هزتها يد ضحى بقوة وهي تقول
.. ايه يا بنتي أنا بكلمك ليا ساعة وإنت سرحانة ومش هنا المهم بقولك تفتكري البت أمل هتخف وترجع تاني ولا الدنيا ممكن تعجبها هناك وتفضل. 
ألقت سؤالها وأشاحت بوجهها عن إيمان وأضافت بصوت خفيض 
.. تصدقي إنها وحشتني من دلوقتي انا مش عارفة هعيش من غيرها ازاى .
ثم نظرت لايمان مرة أخري محدقة وقالت
.. وبعدين يا ندلة تعالي هنا هو انا مش قلت لك تيجي تسلمي عليها معانا ممكن اعرف أختفيتي وروحتي فين الغريبة إن أمل لا سألت عليكي ولا على خالد اللي معرفش من وقتها راح فين هو كمان.
توقفت ضحى عن اكمال حديثها ونظرت بتمعن فى ملامح ايمان التي ارتسم عليها الحزن وامتلاءت عينيها
بالدموع لتحدث نفسها قائلة
.. هى ايه الحكاية هي ليه من الليلة اياها والدنيا بقت غريبة بين التلاتة دا كأنهم بقوا اغراب عن بعض وميعرفوش بعض ليه حسه ان الموضوع غير ما خالد حكي لي معقول يكون ضحك عليا معقول يكون في حاجة حصلت زى ما خالتو نعمة لمحت.
هزت ضحى رأسها ټعنف نفسها لاتجاة تفكيرها وتمتمت 
.. استغفر الله العظيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ايه التفكير دا دى تبقي کاړثة لو فى حاجة بين خالد وايمان يا خبر.
اتسعت عينا ضحى وغلفتها صدمة أفكارها لتهمس
.. يا حبيبتي يا أمل دى تبقي خدت صدمة حياتها اللي تخليها تكرة الحب والرجالة والصحاب والدنيا بحالها لا مستحيل معقول خالد وايمان يبيعوا امل طب ازاى وامته اومال تفسرى بايه حال ايمان اللي اتبدل هى كمان دي معدتش بتاكل ولا بتشرب ولا بتنام وبقت تقضي طول اليوم برا ومش بتظهر الا فوقت النوم وبتهرب اول ما النهار يطلع وعلى طول واقفة مع خالد وبعدين ما انا لازم افهم بعدين فين خالد كل دا هو مش وراه امتحانات هو كمان زينا يارب عقلي هيشت مني بسبب كل اللي حصل. 
قطع تفكيرها صوت خالد وهو يهمس 
.. السلام عليكم يا بنات . 
بمجرد ان سمعت صوته ايمان وقفت مسرعة عن مقعدها ليلفها دوار جعلها تترنج بقوة لتجري عليها ضحى وتصيح. 
.. ايمان مالك انتي كمان يا ربي .
اتجه خالد اليها كأنه مبرمج على الحركة لم يكن يشعر بوجودهم بجانبه ليسند ايمان مع ضحى ويمددها فوق الفراش الموجود بالغرفة وتحرك بجمود الى غرفته ليأتي بزجاجة عطره التي اخدتها منه ضحى لتنثره امام انف ايمان لتفيق وهى تشعر بالاجهاد لتهمس وتقول
.. معلش انا اسفة قمت فجأة و ..
لم تدعها ضحى تكمل لتقول 
.. هششش بطلي بطلي انتي اصلا مش شايفة نفسك خسيتي ازاى وبقت حالتك حالة يلا بينا نطلع وكفايا مذاكرة وخلينا نسيب خالد يريح وانتي كمان تاكلي حاجة وتنامى.
ساندتها ضحى رغما عنها فهى لم تشأ ان تغادر تاركين خالد الذي استمر على حالة اللاوعي تلك ليعود إلى غرفته وارتمى فوق فراشه دامع العين يتذكر كيف وقف بعيدا عن الجميع يتوارى حتي لا يراه احدهم ويطلب منه ان يقف معهم لقد تملكه الخۏف من ردة فعل أمل امام الجميع فهو مازال يتذكر كلمات هالة وتحذيرها من الضغط على امل ليمسح دمعته التي وقفت تكوى عيناه فقال 
.. خلاص كدا فقدتها يا خالد عجبك الحياة من غيرها تعرف تقولي هتعيش ازاى من غير قلب امل من غير ضحكتها اللي متأكد انها كانت ليك لوحدك من غير نظرة عينيها اللي كان حبها ليك ماليهم مش عارف هقدر انسى ازاى نظرة عينها ليا النهاردة نظرتها لأول مرة تبقى فاضية وقتلتك مكانك وهي حاسسها بتقولك اياك تقرب مني تاني وياريتك تختفي من حياتي وخليك شاهد انك كسرت قلبي وډمرت كل احساس جوايا انا ازاى عملت كدا فنفسي وفيها ازاى .
الفصل العاشر ..ارتباك. 
أتى الصباح بإشراقة هادئة استيقظت أمل حين سقط على وجهها ضوء الشمس أعتدلت بتكاسل ومررت يدها فوق وجهها وحين أبعدت يدها تطلعت حولها بحيرة ابتسمت ببلاهة بعدما ذكرت نفسها بأنها بمنزل خالها حينها سمعت صوت طرقات رافقها صوت خالها يناديها بصوت مرح ويقول
.. أمولتي أصحي يا كسلانة وإلا هدخل أصحيكي زي ما صحيت الشباب تحت يلا أدامك دقيقة وهعد بعدها وهتلاقيني فوق راسك. 
ابتسمت وغادرت فراشها وأتجهت إلى باب غرفتها وفتحته وهي تبتسم لخالها واشارت له بيدها رقم خمسة ليدرك أمجد بأنها تطلب منه أن يمهلها خمس دقائق لتعد نفسها للنزول فقال وهو يبتسم
.. الظاهر أن أنا لازم أتعلم لك لغة الاشارة ولا اقولك الأسهل أني أشوفلك دكتور أحسن
تم نسخ الرابط