كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
ضحى أنهم هيعرفوا المهم سيبك من موضوع التعب دا علشان أنا محتاجة منك خدمة.
عادت ضحى وجلست بجوار شقيقتها وقالت
.. أأمريني يا أمل محتاجة أعملك إيه
ابتسمت أمل بحرج وهمست قائلة
.. أنا محتاجة أشوف حازم لوحدي.
حدقت ضحى بوجه شقيقتها وحكت ذقنها بحيرة وقالت
..
طيب قوليلي هعملها أزاي دي يا بنتي دا حازم لو أتحرك من مكانه الكل هيعرف علشان هو قاعد ما بين بابا وخالو تصدقي أصلا بابا أول ما شافة وقعد معاه شوية صغيرين بعدها حسيتهم كأنهم أصحاب من زمان بابا منبهر بشخصيته جدا وواضح أنه حبه وخالتك كمان دي من وقت ما جينا وهي حطاه تحت الميكروسكوب فقوليلي هخليك تشوفيه لوحدك أزاي وهو تحت الحصار برا.
.. ضحى أعملي أي حاجة قولي لأحمد وخليه يتصرف أو ابعتي رسالة لحازم وهو هيعرف يحلها يا ضحى أفهميني أنا لازم اتكلم مع حازم الأول ضروري.
نفذت ضحى مطلب شقيقتها وراسلت أحمد فتطلع أحمد نحو صديقه وغمزه سرا وأرسل له رسالة قصيرة ليفكرا سويا بحل ما وتابعهم أمجد من مكانه يعلم أن هناك ما يدور بينهم وأنه بشكل مؤكد يخص أمل وما أن لكز حازم أحمد حتى أعتدل أمجد ليأتي صوت ابنه يقول
سأله والده بصوت هادئ
.. ميعاد إيه يا أحمد أحسن أنا نسيت.
ازدرد أحمد لعابه وأجاب والده
.. ميعاد الدكتور اللي حازم حجزه لأمل يا بابا واضح أنك نسيت دا حتى ضحى شكلها نسيت علشان كدا نامت.
أومأ أمجد وغمز إليه وسايره في الحديث قائلا
والټفت أمجد نحو شقيقته وأستكمل قوله
.. قومي يا ثريا صحي البنات علشان نلحق ميعاد الدكتور وأنت يا محمد قوم أجهز.
تبادل أحمد وحازم النظرات باضطراب واتسعت ابتسامة أمجد ليعود ويضيف
.. ولا تخلينا أحنا نتكلم سوا براحتنا والشباب يروحوا مع بعض.
أيد محمد كلمات أمجد الأخيرة قائلا
حاولت أمل أن تخفى أثر شحوبها وتحاملت على نفسها حتى لا يلحظ أحد ما تعانيه ولكن أعين الحبيب تدرك مصاپ الحبيب ومن قبل أن ينظر إليها خفق قلبه وعلم أنها تعاني من ألم أكبر من مقدرة تحملها وكاد أن يغير كل شيء ويطالبهم بالتوجه للمشفى بها ولكن نظرات التوسل التي رمقته بها جعلته يتراجع مرغما وما أن غادروا حتى التقط حازم يدها وساندها إلى لتجلس بأرتياح وعقب على تساؤلها الصامت
قاد طوال الطريق بوجه متجهم صامت لم يشارك في أحاديثهم الجانبية يرمقها بين الحين والأخر بلا تعقيب وما أن وصلوا إلى بقعة هادئة على ضفاف النيل حتى أسرع أحمد وجذب ضحى وغادر وتركهم بمفردهم فازدردت أمل لعابها ترقبت مغادرته والتفافه ليفتح لها باب السيارة ومد يده لتستند إليه وهمس ما أن وقفت جواره
خفضت رأسها وأبتعد عنه واستندت إلى مقدمة السيارة ونظرت إليه وأردفت
.. استنى لما أحكي اللي عندي وأجمع حسابك كله مش يمكن تلاقي نفسك مش قادر حتى تكلمني و...
ابتلعت كلماتها حين رمقها بحدة وليسألها بصوت حاول أن يجعله خاڤت ولكنه لم ينجح في أخفاء غضبه منها
.. ممكن أفهم تقصدي إيه بكلامك دا
تابعت تجهمه بصمت فزفر حانقا وصاح بنفاذ صبر
.. ما تتكلمني يا أمل وتفهميني معنى كلامك إيه سمعيني اللي عندك.
لم تستطع تمالك دموعها فازدادت عصبية حازم واقترب منها وقال
.. لا دا كدا كتير والبداية مش حلوة لما بټعيطي من أولها أومال أخرها هتعملي إيه لو سمحتي بطلي عياط وإلا هاخدك من أيدك وأوديكي المستشفى بالأجبار ولا أنت فاكرة أن شوية الألوان اللي حطاهم مخبين وشك المخطۏف وشفايفك الزرقا لعلمك أنا حاسس بيك وعارف أنك بتاخدي نفسك بالعافية وقلبك اللي جيتي عليه پيصرخ من الۏجع وبيقولك أرحميني وعلشان تبقي عارفة أنت أدامك ربع ساعة تفهميني فيها كل حاجة وبعدها هاخدك على المستشفى من غير أي أعتراض فاهمة.
لم تقو على النظر إليه فخفضت وجهها وشبكت كفيها معا وحاولت أن تكسب صوتها الثبات وهي تقول
.. حازم أنا غلطت غلطة كبيرة فحقك وحق نفسي وحق بابا غلطة تخليك تلغي اتفاقنا سوا أنا جيت هنا وأنا مقررة أني أدفع الكل تمن كل اللي مريت بيه وقابلت إيمان وكلمتها بطريقة عمري ما أتخيلت أني أتكلم بيها و..
أوقفت حديثها حين تهدج صوتها ورفعت أناملها وضغطت على عينيها كي تمنعها من البكاء وأضافت
.. وخرجت مع خالد وقعدت معاه لوحدي و..
أخبرته بكل ما فعلت وما حدث مع والدها وشاركتها عيناها بالدموع ليأتيها صوته يسألها بهدوء كاذب
.. وياترى إيه اللي حصل بينك وبين خالد وخلاكي ټندمي كدا إيه الحاجة اللي عايزة تقوليها ومش قادرة.
أدركت أنه بات يعرفها أكثر مما تعرف نفسها فزفرت بقوة وأجابته
.. صدقني أنا متدلوش أي فرصة أنه يلمسني.
رفعت وجهها وحدقت به وأضافت بصوت صادق
.. أصلا مينفعش بعد ما بقيت ليك أن أي حد يلمسني أو يقرب مني أنا أساسا وأنا بتكلم معاه مكنتش شيفاه كنت شيفاك وأنت
واقف بهيئتك دي عيونك بتصرخ فيها وبتلومني سمعت صوتك وأنت بتزعق لي حتى لما قرب مني محستش بحالي إلا وأنا بضربه وبمنعه يفكر حتى أنه يجي جانبي كنت حاسة أنه هيلوثني وأنا مكنتش عايزة كدا.
فجرت غضبه عليها ولكنه أجبر نفسه على تمالك انفعاله رمقها بعيون تتأجج بنيران الغيرة ليأتي صوته بهدوء ينذر بعاصفة مدمرة وهو يسألها
.. حضنك مش كدا.
شقهت وازداد وجهها شحوب فأشاح بوجهه عنها وابتعد لخطوات وصړخ بخيبة أمل
.. ليه فهميني ليه عايز أعرف معنى واحد للي عملتيه ليه تكسريني وتكسري نفسك كدا.
اجهشت في البكاء وأجبرته أن يستعيد هدوءه المزيف فعاد إليها ليسمعها تقول بتلعثم
.. لو عا يز تتنسحب أ أنا...
رجف قلبه پخوف فصوتها أخافه عليها صوت تنفسها أخبره أنها ټصارع لتتلقف أنفاسها ولكنه صدم من نفسه حين غادره صوته رغما عنه يقول
.. أنت لسه بتحبيه يا أمل.
سكون تام غلفها أنفاسها تراجعت وفقد قلبها إحدى نبضاته عيناها اتسعت ورأسها تأرجح يمينا ويسارا وغادرتها صيحة ملتاعة تقول
.. أنا بحبك أنت يا حازم بحبك وعمري ما حبيت غيرك ولا هحب.
أختطفها بين ذراعيه قبل أن تنهي كلماتها تنفس بعمق وأخبرها بقلبه قبل لسانه
.. هنرجع وهطلبك من والدك رسمي وهطلب منه أننا نكتب الكتاب النهاردة وبعدها هاخدك وهنرجع المانيا تعملي العملية هناك وبعد ما تقومي بالسلامة هحاسبك براحتي على كل اللي عملتيه موافقة.
أومأت بابتسامة باكية وابتعدت عن ذراعيه وسألته پخوف
.. يعني أنت مش هتسيبني يا حازم صح.
بدت أمام نظراته طفلة تبحث عن أمانها فالتقط يدها وقبل باطنها وأردف
.. أنا قدرك يا أمل وعمري ما هسيبك ودلوقتي أنا عايزك تفكري كويس وتجاوبيني أنت متأكدة أنك عيزاني عاوزة تكملي حياتك معايا وتتحملي غيرتي عليك.
أجابته بثبات وعينيها تهيم بعينيه
.. عايزة أقضي حياتي وعمري كله معاك يا حازم.
اعتدل سريعا
متابعة القراءة