كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

المفاجأة دي.
تردد خالد لبرهة ولكنه إنتبه لصوت أمل وهي تقول
.. إيه إنت هتسبنى واقفة على الباب كتير ولامش عاوز تدخلنى.
ابتسم خالد بحرج وقال وهو يبتعد ويفسح لها لتدخل
.. اتفضلى يا أمل بس أصلي أستغربت علشان دي يعني اول مرة تنزلي لعندي.
بادلته الإبتسامة الحرجة وقالت
.. انا انا عموما مش هعطلك يعني كنت محتاجة اللاب بتاعك اشوف حاجات للبحث وهرجعه تانى اومال فين ايمان.
استدار خالد يسبقها ولكنها مدت يدها واستوقفته وقالت بهمس
.. انت وحشتنى قوي ينفع اقعد معاك شوية.
أربكته بكلماتها ليدرك بأن إيمان بحضورها إليه بشكل يومي نجحت في إبعاده عن أمل وأهماله لها فأطرق برأسه بندم ومال نحوهها بوجهه وأقترب بشفتيه من اذنها فشعرت أمل بانفاسه تلفح وجهها فأحمر وجهها لتسمعه يهمس 
.. انا عارف انى مقصر معاكى وان المذاكرة والكلية اخدتنى منك بس صدقيني إنت كمان وحشتينى اوى.
حركت أمل دون وعيا منها وجهها لتقع نظرات خالد علي شفتيها فكتمت انفاسها وحدقت به مترقبة حركاته لتنفض أمل حين سمعت صوت إيمان يسئل
.. خالد إنت أتأخرت ليه هو إنت بتكلم مين.
أحست أمل وكأن دلو من الماء انسكب عليها فازداد وجهها احمرار حينها حدقت إيمان بشدة لخالد و رفعت حاجبها وهي تقترتب منهما وقالت
.. اسفة معرفتش انك هنا يا أمل ايه يا حبيبتى واقفة ليه كدا تعالى احنا لسه مخلصناش مذاكرة بعدين إنت سايبة مذكرتك ونازلة ليه.
نظرت أمل لخالد لينقذها فأجاب عنها 
.. تعالى يا أمل أقعدي اعملى البحث بتاعك معانا. 
ابتسمت أمل بسعادة وتبعتهم ودخلت لتأخذ مقعد بعيدا عنهم فانشغلت ليضيع عنها سماعها لصوت ايمان وخالد لتندمج اكثر مع بحثها ولكنها انتفضت مرة اخري حين هزتها ايمان پعنف وصوتها الصاخب يعلو ويقول 
.. ليا ساعة بتكلم معاكى بقلك يلا بينا انا خلصت مذاكرة.
أجابتها أمل بعدما عادت تدون بعض الكلمات دون ان ترفع عيناها إليها وقالت
.. انا لسه مخلصتش اطلعي إنت ولما أخلص هاجى.
استشاطت إيمان ڠضبا لأهمال أمل لها فقالت بحدة
.. ازاى يعنى اسيبك لوحدك هنا مع خالد.
ما إن سمعت أمل رد إيمان حتي توقفت عن الكتابة ورفعت عيناها تحدق بها بدهشة فهزت رأسها بإستغراب وقالت
.. عادى يا إيمان ما إنت بتذاكرى هنا كل يوم وزي ما قلت لك هخلص البحث واجى وعموما خالتو عارفة اني هنا فاطلعي أنتي وبعدين أنا مش قاعدة مع حد غريب ولا نسيتي أنا مع مين يا أيمان.
ازدردت إيمان لعابها حين ولج خالد إلى الغرفة وقالت بارتباك
.. أنا مش قصدى خلاص انا هستناكى بدل ما تزهقى لوحدك.
لم تدري أمل لما رغبت بمغادرة إيمان التي زاد سخفها معها فنظرت لها بضيق وقالت
.. وازهق ليه وخالد معايا دانا حتى محتاجة استشارة تجارية منه للبحث.
أحس خالد بتوتر الجو فوجه بصره نحو إيمان ليذكرها بحديثهم السابق وهو عابس الوجه ليشيح وجهه عنها ويلتفت نحو أمل مبتسما ويقول
.. عيونى ليكى إنت تؤمري يا قلبي.
شعرت إيمان إن بقائها سيثير الريبة في نفس أمل وسيزيد من سخط خالد عليها فهمهمت بكلمات مقطبة وهي تحدق بهما بتجهم وتغادر إلى أعلى.
الفصل الثالث..خطيئة لم تكتمل..
غادرتهم إيمان غاضبة فسمعا صوت الباب ېصفع بشدة فنظرت أمل لخالد وهي حائرة فإحساسها بأن هناك شيء غامض يحدث بين إيمان وخالد وهي تقف في المنتصف بينهما مغيبة عنه أصبح مؤكد لديها وبقوة لاحظ خالد إطراق أمل بالتفكير فأسرع بالحديث حتى لا يترك لها أي فرصة لتجمع الخيوط ببعضها ليقول
.. إيه يا أمل مش هتكملي البحث ولا ناوية تكسلي. 
أجابته بشرود وبدت وكأنها لم تسمعه وقالت لتفاجئه
.. خالد إنت مش ملاحظ إن إيمان
اتغيرت كتير عن الأول دي زي ما تكون واحدة بتغ.
أبتلعت أمل باقي كلمتها وهزت رأسها بالنفي بقوة وقالت بصوت لم يصل لسمع خالد
.. لأ مش معقول تكون إيمان بتحب لأ ماظنش أبدا مستحيل طبعا إيمان لا يمكن تكون بتفكر فيه أستغفر الله العظيم ربنا يسامحني على ظني دا. 
حاول خالد أن يعرف فيما شردت أمل عنه وازداد قلقه واضطرابه أمام همهمتها الخفيضة فأقترب منها وقال
.. أمل إنت روحتي مني فين دلوقتي قوليلي إنت ناوية تعملي إيه هتخلصي البحث ولا هتقعدي معايا ولا هتطلعي. 
حين طال صمتها مد خالد يده ولمس كتفها وقال ووجهه يميل نحوها
.. أمل على فكرة أنا بكلمك ممكن أعرف مالك.
أجابته لتطيح بتوازنه وبتلقائيتها المعهودة
.. بص يا خالد أصلها هي ملهاش إلا إحتمالين وبس يا أما تكون إيمان بتحبك وبتغير عليك أو إنها غيرانة منك إنت عليا.
توقفت أنفاسه فسعل خالد بشدة من قوة اضطرابه لإدراكه أن أمل في سبيلها لإكتشاف ما حاول إخفاءه فحدق بوجهها وتفرس في ملامحها فبادلته التحديق وهي تقول
.. خالد إنت سمعت أنا قولت إيه ما تجاوب إيمان بتحبك ولا بتغير من. 
نفض خالد الأمر من رأسه فكلمات أمل بدت كمن يحاول ضم الشرق والغرب معا ويبحث عمن يمنعه فأبتسم بإرتياح وقال
.. حبيبتي ممكن تبطلي عبط علشان إيمان لا بتحبني ولا بتغير مني عليكي وكل الموضوع إنها خاېفة زيك من الامتحانات وعاوزة تنحج فالتحدي معاكي وتثبت إنها تقدر تبقى الأولى بس اللي أنا واثق منه أن حبيبتي أمل هي اللي هتكسب التحدي وهتبقي أول الدفعة صح.
ابتسمت بحرج واومأت ثم أنتبهت إلى مكانها ووقوفها فرفعت عيناها وتلاقت نظراتها بعينا خالد الذي زاد قرب أمل منه من تأجج مشاعره نحوها فأسبل عيناه لتسير رعدة حاړقة بجسد أمل فزفرت وقالت
.. واضح إن معاك حق يا خالد أنا الظاهر اللي بقيت لا أطاق خصوصا إن الكلية أخدت كل وقتي وحاسة إني بعدت عنك وعنها و.
لم تستطع إكمال كلماتها فخالد لم يمهلها الفرصة فقد مال بوجهه أكثر نحو وجهها فحاولت أمل أن تتراجع بخطواتها لتتفاجأ بالحائط خلفها تماما فازدردت لعابها وعيناها معلقه بعين خالد وحينها سمعت صوت همساته المتحشرجة والتي أصابتها بالرجفة تقول
.. وحشتيني قوي يا أمل وحشتيني لدرجة إني مبقتش لاقي نفسي من غيرك أمل أنا لو عشت عمري كله أقولك بحبك وبعشقك مش هيكفيني العمر وهحتاج لعمر تاني وتالت ومليون علشان أقدر بس أوصل لك إحساس قلبي بيكي.
زفر خالد أنفاسه متعمدا أن ترتطم ببشرة أمل وحينما أرتعدت شفتيها أضاف
.. أمل إنت عارفة إن دي أول مرة نبقى أنا وإنت لوحدنا من يوم ما أتخطبنا وكل مرة نكون سوا لازم ألاقي حد جاي يقعد وسطنا لدرجة تخنق عارفة إن من زمان وأنا نفسي يكون لنا مساحة لوحدنا زي دلوقتي علشان أقدر أقولك على إحساسي اللي جوايا ليكى تخيلي إن أنا خاېف عليكي من حبي دا وفنفس الوقت عاوزك تحبيني حب قده وأكبر منه أمل أنا بحبك قوي ومحتاج لك قوي.
خفضت أمل رأسها خجلا منه وهمست بإضطراب
.. أنا كمان بحبك قوي يا خالد وبتمنى أكتر منك اليوم اللي يجمعنا فيه بيت واحد و.
سيطر خجلها عليها ونهرها عقلها لتماديها في الحديث فلزمت الصمت ولكن إشتياقها الذي تحرر عقاله من أسر عقلها نغز قلبها وبقوة فرفعت عيناها لتنظر إلى حبيبها ولكنها شعرت
تم نسخ الرابط