كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

كمان فدراستها هناك.
طعنتها الغيرة في مقټل فرفعت عينيها وحدقت به پخوف وسألته باضطراب
ه و هو أنت رجعت تكلمها يا خالد.
ابتسم بتهكم لسذاجتها وهز رأسه بالنفي وأجابها
.. تفتكري لو كنت رجعت أكلمها هيبقى حالي كدا اطمني يا إيمان أنا لا بكلمها ولا هي أصلا هتقبل ترد عليا دا غير إن معنديش الجرأة إني أكلمها أصل يعني هكلمها أقول إيه أقول لها طلقتك ڠصب عني ونفسي أرجعك لعصمتي من تاني ولا أقولها وحشتيني وعايز أشوفك.
سألته بسخط لعدم مراعاته لمشاعرها
.. أومال عرفت منين أخبارها.
مسح على رأسه وأجابها بتشوش
.. إيهاب هو اللي قالي يا إيمان عرف بالصدفة وهو بيحاول يقنع ضحى إنها ترجع له.
اربكتها الصدمة فحدقت به بعيون متسعة لتسأله بعد بضع ثوان حين رسخت بعقلها الفكرة
.. أنا مش مصدقة بقى معقول ضحى تسيب إيهاب وهو وافق كدا بالساهل دا روحه كانت فيها طيب إيه السبب اللي خلاها سابته.
كادت نظراته الساخرة ټصفعها فزفر بضيق لإدعائها الغباء وتحرك مبتعدا عنها ليقف أمام باب غرفته ويقول
.. علشان كان عارف اللي بينا يا إيمان وحافظ على سري عرفتي ليه ضحى سابته علشان تحملني ذنب حياة إيهاب اللي باظتت بسببي وتزود عليا ۏجعي كأن ۏجعي لخسارة أمل مكنش كافي ليها.
انهى قوله وولج خالد إلى غرفته مخلفا إيمان تنهشها الغيرة والسخط لعودته إلى ملاذه دونها مرة آخرى.
لم تصدق ضحى أن والدها وافق على سفرها انتهت محادثتها مع شقيقتها وغادرت غرفتها تنادي والدتها وهي تبتسم
.. ماما تعالي عندي ليك خبر بمليون جنية.
غادرت ثريا غرفة نعمة وعيناها مملتئة بالدموع أنتبهت ضحى لدموع والدتها فبهتت ابتسامتها وأقتربت من والدتها وسألتها بقلق
.. ماما مالك أنت بټعيطي ليه.
زفرت ثريا أنفاسها بحزن ولمست وجه ابنتها وقالت
.. أبوكي بلغني إنه وافق على سفرك لخالك وقالي إن أمجد بعتلك زيارة تلت شهور.
أبعدت ضحى عيناها عن والدتها ونظرت إلى خالتها لتزم نعمة شفتيها بسخط وتقول
.. من الأخر يا ضحى أمك صعبان عليها إنك هتسبيها وتسافري زي أمل دا غير إن قلبها الرهيف مش هتتخيلي قلقان على مين.
التفتت ثريا ووبخت شقيقتها وقالت
.. نعمة أخر مرة اسمعك تتريقي عليا وبعدين مش كل ما هفضفض معاكي بكلمتين تجري تحكيهم مرة لمحمد ومرة
لضحى وخلصنا خلاص من السيرة دي.
رفعت نعمة حاجبها باستخفاف وقالت مهملة تحذير شقيقتها
.. أنا مش عارفة ليه كلمتي اللي بتقف فالزور ما أنا ياما حذرتكم وحاولت انبهكم وكلمتك وقولت لك وأنت دافعتي عنها والأخر طلع كلامي اللي صح ودلوقتي قال حلمتي بيها محتجالك أنت هتنقطيني يا ثريا بطيبة قلبك وخيابتك اللي ورثتيها لبناتك يا أختى بدل ما قلبك خاېف ومړعوپ على الست إيمان دوري على بناتك وحاجي عليهم كلمي بنتك وطيبي خاطرها واسيها فمحنتها دي مهما كان عيلة واطلقت بدري إنما خطافة الرجالة اللي لافت على جوز بنتك دي ترميها من دماغك واللي يجرالها دا نصيبها وجزائها على اللي عملته.
استمعت ضحى لكلمات خالتها پصدمة فالتفتت إلى والدتها وحدقت بها لا تصدق أنها تفكر بأمر إيمان بعد كل ما حدث منها فزفرت ثريا وقالت بحدة
.. قولي اللي جواكي يا ضحى مالك واقفة تبصي لي وساكتة يلا كملي عليا وعتبيني إني قلقانة على إيمان يلا قوليلي زي خالتك ما قالت إني خايبة وطيبة بهبل علشان بفكر فيها.
سحبت ثريا بضع أنفاس بتوتر وهي تتابع ملامح ابنتها المصډومة فزفرت بصوت عال والتفتت إلى شقيقتها وقالت
.. طول عمرك قلبك جامد يا نعمة ولسانك متبري منك توجعي اللي قدامك وتقولي أصل أنا صريحة تنهشية بلسانك وتقولي أصل اللي قلبي على لساني بس لحد كدا يا نعمة وكفايا أنا خلاص معدتش متحملة اسمع لوم وعتاب وزعيق أنت من وقت ما سمعتيني بفضفض لمحمد وأنت مستلماني تريقة وعتاب مش سايبة فرصة تروح منك زعلانة إني قلقانة على إيمان طيب قوليلي إزاي مقلقش وأنا اللي مربياها حتى لو مطمرتش فيها التربية يا نعمة أنت من أول يوم أخدت إيمان فيه وأنت مسكتيش رغم إن محمد حاول كتير يفهمك بس أنت رفضتي تفهمي قفلتي عقلك وجمدتي قلبك وعاملتي إيمان من أول لحظة على أنها غريبة وجاية البيت تسرق كنت بترقبيها وبتستني تغلط علشان تقطعي فيها وفينا لعلمك يا نعمة أنا لا خايبة ولا طيبة بهبل أنا أم شافت بنت محتاجة ليها ضمتها فحضني زي بناتي ويعلم ربنا إني راعيته فيها ومفرقتش بينها وبين بناتي فأي حاجة ومش ندمانة على كل اللي عملته ولو الزمن رجع بينا تاني فأنا هاخدها فحضني وهربيها فمتبخليش على قلبي إنه ېخاف عليها ويقلق.
على الرغم من رفضها لموقف والدتها إلا أنها لم تستطع قول شيء فهي نهت الأمر بقلب الأم التي ضمت إيمان كواحدة منهن فكيف لها أن تتنكر لها الأن تنهدت بحزن لما آل إليه الأمر فإيمان تسببت في إحداث شرخ كبير بقلوبهم جميعا وجعلت الألم يسكن حياتهم بل زادت الأمر سوء بموقف خالتها الرافض لإيمان ولومها الدائم لوالديها لتخرج والدتها عن هدوئها المعتاد.
بدلت ضحى نظراتها من والدتها المنتحبة إلى وجه خالتها المتصلب لتراها تكافح غصة حاولت أخفائها عن العين وأستدارت توليهم ظهرها وتقول
.. أنا يمكن ربنا مأكرمنيش بالخلفة يا ثريا لكن قلبي لا هو جامد ولا جاحد قلبي بيحس باللي أدامه وأنا من أول لحظة حسيت بيها وقريتها فعنيها إيمان من قبل ما تدخل بيتك يا ثريا وهي مقررة أنها تاخد على قد ما تقدر عموما أنا لا بايدي أمنعك ولا أحكم عليكي لكن هقولك حطي فحسابك مشاعر بنتك اللي أتخانت على ايد إيمان.
مرت الأيام سريعا على ضحى تنتظر بفارغ صبر يوم سفرها خاصة بعدما جلس والدها برفقتها وعاتبها ليصفح عنها مقبلا إياها ومعلنا عن دعمه لها ولقرارتها أيا كانت تراها مناسبة لحياتها بينما ظل الجفاء يحيط بثريا ونعمة ورغم محاولات ضحى أن تنهي الخلاف بينهما إلا أن كلتاهما عنيدة. 
رافق محمد ابنته إلى المطار مصطحبا ثريا ونعمة معه رغما عنهما فثريا لازالت متشبثة برفضها لسفر ابنتها لذا لزمت الصمت طوال الطريق وما أن لاح مطار القاهرة أمامهم حتى انفرجت شفتيها للحديث لتتفاجأ بيد نعمة تمنعها من قول شيء وتميل نحوها تهمس
.. بلاش تبوظي فرحة بنتك وسبيها تسافر تغير جو وتشوف حياتها وبعدين ضحى مش صغيرة يا ثريا وعارفة مصلحتها كويس.
وقفت ضحى أمام البوابة ټحتضنها والدتها بقوة تبكي فراق ابنتها لها بينما ابتعد محمد عنهما فهو لا يطيق لحظات الوداع تلك في حين تذمرت نعمة من بكاء شقيقتها ففصمت عناقها لضحى وقالت
.. سيبي البنت تمشي أحسن الطيارة تفوتها وكفايا عياط دا الموضوع كله ساعتين وتكلمك طول اليوم وتشوفيها هي وأمل يلا يا ثريا روحي هوني على جوزك وخلينا نمشي.
سحبتها نعمة بعيدا وضمتها إليها متناسية خلافهما الأخير ودفعتها صوب زوجها وغمزت إليها قائلة بهمس
.. أنا مش هروح معاكم وهروح مشوار هتأخر فيه شوية واخدة بالك يا ثريا.
فوجئت ضحى وهي تصعد إلى الطائرة بمعاملة شبيهة لما لاقته
تم نسخ الرابط