كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
بوهن وسدت أذنيها وهزت رأسها بالرفض وأخبرته بصوت مرتجف ضعيف
.. لا تقترب مني فأنا أرفض البقاء هنا لدقيقة أخرى.
تهدج صوتها وأحست بنيران تلتهم صدرها وتعتصر بلهيبها قلبها وتابعها الطبيب بحذر
وأشار للممرضة بالأبتعاد عنها حتى يكتسب ثقتها وأخبرها قائلا
.. أهدي أنستي وحاولي تفهم الأمر صدقيني يجب عليك البقاء فحالتك لا تسمح لك بالمغادرة و..
.. حالتي هي شأني وحدي وأنا أريد مغادرة المشفى والعودة إلى منزلي لا أريد استكمال أي شيء وأرفض العلاج كليا.
حاول الطبيب تدارك الأمر فأومأ لها وابتسم برفق وقال
.. حسنا أنا سأنظر في أمر عودتك ولكن عليك أولا أن تدعينا نداوي ڼزف يدك ونطمئن على حالة قلبك وحينها سأبلغ أسرتك بالخارج بشأن عودت.
.. لا ليس منزل خالي أرجوك فأنا أعني منزلي في مصر أرجوك دعني أرحل من هنا دون أن تخبرهم و.
زم الطبيب شفتيه وأخبرها بمدى خطۏرة حالتها الصحية وأنه تم أدراج أسمها في قائمة انتظار قلب بديل فزفرت أمل وأردفت
.. ولكني لم أوافق على أجراء أي جراحة أرجوك اتركني أرحل.
بدت أمامه بحالة انهزام تام فأشار إلى الممرضة بعيناه بأن تستدعي أحد أفراد أسرتها ليحاول أقناعها معه فأسرعت ولبت طلبه وغادرت سريعا لينتبه إليها الجميع وقفت الممرضة تحدق بهم بحرج وأخبرتهم بحالة هياج أمل فعقد حازم حاجبيه وألتفت إلى أمجد يرجوه أن يدع له الفرصة ليتحدث معها فأومأ بتخوف ورافق حازم الممرضة إلى داخل غرفة العناية بعد أن تم تعقيمه جيدا ليصدمه شحوبها وحالتها المضطربة فمست روحه بحزن وتمنى لو كان بإمكانه أن يستبدل معها مكانها ناشدها حازم لتستمع إلى صوت الطبيب ولكنها أصرت على رفضها لتصيح پغضب
تشتت انتباه أمل بتلك اللحظة ولم تلحظ تلك الممرضة التي كبلتها ليتقدم منها طبيبها وحقنها سريعا بمهدأ فازداد نحيبها فتجمد حازم بمكانه للحظات لينفض عنه ضعفه ذاك ويتقدم منها وساعد الممرضة على أعادتها لفراشها وما أن تنبهت أمل ليده الممسكة بيدها حتى دفعته بعيدا عنها بوهن رافضة لمساته وأردفت برفضها قائلة
ألقت بكلماتها بوجهه وهي تتحاشى النظر إليه وأولته ظهرها ما أن أنهت قولها فتجمد حازم أمامها لا يصدق أنها طالبته بتنفيذ وعده وتركها وأمام نظرات إحدى الممرضات وأهتزاز جسد أمل بسبب بكاؤها لم يدر حازم ما الصواب معها ليفعله فرفضها لوجود أيا كان بجوارها ستكون نتيجته عكس ما يريدون زفر حازم بقوة وتقدم صوبها ليعترض طبيبها طريقه قائلا
ازداد إحساسه بالحرج وازدرد لعابه وغادر رغما عنه ليصطدم بأمجد الذي وقف يتطلع إليه بتساؤل عن سبب مغادرته ليخفض حازم وجهه وأبتعد قبل أن يوجه إليه أمجد أي سؤال.
راقب أمجد هروب حازم وزفر بحزن وأشار لإحدى الممرضات لتأخذه إلى غرفة الطبيب ليجلس معه لبضع دقائق وضح له طلب أمل ورغبتها بالمغادرة وأشار عليه بالتعقيم ليراها ليتبع أمجد كافة الأجراءات وولج أخيرا إليها وجلس بجوارها وقال
استدارت أمل وحدقت بوجه خالها بعيون منتفخة ووجه شابه لون بسيط وبدت عينيها جامدة لتردف بصوت منكسر أثر عليها بكاؤها
.. وأنا ليه محدش بيقدرني ليه كلكم شايفني ضعيفة وبتستهونوا بمشاعري ليه محدش بيراعي إحساسى ليه! على فكرة أنا مش عايزة لا علاج ولا أي حاجة تانية وكل اللي أنا عيزاه هو أنكم تسيبوني أنزل مصر أرجوك أنا مش عايزة أقعد هنا تاني.
زفر أمجد پغضب وتحدث بصوت محتد
.. مافيش نزول لمصر إلا لما تعملي الجراحة أحنا خلاص...
قاطعته لأمل وقالت
.. أنتم مين ممكن أعرف أنتم مين علشان تقرروا بالنيابة
عني أنا رافضة قراركم وتدخلكم فحياتي وعايزة أرجع مصر ولعلمك يا خالو حضرتك لو مش هترجعني مصر فأنا هروح السفارة وأطلب منهم يرجعوني مصر بأي طريقة.
دهش أمجد من أسلوب أمل ونظراتها التي تتحداه بأنها ستنفذ ټهديدها فقال باستنكار
.. ياه بقى هي وصلت لكدا وصلت أنك تنسي نفسك وأنت بتتكلمي مع خالك تمام يا أمل بما أنك بتتصرفي تصرفات غير مسئولة فأنا فالحالة دي من حقي أتصرف معاها بالطريقة الصح ودا وفق قوانين البلد وبما أنك اتمردتي وعايزة تهدي الدنيا فأكيد المستشفى لو طلبت من أي دكتور فيها أني أقدم طلب بالتعامل مع حالتك دون أذن الرجوع ليك لإنك ممكن تضري نفسك.
جلست أمل وهي تشعر بالدوار ورغم ممانعة الطبيب الذي وقف متعجبا لا يفهم ما يقولونه لتقول
.. متقدرش تفرض عليا حاجة يا خالو.
لتوجه نظرها إلى الطبيب وتقول
.. أنا أرفض رسميا أجراء الحراجة وأطالبك بأعطائي أذن خروح حالا.
استشاط أمجد ڠضبا لعنادها الغير مبرر وصاح موبخا إياها
.. أمل انتي اټجننتي إيه هو العند والكبر فالصحة كمان أنت بالشكل دا بتحكمي على نفسك بالمۏت قلبك مش هيتحمل كل اللي أنت بتعمليه فيه هقولك إيه يا بنتي استغفري الله وأهدي وفهميني ليه بتعملي كدا ولا في حد مننا ضيقك يا أمل دا كلنا بنتمنى لك الرضا ترضي.
راقبته أمل وبداخلها يتراكم الحزن مرادف لخيبة أملها وهمست بضعف
.. وأنا مش عاوزة حد يتمنى لي أي حاجة أنا عاوزة أرجع مصر .
تطلع إليها بحيرة لا يدر ما خطبها وسألها بصوت سيطر عليه خوفه عليها
.. طيب ممكن بالراحة وبهداوة تفهميني فيها إيه مصر علشان ترجعي له فهميني وأنا ارجعك.
ابتلع لكامته ما أن عادت لنحيبها فهمس پألم
.. لا حول ولا قوة إلا بالله يا بنتي الله يهديك متوجعيش قلبي عليك.
أجهشت في بكاء مرير ومع تزايد انتفاضها أحس أمجد أن الأمر تجاوز معها كل حد معقول فأبتعد عنها وهمس لطبيبها بأن يحاول أن يحقنها بأي مهدأ كي لا تصاب بأنهيار يزيد الوضع سوء ليغادر بعد دقائق بعدما تأكد من هدوء أنفاسها واستغراقها في النوم اتجه أمجد بخطى ثقيلة وجلس بجوار ابنه وزفر بقوة وعينيه تجول في المكان فرأى ضحى مغمضة العين بوجه مرهق وبحث بعينيه عن حازم فلم يجد له أثر فسأل أحمد بصوت خاڤت عنه ليجيبه الأخير بحزن
.. للأسف متحملش يشوفها بالحالة دي وكان واضح عليه أنها طردته المهم طمني هي عاملة إيه دلوقتي.
على الرغم من صوته الهادئ إلا أنه تسلل إلى سمع ضحى فاستيقظت ونظرت إلى خالها وسألته بلهفة عن حال شقيقتها لتمتعض
متابعة القراءة