كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
الواهية ويخرجها ليسألها عما حدث ليختفي صديقه فجأة تطلع أمجد إلى ابنه قرأ ملامحه فأدرك أن ظنونه مؤكدة هناك أمر ما حدث ترك جواره وصعد إليها عليه مواجهتها فالسكوت الأن بات مستحيلا.
طرق باب غرفتها فأنتفضت أمل وتطلعت صوب باب غرفتها تعلم بقرارة نفسها بأن المواجهة حسمت أتجهت إلى الباب وأستقبلت خالها منكسة الرأس وما أن وطأ أمجد الغرفة حتى تفاجأ بحقيبة ثيابها معدة فوق المقعد جال ببصره ليدرك أنها جمعت أشياؤها وقد عزمت على الرحيل رفع حاجبه وأشار إلى الحقيبة بصمت فازدردت لعابها وفاجأته بصوتها المرتعش تقول
اومأ وبدا وكأنه لم يتأثر بعودة صوتها إليها فأشار إليها لتجلس فجلست بارتباك وحرصت على ألا تلتقي عينيها بعينا خالها فبادر أمجد بالحديث معها قائلا
.. ممكن أعرف إيه اللي حصل عايز أفهم ليه حابسة نفسك فأوضتك وليه ناويتي ترجعي مصر وليه خبيتي إن صوتك رجعلك والأهم عايز أعرف اللي حصل بينك وبين حازم.
.. أظن سألتك ومن الأدب تجاوبي إيه اللي حصل بينك وبين حازم خلاكي خاېفة وقافلة على نفسك وخلاه ساب البيت هنا فجأة من غير ما يتكلم مع أي حد فينا ومش كدا وبس لأ دا أختفى من شغله اللي حفر فالصخر علشان يوصل للمكان اللي وصل له ومحدش يعرف له طريق أتكلمي يا أمل وعرفيني يا بنت أختي باللي مخبياه عني وبلاش تسبيني لشيطان نفسي أتخيل حاجات تطير فيها رقاب.
وبالأسفل لم يكن حال أحمد أفضل منهما فلازال غاضبا لصمتها وأبتعادها يعلم أن سر أختفاء حازم ينتهي أمره معها ولكن كيف له أن يخترق حصنها ذاك لتخبره زفر أحمد وألتقط هاتفه مرة أخرى حاول مرة تلو الأخرى ليلقي بهاتفه جنبا وهو يلعن كل ذلك الغموض وقف حين رأى والده يهبط درجات السلم زم أمجد شفتيه ففضول أحمد واضح فوق محياه ولكن عليه أن يحتوي ما حدث فبادر أمجد بقوله
ظن أحمد أن والده علم بمكان صديقه ولكن سرعان ما أستحوذت عليه خيبة الأمل حين أبتعد والده عنه وهو يضع هاتفه فوق أذنه وسمعه يحادث أحدهم ويقول
.. تكلف كل الرجالة اللي تقدر تجمعهم وتخليهم يجيبوا لي حازم من مكان ما هو قاعد حتى لو كان رجع مصر أنا عايزه عندي هنا الصبح.
.. ملكش أي دعوة بأمل ومتسألهاش عن أي حاجة.
اومأ بضيق فوالده يكبل يداه فاستدار أحمد وأتجه إلى غرفته بينما جلس أمجد يفكر بأمر أمل يخشى أن تصاب بأزمة صحية أخرى كاد يصعد إليها ولكنه تراجع ووجد أن عليه
الأنتظار قليلا حتى يرى ماذا ستفعل هي.
يفتقدها ولكن كيف له أن يعود بعدما نقض عهده وخالف وعده مع أمجد هو لا يستحق أن يعود إلى منزل أجمد مرة أخرى وعليه أن يبقى بعيدا عنهم فكيف سيرفع عينيه بعينا أمجد والأهم كيف له أن يتحمل التواجد بالقرب منها ويكف يده وقلبها عنها فمنذ قبلها وهو يتمنى لو يعيد التجربة مرات ومرات بلا ملل أو توقف زجر نفسه وترك مقعده وأتجه صوب الشرفة لعل الهواء ينعش نفسه قليلا حينها لمحهم قطب جبينه حين أشار أحدهم إلى شرفته ورفع الأخر عينيه ليحدق به بوجه مقطب تراجع حازم وقلبه يخفق فرجال أمجد توصلوا إلى مكانه مما يعني أنه بات على علم بما حدث منه دقائق وكان رجال أمجد يخبرونه بطلب أمجد فاومأ وأخبرهم بأنه سيرافقهم.
ولج حازم إلى صومعة أمجد للمرة الأولى فشعر برهبة مخيفة تسيطر عليه تطلع حوله بحيرة وقد لاحظ أن جميع حوائط الصومعة تحمل صورا لوجه واحد فقط فجأة صدح صوت أمجد في المكان يقول
.. دي صورة ليلى مراتي الله يرحمها.
علت الدهشة ملامح حازم فتلك هي المرة الأولى التي يأتي أمجد على ذكر زوجته الراحلة أشار إليه أمجد ليجلس فبدا على وجه حازم الترقب وجلس خافضا وجهه لأسفل فبادره أمجد بقوله
.. هربت ليه يا حازم.
أغمض عينيه يثقله الذنب ولكن عليه أن يثبت أنه لم يهرب جبنا وإنما لإحساسه بالخزي فرفع وجهه ونظر إلى أمجد وقال
.. مقدرتش أواجه نفسي بالذنب ومقدرتش أرفع عيني فيك وأنا وأنا.
توقفت الكلمات بحلقه ورغم ازدراده للعابه عدة مرات إلا أنه شعر بجفاف حلقه تابعه أمجد بتركيز حركاته وملامحه تفيض بما يجول بداخله لم يختلف عن حال أمل كلاهما يثقلها الأحساس بالذنب زفر أمجد بعدما بات كل شيء واضحا له الحب الذي جمعه بزوجته هو ما جمع بينهما لم يستطع أمجد أخفاء ابتسامته الحزينة حين ألتقط عيناه بعينا ليلى بتلك الصورة التي أحتلت الحائط بأكمله وأحسها تبتسم له وتحثه على رأب الصدع بين الجميع ليتخطوا الماضي ويعيشوا حياتهم كما يستحقوا اومأ لها وأرسل إليها قبل عبر الهواء وتعجب حازم لتصرف أمجد فالټفت إليه الأخير وقال
.. ليلى دي حب العمر كله يا حازم من يوم ما شوفتها ورغم إن الفترة اللي عشتها معها كانت صغيرة إلا أني مقدرتش أشوف غيرها ولا أحس بأي ست تانية كنت بشوفها هي فكل مكان وبسمع صوتها وهي بتتخانق معايا لما أحكي لها عن مشكلة لدرجة أني حسيت أنها مخصماني لما طردت أحمد من البيت وزعلته ودلوقتي نظرتها ليا بتقولي كلام كتير بتقولي أسامحك وأعدي الغلطة اللي حصلت منك فحق أمل وحقي ومش كدا وبس لأ دي بتلومني إني لحد دلوقتي مقولتش إن أمل بقت حرة.
توقف أمجد عن استرساله في الحديث وعيناه تمعن النظر بعينا حازم المتسعة بدا كالأبله أمامه يبحث عن معنى لكلمته الأخيرة فلكزه أمجد وقال
.. هو زي ما فهمت أمل أطلقت من خالد.
أنتفض حازم واقفا فرافقه أمجد وقبض على ساعده وقال بنبرة تحذيرية
.. إياك أمل متعرفش فأهدا كدا علشان أنا عايز أتكلم معاك فكذا حاجة الأول قبل ما أعرفها.
إنصاع حازم وعاد لمكانه فاتبسم أمجد ثم تذكر كلمات أمل الباكية وهي تخبره عن رفضها لحازم فأتسعت أبتسامته وقال
.. إلا قولي يا واد يا حازم إحساسك كان إيه وأمولتي بتصدمك
متابعة القراءة