كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

وضمھا إليه وقال
.. خلاص بقى يا ثريا متزعليش مني بصي حقك عليا صدقيني أنا ڠصب عني أعصابي فلتت وبعدين دي أول مرة أزعق وإن مكنتيش أنت هتتحمليني فضيقتي مين اللي هيتحملني فعديها علشان خاطر ميدو حبيبك.
ترقرقت عينا ثريا بالدموع مرة أخرى وقالت
.. تعرف يا محمد هي أه أول مرة بس تصدق أثرت فيا علشان أنت يوم ما عملتها چرحتني أدام بناتي وأخويا أنا أنا نفسي صعبت عليا يا محمد و.
أجهشت ثريا بالبكاء فشدد محمد من أحتضانه لها وقبل رأسها وقال
.. أنا محقوق لك وليكي عليا أعتذرلك قصادهم واجيب لك حقك مني وأراضيكي ها قولتي إيه يا سوسو هتسامحيني.
نظرت له ثريا بحب وقالت
أحسها تريد قول المزيد ولكنها ترددت فابعدها قليلا عنه وسألها بعينيه عما تريد قوله فأردفت ثريا
.. أنت مش شايف إنك كسرت بخاطر أمل لما زعقت.
اومأ موافقا وهو يتنهد وأجابها
.. متقلقيش يا ثريا أنا هصالحها وهو أنا يعني بنتي هتهون عليا بس هو كان لازم أقسى شوية عليها علشان تعرف إنها مكنش المفروض تخبي دا أنا أبوها اللي ېخاف عليها من الهوا ويفديها بحياته لو لزم الأمر.
أحاطت ثريا وجهه بكفيها وهزت رأسها بالنفي وقالت
.. ربنا ميحرمناش منك يا محمد وتفضل سند وضهر بناتك.
ولج أمجد لغرفة أمل يساوره القلق عليها فلمح من مكانه جسدها المنتفض دليل بكاؤها فأتجه إليها وربت على ظهرها وقال
.. أمل ممكن تبكلي عياط على فكرة والدك مستاء من نفسه ومن اللي عمله هو ڠصب عنه أعصابه فلتت وأنا قولت لك وحذرتك وبعدين أنت لازم تقدري حالته دا كان متكتف ومش عارف أي حاجة قومي يلا يا أمل قومي وكفايا عياط علشان أنا عايز أفهم منك موضوع ضحى.
أعتدلت أمل بعدما استطاع أمجد أخراجها من دائرة البكاء فكفكفت دموعها فأردف
.. قوليلي هي ضحى كلمتك إنها هتسيب إيهاب.
هزت أمل رأسها بالنفي وقالت 
.. لأ يا خالو أنا أول مرة أسمع أنها سابت إيهاب من بابا لما قال أصلا هي ليها فترة مش بتكلمني واتس زي عوايدها وكنت مستغربة الموضوع وبصراحة أنا مش مصدقة إنها تسيب إيهاب بعد الحب اللي هو بيحبه ليها علشاني.
زفرت أمل بحزن وأشاحت بوجهها بعيدا وهمست
.. واضح كدا إن أنا بوظت لها حياتها.
ربت أمجد على يدها فالتفتت له فقال
.. أنت مبوظتيش حياة
حد يا أمل وبعدين أنت أختها وصدقيني أنت لو مكانها كنت هتتصرفي نفس التصرف يا أمل كل حاجة بتعدي فالدنيا إلا الشك و الخېانة وقتها محدش بيفكر فالحب بيبقى التفكير كله فالثقة والأمان اللي ضاعوا.
يتبع
كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثامن.
الفصل العشرون .يحيا قلبي بحبك.
مرت الأيام على أمل بشكل محموم تلاحق محاضراتها بعدما استطاع خالها وحازم أعادة أوراقها لكلية الهندسة لتتوه كليا بين دراستها وبين تفكيرها الشارد والمشغول بتغير حازم معها هي لا تنكر أنه حثها بقوة على ملاحقة حلمها ولكن ما يحيرها أسلوبه الجديد الذي بدأ يعاملها به.
كان قرار حازم حاسما بأن يقاوم مشاعره ويكبحها حتى تتخذ أمل خطوتها الأولى نحوه فكف عن تلميحاته السابقة لها مطلقا يدها كليا بأمر قرارها ودون ضغط منه لتأخذ فرصتها الكاملة لتراجع كافة أوراق ماضيها وتحسم حاضرها أما نهجه الجديد في تعامله معها فقد أدخل على نفسه السعادة بمعاملته لها كطفلة صغيرة فأصبح يغدق عليها بالدمى والحلوى ويقف بعيدا يراقبها كابحا ضحكاته أمام ردة فعلها الغاضبة بعد كل مرة يسلمها لعبة جديدة أحب تذمرها وهي تأخذ منه الدميه وحقيبة الحلوى وتذمرها وهي تلاحقه بنظراتها المشټعلة ڠضبا منه.
بينما شعرت ضحى بالخواء والانطفاء فباتت أيامها تمضي موحشة وازداد أحساسها بالوحدة لأفتقداها لشقيقتها. 
في حين أستطاع إيهاب أقناع محمد أن يدعه يحاول مرة أخرى ليعيد ضحى إليه فستأذنه وطلب منه أن يخفي أمر مجيئه عنها حتى لا تتعلل بأي عذر واه وتغادر لتتجنب لقاءه. 
وفي موعده المحدد وقف أمام منزل نعمة وطرق عدة مرات تذمرت ضحى وتركت كتابها على مضض تلبي نداء خالتها بعد أن تعالى صوتها
.. يا ضحى معلش أفتحي الباب أحسن إيدينا مش فاضية.
أتجهت بوجه متجهم لتفتحه فازداد وجهها جمودا حين رأت إيهاب يقف أمامها ويبادلها النظرات رفعت حاجبها بسخط وصاحت بغلظة تخبره 
.. حضرتك جاي ليه يا أستاذ إيهاب على فكرة بابا مش موجود فمش هينفع ادخلك عن اذنك. 
كادت تغلق الباب فمنعها إيهاب ودفعه وهو يقول بضيق
.. لعلمك أنا عارف إن عمي محمد مش هنا وعلشان أطمنك أنا مبلغه إني جاي علشان أتكلم معاكي فلو سمحتي خلينا نقعد شوية مع بعض نتكلم ولا أنت خلاص حتى الكلام رفضاه معايا.
زفرت ضحى لشعورها بالخيبة منه بسبب عناده معها فتراجعت لتفسح له الطريق للداخل وأشارت له ليجلس بأقرب المقاعد للباب وقالت
.. اتفضل يا أستاذ إيهاب أقعد هنا علشان نتكلم زي ما أنت عايز. 
حاصرها إيهاب بنظراته فهو أفتقدها كثيرا الفترة الماضية فلم يستطع أن يكبح مشاعره نحوها فألتقط يدها محتضنا إياها بين كفيه وقال
.. وحشتيني يا ضحى فوق ما تتخيلي معقول هونت عليكي تحرميني منك بالشكل دا تصدقيني لو قولت لك إني كنت مېت من غيرك طول الأيام اللي فاتت. 
سحبت ضحى يدها بأرتباك ورمقته بنظرات حادة لتخبره عينيها بألا يتجاوز حدوده معها وقالت 
.. أنا شايفة أن أنا وأمل اللي هونا عليك يا إيهاب بعدما ما طلعت على علم بعلاقة خالد بإيمان لأ وكمان سيادتك كنت بتداري عليهم.
تنهد إيهاب بيأس لعودتها للحديث بنفس الموضوع فتوسلها قائلا
.. ضحى ما تخرجينا برا الحوارات دي إحنا على فكرة ملناش أي دخل بيها يا حبيبتي مينفعش نهد حياتها وكل اللي بينا علشان خاطر حد تاني.
ألمها قوله وتهميشه لما حدث فاحتدت نظراتها إليه وقالت
.. على فكرة الحد اللي أنت بتقول ملناش دخل بيه دي تبقى أختي يا إيهاب أختي اللي ممكن أبيع الدنيا كلها علشان خاطرها واللي حصل من صاحبك كسرها أنت للأسف فضلت مصلحة خالد على أمل ووقفت تتفرج عليها لأ وبكل جبروت وقفت أدامي وبتنكر معرفتك بعلاقتهم سوا وجيت هنا تهلل وتتهمني إني مش بثق فيك وكل دا علشان تهرب من الحقيقة إنك شاركته فجرمه وسكت على خيانته لأمل عموما أنا شايفة أن معدش في أي داعي لكلامنا سوا لإن أنا كان معايا حق إني أفسخ الخطوبة عارف ليه علشان اللي بيشوف الخېانة ويسكت عليها بيبقى خاېن يا إيهاب ومالوش أمان.
أغضبته بأتهامها إياه بالخېانة وبعنادها معه فزفر بحدة ولكنه عاد وذكر نفسه حين أحس بأن زمام الأمور سيفلت من بين يديه بأن يهدأ حتى ينجح بأعادتها إليه فزجر نفسه ليعود لهدوئه وهمس قائلا
.. ضحى ارجوكي بلاش تهدي اللي بينا وصدقيني أنا معرفتش بموضوع خالد إلا لما أمل تعبت مش هنكر إني كنت حاسس إن في حاجة بينه وبين إيمان بس متخيلتش أبدا إنها توصل لعلاقة وجواز عرفي وحمل وبعدين أنا متكلمتش وقولت حاجة أحتراما لصاحبة الشأن اللي سكتت وفالأخر أعتبرت إن الموضوع أنتهى لما أمل سافرت.
صاحت ضحى بعصبية 
.. لو كانت أمل سافرت
تم نسخ الرابط