كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
وهنعمل إيه هنرجع مطروح ويبقى مجيتنا لهنا كانت على الفاضي ولا هنقعد نستناه لما يظهر بسلامته وقت ما يظهر.
اجابها وهو يغمض عيناه
.. هنستنى يا ثريا أنا خلاص قررت مرجعش مطروح إلا لما أعرف كل حاجة وكفايا الغفلة اللي حطونا فيها أنا قلبي مش مطمن يا ثريا وحاسس إن الموضوع دا وراه مصېبة كبيرة.
ازدردت ثريا لعابها پخوف وحاولت التهرب من نظراته حين فاجأها بتحديقه بها فكادت تريق الشاي فوق ثوبها ووقفت بإضطراب وقالت
أوقفها محمد بصوت صارم قبل أن تغادر قائلا
.. ثريا أرجعي مكانك وقوليلي مخبية عني إيه.
أرتجفت وأدركت أنها لن تستطيع الكذب عليه أو أخفاء الأمر فأستدارت وعادت إلى مقعدها وخفضت رأسها وقالت
.. أنا هحكيلك كل حاجة يا محمد بس الأول تعالى نطلع البلكونة نتكلم علشان الصوت أحسن أنا ما صدقت إن بنتك ضحى نامت دي يا حبة عيني عينها مغفلتش طول الليل ودمعتها منشفتش من على خدها.
.. بقيت خيال مأتة فحياة بناتي يا ثريا وأخر من يعلم.
.. متقولش كدا يا محمد الموضوع وما فيه إن ضحى خاڤت عليك وهي أصلا متعرفش غير اللي خالد وإيمان قالوه إنما الباقي دا كله شوية ظنون ربنا يسامحنا عليهم بالله عليك يا محمد متزعل نفسك وادعي أنها تفضل ظن مش أكتر.
رفع رأسه وحدق بها لا يدري ماذا سيفعل إن كان في الأمر ما يسيء إلى ابنته أمل زفر محمد وأستغفر ووقف قائلا
ترك جملته معلقة وعقله يفكر في خطوته التالية أعادت ثريا انتباهه إليها بقولها
.. طيب هتعمل إيه فاللي ضحى قالته على إيهاب يا محمد بنتك خاېفة ليكون على علم بعمايل صاحبه ومداري عليه.
.. أنا مش عارفة اللي صابنا دا جالنا منين دا إحنا عمرنا ما اذينا حد يا محمد .
تنهد محمد مستغفرا وقال
.. استغفري ربنا يا ثريا وبعدين اللي إحنا فيه دا ابتلاء من ربنا لازم نحمد ربنا عليه ونكون صابرين وقده علشان نعديه وقولي الحمد لله ومتشليش هم حاجة دا ربنا قال فكتابه..قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون..والحمد لله اننا بخير دا في غيرنا ابتلائهم بيبقى أصعب بكتير ولا إيه يا أم ضحى أقولك روحي حضري لي لقمة أكلها وهاتي لي أي مسكن للصداع على ما أريح شوية وبعدها نشوف تدابير ربنا لينا هتكون إيه.
.. بصي يا أمل من الأخر كدا أنا حجزت لك عند الدكتور علشان نتابع معاه الحالة دا غير أني مش عايزك تتحركي الفترة دي وترتاحي فهماني ولا لأ.
وافقته بإيمائه طفيفة فوقف سريعا وقال
.. تمام بما إننا أتفقنا هنزل بقى أجيب لك الفطار.
تابعته وهو يغادر فزفرت بحزن وما أن أغلق باب غرفتها حتى تركت فراشها وأتجهت للمرحاض أمضت به بعض الوقت وغادرت لتجد خالها يجلس بإنتظارها وأخبارها بأنه سيتناول برفقتها الطعام تفرست أمل بملامح خالها ولاحظت تجهمه ربتت على يده وأشارت إلى هاتفه والتقطت هاتفها وكتبت سريعا
.. مالك يا خالو هو في حاجة مضيقاك.
أجابها بابتسامة واهية
.. مافيش يا حبيبة خالو دا شوية مناوشات فالشغل متشغليش نفسك بيها.
تدرك بأنه يخفي عنها شيء فعيونه تتهرب من نظراتها فكتبت تسأله
.. هتخبي عليا يا خالو بص أنا حاسة أن في حاجة حصلت وزعلتك وتقريبا كدا أنا عرفت اللي مزعلك حضرتك أكيد أتخانقت مع أحمد بسببي علشان تعبت صح.
ربت فوق يدها وقال
.. معلش يا أمل خلي موضوع زعلي من أحمد وحازم على جنب ومتدخليش فيه
وياريت متسأليس عن أي حاجة دلوقتي وأرتاحي ممكن.
هزت رأسها بالنفي بعدما تيقنت أنها تسبب بمشادة بين خالها وأحمد فكتبت
.. أنا كان ممكن أسكت لو مكنتش طرف فالموضوع فأرجوك قولي في أيه علشان محسش بالذنب أكتر من كدا خالو أنا مش حابة إني وجودي يكون سبب فأنكم تزعلوا من بعض.
حدق أمجد بها ووجد أن عليه أخبارها ببعض الحقيقة لتهدأ كاد يخبرها ولكنه تذكر ما كتبته بمذكراتها ووجد أنها الفرصة المثالية ليحثها على أخباره بحقيقة ما حدث بينها وبين خالد فقال
.. لو عيزاني أكون صريح معاك يا أمل وأحكي لك يبقى أنت كمان لازم تكوني صريحة معايا وتحكي لي.
تجهم وجهها بقلق بعدما أوقف كلماته ولاحقها بعيناه فكتبت تسأله بتوجس
.. أحكي عن إيه يا خالو.
أخبرها أمجد دون مواربة
.. تحكي لي عن اللي حصل بينك وبين خالد وإيمان في مصر يا أمل أنا عايز أفهم معنى اللي أنت كتباه فالمذكرات.
شهقت پخوف ما أن أخبرها أمجد وظلت عيناها معلقة بعيناه تسارعت أنفاسها حين أدركت بأنه قرأ مذكراتها وعلم بالسر.
أشفق أمجد عليها فهي بدت أمامه ضعيفة هشة سهلة الكسر فربت على وجنتها برفق وقال
.. سامحينى ڠصب عني لما لقيت المذكرات مقدرش أمنع نفسي أني أقرا المكتوب فيها فريحيني يا أمل وأحكي لي علشان أعرف أتصرف صح.
لم يمهلها أمجد الوقت واراد أن يطرق الحديد وهو ساخن فأضاف
.. بصي يا أمل أنا عارف إنك تعبانة والدكتور طلب إن متتعرضيش لضغط بس أنا حابب أسمع منك ولو خاېفة إني ألومك على اللي حصل بينك وبين خالد قبل ما يتكتب كتابكم رغم أنه حرام فأنا مش هلومك عليه ودا علشان أنا فهمت أنك عاقبتي نفسك وأستغفرتي ربنا على ذنبك إنما أنا بلومك إنك سكتي على اللي حصل بين خالد وإيمان وأنت خبتيه عن والدك والدك يا أمل اللي قاعد فمصر ھيموت من خوفه عليكي واللي متعرفيهوش يا أمل أن والدك وأختي نزلوا مصر علشان يقابلوا خالد فقولي على الأقل ألحق أكلمه وأعرفه كل حاجة وأرفع الحرج من عليه.
شحب وجه أمل ففكرة وجود والدها بالقاهرة أخافتها فكتبت تسأل
.. هو بابا نزل يقابل خالد ليه يا خالو.
لم يدري كيف يهون عليها الأمر فمن كلماتها الأخيرة أدرك بأنها لازالت تحمل بقلبها بعض الحب لخالد ولكن عليه أن يزيل تلك الغشاوة التي تحجب عنها رؤية الحقيقة فقص عليها الأكاذيب التي قيلت للجميع من إيمان وخالد والتي أثارت الشكوك وبسببها سافر والديها إلى القاهرة لتبين الأمر وختم أمجد حديثه بقوله
.. محمد كلمني لما وصل القاهرة وهو قاعد مستني خالد
متابعة القراءة