كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
مني أبدا.
نظر أحمد إليه بتعجب من ثقته وقال
.. واضح إنك وصلت لمرحلة الجنان بأمل يا حازم وأنا شايف إنك لازم تفوق قبل ما تتفاجىء بكسر قلبك لما تعرف إن حبك ليها حب من طرف واحد بس .
حدق حازم في ملامح أحمد وسأله همسا بتمني
تفتكر إنها مش حاسه بيا خالص طيب ليه حسيت أنها غيرانة عليا لما شافت مادي أول مرة وكمان اللي حصل النهاردة تسميه إيه .
.. زي ما قولت لك قبل كدا أمل اتعرضت لضغط نتيجته كان تعبها مش أكتر.
صمت أحمد وعقله يستعيد ما حدث لتنير فكرة مستحيلة أمامه فهمس
.. معقول تكون هي كمان بتحبه ومش معقول ليه أمل من وقت ما حازم غاب وهى متغيرة والنهاردة عينيها كانت مبسوطة وبتلمع لما وصل وفرحت إننا خارجين .
.. أنت سرحت فايه أتكلم معايا يا أحمد.
هز أحمد رأسه وقال
.. مافيش أنا بس أجهدت بسبب اللي حصل بص أنا هقوم أعمل قهوة على ما تريح لك شوية قبل ما عمك أمجد يجي ويبدأ معانا التحقيق والعقاپ.
أومأ حازم وهو يبحث عن هاتفه بجيب بنطاله فتذكر بأنه نساه بغرفة مكتب أمجد فوقف وقال
.. أه عملي قهوة معاك على ما أدخل مكتب عمي أشوفه موبايلي لإني تقريبا نسيته فيه وبالمرة هاخد كتاب من عنده هقراه واشغل نفسي بيه لحد ما أمجد باشا يظهر ويبدأ المحاكمة.
مد حازم يده وألتقطه حينها أدرك حازم بأنه لم يكن كتابا كما أخبره أمجد ازدرد حازم لعابه وهو يفتح أولى الصفحات بأصابع مرتعشة جلس حازم غافلا عن كل ما حوله وعيناه تلتهم صفحات المذكرات هب من مقعده غاضبا لما قرأه واحس أن بداخله بركانا يتفجر من الغيرة بسبب كلمات العشق التي كتبها أمل عن خالد شعر برغبة عارمة تجتاحه لېمزق تلك الصفحات فعاد ببصره وحدق بالمذكرات وتذكر أمجد فزفر بقوة والتقط هاتفه وأسرع بتصوير باقي المذكرات وأعادها غلى مكانها قبل أن يقبض عليه بالجرم المشهود وغادر مكتب أمجد فوجد أحمد يتجه صوبه ابتسم حازم بحرج وتبع خطوات صديقه ليسمعه يقول
أنحنى أحمد والتقط فنجان القهوه وأعطاه لحازم وسأله حين وجده مقطب الوجه
.. لإيه مالك وشك مقلوب كدا ليه هو ابويا كلمك ولا إيه.
هز حازم رأسه بالنفي وهو يشعر بالذنب لاقتحامه خصوصية أمل وجلس يرتشف قهوته يلوم نفسه على ما فعله.
تحبي تفضلي هنا لحد ما تحسي إنك بقيتي احسن ولا تحبي نروح.
ازداد أحساسها بالوهن حين حاولت التحدث ليفوز صمتها من جديد فهزت رأسها بالموافقة واعتدلت تستند إلى حافة فراش المشفى وأشارت غلى أمجد برغبتها بالذهاب.
ولج أمجد إلى الفيلا حاملا أمل ولم يتفاجأ لرؤيته حازم وأحمد بالردهة ما أن وقعت عينا حازم عليها هب من مكانه وخطى ليوقفه صوت أمجد الصارم بقوله
.. مكانك وإياك تخطي خطوة زيادة أنت فاهم.
أحمر وجهه حرجا فأشاح برأسه ونظر إلى أحمد بسخط فتجاوزهم أمجد وأكمل طريقه إلى أعلى فزفر حازم بضيق وهو يقاوم غيرته عليها وقلقه وأخذ يتحرك بلا هوادة وعيناه تختلس النظر إلى أعلى بين حين وآخر وحين مرت نصف ساعة ولم يظهر أمجد ألتفت حازم وقال
.. بص أنا مش قادر أتحمل يعني أنا عديت لأبوك احراجه ليا وأنه شايلها وحضنها أدامي وسكت لما رفض يخليني اطمن عليها فالمستشفى مكنش هيحصل حاجة يعني بصراحة أنا مش فاهم هو ليه متعنت معايا.
تابع أحمد الأنصات إلى كلمات حازم بدهشة ليزيدها حازم بقوله
.. بقولك إيه يا أحمد ما تخليك جدع وتطلع تقنعه إنه يخليني أطمن عليها وبعدها يبقى يعمل فينا اللي هو عايزه براحته.
ضړب أحمد كفيه معا بيأس وهو يتطلع إلى صديقه الذي وضحت غيرته على ملامحه وصوته فقال ليردعه عن جنونه
.. يا ابني أنت فوعيك بقى عايزني أطلع لأبويا وأقوله سيب حازم يطمن على أمل يا صاحبي هو أنت مخدتش بالك من ملامح وشه كانت عاملة إزاي يا حبيبي دا مش بعيد تلاقيه نازل دلوقتي يقتلنا بعد البصة اللي بصها لينا.
أتى صوت أمجد الذي ظهر فجأة أمامهم ليجفل كلاهما
.. دي مش بصة قتل يا بشمهندسين دي بصة خيبة رجا فيكم علشان أعتمدت عليكم وخيبتم ظني فيكم عموما دا مش وقت حساب علشان أنا عايز أفهم اللي حصل من غير لف ولا دوران فمين فيكم اللي هيتكلم ويفهمني.
أبتلع حازم غصة احسها تقف في حلقه بعدما قرأ الخزلان بعينا أمجد فيه فتنهد بقوة وخطى صوب أمجد بينما راقب أحمد صديقه فأتسعت عيناه پخوف حين أدرك أن حازم على وشك الأعتراف بكل شيء كاد يمنعه ولكن إشارة والده له بأن يلزم الصمت جعلته يحدق بحازم ينذره بألا يتبع تهوره فأهمل حازم تحذير أحمد وقال
.. قبل أي حاجة هقولها أنا حابب أفكر حضرتك إني عمري ما كنت ندل ولا خسيس وعمري ما تجاوزت حدودي ودايما معتبر نفسي إبنك زي أحمد ويمكن أكتر كمان و.
قاطعه صوت أحمد رغم نظرات والده الڼارية التي رمقه بها
.. طيب أنا مضطر أنسحب من جلسة المصارحة اللي بدأت وهمشي قبل ما يبدأ ضړب الڼار بينكم بسبب اللي هيحصل بينكم وكمان علشان تقدروا تاخدوا حريتكم فالكلام بس متقلقوش أنا هبقى قريب منكم ولو حسيت إن الوضع هيخرج عن السيطرة هطلب لكم قوات حفظ سلام تفض الأشتباك.
صاح أمجد پغضب ينهيه عما يقول
.. اخرس يا أحمد دا وقت هزار أبدا ولا أنت مش ملاحظ إن فعلا الوضع ميتحملش.
زم أحمد شفتيه لتقريظ والده له ليغمز لحازم حين سمع والده يقول
.. وأنت يا أستاذ أنا مش
فاهم إيه لزمة الكلام اللي قولته دا بقولك إيه ممكن تدخل فالموضوع على طول علشان أنا جبت أخري منكم.
ازدرد حازم لعابه وأردف
.. من الأخر يا عمي أنا بحب أمل واللي حصل لها النهاردة كان بسببى ودلوقتي ينفع بقى نقعد أنا وحضرتك نتكلم بهدوء سوا ومن غير عصبية.
لقد سبق السيف العزل ووقع ما يخشاه فبدت ملامح أمجد تنذر بالخطړ حين أحتقن وجهه وأنتفخت أوادجه وأحتدت نظراته وهو يحدق بوجه حازم الذي تابع حالة الڠضب العارف التي وصل إليها أمجد
متابعة القراءة