كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
بصوت قاس
.. أنت لسه واقف عندك ما تتحرك وتروح تشوف الډم بسرعة.
تحرك خالد بشرود وكلمات الطبيب ترن في أذنه ليغمر قلبه الحزن خوفا وړعبا من فقدان طفلته .
جلست ضحى بجوار أمل على فراشها تنظر لها بحيرة تحاول فهم ملامحها لتقول لها
.. معقول لحقتي تحبي بالسرعة دي واحد تاني .
بادلتها أمل النظرات وقالت
.. على فكرة هو مش حب لسه على الأقل من طرفي.
.. مالك يا ضحى بتبصي لي كدا ليه لعلمك أنا أتغيرت كتير في الكام شهر اللي فاتو دول مبقتش أمل المكسوفة اللي پتخاف تنطق أو تقول رئيها أنت نفسك لو قعدتي هنا هتلاقي نفسك بتتغيري أصل خالو أمجد بيتعامل معايا زي بابا بس الفرق إن هنا مافيش خالد .
لم تصدق ضحى أن تتغير شقيقتها إلى هذا الحد فهي أتت على ذكر خالد بعفوية دون تأثر فرفعت حاجبها بتعجب وقالت
ابتسمت أمل بسخرية وقالت
.. ومقولهاش عادي ليه على فكرة أنا بطلت أدفن راسي فالرمل يا ضحى لإني مغلطتش علشان أشيل عار چريمة أنا مجني عليا فيها أنا واحدة أتسرقت حياتها وعاشت عمرها بقالب لحياة مش حياتها أصلا حياة متقسمة حسب دماغ وتحكم واحد تاني وخلاص أخدت حريتي شوفت الدنيا بصورة غير اللي كان قفلها عليا خالد منكرش إني مش عارفة أنساه لسه وقلبي بيدق لما بجيب سيرته أو بفتكر ذكرى بينا بس حتى دا مش چريمة يا ضحى بصي خالو قالهالي كلمة قالي
.. عارفة يا ضحى أنت تباني للي يعرفك فالبداية إنك قافلة قلبك ومعرفتيش الحب وإن قلبك فتح لما إيهاب دق بابك وهنا أسمحي لي أقولك إن الفكرة دي غلط أنت قلبك عرف الحب بس أنت اللي قفلتي عليه بعد ما فكرتي إنك طلعتيه من جواكي وعملتي أعادة ضبط مصنع لقلبك بس الضبط دا مقدرش ېلمس الجزء المقفول جواكي ففرحتي إن إيهاب أول ما شافك جه جري البيت وأتقدم لك والكل لما شاف تظرة عينك وسعادتك أفتكر إن اللي بينك وبين إيهاب حب من أول نظرة بس لأ دا مش حب من أول نظرة يا ضحى.
.. اللي بينك وبين إيهاب كان راحة إنك لاقيتي حد يشغل عقلك وتفكيرك عن الجزء المقفول اللي جواكي ودا كان بيبان عليك لما كنت بترفضي رومانسية إيهاب معاك ورغبته إنه يكون لوحده معاك كنت بتبعدي لما هو يقرب وكلامه ليك كنت بتقابليه بفتور رغم محاولاتك إنك تفتحي له الباب ودا بان جدا يا ضحى بعد تلت سنين خطوبة لما حصلت أول مشكلة حقيقية بينكم وأنا هنا مش قصدي الخلافات العادية اللي بتحصل بين أي اتنين مفروض بيحبوا بعض أنا بتكلم عن المشكلة اللي بسببها أهتز الأساس الواهي اللي بينكم واللي أترتب عليه إنك بسرعة خلعتي دبلة إيهاب من إيدك.
بينما أحست ضحى بأنها تجلس فوق صفيح ساخن فأمل جردتها من كافة أقنعتها وكشفت سرها الدفين ضغطت بقوة على جرحها النازف بأعماقها أغمضت عينيها وتمنت لو تكف أمل عن إيلامها كادت ضحى تقف لتغادر لتنتبه لقول أمل
.. قوليلي يا ضحى أنت إزاي قدرتي تخلعي دبلة إيهاب وتنهي اللي بينكم عادي كدا.
صدمت ضحى من تحول شخصية أمل في فترة قصيرة فأمل التي تقف أمامها مختلفة تماما عن شقيقتها التي عاشت معها عمرا كاملا فها هي تتحدث بعقلانية وكأن الأزمة التي أصيبت بها كانت لغيرها ففكرت إن كانت هي محل شقيقتها بتلك الأزمة لكانت حتما انغلقت كليا على نفسها بل لوصل الأمر معها لازمة نفسية هي لا تنكر أن شخصية أمل الجديدة تعجبها بشدة وعقلانيتها تلك وضعتها أمام حقيقة مشاعرها نعم هي لم تقع في حب إيهاب وإنما أرتاحت لتواجدها برفقته لذا مع تعرضها لأزمة حقيقية كان من السهل عليها إنهاء كل شيء دون ندم حقا هي لا تنكر أنها تشعر بأفتقادها له فهو صديق جيد ولكن ثقتها به زالت تماما ولم تتحمل أن يخفي إيهاب حقيقة علاقة خالد وإيمان عنها لينهار البناء الواهي بهم في النهاية.
أعادت هزة أمل لكتف ضحى أنتباهها فنظرت إليها بحيرة لتبتسم أمل وتقول
.. إيه سبتيني وروحتي لفين عموما إحنا معانا وقت طويل نتكلم سوا براحتنا إنما دلوقتي خليني أسألك تحبي تقعدي معايا فأوضتي ولا تحبي تاخدي أوضة لوحدك أصل خالك مصمم هنا أوض ملكية أقولك تعالي أفرجك عليها هتتهوسي بكل حاجة هنا زي ما حصل معايا أول ما جيت وكمان هاخدك أدخلك صومعة خالك علشان تشوفي الملاذ اللي بيستخبى جواه تعرفي إن أنا أول واحدة أدخل الملاذ دا وعارفة إن أحمد لحد دلوقتي زعلان من خالو علشان كان مانع عليه يدخله يا حرام كان صعبان عليا لما لاقاني خارجة من الصومعة.
جذبتها أمل بمرح لأعلى وأخذت تفتح الأبواب واحدا تلو الأخر حتى توقفت أمام إحدى الغرف وأتسعت ابتسامتها وقالت
.. تعرفي هي دي الأوضة اللي هتليق بيكي سودا وكئيبة زي نظرتك حاليا.
وكزتها ضحى بمزاح فأسرعت أمل بفتح باب الغرفة ودفع ضحى لداخلها وسحب إحدى الوسائد سريعا ليتبدل الجو تماما بينهما لتعلو الضحكات بعدما بدأت حرب الوسادات بينهما وصل صوت ضحكات أمل وضحى إلى سمع حازم وأحمد لتشعل من غيرة الطرفان فزفر أحمد بغيظ والټفت إلى صديقه وقال
.. سامع الضحك أنا مش عارف ليه قاعدين فوق وسيبينا لوحدنا هنا أقولك أنا هطلع أخليهم ينزلوا يقعدوا معانا بدل قعدتهم لوحدهم فوق.
أعتدل حازم ورفع حاجبه وحدق بصديقه ساخرا فعقد أحمد حاجبيه وسأله بفضول
.. إيه مالك متنح لي كدا ليه هو أنا قولت حاجة غلط.
أنفجر حازم بالضحك وقال
.. والله وجت لي الفرصة اللي هذلك فيها يا أحمد صحيح الحب پهدلة
متابعة القراءة