كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

علشان خاطري.
أجابها الصمت فمددت ضحى جسدها بجوار أمل وأحتضنتها وأردفت وهي تقبل رأسها
بالله عليك تسامحيني أنا أسفة أقولك وحياة حازم بقى لتسامحيني.
بدأ صوت بكاء أمل يعلو فشددت ضحى ذراعيها حولها وحاولت تهدأتها ليأتيها صوت أمل المخټنق بالدموع تقول
.. أنت أحرجتيني يا ضحى ووجعتيني بكلامك وأحرجتي حازم معايا على فكرة حازم مش وحش ولا بيتسلى بيا حازم بيحبني يا ضحى وميستحقش أنك تقللي منه أو من حبه ليا وبعدين أنا مكنتش أقصد حاجة من كلامي غير أني انبهك أن أحمد فعلا بيحبك وصدقيني أنا لو حاسة أن جواك أي مشاعر ناحية إيهاب عمري ما كنت هسيبك لوحدك وكنت هبقى فضهرك بس أنت اللي كذبتي على نفسك ووهمتيها إنك بتحبيه علشان تهربي من أحمد وعلى فكرة أنا سمعت أحمد وهو بيكلم بابا وضح له كل اللي عمله معاك وطلبك منه وخالوا أتكلم مع بابا كتير وفهمت من كلامه سبب بعد أحمد عنك زمان خالو كان خاېف عليك يا ضحى علشان سنك وقتها كان صغير مكنش عايز أحمد يجرحك بأي شكل فضل أنه يشيل ذنب بعد أحمد عنك على أنه يغير رأيه بعدين ويوجعك.
كفكفت ضحى دموع شقيقتها وقبلتها بأعتذار وقالت
.. أنا عارفة أني زودتها معاك ومع حازم ويمكن كلامي اللي قولته كان من خۏفي ليكون بيمثل مشاعره معاك أنت طيبة يا أمل وتستحقي تعيشي الحب مع أنسان يحافظ عليك عموما أنا هبقى أعتذر من حازم المهم أنك متبقيش زعلانة مني وبعدين قومي بقى وقوليلي مبروك أصلي أتخطبت للمچنون أحمد.
أعتدلت أمل وحدقت بخاتم ضحى وقبلتها بسعادة سحبت ضحى يدها
من يدا أمل وسألتها بتوتر
.. أمل تفتكري أنا كدا ظلمت إيهاب معايا.
هزت أمل رأسها بالنفي وأجابتها
.. بصي يا ضحى أنا منكرش إن إيهاب بيحبك بس أنت كنت هتظلميه وتظلمي نفسك معاه لو كنت فضلتي وكملت معاه وأنت مش بتحبيه يا ضحى مينفعش نعيش مع حد لمجرد أنه أنسان كويس من غير مشاعر أنت حتى كنت بترفضي قربه منك فكنت هتكملي معاه إزاي وبعدين أفرضي أنكم أتجوزتم وبعدها ظهر فحياتك اللي يحرك مشاعرك كنت هتعملي إيه بصي صحيح إيهاب هيتوجع لخطوبتك لغيره بس هو أكيد هيلاقي اللي تقدر مشاعره وتخليه يحبها غيرك أما أنت فخلاص قلبك رجع اللي كان مالكه من الأول.
تنفست أمل بقوة وعيناها تتابع ملامح شقيقتها لتقول بصوت مرتبك
.. دا غير أنه كان عارف باللي بين خالد وإيمان وفضل أنه يسكت ويخبي بصراحة النقطة دي تعتبر عيب فيه لإنه سكت على غلط وأنا متأكدة أنه مكنش هيقبل بيه أبدا لأخته. 
وافقتها ضحى بإيماءه منها وعقبت قائلة
.. معاك حق يا أمل أنا فعلا موقفه الغريب كان ولازال محيرني وهو مرضاش يجاوبني على سؤالي إزاي قبل يسكت وهو عارف إن خالد وإيمات بيخدعوكي وكل اللي كان همه أننا مندخلش موضوع خالد باللي بيحصل بيني وبينه طيب إزاي وأنت أختي عارفة أنا دلوقتي فهمت ليه الأزمات مش دايما نقمة علشان رغم ۏجعها وضيقها بتكشف لنا حاجات كتير فبتبقى رحمة بينا من ربنا.
ابتسمت أمل وسألتها قائلة
.. يا سلام على العقل والحكمة طيب بما إنك عقلتي قوليلي أنت ناويتي تعملي إيه فالمچنون الغلبان اللي برا دا.
ضحكت ضحى وأجابتها بهيام
أنا ناوية أجننه زيادة وهتقل عليه لحد ما يتعلم الأدب معايا ويبطل مقالب ويعقل و.
قطع حديثها رنين هاتفها فالتقطته ضحى وما أن وقع صرها على رقم المتصل حتى تلاشت ابتسامتها والتفتت إلى شقيقتها وقالت بأضطراب
.. أمل دا إيهاب اللي بيتصل قوليلي أعمل إيه أرد عليه ولا إيه أنا أنا خاېفة.
سحبت أمل الهاتف من بين اصابع ضحى وقالت بحزم
.. قومي أنت وسبيني أنا اللي هرد عليه.
استجابت أمل للأتصال واستقبلته وما أن وضعت الهاتف على اذنيها أتاها صياح إيهاب الغاضب يقول
.. بتبعيني يا ضحى علشان واحد تاني وتتحججي بأختك ياسلام على الأخلاص اللي أنت فيه لأ وزعلانة إني كنت عارف بموضوع خالد وإيمان طيب يا ضحى أنا فعلا كنت عارف من البداية وكمان كنت شاهد على عقد جوازه منها ولعلمك أنت مختلفتيش عن خالد يا ضحى أنت روحتي بعتيني وخونتيني مع واحد معاه فلوس بس أنا مش هسيبك يا ضحى وهردلك اللي عملتيه معايا.
تجمدت ملامحها وثار ڠضبها من كلماته وحين لزم الصمت ليتلقف أنفاسه أجابته أمل بصوت حرصت على جعله فاتر جاف وقالت
.. تمام يا أستاذ إيهاب عموما اللي معاك أمل مش ضحى ورسالتك ليها وصلت وعلى فكرة أنا ببلغك على لسان ضحى وبابا قبل منها إن اللي بيتباهى بالخېانة وساكت عليها ومشجعها له وصف أخجل إني أقوله ليك وبعدين لو سيادتك تقبل اللي حصل معايا يحصل لأختك فوقتها أبقى علق وأتكلم ولعلمك ضحى اللي بتتهمها بالخېانة دي أحسن منك مليون مرة وأنت متستحقهاش حتى لو حفيت عمرك كله علشانها علشان أنت واحد خسيس سيء الظن وكنت أكيد هتعمل زي صاحبك لإنك أنت اللي زيه وأخر حاجة هقولهالك يا إيهاب إن اللي بيحب عمره ما بيوجع حبيبه ولا يجرحه ودلوقتي ياريت متتصلش تاني أحسن لك.
زادت كلمات أمل من حقده فثار عليها وقال بلهجة هادرة
.. بقولك إيه يا أمل أنا ماليش كلام معاك أتفضلي أديني ضحى أحسن لك وبعدين أنت بأي حق تردي على أتصالي بيها وتتكلمي على لسانها وأنت السبب فكل اللي حصل أنا مش عارف أتحمل أنا ليه غلطة أنك مملتيش عين خطيبك فراح بص لغيرك وأتجوزها أتحمل ليه ذنب ضعفك واستسلامك وإنك معندكيش شخصية على فكرة أنت عمرك ما هتتغيري وهتفضلي أنسانة سلبية كلمة توديكي وكلمة تجيبك وأي واحد هيتعرف عليك هيلعب بيك ويتسلى عارفة ليه علشان أنت فعلا متمليش عين أي راجل.
واصل إيهاب هجومه الضاري على أمل ولم يرأف بها أو بمشاعرها ليردف بقسۏة
مستكملا صراخه عليها بقوله
ويا ماما بدل ما تحاسبيني وتقوليلي أختك ومش أختك روحي حاسبي أهلك وأسأليهم ليه فتحوا بيتهم لإيمان من تاني وأخدوها فحضنهم هي وبنتها من خالد ولا أنت زيهم بتكيلي بمكيالين والحلال ليهم حرام على غيرهم بقولك إيه لو سمحتي أتفضلي أدي الموبايل لضحى وخليني أكلمها علشان هي بس اللي تهمني.
رفضت أمل تصديق كلماته وصړخت به بانفعال قائلة
.. أنت كذاب وبتقول إي كلام علشان توجعني و.
قاطعها إيهاب ساخرا منها
.. عيطي عيطي زي العيال عموما أنا مش هحاسبك على غلطك فيا وهقولك لو مش مصدقاني أتصلي بوالدك ولا أقولك كلمي خالتك نعمة هي هتقولك إنها أدت شقة خالد القديمة لمراته إيمان تقعد فيها ووالدك وولدتك بيروحوا معاها المستشفى كل يوم علشان تطمن على بنتها دا غير إن والدتك فضلت ملازماها فالمستشفى الفترة اللي كانت تعبانة فيها لما كانت بتولد يعني والدك وولدتك رضوا عنها رغم اللي عملته فيك فتيجي أنت وتقوليلي أبعد وإني خاېن فوقي يا أمل لنفسك علشان أنت باين عليكي كدا أنك الحيطة المايلة اللي سهل يتحط عليها ويضحك عليها بكلمتين.
ظلت كلمات إيهاب تتردد بأذن أمل
تم نسخ الرابط