كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
أمجد باهتمام لكل كلمة تفوه بها حازم راقبت سكناته وحركاته حتى تنفسه وحركة عيناه كل خلجة من خلجات حازم أكدت لأمجد صدق مشاعره وجهه يحكي عن حبه العميق لأمل.
تسلل صوت العقل إلى أذن أمجد ليخبره بأنه يحبه ويحترمه كثيرا فهو بمنزلة أحمد عنده أما ثقته به فهي ثقة مطلقة ويدرك بأنه إن ترك أمل برفقته فهو يضمن أمانها معه تنهد بحيرة وتابع القلق الذي ملأ ملامح حازم وترقبه بإنتظار إجابته عليه فوجد أمجد أن عليه أن يوضح له بعض النقاط قبل أن يباشر معه ويخوض بحديث المشاعر فقال
تهللت أسارير حازم فتسلل الأطمئنان إليه فكلمات أمجد أثلجت صدره بأنه لن يطرده بعيدا عن كنفه أستكمل أمجد حديثه وأضاف
صمت أمجد وعيناه تمعن النظر لوجه حازم المتجهم فلم يعر إهتماما بحالة الحزن التي عادت لتحيط بعيناه فهو ملزم بعدم أعطاءه أي وعد بشأن أمل فحتى الأن لم يصل
.. حازم أنا عارف إنك جاي تكلمني وأنت بتمني نفسك تسمع مني حاجة ترضيك للأسف أنا مش جاي أقابلك علشان أقولك أطمن ومتقلقش وهي ليك لأ أنا مقدرش أقولك أي حاجة من دي لا ديني ولا أخلاقي تسمح لي أفتح كلام فالموضوع دا وعلشان أبقى واضح وصريح معاك أنا جيت أكلم معاك زي ما بتكلم مع احمد علشان أعرفك أنك غلطت أيون يا حازم أنت غلطت لما عشمت نفسك بواحدة مش ليك علشان كدا بقى واجب عليك إنك تقبل بالأمر الواقع لازم تفهم إن أمل مش حرة نفسها وإنها على ذمة واحد تاني وطبعا مافيش داعي إني أفكرك إن لا يجوز إنك تخطب خطيبة غيرك فما بالك بمراته.
.. بس يا عمي أنا لحد دلوقتي مش لاقي تبرير لغياب اللي أسمه خالد دا يعني اللي أعرفه إن لما يكون في حب زي اللي أحمد كلمني عنه بينهم يبقى في أهتمام أكتر من كدا لكن اللي لاحظته إن مافيش حتى أي لغة حوار ما بينهم عمي أنا عارف إني بكلامي بحط نفسي فصورة بايخة وفموقف صعب بس حقيقي أنا بتمنى إن حضرتك تتدخل لإن بصراحة أمل متستحقش أبدا واحد بالشكل دا واحد رضى إنها تبعد عنه بسهولة ومتمسكش بيها رغم إنه عارف إنها كانت بين الحياة والمۏت صدقني يا عمي أنا حقيقي بحب أمل ولو عليا كنت سافرت القاهرة وأتكلمت مع والدها بس أنا مش عايز أتخطاك لإني بعتبرك والدي فأرجوك يا عمي أرجوك حاول تقف معايا حاول تمد لي إيد المساعدة.
.. أنا حاسس بيك يا حازم ومقدر مشاعرك ولعلمك أنا مقدرش أحجر عليها وفنفس الوقت مقدرش أديك حق غيرك وعلشان أنا واثق فيك إنك قد المسئولية وقد الثقة أنا هنسى اللي حصل واللي أتسببت بيه لأمل وهفتح لك بيتي من تاني ومش همنعك تيجي لإني عارف ومتأكد إنك هتراعي حرمة بيتي.
.. اطمن يا عمي حرمة بيتك متصانة زي حرمة بيتي بالظبط وأنا عمري ما هخيب ظنك فيا بعد ما مدت لي إيدك بالفرصة التانية عمري ما هخذلك ولو على رقبتي.
عاد محمد بوجه مكفهر توجه إلى غرفة ابنته وأغلق بابها عليه تبادلت ثريا ونعمة النظرات بقلق كادت ثريا تقف ولكن يد نعمة اوقفتها وهي تهز برأسها بالرفض وقالت بصوت هامس
.. خليه يقعد مع حاله شوية يا ثريا أنت يا أختي مش شايفة شكله عامل إزاي بصي بدل ما تدخلي له ويزعق ولا يطلع ضيقته عليك أدخلى لضحى وشوفي هتعملي إيه معاها بنتك من الصبح وهي قافلة على روحها الأوضة قومي يا ثريا وأدعي ربنا ييسر الحال ويهدي سرها.
زفرت ثريا بحزن وعيناها تكاد ټقتحم باب الغرفة وأشاحت عيناها رغما عنها وعقبت
.. والله ما عارفة أشوف حال مين ولا مين يا نعمة ما الاتنين حالهم أصعب من بعض محمد اللي عينه مش بتغفل وقاعد شايل الهم وضحى اللي الخۏف والقلق مسيطرين عليها عموما أنا هقوم أشوف ضحى وبعدها يحلها ربنا مع محمد.
ولجت ثريا إلى غرفة ابنتها لتجدها تحتضن الوسادة إليها وجسدها يهتز بقوة دليل بكاؤها أتجهت إليها وجذبتها لتواجهه ومدت يدها وكفكفت دموع ابنتها وقالت
.. وبعدهالك يا ضحى يا بنتي قوليلي بس أخرة اللي بتعمليه فنفسك دا إيه تفتكري يعني عياطك هيحل حاجة يا حبيبتي قولت لك سيبي كل حاجة على ربنا وربنا كريم هييسر الأمر للي فيه الخير قومي يا حبيبتي أغسلي وشك واطمني اللي أنت عيزاه أبوكي هيعمله أبوكي مالوش غيرك أنت وأختك وإن كان باعد نفسه عنك اليومين دول فدا بسبب أنه بيدور على خالد أبوكي شايل ذنب اللي حصل لأختك وخاېف ليمعرفش يوصل لخالد وتفضل أختك متعلقه بيه.
تسلل القلق إلى نفس ضحى فالأن كل شيء أصبح واضح كشفت الحقيقة كاملة ولم يعد للأسرار مكان وإن استمر خالد على أختفاءه ستبقى
شقيقتها عالقة معه للأبد لامت ضحى نفسها من جديد كونها أخفت ما حدث لشقيقتها عن والديها لاحظتها ثريا فوقفت إلى جوارها وربتت فوق كتفها وقالت
.. متحمليش نفسك ذنب حاجة اللي حصل دا مكتوب ونصيب والحمد لله إننا موجودين المهم دلوقتي روحي أغسلي وشك ومتشغليش دماغك بحاجة ربنا لما بيديني البلاء بيجبرنا بعده على قد ما بنصبر ونتحمل والحمد لله إحنا راضيين بقضاء ربنا.
فجأة وصل إلى سمعهم صوت محمد يناديهم فغادرت ثريا وبرفقتها ضحى ليجدا محمد يجلس أمام نعمة ويقول
.. تعالوا أقعدوا علشان تعرفوا اللي هيحصل.
قص محمد عليهم ما دار بينه وبين خالد واعلمهم بشأن مجيئه في
متابعة القراءة