كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
وحين هم ليهمس مرة أخرى لم تشعر أمل أنها صاحت برفضها
.. لأ.
لم تدري أمل من منهما تفاجيء كلاهما ارتسمت الصدمة على وجههما.
صدمة أمل التي تفاجأت بصوتها يعود إليها فأعادت الكلمة بتلقائية تختبر صوتها وقالت
.. لأ.
وصدمة حازم لجرحه حين أدرك بأن أعترافه كان بمثابة الصدمة التي أعادت صوتها إليها لتعلن رفضها لحبه بقوة.
.. أنت سمعتني وأنا بتكلم صح يعني أنا مش بتخيل يا حازم أنا أنا صوتي رجع لي و.
أبتلعت كلماتها وشحب وجهها ما أن لمحت عيناه لتدرك فداحة ما فعلته فهي رفضته قولا وفعلا ازداد تجهم وجه حازم وعيناه تكتسي بسحاب قاتم ليزيد حازم من إحساسها بالذنب تجاهه حين
.. أنت مش بتتخيلي يا أمل أنت فعلا أتكلمتي وتعرفي صوتك طلع حلو زي ما كنت حاسس رغم إنك قولتي لأ.
رفعت أمل يدها ووضعتها فوق ثغرها تخفي بعجز صډمتها من صډمته وألمه جرحه الواضح أمامها ومحاولته أخفاء خذلانه عنها بات كل أحساس أمامها مضاعف يثقل كاهلها ويتسلل إلى قلبها يؤلمه بألمه لا تدري أتجدي كلمات الأعتذار إن قيلت أم ستزيد الچرح ڼزفا قرأها حازم بعينيها فهز رأسه بيأس فلم يبقى له غير الأنسحاب أستدار عنها يهم بالرحيل ولكن تجمد خطواته جعلته يعلم بأنه على وشك نيل صڤعة أخرى منها عليه أن يسألها لعل أجابتها تكون سببا لينساها فأفصح عن سؤاله
لما لم يرحل ويكفيها المزيد من الألم لما يصر أن تزيد من ۏجع كلاهما عليها أخباره لتغلق صفحته فجاء صوتها يخبره بتردد أغضبها
.. علشان أنا أنا أساسا مش جاية هنا أحب و ولا عاي زة أحب أنا جيت علشان أ أ.
لعنت ترددها ونهرت نفسها لمجازفتها تلك أما حازم فترقب حروفها المهتزة وحين ازداد تعلثمها استدار ليواجهها ويكمل عنها ليطيح بتعقلها تماما وهو يضع جزء الورقة المحترق براحة يدها ويقول
خفضت عيناها وحدقت بيدها فقبضت بقوة فوقها وجعدتها وألقتها أرضا أمامه پغضب وصاحت بعصبية تقرظه بلسانها
.. وأنت يخصك بإيه أنت أصلا ملكش أي حق تسألني عن أي حاجة فحياتي أنا أنا حرة وأسبابي تخصني لوحدي أحرق بقى مذكراتي ولا أنسى ولا أتمسك باللي بحبه دا شيء ملكش فيه وبعدين أنا عايزة أعرف أنت بأي حق تسمح لنفسك تقرا حاجة خاصة بيا.
.. أمل بلاش تعصبيني أنا من حقي أعر .
أوقفته عن إكمال كلماته بدفعها إياه بسبابتها في صدره وصياحها يعلو بشكل هستيري
ابتلعت غصتها وهي تراه من جديد يضم جسد مادي إليه فأشتعل ڠضبها منه ولم يعد بإمكانها السيطرة عليه هو الجاني والساعي لترد إليه الإيذاء بإيذاء وتواجهه بأفعاله كامله ليرى إلى أي حد تحتقر تصرفه معها وأمام دهشته عادت لتضغط بسبابتها فوق صدره وقالت
.. أنت مش بس قللت مني لأ أنت كنت قاصد تذلني وأنت واقف مع مادي تستعرض مغامراتك معاها ادامي كأني ولا حاجة تفتكر أنا ممكن اسامحك وأنت واقف تحضن وتبوس فيها وتهين كرامتي وأنا واقفة معاك والناس بتبص عليا بشفقة.
أخفت تألمها منه بضحكة متهكمة وهي تتطلع إلى ملامح وجهه المحتقنة حاولت أن توقف إندفاع كلماتها وتهدأ من ضربات قلبها ولكنها لم تفلح فابتعدت خطوة عنه وعقدت ساعديها أمام صدرها وأضافت
.. لأ وليك عين تقف أدامي وتقولي بحبك قال بتحبني قال بتحبني بإمارة إيه وليه وبأي حق وأنت عارف إن مكتوب كتابي على خالد خالد اللي بتقولي بتريقة إني جاية هنا أنساه.
لمعت عينيها ببريق موحش جعله يزدرد لعابه ويهتاج كون الكلمات تحجرت فوق لسانه وبات عاجزا عن اسكاتها وأمام تحديها له بنظراتها هز رأسه محذرا إياها من التفوه بها فقبض على يدها وضغط بقوة عليها قائلا بصوت صارم
.. أمل أنا بحذرك إياكي قلبك دا ملك.
ابتسمت بشراسة وهي تجذب يدها منه لتوقفه عن اكمال كلمته الأخيرة بقولها
.. إياك تقول إن قلبي ملكك دا ملكي أنا فاهم ملكي وأديه للي أنا عيزاه وعلشان تستريح يا حازم أه أنا لسه بحب خالد ومش هبطل أحبه علشان أنا حياتي كلها معاه.
لم يتمالك حازم زمام غضبه فهي فجرت براكين الچحيم بداخله بنظرات التحدي وتفوهها بحبها لغريمه أطاحت بتعقله وأطلقت الجنون بشرايينه أسودت ملامح وجهه پغضب هادر وتكاثفت سحب تنذر بأعصار سيطيح بها عقاپا لقولها أجنت تقف وتتغنى بحب رجل أخر غيره تجمدت بمكانها فملامحه أرهبتها لم تجدي نظراتها المتوسلة له ليهدأ أدركت بأن ردة فعله ستكون كارثية حينها علمت أن ما تبقى لها هو الفرار ولكنه باغتها وأختطفها بلمح البصر بين ذراعيه احكم راحة يده خلف رأسها والأخرى غرسها بخصرها تكاد تجزم بانها سمعت صوت خفقات قلبه لتكون تلك أخر ما أنتبهت له ووعت فقبلته لها أضرمت النيران بكلاهما نيران رغبته ليمحي عنها ما وصفته عن قبلة خالد فازداد عنفه لتذكره والتهم شفتيها لينسيها إياها تبادل أنفاسه معها وغرق كليا فيها وأنصهرت مقاومة أمل بين يديه وبات أنين تألمها لقسۏة شفتيه أمرا منسيا حين رفعت راحة يدها ووضعتها فوق صدره ليدرك حازم أنه أمتلك حواسها بإحساسه هو بات
رجيف قلبه نبضها وزفير أنفاسه شهيقها وايقنت بأعماقها بأنها لم تختبر تلك المشاعر من قبل حينها فقط عاد وعي أمل بأكمله إليها ليصدمها فدفعته عنها بقوة وقفا متقاربين يتلقفان أنفاسهما كأنهما غرقى وقبل أن يعي حازم شيء كانت أصابع أمل تركت علامتها فوق وجنته.
شهقت پذعر وتراجعت للخلف وكظم حازم غضبه منها ومن نفسه ليخبرها بصوت مكظوم وهو يلوح بإصبعه أمام وجهها
.. إياكي تختبري غيرتي عليكي وتجيبي سيرته تاني على لسانك أنت فاهمة.
لم يعد بأمكانه البقاء بعدما رأى نظراتها فتركها مغادرا وهو يزجر نفسه لأنتهاكه وعده لأمجد ولم يكن حال أمل بمختلف عنه فقد تيبست ساقيها بمكانها يأكلها الذنب لإستسلامها له فأجهشت بالبكاء وأخذت تفرك شفتيها بقوة لتمحي أثر قبلته عنها لتنتفض ذعرا لسماعها صوت خطوات خالها شحب وجهها وأحست بانها على وشك فقدان وعيها فهرولت لغرفتها قبل أن يراها ويدرك جرمها.
الحلقة الثامنة عشر خطوة نحو القرار السليم.
عادت أمل لعزلتها بغرفتها فالذنب يميتها تكتم صوت نحيبها خزيا منذ استسلمت لضعفها تحتقر ما فعلته فقد جعلها تتساوى مع خالد في خيانته لها وبالأسفل يجلس أمجد وبجواره أحمد يحدقان بوجوم بشاشة التلفاز أحدهما مرتاب لمغادرة حازم بلا اسباب وعزلة أمل والأخر يشعر بالڠضب يود لو يقتحم تلك العزلة
متابعة القراءة