كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
ولكنه أصر على أن يستكمل طريقه للنهاية فلزم مكانه حين أتى هجوم أمجد بصوته الهادر يقول
.. يعني حضرتك كنت ھتموت بنتي وببساطة واقف أدامي تقولي أنا بحبها طيب والمفروض بقى أنا أعمل إيه أخدك بالحضن وأقولك وماله يا ابني حبها عادي أصل الحب مش عيب ولا حرام وتعالى ننسى إن مكتوب كتابها ومفروض بقى أغمض عيني وأسيبك تكمل وتفضل داخل وطالع.
.. شوفلك حته أقعد فيها غير هنا لحد ما أعصابي تهدا وإياك تقفل موبايلك أتفضل أمشي من أدامي أنا مش عايز أشوف وشك.
وفي مطروح كان الوضع قد وصل إلى حد جعل محمد والد أمل علي وشك الانفجار فكلما تحدث إلى خالد وأخبره بأنه يريد رؤيته يعتذر خالد ويتعلل بعدم وجوده وإنشغاله متهربا من مقابلته فلم يجد محمد أمامه حلا غير السفر دون علم أحد إلى القاهرة وصل محمد وبرفقته ثريا إلى منزل نعمة ورغم تفاجئها بمجيئهم رحبت نعمة بهما ولكن توجست من حضورهم ومن ملامح الحزن التي ملاءت وجهيهما.
بوقت متأخر داخل غرفة ضحى جلست ثريا بعيون دامعة فسألتها ضحى عما بها فزفرت ثريا ووجدت أن عليها إطلاع ابنتها عما حدث فقالت بصوت هامس
.. قومى الأول شوفي خالتك نعمة نامت ولا لسه سهرانة وتعالي علشان عيزاكي فموضوع.
.. خالتو نامت يا ماما ممكن بقى أفهم في إيه بصراحة أنا مش مقتنعة إن أنتم جايين فزيارة عادية ماما أرجوكي متخبيش عليا وطمنيني أحسن أنا ھموت من القلق هي أمل كويسة وبعدين هو بابا مرضاش يريح ليه ونزل.
تنهدت ثريا بحزن وأجابت بصوت مكلوم
أجابتها ضحى بحيرة بنعم وهي تتابع ملامح والدتها الحزينة وقبل أن تسألها ضحى عما بها استكملت ثريا حديثها قائلة
.. أنت عرفتي إن إيمان أتجوزت يا ضحى!.
شهقت ضحى وهبت من مكانها وصاحت بدهشة
.. إيمان مين اللي أتجوزت يا ماما.
.. وطى صوتك أحسن خالتك تصحى وساعتها مش هنخلص هتفضل تدينا فكلام يسم البدن وأنا مش ناقصة المهم أنا لما أنت كلمتيني قلقت فروحت لأسماء اسئل عليها وهي اللي قالت لي إن إيمان اتجوزت بس مش دا الغريب يا ضحى الغريب إن خالتك اسماء قالت إن إيمان اتجوزت وسافرت لجوزها السعودية قبل امتحانتها واللي اعرفه منكم إن إيمان حضرت الأمتحانات هنا يبقى أتجوزت وسافرت السعودية إزاي.
.. يعني إيه الكلام دا ياماما أنا مش فاهمة.
اكملت ثريا حديثها بحسرة واضحة وقالت
.. وعارفة مين اللي مشى فجواز إيمان يا ضحى.
اتسعت عينا ضحى وهي تفكر باسم واحد فقط لتهمس بأستنكار
.. لا يا ماما اوعي تقوليها مستحيل يكون خالد.
هزت ثريا رأسها بايجاب وقالت
.. ايوة يا بنتي هو اللي مشى فالجوازة سافر لخالتك أسماء وقال لها إن العريس صاحبه ورتب لخالتك كل حاجة لا وكتر خيره كان وكيل إيمان.
شهقت ضحى پصدمة وأحست بأنها لا تعي ما تقوله والدتها فمتى تم كل هذا وهي ترافقهم ليل نهار ولما سعى لتزويج إيمان ولما أخفى عنهم فأفصحت عن ظنونها تلك لوالدتها وقالت
.. معقول الكلام دا طب هو كل دا تم إمته وإزاي وليه يقول يفهم طنط إسماء أنها سافرت أنا مش قادرة أستوعب إن خالك ممكن ېكذب بالشكل دا ومش هو لوحده
لأ دا هو وإيمان اللي كانت قاعدة معانا ومش باين عليها أي حاجة معقول كانوا بيمثلوا علينا طول الوقت وهما.
هاجمت الشكوك عقل ضحى حين مرقت كلمات خالتها أمامها فقطبت جبينها وجلست بعدما أبتعلت باقي كلماتها لتفر دموع الڠضب من عينيها بينما تمزق قلب ثريا على حال ابنتها وشاركتها البكاء بصمت لتلتفت ضحى إليها بحزن وأردفت بصوت متهدج
.. ماما تفتكري إن كلام خالتو نعمة صح وإنهم هما السبب فاللي حصل لأمل معقول تجيلهم الجرأة يقعدوا فوسطنا بياكلوا ويشربوا معانا وهما بيخونونا مش معقول يا ماما مش كدا أصل أستحاله إن خالد يخون أمل أستحاله يكون الحب اللي فقلبه لأمل كڈب أنا أنا عقلي هيقف من التفكير مش قادرة أصدق إن خالد وإيمان طب إزاي.
انتحبت ثريا بعدما أدركت أن شقيقتها كانت على صواب وأنهم خدعوا جميعا لتأتي كلماتها الساخطة
.. ما هو لما تجمعي واحد زائد واحد تبقى النتيجة قلة الأصل والسواد اللي جوا القلب وواضح إن خالد أستغل طيبتنا وهبلنا وثقتنا فيه وداس على أختك وكسر قلبها وأختك أختك يا حبة عيني أكيد عرفت حاجة علشان كدا متحملتش ووقعت من طولها عيني عليكي يا أمل.
أحست ضحى بقلبها يفطر على شقيقتها فصورتها وهي غائبة عن الوعي بشقة خالد طاردتها فأغمضت عينيها لشعورها بالذنب فهمست بحقيقة ما حدث لأمل بصوت ممزق فلطمت ثريا فوق صدرها بقوة وحدقت بابنتها تلومها لأخفائها الحقيقة عنهم وأردفت
.. أخس عليكي يا ضحى بقى هان عليكي تخبي عننا اللي حصل وتشاركيهم فكذبهم علينا ليه كدا يا بنتي طب لو مصعبتش عليكي أختك مفكرتيش فأبوكي اللي قاعد مستني البيه يظهر فشقته تحت يبقى متغفل بالشكل دا ليه كدا يا ضحى ليه مقولتيش علشان أبوكي كان أتصرف من وقتها على الأقل كان طلق أخته منه ورد لها أعتبرها وكرامتها.
نكست ضحى رأسها أرضا بخزي وأعتذرت پبكاء مرير لأخفائها الحقيقة وحين ساد صمت طويل بينها وبين والدتها هاجمت الهواجس عقل ضحى فألتفتت لوالدتها وقالت بصوت مهزوز
.. ماما تفتكري إيهاب كان عارف ومخبي أكيد كان عارف ماهو صاحب خالد وهما الاتنين على طول سوا وسرهم مع بعض أنا أنا مش عارفة لو طلع عارف هعمل إيه.
ربتت ثريا على كتف ابنتها وعقبت
.. بلاش تظني فايهاب يا ضحى.
بدت ضحى كتائهة تبحث عن طريق نجاة ولكن أفكارها وظنونها عصفت بها فقالت بحزن
بلاش أظن فيه ليه إذا كان إيهاب وخالد على طول سوا وسرهم مع بعض يبقى أكيد كان عارف حاجة.
حاولت ثريا أقناع ابنتها فقالت
.. يا بنتي إحنا مشفناش من إيهاب أي حاجة وحشة والجدع شاريكي وعمره ما قل بأصله أستعيذي من الشيطان يا بنتي و.
قاطعتها ضحى مردفة پألم
.. إن كان اللي عاش معانا طول حياتنا لاكتر من 18 سنة مطلعش أمين يبقى اللي لسه عرفينه هيطلع إيه وبعدين يا ماما اللي يداري على الخېانة ميأتمنش عموما أنا مش هقعد وأقول يمكن وميمكنش أنا هقوم أتصل بيه وهسأله و.
سارعت ضحى بالوقوف فقبضت ثريا على يدها وهزت رأسها بالنفي وقالت
.. أهدي يا ضحى وأصبري لحد ما ابوكى يخلص كلامه مع خالد وبعدين أبقى أعملي اللي أنت عيزاه.
سكن الرفض عيون ضحى فازداد أشفاق ثريا عليها وتنهدت بحزن فضمتها إليها وربتت
متابعة القراءة