كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

هتحتاج موافقة الزوج علشان تقدر تسافر.
أكفهر وجه محمد فوقف وأبتعد عن زوجتها وحدق بباب غرفة أمل المغلق وقال
.. لما أمجد يرد عليا يبقى ربنا يحلها ويساويها من عنده المهم نشوف رأي أمجد إيه الأول يا ثريا.
سارع محمد بالتواصل مع أمجد ووضح له كل ما حدث وكذلك أبلغه برغبة أمل في السفر إليه فعاتبه أمجد كونه لم يبلغه بمرضها في حينها ورحب بسفرها بسعادة وأكد لمحمد بأن أمل هي الأبنة التي لطالما حلم بأن تكون له مع إبنه أحمد وأتفق معه بأنه هو من سيتولي عنه كافة إجراءات سفر أمل إليه.
فاجأ أمجد محمد بعد يومان فقط من إتصالهما بإرساله جواز سفر أمل وإنهائه كافة الترتيبات ليتبقى موافقة خالد على سفرها حينها قام محمد بالإتصال بخالد وطلب منه الحضور إلى مطروح للحديث معه.
في صباح اليوم التالي غادرت أمل منزل والدها وذهبت إلى تلك البقعة التي لطالما جلست تكتب فيها كل حياتها شردت مع موج البحر ولم تشعر به يجلس إلى جوارها إلا حين لمس يدها فأنتفضت من مكانها وحدقت به پذعر وتراجعت عدة خطوات فكادت تسقط من فوق الصخرة فجذبتها ذراعي خالد إلى صدره لتدفعه عنها بقوة وهي تهز رأسها بالرفض وهرولت من أمامه ولكنه أدركها وقبض على ساعدها بقوة وقال
.. أمل إحنا لازم نتكلم ما هو مينفعش تهربي مني بالشكل دا خصوصا بعد الكلام اللي عمي محمد قاله ليا واللي يمسك إنت أكتر ما يمسني أنا.
إتسعت عيناها پصدمة وحررت ساعدها منه وقبضت بأصابع مرتجفة على قلمها وكتبت
.. إنت مچنون علشان بابا مستحيل يظن فيا حاجة زي كدا مستحيل.
قرأ كلماتها وهو عابس الوجه ورفع عيناه إليها وقال
.. أنا مش مچنون يا أمل وصدقي إن عمي محمد بيشك فيكي وفيا بسبب الحالة اللي إنت فيها دي.
أحست أمل بأنها تراه للمرة الأولي فکرهت النظر إلى وجهه وبغضت ملامحه التي عشقتها فكتبت
.. ومين السبب فاللي أنا فيه مش إنت وخېانتك ليا إنت والهانم اللي كانت عاملة نفسها صاحبتي عموما أنا غلطانة إني مقولتش لبابا على كل حاجة علشان كدا أنا هصلح الغلط دا وهقوله على سبب تعبي ووقتها هو اللي هيرد لي حقي.
تطلع خالد إليها بعيون غاضبة وقال بتسرع
.. أمل إياكي تفكري إنك ټهدديني علشان أنا ساعتها معرفش ممكن أعمل إيه ولا أقول إيه وصدقيني إنت فالنهاية اللي هتخسري علشان وقتها أنا هخلي عمي محمد يصدق شكه وهقوله إنك كنتي فحضني وفسريري قبل كتب الكتاب ولو مصدقنيش هقوله على الحسنة اللي فصدرك ووقتها هيرميكي برا حياته ومش هتلاقي غيري أنا اللي باقي لك و.
شحب وجهها وترنحت أمامه فأحاطها خالد بذراعيه وقال
.. أنا أسف والله أسف والله يا أمل أنا مستحيل أأذيكي أو أقول كلمه تقلل منك بس إنت اللي أستفزتيني بكلامك اللي كتبتيه عموما أنا مش عاوز منك غير إنك تحاولي تتحمليني لحد ما نشوف حل يرضيكي ويرضيني.
أبتعدت عنه وكتبت له وهي تحاول تحمل ما تشعر به من ألم
.. الحل الوحيد اللي أما محتجاله وعوزاه هو إنكم تبعدو عني وتسيبوني فحالي أنساني يا خالد وخليني أنساك وأنسى اللي شوفته وسمعته وأطمن أنا مش هقول أي حاجة ولا هجيب سيرتك ولا سيرتها بس سبني.
كانت عيناه تلتهم الكلمات التي تكتبها بأرتعاش فقال بصوت جزع
.. مستحيل يا أمل أنا أنا مقدرش أسيبك ولا أبعد عنك أنا أنا لو سبتك ھموت من غيرك صدقيني إنت يا أمل حياتي كلها.
كانت كلماته تصفع أذنها پألم فرفعت يداها وضغطت فوق أذنيها لتمنع صوته عنها وهي تهزر رأسها بقوة رفضا لما قاله وفرت من أمامه مسرعة حين لم تتحمل وجوده بالقرب منها أكثر.
تبعها خالد وقلبه يأن پألم فعيناها المطفئة أعلمته بأنه فقد قلبها فجلس في مكانه ليمهل نفسه الوقت ليهدأ
ليتحرك بعد مرور بعض الوقت متجها إلى منزل محمد.
جلس خالد برفقة محمد وحاول إستيعاب طلبه وحين طال صمته سئله محمد
.. إيه يا ابني مردتش عليا بقولك أنا محتاج أمضتك على الموافقة علشان أمل تسافر لخالها قولت إيه.
هز خالد رأسه بالرفض وقال
.. أنا مش عارف أقولك إيه بس.
قاطعه محمد قائلا
.. تقول إنك موافق علشان مصلحة أمل وصحتها دا لو بتحب بنتي فعلا وعاوزها ترجع لنا أحسن من الأول.
ارتبك خالد وسارع بقوله
.. هو حضرتك عندك شك فحبي لأمل يا عمي.
ربت محمد فوق ساق خالد وقال
.. أنا معنديش شك يا خالد وعارف إنك هتبدي مصلحة أمل على مصلحتك زي ما أنا وولدتها هنتحمل بعدها عننا.
بعدما أعطى خالد موافقته على سفر أمل استغل وجوده وحديثه مع والدها واستأذنهم ليغادر برفقتها متعللا بأنها تحتاج إلى التغيير ومغادرة تلك الغرفة ورغما عنها تقبلت أمل مرافقته خاصة بعدما حذرتها عينا خالد من ظنون والدها بشأنهما سارت إلى جانبه وعقلها ينوء أسفل حمل الأسئلة التي تصارعت بداخلها تتسائل ألم تكن كافيه له ليبحث عن حاجته مع أخرى ولما أختار صديقتها هل حقا أحبها أم عاشت وهم الحب كما عاشت وهم الصداقة انتبهت حين توقف وأشار إليها ليجلسا أمام البحر أتخذت مكانها بصمت تحدق بالبحر تتمنى لو تلقي بجسدها بين امواجه لتختفي للأبد وتتوه بعيدا عنه سحبت بعض الأنفاس بعدما ازداد أختناقها ووصل إلى سمعها صوت تنفسه فرت دمعة خائڼة منها وهي تتذكر حالتها في الأمس البعيد كم كانت تود لو يجمعها مكان واحد وبمفردها معه واليوم تود لو تختفي من حياته وتنسى ما يربطهما سويا لمس خالد بأطراف أنامله أصابعها فانتفضت وسحبت يدها بعيدا عنه ورمقته بنظرات تحذيرية كي لا يتطاول ويلمسها مرة آخرى ألتقت عينيها بعيناه وبدت نظراته مليئة بالندم والأعتذار ولكن عن أي ندم ستتحدث العيون عن أغتياله لمشاعرها أم وئده لقلبها الذي لم يحمل إلا الحب له ليأتيها صوته يهمس بإسمها
.. أمل ممكن بقى تسمعيني المرة دي.
ابتسمت بسخرية فما أغرب الأحوال اليوم فسابقا كانت تخشى التحدث واليوم يستأذنها هو زفرت بضيق فما بيدها شيء تفعله لتمنعه عن محادثتها ليلتقط خالد أنفاسه المبعثرة ويقول
.. قبل أي كلام أنا كنت عايز أعتذر عن كلامي المرة اللي فاتت أنا مكنتش قاصد ټهديدي ليكي بس للأسف يوميها التعبير خاني وقولت الكلام دا من غير ما أفكر كان ڠصب عني الضغط اللي كنت فيه وقلقي عليكي ورفضك إني أكلمك أو أشوفك أمل أنا.
صمت فجأة ولم تلتفت إليه ليدرك بأنها لم تستمع له تغضن جبينه بحدة أمام موقفها منه واهمالها وزفر بقوة وقال
.. أمل بصي لي علشان أنا خلاص على أخرى وقربت أتعصب على فكرة أنا لحد دلوقتي مديلك عذرك وعارف إن الموقف كان شديد عليكي لكن بلاش تتمادي أنت دلوقتي مراتي وزي ما قولت لك سابق أنا ليا حقوق عليكي وأولهم الطاعة.
ادارت وجهها وحدقت به لا تصدق بأنه تفوه بتلك الكلمات أحقا لا يزال يظنها ستقبل بأن تستمر بتلك الزيجة وستقبل بوجوده في حياتها هو واهم حقا إن ظنها ستقبل بالأمر الواقع وترتضي بضعف
تم نسخ الرابط