كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
قد إيه بتكون غيرتى علشان كدا قصدت تخليكي تحطي الزفت دا وأنت مشيتي وراها عادي ومش بعيد تكون هى اللي معرفاكي على الاستاذ هو أنت قولتي اسمه إيه اه مارك .
حدقت أمل في وجه حازم باضطراب ليدرك صحة ظنونه من ملامحها وسمعها في النهاية تهمس قائلة
.. أنا أسفة مكنتش متخيلة إنها بتفكر كدا.
وفجأة أعتدلت أمل وأحتدت ملامحها وأرتفع صوتها وهي تسأله بعصبية وغيرة واضحة
لعڼ زلة لسانه ولكنه شعر بالسعادة لسؤالها وحدتها ليدرك أنها تبادله الأحساس بالغيرة فأجابها في نهاية الأمر
.. بصي أنا هقولك علشان دماغك متروحش لبعيد انا فمرة كنت معاها وهي كانت بتحاول أنها تغير طبية الزمالة اللي بينا فأستخدمت حيلة الروج معايا وطلبت إني أختار لها لون مناسب ليها فأنا جاوبتها إني مش بحب الروج أساسا وطلبت منها تشوف حد غيري يختار لها.
.. والله بقى هي عوزاك تختار لها الروج على كدا مطلبتش تختار لها لبسها بالمرة.
انطلقت ضحكة حازم أمام غيرة أمل الواضحة
وقال
.. لا اطمني الموضوع موصلتش بينا لدرجة اللبس بس أنا عندي استعداد تام اروح معاك واختار كل حاجة ممكن تلمسك على الاقل اطمن إن مفيهاش حاجة تولع غيرتي عليك .
.. أنت انت كدا بتخترق شروط الأتفاق اللي بينا يا حازم ودلوقتي يلا اتفضل روحني.
زاد حازم من قربه منها ومال نحوها فتراجعت أمل قليلا لتتفادي أنفاسه الحارة وقال وعيناه تطوف فوق ملامحه بحب
.. طيب ما تيجي اختار لك حاجة على زوقي وصدقيني هصدمك.
زاد إصرار عيناه أمامها ليضيف بصوت أجش
تراجعت أمل برأسها بعيد عن عين حازم وقالت
.. أنا إحنا بينا اتفاق وبعدين نتجوز إزاي يعني وبعدين لو سمحت تبعد شوية يا حازم علشان أنا مش عارفة أركز.
.. على ما أظن إن الوضع كدا بقى خارج السيطرة أنا مبقتش عارفة أنا عاوزة إيه وبعدين يا أمل أنت هتفضلي تضحكي على نفسك كتير أنت مبسوطة من تصرفاته وسعيده معاه فمتنكريش إنك أضايقتي أنه لمس خدك بس على فكرة أنت أفكارك بقت منحرفة كتير ودا سببه وجود حازم معاك دايما.
كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.
الفصل الثالث والعشرون .رفض آخر.
حاولت ضحى ألا تقرأ تلك الكلمات التي كونتها ولكن فضولها كان الأقوى فالتقطت الورق وقرأت ما دونته لتتسع عينيها بشدة تركت الورق من يدها وقلبها يرجف لتميل وتلتقطه مرة أخرى وأعادت قراءة الكلمات
.. احببتك منذ نعومة اظافرك منذ كنت طفلة تتمسك بقدمي تلتصقي بي لتسرق الحلوى بوجه كالقمر حتى أتى يوم الفراق والاشتياق والافتقاد يوم وفقتي في زاوية الغياب تتطلعي لي بعيناك وتسأليني إلى أين سأذهب فاستدرت عنك پألم فأنا لا أملك لسؤالك جواب حينها لوحتي لي يا طفلتي الصغيرة وعيناك تبكي وفي غربتي علمت أني أصبحت سجين طفلة ذات ضفيرة سوداء وحين عدت بعد بضع سنوات وجدتك مراهقة تتخذ مني موقف عداء أغلقتي بوجهي كل سبيل إليك حرمتيني حق الرجاء وأبيتي أن تحرريني لتأسريني عمرا فوق عمري فأغلقت بعدك قلبي لتصدميني بلهوك مع آخر أتخذ طريقي وسلبني إياه فهل نبض قلبك حقا لهواه هل نسيتي أمري وفقدتي شغفك بي.
تسائلت ضحى لمن خط أحمد تلك الكلمات هل يمكن أن تكون تلك الكلمات لي فهو أعطاني الكتاب وطالبني بقراءته ما هذا العبث والهراء أنا لن أتحمل المزيد من اللهو فالكتاب ملك لخالي والكلمات مرسلة من أحمد أيعقل لا لا يعقل أي شيء سأضع الكتاب بمكانه وكأني لم أقرأ أي شيء وسأترقب هذا العابث إن كان هو من خطها سيفتضح أمره وإن لم يكن سأعتبرها مجرد صدفة ليس إلا وكفاني ألغاز وتفكير فأنا للآن أحيا بدوامة إيهاب وكلماته الأخيرة لي.
وضعت ضحى الكتاب كأنه يحرقها وأسرعت إلى غرفتها بقلب ينبض قبل أن يكشفها أحد.
ولجت أمل إلى غرفتها بتذمر بعدما رفض حازم أن يرافقها وتعلل بأنشغاله فقذفت حقيبتها أرضا بسخط وأرتمت فوق فراشها تحدق بالفراغ أمامها لا تدر ماذا يحدث معها فالأمر يفلت من زمامها وبدأت تنجرف نحو حازم بعدما أصبح يهددها أمنها النفسي.
انتبهت أمل لصوت خالها يناديها فهبطت لأسفل لتجد ضحى قد سبقتها فبدت الشقيقتان وكأنهما تتحاشان التحدث معا فوقفت ضحى بجانب أمل حين سألت أمل خالها
.. خير يا خالو في حاجة.
ابتسم أمجد وهو يترقب الفتاتين وقال
.. خير يا قلب خالو كل الموضوع أنكم وحشتوني أنت فكليتك وضحى طول الوقت فأوضتها وأنا بصراحة أتعودت إنكم تبقوا حواليا فقلت أناديكم وأخدكم نتعشا برا ها إيه رآيكم.
التفتت أمل وحدقت بوجه شقيقتها تسألها بصمت فتغضن جبين ضحى ورفعت أصابعها وتلمست جبينها وأجابت
.. ياريت تعذرني يا خالو علشان أنا مصدعة شوية ومحتاجة أنام شوية يمكن الصداع يروح معلش أنا اسفة إني بوظت لك الترتيب.
أيدت أمل كلمات شقيقتها وأضافت
.. وأنا كمان مش هينفع أخرج يا خالو أصل أنا ورايا محاضرات هنقلها فمعلش بقى حظك معانا النهاردة مش متظبط بص هو حضرتك ممكن تخرج أنت وأحمد عادي ومتقلقش علينا هنا.
زفر أمجد بضيق وعقب
.. للأسف أحمد مش هينفع يجي علشان أتصل من شوية وقال أن عنده شغل عموما خلاص مش مهم نخرج أقولكم أنا هقوم أحضر لنا العشا و.
قاطعته ضحى سريعا وقالت
.. لأ يا خالو أنا ميرضنيش تعبك بص حضرتك استريح وأنا هعملك أحلى عشا يعني هو نحرمك من الخروج وكمان حضرتك اللي تحضر لنا العشا.
والتفتت ضحى صوب شقيقتها وقالت
.. هتيجي معايا ولا هتقعدي مع خالو.
أنتبهت أمل من شرودها وأجابتها
.. هطلع أجيب المحاضرات وأقعد مع خالو هنا اخلصها وأنت بقى ورينا الشيف ضحى هيفاجئنا بإيه.
غادرتهم ضحى وصعدت أمل لتأتي بمحاضراتها وعادت لتجلس بجوار خالها تختلس النظر إليه فالټفت إليها وقال
.. ها قولي اللي جواك وأنا هسمعك أصل عينيك فيها كلام كتير.
تنهدت أمل بحيرة وقالت
.. هو شكلي باين عليه للدرجة دي إن في جوايا كلام.
وضع أمجد يده على كتفها وقال
.. دا مش كلام وبس دا قصص كمان .
تركت أمل أجندة المحاضرات وأسندت رأسها على كتف خالها وقالت
.. حازم عاوز يسافر يطلبني من بابا ونتجوز وهو هنا غير الأتفاق اللي كان بيني وبينه إن يكون لينا سنة نقضيها سوا تعارف لحد ما أقدر أقيم اللي جوايا وبصراحة يا خالو أنا مش عارفة أعمل إيه أنا حاسة إني مقسومة في جوايا حاجة بتقولي وافقي وأتجوزي حازم وعيشي الحياة معاه وجزء تاني خاېف أكون بظلم حازم معايا وبظلم نفسي ما تدلني يا خالو أتصرف إزاي.
استمع أمجد إلى مخاۏف أمل بأهتمام وأعتدل بجلسته
متابعة القراءة